أشاد مسئول الإعلام في وزارة الخارجية الفلسطينية المستشار أول د. وائل البطريخي بدعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي لتجديد الخطاب الديني في مصر والعالم العربي والإسلامي. واعتبر البطريخي أن دعوة الرئيس المصري لتجديد الخطاب الديني هي طوق نجاة وتساهم في مكافحة الإرهاب بطرق فكرية قائمة على أسس علمية صحيحة تؤدي إلى نتائج إيجابية وسريعة. وشدد البطريخي على ضرورة أن تكون مشيخة الأزهر هي رأس الحربة في مكافحة الإرهاب عالميًا، مؤكدًا أن مصر بأزهرها هو بوابة الإسلام الوسطي الصحيح الذي يتماشي مع الأطياف كافة. وطالب العالم العربي والإسلامي أن يكون مرجعيته الإسلامية للأزهر الشريف، لافتا إلى أن دور العبادة هي المسئول الأول عن التنشئة الصحيحة للبعد عن الأفكار المتطرفة التي تتحول بحكم ظروف اقتصادية أخري إلى قنبلة مؤقتة تنفجر في شكل الإرهاب الغاشم الذي يضرب الآن الأخضر واليابس. وأكد أن مصر استطاعت أن توقف قطار التفتيت في الوطن العربي خلال ثورة 30 يونيو لعدم تكرار النموذج العراقي أو السوري أو الليبي وغيرها من النماذج المحيطة بعالمنا العربي، موضحا أن مصر وشعبها وجيشها استطاعوا أن يقولوا للتقسيم والانجرار إلي حروب أهلية "لا حتى النهاية" وخرجت بسلام من هذا المنعطف الخطير ونتمنى لها المزيد من الاستقرار والأمن. وكشف أن سياسة وزارة الخارجية الفلسطينية هي الانفتاح على العالم من أجل دعم قضيتنا قضية العالم والتي لاتزال هي الدولة الوحيدة على وجه الأرض يوجد بها احتلال، مؤكدا أن السياسة الفلسطينية مع أي جهد يدعو إلى إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 67 وعاصمتها القدسالشرقية. وأكد أن سياسة الخارجية الفلسطينية كذلك هي دعم السلام في أي نقطة في العالم، موضحا أن السلام هو أساس الحياة وفلسطين قيادة وحكومة وشعبا لا تعرف إلا السلام عنوانا وطريقا وتدعمه. وأكد البطريخي أن المبادرة الفرنسية بعقد مؤتمر دولي للسلام جيدة ومرحب بها لكنها تحتاج أيضا إلي دعم عربي ودولي لتحقيقها، لافتا إلى أن مصر تقوم بدفع الاتجاه العام العربي والدولي نحو تأييد المبادرة الفرنسية. وأضاف أن مصر هي الدولة العربية الكبرى التي تستطيع أن تقوم بهذا الدور بالإضافة إلي وجودها كعضو في مجلس الأمن"، موضحا أن مصر لديها من الخبرة التفاوضية الدولية ما يجعلها رقم صعب في المعادلة الدولية لصالح القضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية. وأكد أن مصر قوة لفلسطين قيادة وحكومة وشعبا داخل مجلس الأمن وغيره من المحافل الدولية، مشيرا إلى أن مصر دولة مركزية ومحورية وداعمة لقضايا الأمة العربية والإسلامية وخصوصا قضيتها المحورية فلسطين. وبشأن التقارب المصري الروسى الصيني فى المنطقة وتأثيره على القضية الفلسطينية، قال البطريخي إن "هذا التقارب خطوة ممتازة وسيكون له إنعكاسات إيجابية على القضية الفلسطينية"، مؤكدا أن فكرة العلاقات على أساس المصالح المشتركة وتحقيق التوازن يخدم منطقة الشرق الأوسط. ونوه بأن الاهتمام بالتنمية الاقتصادية وزيادة حجم الصادرات والاستثمار فى العنصر البشري والاعتماد المتبادل بين الشركاء المتواجدين بالمنطقة سيجعل من حل القضية الفلسطينية أمرا واردا وقريبا وسهلا، موضحا أن التقارب بين قوى عظمى جديدة بالمنطقة سيجعل مفتاح الحل قريب المنال من أجل الحفاظ على النتائج الاقتصادية وستجبر الطرف الآخر بقبول السلام والحل العادل على أسس الشرعية الدولية. وحول مصير القضية الفلسطينية فى ظل الأزمات العربية الموجودة بالمنطقة، أكد مسئول الإعلام بالخارجية الفلسطينية أن القضية الفلسطينية استهدفت عبر دول والشعوب العربية من خلال دخول تلك الدول فى صراعات مفتعلة من قبل جهات أخري معروفة من أجل إنشغالها بأوضاعها الداخلية ومن ثم البعد عن القضية الفلسطينية، موضحا أنه رغم ذلك ظلت القضية الفلسطينية وستستمر هى القضية المركزية للدول والشعوب العربية. وأكد أن التاريخ يقول إن السلام يبدأ من فلسطين والحرب كذلك تبدأ وتنتهي من فلسطين، مشددا على ضرورة العمل كعرب ومسلمين سويا على استمرار الدعم السياسي والشعبي للقضية الأم القضية الفلسطينية. ولفت إلى أن إسرائيل تستغل الظروف والأوضاع العربية الراهنة لصالحها فى الانفراد بالقضية الفلسطينية وتستمر فى فكرة اللاحل والتفاوض من أجل التفاوض دون حلول وهذا ما نرفضه شكلا ومضمونا ونعمل حاليا على طرح القضية بمساعدة مصر والأشقاء والأصدقاء بشكل جديد قائم على ثوابت التفاوض عبر دخول دول أخري فى دائرة البحث عن حل. وبشأن الإعلام العربي وكيفية تعامله مع القضايا العربية، رأى البطريخي أن الإعلام هو الذراع القوى لأى دولة تريد تمرير سياستها على المستويات كافة الحالية أو الاستباقية، مؤكدا أن الإعلام العربى مستهدف منذ سنوات ونتيجة عوامل معينة وظروف محيطة لم يستطع التعامل مع هذا الاستهداف. وأوضح أن الإعلام العربي كان على علم منذ البداية بمعرفة ما أطلق عليه فيما بعد ب"الربيع العربي" وربما أيضا كان يعلم بخلق حالة الفوضى الخلاقة تحت ذريعة الحرية والديمقراطية، معربا عن أسفه لعدم تعامل الإعلام العربي وخصوصا إعلام الدول التى كانت مستهدفة مع هذه الأحداث. وأشار إلى أنه لو كان الإعلام العربي قد تعامل عبر استراتيجية دفاعية عن وطنه لكانت الخسائر أقل مما نحن فيه الآن، مناشدا الإعلام العربي بضرورة الاستفادة من أخطاء الماضى والتعامل بشكل جدي ومتطور مع التحديات القائمة. وأكد أن الدولة العربية الوحيدة التى تمتلك وتستطيع أن تطور وتعدل من إعلامها هى مصر صاحبة التاريخ والإرث فى هذا المجال، مطالبا بضرورة توفير أدوات الإعلام الجيد الهادف إلى المحافظة على دولته والمتطور عبر المقومات الحقيقية للدول العربية لوقف نزيف الدم العربي. وأشار إلى أن الجامعة العربية تعد هي الكيان العربي الوحيد المنظم وصاحب استراتيجية وهدف، مشددا على ضرورة العمل كعرب مع بعضهم البعض على تقوية وإعادة تفعيل دور الجامعة المعهود والمعروف عنها على مر العصور. وحول الانقسام وتأثيره على مسار العملية السياسية الدولية لإنهاء الاحتلال، أكد ان الانقسام شوكة فى سفينة السياسة الفلسطينية الهادفة إلى إنهاء الاحتلال، موضحا أن وحدة الصف الفلسطيني باتت واجبة قبل أن تكون ضرورية وخصوصا ونحن في إطار حراك سياسي دولي إزاء قضيتنا. ولفت إلى أن القوي الوطنية حاليا مطلوب منها أكثر من أي وقت ماضي العمل على تهيئة المناخ الداخلي وجعله متماسكا أمام العالم حتى تنجح كل محاولات إجبار المحتل على إنهاء الاحتلال ويتأكد المجتمع الدولي أن الفلسطينيين دولة واحدة بالضفة الغربية وغزة والقدسالشرقية عاصمتها.