قال سفير مصر في المغرب د. أحمد إيهاب جمال الدين، إن مصر تمضى حاليا بخطى ثابتة إلى مستقبل يليق بها، ويستجيب لتطلعات شعبها في حياة حرة كريمة تتحقق فيها الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والدولة المدنية، في إطار من احترام وصيانة الأمن القومي المصري والهوية المصرية. وأضاف جمال الدين، خلال استضافته في (لقاءات دبلوماسية) تنظمها وكالة المغرب العربي للأنباء، أن مصر دولة ذات اقتصاد كبير ومتنوع ، وسوق قوامه 90 مليون نسمة ، وموقع فريد ، ومدخل لأسواق مجموعة (الكوميسا) التي تتكون من نحو 27 دولة ، كما أن لديها قطاعا خاصا متطورا. وأشار إلى أن مصر تمضي حاليا تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي بخطى واثقة لتنفيذ مشروعات كبرى من شأنها أن تغير وجه الحياة في مصر ، كان من باكورتها قناة السويس الجديدة ، والبدء في إنشاء مليون وحدة سكنية واستصلاح مليون ونصف مليون فدان ، وتنمية محور قناة السويس والمثلث الذهبي ، وغيرها من المشروعات التي تسعى الدولة من خلالها إلى استعادة الاقتصاد المصري لعافيته وتحقيقه معدلات نمو تسمح بتحقيق آمال وطموحات الشعب المصري. وعن العلاقات المصرية المغربية ، أكد جمال الدين أنها راسخة ومتنوعة يرعاها زعيما البلدين الملك محمد السادس والرئيس عبد الفتاح السيسي ، حيث أعطى الزعيمان توجيهاتهما للحكومتين بتحقيق نقلة نوعية في مختلف المجالات، وصولا لعقد اللجنة العليا المشتركة في أقرب الآجال ، مؤكدا ، في هذا الإطار، أن ثمة قناعة بأهمية تعزيز التكامل بين البلدين بحيث يكون المغرب مدخلا لمصر إلى دول غرب قارة أفريقيا ، وتكون مصر بالمثل مدخلا للمغرب إلى شرق ووسط القارة والى منطقة الخليج العربي. وتابع "الاحترام والتقدير الكبير الذي تكنه مصر للسياسة الحكيمة للملك محمد السادس ولدوره على الساحتين الإقليمية والدولية ، والدور النشط للمغرب تحت قيادته في القارة الأفريقية وفى دعم التعاون بين جنوب ". وأكد جمال الدين اهتمام مصر ودعمها لعودة المغرب ، الذي كان ضمن الآباء المؤسسين لمنظمة الوحدة الأفريقية ، إلى مقعده في الإتحاد الأفريقي لما سيحققه ذلك من دفعة وضبط للعمل الأفريقي المشترك. وذكر السفير المصري أن هناك تنسيقا وتشاورا مكثفا بين البلدين في مختلف القضايا الإقليمية والدولية ، وتبادل للزيارات على المستوى الوزاري وأجندة غنية بالاجتماعات واتفاقات التعاون في مختلف المجالات ، كما يشمل هذا التنسيق بين البلدين في نشر الإسلام المعتدل ومكافحة التطرف والإرهاب ، وفي الأطر العربية والإفريقية والمتوسطية. وأعرب عن تطلع الدول العربية إلى انعقاد القمة العربية المقبلة في مراكش برئاسة الملك محمد السادس خلال الأسابيع القليلة القادمة ، والتي ستشهد انتقال الرئاسة من مصر إلى المغرب ، وبحث العديد من القضايا الإقليمية الهامة وصولا إلى تحقيق وحدة الصف العربي ومواجهة التحديات الجسام التي تواجهها المنطقة بصورة غير مسبوقة في تاريخها الحديث. وعلى المستوى الاقتصادي ، أكد جمال الدين أن هناك جهودا تبذل لترقية العلاقات الاقتصادية والتجارية بين مصر والمغرب ، تفعيلا لاتفاقية أغادير وتعزيزا للانفتاح والشراكات بين الفاعلين من القطاع الخاص في البلدين ، وفق مقاربة عصرية تتفق مع معطيات القرن الواحد والعشرين. وفيما يتعلق بالجانب السياحي ، قال سفير مصر لدى المغرب إن مصر ترحب في كل وقت بالمغاربة في بلدهم الثاني ، مؤكدا على الجهود المبذولة من أجل استعادة مكانة مصر كإحدى أهم وجهات السياحة المغربية في الخارج. وأكد جمال الدين أن هذا الاهتمام لا ينطلق من أي رغبة وقتية لتعويض سائح من أي دولة أخرى بسائح مغربي نتيجة أحداث إرهابية يمكن أن تقع في أي دولة ، وإنما رغبة صادقة وتوجه يتصف بالاستمرارية والجدية لتشجيع السياحة العربية إلى مصر بصفة عامة والمغربية بصفة خاصة. وفي المجال الثقافي ، أشار جمال الدين إلى أن المغرب سيحل ضيف شرف على معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته القادمة في يناير 2017 ، وأن وزارة الثقافة المغربية ستنظم أسبوعا ثقافيا مغربيا في أبريل المقبل في القاهرة ، فضلا عن أن وزارة الاتصال المغربية أعلنت عزمها تنظيم أسبوع للسينما المغربية في مصر.