نسمع ونقرأ يوميا عن استشهاد عدد من رجال الشرطة وإصابة البعض بإصابات تجعل شابا في العشرين عاجزا باقي عمره. وبرغم ذلك لم يفكر رجال الشرطة تنظيم إضراب احتجاجا علي ما يحدث.. لماذا؟ لانهم رجال يعرفون معني المسئولية. وهذا طبعا من حسن حظنا فلو حدث ذلك ستصاب البلد بشلل كامل بين مجرمين يعيثون في الارض فسادا. أقول ذلك بمناسبة ما قام به الاطباء من اضطراب واغلاق للمستشفيات إثر قيام أمين شرطة غير مسئول باعتداء علي بعض الاطباء.. وأنا لا أقر ما فعله معه أمين الشرطة بل يجب أن يعاقب وبحزم. ولكن ما أحزنني ما قام به الاطباء من اضطراب متناسين شرف المهنة ومعرضين آلاف المرضي لخطر الموت حتي اصبحوا علي حد سواء مع أمين الشرطة المارق بل اشد منه فهو وإن كان اعتدي علي عشرة فهم اعتدوا علي آلاف. من حقهم أن يعترضوا وأن يحصلوا علي حقهم ورد اعتبارهم ولكن ليس علي حساب أطراف أخري يدفعون ثمن ما اقترفه غيرهم. واذا كان فرد شرطة استغل وظيفته وأساء الي هيئته أو مؤسسته فهذا لا يعني أن كل رجال الشرطة كذلك.. بل ان لكل قاعدة شواذ والصالح والطالح موجود في كل فئات المجتمع. هل يعني ذلك أنه اذا انهارت عمارة أن نسب جميع المهندسين ونتهمهم بالاهمال؟ واذا سرق طبيب كلية مواطن أو قتل آخر بحقنة نتيجة خطأ فهل هذا يعني أن كل الاطباء بلا ضمير؟ ولذلك أتساءل لماذا هذ الهجمة الشرسة علي جهاز الشرطة ورجاله يبذلون حياتهم فداء لنا؟ أعزائي الاطباء لكم حق تأخذونه بالطرق الشرعية وعلي المخطئ دفع الحساب وترفعوا عن أذي من لا ذنب لهم.