اختتم الرئيس عبد الفتاح السيسي، الجمعة 4 مارس، جولته الآسيوية عائدًا من عاصمة كوريا الجنوبية (سول)، بعد ثلاث محطات هامة، والتي التقى خلالها بكل من الرئيسة الكورية بارك جون هيه، ورئيس الوزراء الكوري، ورئيس برلمان كوريا الجنوبية. كما تم التوقيع على إعلان الارتقاء بالعلاقات إلى مستوى الشراكة الشاملة والتعاون بين البلدين، بما يعكس إرادة سياسية قوية لإحداث نقلة نوعية في التعاون والشراكة تتناسب مع إمكانيات البلدين وعلاقاتهما المتميزة. والتقى «السيسي» بممثلي كبرى شركات الكورية ورؤساء الاتحادات الاقتصادية والتجارية بغية التعرف على آفاق التعاون الاقتصادي وفرص الاستثمار المتاحة في مصر، فضلاً عن حضوره لاجتماع مجلس الأعمال المصري الكوري. وقام «السيسي»، اليوم، بجولة هامة في المنطقة الاقتصادية الحرة «إنشون» التي تبعد حوالي ساعة عن العاصمة سول، وتم افتتاحها عام 2003 وتعد الأكبر على مستوى كوريا الجنوبية، كما تحظى بموقع استراتيجي متميز يعزز مكانتها كمركز للتجارة في منطقة شمال شرق آسيا التي تمثل 20% من الاقتصاد العالمي، فضلاً عن قربها من العاصمة مما أسهم في تيسير حركة النقل وزيادة التجارة والاستثمار في هذه المنطقة، وتشتهر المنطقة بالصناعات الدقيقة لتكنولوجيا المعلومات والتكنولوجيا البيولوجية والبحث والتطوير. ويتواجد بها ميناء «إنشون» الجديد، وتُعد مركزًا للمعاملات المالية وصناعة الروبوتات، إضافة إلى الصناعات المرتبطة بتكنولوجيا الطيران، حيث يتواجد بها مطار إنشون الدولي المصنف الأول على مستوى العالم لتسع سنوات متتالية. ويبلغ عدد الشركات المستثمرة في المنطقة 75 شركة متعددة الجنسيات، وتقدم المنطقة نموذجاً رائداً لمنظومة متكاملة تشمل التجمعات السكنية وأفضل الخدمات التعليمية والطبية. وكان في استقبال الرئيس عمدة إنشون ومفوض الهيئة الاقتصادية الحرة لمنطقة «إنشون»، حيث عقد لقاء معهما، بحضور الوفد الرسمي المصري، استهله عمدة أنشون بالترحيب بالرئيس مشيدا بما تتمتع به مصر من تراث ثقافي ثري وحضارة عريقة، وأكد أن زيارة الرئيس لكوريا ستعطي دفعة قوية لتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين. وأشار السفير علاء يوسف المتحدث باسم رئاسة الجمهورية إلى أن الرئيس ألقى كلمة أعرب خلالها عن إعجاب مصر بنجاح النموذج الكوري في التنمية، منوهًا بأن المنطقة الاقتصادية الحرة في «إنشون» تُعد أحد صروح الصناعة الكورية وتمثل منظومة اقتصادية وصناعية ولوجيستية متكاملة. وأكد الرئيس اهتمام مصر بالاستفادة من النموذج الناجح الذي تقدمه المنطقة الاقتصادية الحرة في إنشون، بما يسهم في خطط تطوير منطقة قناة السويس والموانئ والمنطقة الصناعية واللوجستية المرتبطة بها. وأعرب الرئيس عن تطلع مصر لتعزيز التعاون بين منطقة «إنشون» والهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس بما يؤدي لتبادل الخبرات والتعاون في مختلف المجالات محل الاهتمام المشترك، مرحبًا بتوظيف الشركات الكورية منطقة قناة السويس الاقتصادية كمنطلق لمنتجاتها إلى الشرق الأوسط وأفريقيا وأوروبا، سواءً من خلال التصنيع في هذه المنطقة، أو من خلال إنشاء مناطق للتخزين والتوزيع. وعقب ذلك حضر الرئيس مراسم التوقيع على مذكرة التفاهم بين الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس وهيئة المنطقة الاقتصادية الحرة في «إنشون»، وقد قام الرئيس بجولة تفقدية في المنطقة شملت الميناء الجديد، وغرفة تحكم نظام التشغيل الآلي للميناء. ثم زار السيسي مصنع سامسونج للالكترونيات، حيث كان في استقباله رئيس مجلس إدارة الشركة، وتفقد قاعة العرض الرئيسية للمصنع والموقع الخاص بخط الإنتاج، كما عقد لقاءً مع كبار قيادات الشركة الذين استعرضوا مجالات عملها في مصر وخططها لتوسع أنشطتها، خاصة بعد افتتاح أول مصنع لها في أفريقيا والشرق الأوسط بمحافظة بني سويف في ضوء الثقة التي يلمسونها في مناخ العمل والفرص الواعدة للاستثمار بمصر. وأوضح مسئولو الشركة أن المصنع يعمل به ١٨٠٠ عامل ويتم تصدير 80% من إنتاجه إلى شمال أفريقيا، فيما أشاد الرئيس بافتتاح الشركة لمصنعها في منطقة الصعيد في ضوء الأهمية التي توليها الدولة لتنمية الصعيد اقتصاديًا واجتماعياً، داعياً الشركة إلى مواصلة التوسع في أنشطتها، ومؤكدًا حرص الحكومة على تقديم المساعدة اللازمة. وكان الرئيس السيسي قد بدأ جولته الآسيوية في ٢٦ فبراير بزيارة عاصمة كازاخستان (آستانة)، التقى مع كل من الرئيس الكازاخي نورسلطان نزارباييف، ورئيس الوزراء الكازاخي، للتباحث بشأن مجمل أوضاع العلاقات الثنائية وسبل تنميتها وتطويرها، وكذا تبادل وجهات النظر بشأن مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها مكافحة الإرهاب والتطرف. كما ألقى الرئيس كلمة في جامعة نزار باييف سلط الضوء خلالها على مجمل التطورات السياسية والاقتصادية التي شهدتها مصر خلال السنوات القليلة الماضية، وكذلك تطورات الأوضاع الإقليمية، وسبل مكافحة الإرهاب وتصويب الخطاب الديني. وفي ثاني محطاته توجه إلى العاصمة اليابانية (طوكيو)، حيث ألقى الرئيس كلمة تاريخية أمام البرلمان الياباني، وعقد لقاءات مع رئيس الوزراء الياباني شنزو آبي، وولي عهد اليابان بسبب تعرضه والده الإمبراطور لوعكة صحية، وبحث الرئيس سبل تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين، حيث استحوذ التعاون في مجالات التعليم والطاقة والبيئة بأولوية متقدمة في هذه الزيارة، فضلاً عن تبادل وجهات النظر إزاء القضايا الإقليمية المهمة، وبحث سبل التعاون والتنسيق على الصعيد الدولي في ضوء عضوية البلدين في مجلس الأمن لعامي 2016-2017. والتقى الرئيس مع رئيس الوكالة اليابانية للتعاون الدولي «جايكا»، وكذلك مع محافظ طوكيو التي تربطها بالقاهرة اتفاقية للتآخي. وشهدت الزيارة لقاءات مكثفة للرئيس مع ممثلي مجتمع الأعمال الياباني ورؤساء كبريات الشركات اليابانية. والتقى الرئيس كذلك بأعضاء جمعية الصداقة البرلمانية المصرية اليابانية، فضلاً عن حضور للمنتدى الاقتصادي الذي نظمه مجلس الأعمال المصري – الياباني المشترك بالتعاون مع غرفة التجارة والصناعة اليابانية والمنظمة اليابانية للتجارة الدولية.