"بطلوا ده واسمعوا ده.. الغراب ياوقعة سودا.. جوزوه أحلى يمامة".. أشهر أغنية للمطرب والممثل عزيز عثمان، التى تغنى بها فى أحد الأفلام. ربط البعض تلك الأغنية بقصة زواجه من ليلى فوزي التي لقبت ب"فرجينيا" جميلة الجميلات، وكان يكبرها بسنوات طويلة. كانت قصة زواج "فرجينيا" جميلة الجميلات ليلى فوزي من عزيز عثمان مثارا للتعجب، حيث فارق السن والطباع وحاول الكثيرون فك شفرة هذه العلاقة المركبة، والبعض برر ذلك بأنها أجبرت على الموافقة، حيث كان عثمان صديقا لوالدها التركي الحاد المزاج، فلم يعترض على صديقه وزوجهما على غير إرادة منها.ولكن ليلى فوزي في أحد حواراتها قطعت الشك باليقين وكشفت السبب الفعلي للزواج قائلة: "عزيز كان صديقا قديما لوالدي، وكان يزورنا بشكل شبه يومي ويلعب معنا، وكنت وإخوتي نعتبره في مقام والدي ونتعامل معه علي هذا الأساس، ولم يكن يخطر ببالي أن أونكل عزيز يخطط للزواج مني، وبالفعل طلب يدي من والدي، لكنه رفض ووافقت أنا علي الزواج منه علي الرغم من فارق السن الكبير جدا بيني وبينه، فقد رأيت في هذا الزواج خروجا من سجن والدي، ولم أدرك خطورة ما أقدمت عليه إلا بعد الزواج.ليلى فوجئت بهذا الزوج وكأنه الوجه الآخر للأب المتشدد، وعاملها بنفس القسوة بل وأشد في بعض الأحيان، فكان لابد من انفصالهما، وعندما عرضت عليه رغبتها رفض أن يتخلى عنها فتركت له المنزل وأقامت عند والدها، ووقع في تلك الأثناء الطلاق بين أنور وجدي، حبيبها الأول، وليلى مراد، وحاول أنور التقرب إليها مجددا بعدما علم بخلافها الزوجي وأنها أوشكت على الطلاق.وعندما علم عزيز برغبة أنور المحمومة للارتباط بزوجته ازداد عنادا ورفض الطلاق، لكن المخرج حلمي رفلة، صديق العائلة، تحدث إليه كثيرا وأقنعه بالطلاق، وبالفعل تم انفصالهما ليموت عزيز بعدها بأيام بعد زواج استمر قرابة 4 سنوات. جدير بالذكر أن عزيز عثمان ولد فى 23 يناير ١٨٩٣، والده هو محمد عثمان أحد رواد الموسيقى الشرقية فى مصر، ويعتبر عثمان من رواد الفن الغنائي الشعبي في مصر وهو أوائل الفنانين الذين تغنوا بالطريقة الساخرة وله من الأغنيات الرائعة في هذا المجال الكثير والكثير ومن أبرز هذه الأغنيات: "سيبك منهم دا مفيش غيري" و"موال غريب" و"فارقتكم" و"يا نسمة طلى على أرض حلى" و"يا فتاح من غير مفتاح". واشتهر بأغانيه التي تعكس الروح الفكاهية المصرية، وهو ممثل ومطرب عمل في بداية مسيرته الفنية في فرقة بديعة مصابني. على الرغم من الموهبة الفنية الرائعة التي اتسم بها عزيز عثمان منذ شبابه إلا أنه لم يظهر على الشاشة الفضية إلا بعد أن اقترب من سن الخمسين من عمره ولم يعمل في مجال التمثيل سوى ثمانية أعوام، ولكنه استطاع خلال هذه الفترة القصيرة أن يشترك في ما يقرب من 30 عمل. وكانت أول محطة في مسيرته السينمائية في فيلم "لعبة الست" في ١٩٤٦فى دور "بلاليكا" مع نجيب الريحاني، وتحية كاريوكا ومارى منيب وعبد الفتاح القصري. من أفلامه "يا ظالمنى" و"لسانك حصانك" و"عنبر" و"آخر كدبة" و"ساعة لقلبك" و"سماعة التليفون" و"ما تقولش لحد" و"عنبر" و"آخر كدبة" و "ست الحسن". شارك ليلى فوزي بطولة ١٣ فيلما، فيما شارك ليلى مراد بطولة فيلمين وشادية 5 أفلام وتحية كاريوكا 7 أفلام ونور الهدى وصباح كلا منهما فيلما واحدا. وشارك معظم مطربي جيله في بطولة أفلامهم مثل فريد الأطرش ومحمد فوزي ومحمد أمين ومحمد الكحلاوي وكارم محمود. كان آخر أدوراه التي قدمها في فيلم "يا ظالمني" عام 1954، وتوفى في ٢٤ فبراير ١٩٥٥ عن عمر يناهز 62 عاما.