أكد الصيادان الناجيان من غرق مركب الصيد «زينة البحرين» أنهما قاما بالسباحة وسط ظروف صعبة، حتى وصلا إلى إحدى الجزر، حيث قام صياد سوداني بمساعدتهما، وأبلغ السلطات السودانية التي نقلتهما للمستشفى. وكان رضا أنور الهتيمى ومحمد كمال جادو قد وصلا إلى مطار القاهرة أمس على متن الطائرة السودانية القادمة من بور سودان، ومعهما جثمان العربي السيد العفيفى الذي لقي مصرعه في الحادث، ليدفن في دمياط. وشهدت المحافظة نفسها أمس تشييع جنازة صياد آخر هو صلاح أبو حجازي الذي غرق في الحادث نفسه، بينما فجر بكرى أبو الحسن شيخ الصيادين بالسويس مفاجأة، حيث رجح أن يكون ١٠ من طاقم المركب على قيد الحياة. وأشار إلى أن جثمان السيد العفيفى لم يصل منفردا إلى الشاطئ، بل كان مربوطا على فانوس المركب، مضيفا أنه يعتقد أن الصيادين تشبثوا بالفانوس الذي يكون أعلى كابينة القيادة، ووضعوا عليه الطعام اللازم لهم، ووصلوا بعد ذلك إلى مكان مرتفع قد يكون جزيرة أو حطام سفينة قديمة طافية، وعندما توفى العفيفى خشوا أن تتعرض جثته للتحلل فربطوها بالفانوس ووجهوه مع الريح حتى وصل إلى الساحل السوداني، مما يدل على أنهم لا يزالون أحياء. وأوضح أن هناك دليلا آخر يدعم اعتقاده، فجثمان الصياد الآخر محمد حجازي وصل سليما دون أن تنال منه الأسماك، وفسر أبو الحسن ذلك بأن الصيادين الأحياء اعتمدوا على خبرتهم بالرياح وانتظروا حتى يصبح اتجاهها عموديا على الشاطئ وأطلقوا الجثمان ليصل إلى الشاطئ في أسرع وقت، وقال: لو إنه طفا على المياه بدون توجيه لتقاذفته الأمواج ونالت منه الأسماك المفترسة. وناشد الجهات المعنية باستئناف عمليات البحث عن الصيادين المختفين. وفى الدقهلية استقبل الأهالي ابنهم أنور الهتيمى، الذي أكد أنه لا يصدق أنه عاد لزوجته وابنتيه وعائلته، وقال: رأيت الموت بعيني، ونطقت بالشهادتين، لكن عناية الله أنقذتني. وأشار إلى أن لقمة العيش أصبحت مرة، وأنه مع زملائه يضطرون لمواجهة الأهوال، فالكل يعلم واقع بحيرة المنزلة المرير وحال الصيادين وأسرهم. وطالب بحلول فورية لمشاكلهم. وروى تفاصيل الحادث قائلا: أثناء جمع الشباك تم إلقاء الهلب لتثبيت المركب، لكن السلسلة انقطعت، وانجرفت المركب بعيدا وسقطت أنا وزميل لي في البحر وجرفتنا الأمواج ونحن نتابع محاولات زملائنا اليائسة لإنقاذنا دون جدوى. وأضاف: تم نقلنا بواسطة لانش صغير للسواحل السودانية ومنها للمستشفى وحاولنا معرفة أى معلومات عن زملائنا لكن لم نصل إلى أى شيء. بينما شيع الآلاف من أبناء مدينة عزبة البرج والقرى المجاورة لها جثمان صلاح أبو حجازي من مسجد الأحمدي بالمدينة، كما شيع أهالي منطقة الجربى برأس البر مساء أمس الأول جثمان العربي العفيفى، وسيطرت حالة من الحزن على مدينتي عزبة البرج ورأس البر لوفاة اثنين من أبنائهما، وتحولتا إلى سرادق عزاء كبير وقامت جميع المحلات والمقاهي بإذاعة القرآن الكريم. ووسط حالة من الحزن ودموع لم تتوقف أكدت ميادة شقيقة أبو حجازي انه تم العثور على شقيقها بإحدى جزر اريتريا، وأكد التقرير الطبي الخاص به أنه متوفى قبل ساعات من العثور عليه ومعنى ذلك أنه ظل حيا لأكثر من ١٠ أيام بالبحر. وظلت تردد والدتي إحنا انكسرنا ده كان سندنا فى الدنيا هو اللي كان بيشتغل عشان يصرف على البيت وعلى والدتي لأن معاشها لا يكفى سداد إيجار الشقة، كان مكفيها ومش مخليها تحتاج لحد كان بيحرم نفسه علشانا، هو اللي مجهزنى وكان يطلع البحر واللي يجيبه يرجع يدهوني، وكان نفسي أحضر فرحه وأشيل ورد وأنا واقفة جنبه في الكوشة ألقى نفسي بجيب ورد عشان أحطه على نعشه وقبره، وتؤكد إنها فقدت شقيقها الأصغر ياسر قبل ٦ سنوات فى غرق المركب «وردشان». وتشير إلى أن آخر اتصال مع أخيها كان يوم السبت ٢٣ يناير حيث طلب من أمه الدعاء له. وداخل منزل العربي العفيفى لم يختلف الحال كثيرا، أكد ابنه أن والده يبلغ من العمر ٦٠ عاما، وقال: وطول عمره بيعمل بحار بيخرج على أكل عشنا وأنا كنت بشتغل على المركب دى رغم أنى حاصل على بكالوريوس إلا أنى لم انتظر وظيفة. وأضاف: علمت بغرق المركب منذ وقوع الحادث لكنى أخفيت الخبر عن والدتي وشقيقاتي ولم يعلموا بوفاته إلا بعد وصول جثمانه إلى مطار القاهرة ومن وقتها وهى في حالة شديدة من هول الصدمة. وأشار إلى أنه تم العثور على والده مربوطا بحبل على فانوس المركب وهذا يدل أنه كان هناك أحياء وعندما غرق والدي قاموا بربطه حتى لا تجرفه المياه مؤكدا أنه لابد من توسيع عمليات البحث.