قال مستشار مفتي الجمهورية، د.إبراهيم نجم، إن مصر هي رمانة الميزان لمنطقة الشرق الأوسط، ولها دور محوري وضروري في النظامين الدولي والإقليمي يحظى بالتقدير من المجتمع الدولي. وأكد مستشار المفتي، أنه لا يمكن لأحد أن يلغي أو يقلل من دور مصر ومكانتها الدولية، ودورها الإقليمي، الذي استعادته بقوة بفضل تحرك القيادة السياسية وتماسك الجبهة الداخلية. وأوضح نجم خلال لقائه بلجنة مكافحة الإرهاب بمقر الخارجية الأسترالية أن الرئيس عبد الفتاح السيسى يولى اهتمامًا كبيرًا بقضايا تجديد الخطاب الديني، ويقدم الدعم الكامل للمؤسسات الدينية بمصر، في سعيها لإيجاد خطاب وسطى متصل بالأصل ومرتبط بالعصر، لافتًا إلى أن دار الإفتاء المصرية تعمل على نشر الوسطية والدفاع عن الإسلام ومحاربة الفوضى في الخطاب الإفتائي في الخارج تنفيذًا للإستراتيجية التي وضعها فضيلة د.شوقي علام، مفتي الجمهورية، أوائل هذا العام. وأبدى مستشار مفتي، استعداد دار الإفتاء الكامل للتعاون في توضيح صورة الإسلام وأن تكون الدار بيت خبرة للخارجية الأسترالية فيما يخص الفتوى وقضاياها. واستعرض نجم، الإجراءات التي اتخذتها دار الإفتاء المصرية لمواجهة الآلية الدعائية للتنظيمات الإرهابية ومن ضمنها داعش، وذلك من خلال إقامة مرصد لمتابعة الفتاوي التكفيرية والمتشددة، والرد على هذه الفتاوى وتفنيدها من خلال منهج علمي رصين، وإقامة مركز تدريبي متخصص يقدم دورات تدريبية تتضمن سبل تناول ومعالجة الفتاوى المتشددة، وإطلاق صفحة إلكترونية بعنوان "داعش تحت المجهر"، باللغتين العربية والإنجليزية، لتصحيح المفاهيم الخاطئة التي تسوقها التنظيمات الإرهابية، وإطلاق مجلة إلكترونية باللغتين العربية والإنجليزية لنشر الإسلام الوسطي المعتدل، وترجمة أكثر من 1000 فتوى باللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية نسبة كبيرة منها متعلقة بتفنيد مزاعم التيارات المتطرفة وما تسوقه من مفاهيم وتصدره من فتاوى مغلوطة، وكذلك إصدار موسوعة لمعالجة قضايا التطرف والتكفير باللغات الأجنبية. وأوضح أن الجماعات الإرهابية تأتي بنصوص مبتورة من التراث وتخرجها من سياقاتها لتحقيق أهدافها الدنيئة، مؤكدا أن دار الإفتاء المصرية تفضح هذه الانحرافات الفكرية، وتفندها من خلال مرصد الفتاوى الشاذة والتكفيرية، الذي أنشأته الدار ليقوم بهذه المهمة، موضحا أن المتطرفين ضيقوا مفهوم الجهاد وفسروه بأنه القتل والذبح، بل وادعوا زورا وبهتانا أن هذا المفهوم المشوه هو الجهاد الذي شرعه الله، مع أن الجهاد في جوهره هو الجهد البشرى الساعي إلى تحسين حياة الفرد والمجتمع والدفاع عن الأوطان تحت راية الدولة، فإحياء الناس وعمارة الأرض هو النموذج الإلهي للجهاد. وأكد، أن مصدر التبرير المزعوم لكثير من مظاهر التطرف والعنف السياسي، في العالم الإسلامي وخارجه، ليس مرده إلى تعاليم الأديان، ولكن لمجموعة معقدة من العوامل، نحتاج لفهمها جيدا بشكل معمق، حتى نعالج هذه الظواهر التي تهدد العالم أجمع وبين أن الآلة الإعلامية لبعض تيارات العنف، تعمل على تشويه صورة مصر لدى عدد من دوائر صنع القرار في الخارج، وتعمد إلى تصدير خطاب سياسي يناقض ما تقوم به تلك الجماعات من أعمال عنف وتدمير على أرض الواقع. وتابع أن المسيحيين في مصر ليسوا أقلية بل شركاء في الوطن، لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات، يعيشون سويًا تحت مظلة القانون دون تفرقة أو تمييز، والاعتداء على كنائسهم وأديرتهم أمر يرفضه الإسلام ويعاقب عليه القانون وأكد نجم، أن المسؤولين وصناع القرار الأستراليين يقدرون كثيرًا دور مصر ومكانتها، ويحرصون بشكل كبير على الحفاظ على العلاقات الإيجابية بين البلدين ودفعها دوما للأمام، وزيادة أوجه التعاون والتنسيق بين مصر وأستراليا.