وحدهم دفعوا الثمن من أرواحهم دون أي ذنب سوى أنهم وجدوا أنفسهم منذ قرابة ال5 سنوات عالقين في صراع مشتد بين قوات بشار الأسد ومن يدعموه، وبين قوات المعارضة المسلحة وتنظيم داعش. اللاجئون السوريون أصبحوا الآن أمام أكثر من اختيار قد يؤدي أي منهم إلى خسارة حياتهم، فإما أن يبقوا في منازلهم بانتظار الصاروخ الروسي الذي سيضرب بيتهم، أو أن يتخذوا قرار الهجرة نحو الحدود التركية ليستقبلهم رصاص أنقرة، وإما أن يأخذوا طريق البحر نحو أوروبا، والذي استقر أكثرهم في قاعه. أشارت صحيفة الجارديان البريطانية إلى أن قرابة ال20 ألف سوري وصلوا إلى الحدود التركية مؤخرًا، هربا من القصف الذي تتعرض له منازلهم. أهل حلب يهجرونها بسبب القصف أظهرت الصور التي تداولتها وسائل الإعلام مؤخرًا الآلاف من اللاجئين السوريين الذين قرروا مغادرة مدينة حلب بسبب اشتداد القصف الذي تقوم به القوات الروسية على المدينة التي تتحصن بها قوات المعارضة المسلحة، وهم يجلسون على الحدود التركية من أجل السماح لهم بالدخول علهم يجدوا طريقا للهجرة نحو أوروبا. أمنعوهم من القدوم لأوروبا طالبت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تركيا بضرورة تشديد الرقابة على حدودها مع سوريا من أجل منع آلاف اللاجئين من القدوم إلى أوروبا وتفاقم الأزمة التي تعانيها القارة العجوز. وأضافت ميركل – في تصريحات نقلتها صحيفة ال"إندبندنت" البريطانية – إنها تشعر بالفزع الشديد بعد ما رأت خيام اللاجئين الفارين من مدينة حلب السورية عقب اشتداد القصف الروسي والتي تراصت على الحدود التركية. وتابعت ميركل التي كانت في زيارة إلى أنقرة أنها رأت العديد من الأشخاص الذين يعانون من القصف الروسي، واصفة الضربات الجوية التي تنفذها موسكو على المدن السورية بالمخالفة لقرارات مجلس الأمن والتي تحرم استهداف المدنيين. فيما قال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر بحسب صحيفة شبيجل الألمانية إن الصور القادمة من الحدود السورية التركية تظهر أن مؤيدي الحل العسكري للأزمة السورية كانوا مخطئين. الدعم العربي العسكري أو الهزيمة "الدعم العربي العسكري العربي أو الهزيمة" هكذا لخص مقاتلو المعارضة المسلحة السورية التي تقاتل حلفاء الرئيس السوري بشار الأسد موقفها على أرض المعركة التي تدور داخل مدينة حلب. وطالبت قوات المعارضة السورية في حلب الدول العربية التي أعلنت عن استعدادها للدفع بقوات برية إلى سوريا ، «السعودية والبحرين والإمارات» بضرورة تنفيذ تلك الوعود، من أجل أن ينفذوهم من الهزيمة أمام القصف الروسي والقوات الداعمة لبشار الأسد. وأضافت – بحسب صحيفة الجارديان البريطانية- أن مقاتلي المعارضة لن يستطيعوا حسم المعركة التي يخوضوها ضد قوات الأسد إلا بنفس قوة السلاح والقوة البشرية التي تمتلكها والتي حصلت عليها من الدعم السوري الإيراني. وأشارت الجارديان إلى أن قوات المعارضة السورية تخوض القتال في حلب ضد قوات حزب الله والمقاتلين الشيعة القادمين من أفغانستان والعراق والذين يقودهم الحرس الثوري الإيراني، بالإضافة إلى الدعم الجوي من المقاتلات الروسية. الرصاص أقرب من الحدود وعرضت صحيفة الجارديان مأساة اللاجئين السوريين على الحدود مع تركيا والتي أعلنت في وقت سابق إن معبر باب السلامة الحدودي مغلق ولن تسمح سوى بعبور الحالات الحرجة فقط. وقالت "أم يوسف" إنها حاولت عبور الحدود التركية هي وطفلها الذي يبلغ من العمر عام لأربع مرات إلا أنها فشلت في ذلك، مضيفة أنها كانت تتعرض لإطلاق نار كلما حاولت الاقتراب من الحدود. فيما قال أحمد محمد أنه قام بالهجرة من بلدته التي تبعد قرابة ال3 كيلومترات من الحدود التركية بسبب اشتداد الضربات الجوية، مضيفًا أنه كان يشعر بالفزع الشديد جراء تلك الضربات، مشيرا إلى أنهم ينامون في الشوارع قرب الحدود التركية دون أي ملجأ.