أبدى الرئيس عبد الفتاح السيسي، حرصه على المتابعة المستمرة للإجراءات التي تتخذها الحكومة لتذليل العقبات التي تواجه الشركات الأجنبية العاملة في مصر. وأكد السيسي خلال استقباله الأربعاء 3 فبراير، وزيرة التنمية الاقتصادية الإيطالية فدريكا جويدي، التي يرافقها وفد اقتصادي إيطالي كبير يضم 46 من ممثلي كبرى الشركات الإيطالية العاملة في القطاعات المختلفة على تقدير مصر لعلاقات الصداقة التي تربطها بالشعب والحكومة الإيطالية، وتطلعها للتعاون مع الشركات الإيطالية في مختلف المجالات. وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، السفير علاء يوسف، بأن الرئيس أشاد خلال لقائه الثنائي مع الوزيرة الإيطالية بالعلاقات الوثيقة التي تجمع بين البلدين على جميع الأصعدة، مؤكداً حرص مصر على تعزيز التعاون مع إيطاليا في جميع المجالات. وقال المتحدث الرسمي للرئاسة، إن وزيرة التنمية الاقتصادية الإيطالية نقلت تحيات رئيس الوزراء الإيطالي إلى الرئيس السيسي، مؤكدةً على أن مصر تعد من أهم شركاء إيطاليا في الشرق الأوسط، فضلاً عن دورها في تحقيق السلام والاستقرار في منطقة المتوسط، مشيرة إلى تقدير بلادها للتعاون الوثيق القائم مع مصر سواء على الصعيد الاقتصادي أو السياسي الذي يشهد تنسيقاً وتشاوراً مكثفاً حول العديد من القضايا الإقليمية والدولية، وبصفة خاصة الجهود الرامية لإعادة الاستقرار إلى ليبيا. وذكر السفير يوسف، أن الرئيس عقد عقب ذلك لقاءً موسعاً مع الوفد الاقتصادي الإيطالي، بحضور المهندس طارق قابيل وزير التجارة والصناعة، والمهندس محمد السويدي رئيس اتحاد الصناعات المصرية. وأستهل الرئيس السيسي اللقاء بالتأكيد على العلاقات التاريخية التي تجميع بين البلدين، والمكانة المتميزة التي تتمتع بها إيطاليا بالنسبة للاقتصاد المصري، إذ تُمثل الشريك التجاري الأول لمصر على مستوى الاتحاد الأوروبي والثالث على مستوى العالم. واستعرض الرئيس السيسي الجهود التي تبذلها الحكومة المصرية للنهوض بالاقتصاد، مشيراً إلى نجاح الحكومة على مدار العام الماضي في تأمين الطاقة اللازمة لبرنامج التنمية الطموح الذي تتبناه مصر، بما يمكنها من استقبال مزيد من الاستثمارات في مختلف القطاعات. وأشار الرئيس إلى أن مصر اتخذت خلال الفترة الماضية إجراءات اقتصادية وتشريعية لتحفيز الاستثمارات وإطلاق عدد كبير من المشروعات القومية لتطوير البنية الأساسية للبلاد تتضمن بناء ثلاث مدن جديدة وعدداً من الموانئ والمناطق الصناعية، منوها إلى مشروعات التنمية التي يتم تنفيذها بمنطقة قناة السويس، وتطلع مصر لمساهمة الشركات الإيطالية في تلك المشروعات بالنظر إلى ما تقدمه من فرص استثمارية متنوعة. واستعرض الرئيس السيسي أيضا، مزايا الاستثمار في مصر، والتي تؤهلها لتكون بوابة العبور للمنتجات الإيطالية إلى أسواق المنطقتين العربية والأفريقية، مشيدا بنشاط الشركات الإيطالية العاملة في مصر في عدد من المجالات الحيوية، مثل الطاقة، والنقل، والتصنيع، والبنية التحتية، منوها إلى ما يحققه عمل تلك الشركات من مكاسب اقتصادية كبيرة للجانبين. ولفت الرئيس بشكل خاص إلى وجود إمكانيات كبيرة للتعاون مع الشركات الإيطالية في إنشاء مناطق صناعية للمجالات التي تتميز بها وتتمتع فيها بخبرة وسمعة دولية مرموقة مثل الرخام، والأثاث، والجلود. وتناول الرئيس أيضا، الفرص الواعدة لتعزيز التعاون مع إيطاليا في قطاع الطاقة، لاسيما في ضوء اكتشافات الغاز التي قامت بها شركة "إيني" الإيطالية، مؤكدا في هذا السياق على وفاء مصر بتعاقداتها والتزاماتها الدولية. جدير بالذكر أن عددا من ممثلي الشركات الإيطالية أعربوا خلال اللقاء عن تطلعهم لمواصلة التعاون مع مصر وتوسيع نشاط شركاتهم بها في ضوء ما يلمسونه من آفاق واعدة لمناخ الأعمال في مصر. وطرحوا تصورهم لتطوير مجالات التعاون بين البلدين في العديد من المجالات.