استمرت الهدنة في سوريا لليوم الثالث على التوالي وسط تحذيرات من المعارضة بأن وضعها «الهش» يهدد بإلغاء الهدنة بشكل كامل، فيما أوضح الاتحاد الأوروبي أن وقف إطلاق النار «متماسك» بدرجة كبيرة رغم الانتهاكات، وقال أسعد الزعبي، رئيس وفد التفاوض التابع للهيئة العليا للتفاوض المدعومة من السعودية، إن الوقف الهش للعمليات القتالية الذي بدأ السبت أصبح يواجه «إلغاء كاملا» بسبب هجمات القوات الحكومية. وأَضاف أسعد أن الهدنة «انهارت قبل أن تبدأ وأن المعارضة لديها عدة بدائل لحماية الشعب السوري إذا لم يتمكن المجتمع الدولي من ذلك». من جانبه، قال السكرتير العام لحلف شمال الأطلنطي ينس ستولتنبرج، إن الهدنة الهشة في سوريا متماسكة بدرجة كبيرة فيما يبدو لكن الحلف قلق من الحشد العسكري الروسي في سوريا، موضحا «رأينا بعض التطورات المشجعة على أن وقف إطلاق النار متماسك بدرجة كبيرة لكن في الوقت نفسه رأينا بعض التقارير عن انتهاكات لوقف إطلاق النار». وأضاف: «هذا الاتفاق والتنفيذ الكامل للاتفاق هو أفضل أساس ممكن لتجديد الجهود من أجل التوصل إلى حل سياسي سلمي للأزمة السورية عن طريق التفاوض». في المقابل، قال الكرملين الاثنين 29 فبراير، معلقا على وقف إطلاق النار في سوريا إن «العملية مستمرة»، وإن كان واضحا من البداية أنها لن تكون سهلة. وقال ديمترى بيسكوف المتحدث باسم الكرملين في مؤتمر هاتفي «كان مهما للغاية التوصل إلى وقف لإطلاق النار، العملية مستمرة». على الصعيد نفسه، طلبت فرنسا اجتماعا لمجموعة العمل حول الهدنة في سوريا «بدون إبطاء»، وذلك اثر معلومات عن استمرار الغارات كما أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان-مارك آيرولت في جنيف. وميدانيا، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان والتلفزيون السوري الرسمي إن قوات الحكومة استعادت السيطرة على طريق رئيسي مؤد إلى مدينة حلب الشمالية من قبضة مسلحي تنظيم «داعش». وأضاف المرصد أن المعارك مستمرة بين القوات الحكومية ومسلحي التنظيم في المنطقة الواقعة جنوب شرقي محافظة حلب، وقال التلفزيون الرسمي السوري أمس الاثنين 29 فبراير، إن قوات الحكومة تقوم بتطهير الطريق الذي يمر عبر بلدة خناصر من الألغام. وأعلن مفوض الأممالمتحدة لحقوق الإنسان أمس الاثنين، أن الجوع قد يكون أودى بحياة الآلاف خلال حالات الحصار التي تطال نحو نصف مليون شخص في سوريا. وقال زيد بن رعد الحسين خلال افتتاح الجلسة السنوية لمجلس حقوق الإنسان في جنيف إن «التجويع المتعمد للشعب محظور بشكل لا لبس فيه باعتباره سلاح حرب، واستطرادا، فحصار المناطق يقع في الخانة نفسها».