أنهت الكنيسة البطرسية في شارع رمسيس ، الخميس 18 فبراير،استعداداتها لاستقبال جثمان الراحل بطرس بطرس غالي الذي وافته المنية ، الثلاثاء 16 فبراير، عن عمر يناهز 94 عاما. وشملت الاستعدادات توفير فروشات علي السور الخارجي للكنيسة الملاصقة للكاتدرائية المرقسية بالعاباسية وبعض المقاعد لاستقبال المصلين والمشاركين في الجنازة وسماعات وأجهزة صوت وخاصة أن مساحة الكنيسة لا تسع لأعداد كبيرة لذا تم تنظيم الصفوف وتحديد أماكن محددة للإعلاميين وأقارب الراحل والمسئولين، كما تم تحضير المدفن الخاص للفقيد داخل الكنيسة حيث من المقرر أن يتم دفن الجثمان بها بجوار جده بطرس غالي باشا وشقيقه رؤوف الذي وافته المنية قبل بطرس بشهور قليلة. ومن المقرر أن يترأس قداسة البابا تواضروس بابا الأسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية صلاة الجنازة عقب الانتهاء من مراسم الجنازة العسكرية التي ستقيمها الدولة تخليدا لذكري الفقيد، علي أن يتم استقبال المعزين غدا بمقر الكنيسة البطرسية أيضا هذا وقد كثفت قوات الأمن من تواجدها وشددت من إجراءاتها وتم الدفع بقوات من الأمن المركزي ورجال المباحث والمرور لتأمين المنطقة قبل بدء الجنازة العسكرية والصلاة في محيط الكاتدرائية والكنيسة البطرسية وسط أنباء عن مشاركة كبار مسئولي ورجال الدولة ودبلوماسيين وسياسيين في الجنازة. ولم تسمي الكنيسة البطرسية بهذا الاسم نسبة لعائلة بطرس غالي التي أقامت الكنيسة ولكن نسبة للرسولين "بطرس" و"بولس"، وتولت عائلة بطرس غالى باشا بناءها فوق ضريحه عام 1911 على نفقتها الخاصة تخليداً لذكراه حيث يوجد أسفل الكنيسة المدفن الخاص بالعائلة والتي كان لها باع طويل في صنع تاريخ مصر الحديث والمعاصر وشاركوا في صنع العديد من الأحداث الفاصلة في تاريخ البلاد منذ الثورة العرابية مرورا بتوقيع إتفاقية السودان وثورة 1919 وإتفاقية 1936 ووصولاً إلي توقيع معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية ومباحثات كامب ديفيد حتي وصول أحد أبنائها وهو الراحل بطرس بطرس غالي إلي منصب الأمين العام للأمم المتحدة كأول مصري وعربي يصل إلي تلك المكانة المرموقة، وترجه أهمية هذه الكنيسة من الناحية الفنية والتاريخية أنها بُنيت على الطراز "البازيليكى" ويبلغ طولها 28 متراً وعرضها 17 متراً ويتوسطها صحن الكنيسة والذي يفصل بينه وبين الممرات الجانبية صف من الأعمدة الرخامية في كل جانب، وتولى تصميم المبانى والزخارف مهندس السرايات الخديوية "أنطون لاشك بك" ويعلو صف الأعمدة مجموعة من الصور رسمها الرسام الإيطالي "بريمو بابتشيرولى" وقد أمضى خمس سنوات في تزيين الكنيسة بهذه اللوحات الجميلة والتي تمثل فترات من حياة السيد المسيح والرسل والقديسين، وتضم الكنيسة العديد من لوحات الفسيفساء التي قام بصناعتها "الكافاليري انجيلو جيانيزى" من فينسيا مثل فسيفساء التعميد والتي تمثل السيد المسيح ويوحنا المعمدان في نهر الأردن ويوجد أمامها حوض من الرخام يقف على أربعة عمدان كما توجد صورة بالفسيفساء في قبة الهيكل تمثال للسيد المسيح العرش وعلى يمينه السيدة العذراء وعن اليسار "مارمرقس الرسول".