بدأ الرئيس عبدالفتاح السيسى ظهر الجمعة 29 يناير، زيارة إلى إثيوبيا تستغرق 3 أيام، يشارك خلالها فى اجتماعات القمة السادسة والعشرين للاتحاد الإفريقى، كما يعقد سلسلة من اللقاءات مع عدد من القادة الأفارقة من بينهم هايلى ماريام ديسالين رئيس وزراء إثيوبيا. وعشية افتتاح القمة التى تبدأ أعمالها "السبت" فى أديس أبابا، شهد الرئيس مساء الجمعة مع قادة ورؤساء حكومات ووفود 53 دولة افريقية، اجتماع لجنة السلم والأمن الإفريقية برئاسة الرئيس تيودور أوبيانج نجيما رئيس غينيا الاستوائية. تركز الاجتماع على مناقشة قضية الإرهاب والتعاون الإفريقى فى مواجهة هذا الخطر، كما تناول الوضع فى جنوب السودان وسبل تجاوز العقبات التى تهدد اتفاق السلام الموقع بين الرئيس سلفاكير ونائبه رياك مشار. السيسى يحذر من مخاطر الإرهاب على مستقبل القارة ألقى الرئيس السيسى كلمة أمام مجلس السلم والأمن الأفريقى، أثناء مناقشته للبند الخاص بجهود مكافحة الإرهاب، أكد خلالها أهمية تعزيز الجهود الأفريقية لمواجهة خطر تلك الآفة التى تمتد عبر الحدود والقارات، وهو ما سبق لمصر التحذير منه فى العديد من المناسبات، خاصة أنها باتت ظاهرة تستهدف مقدرات الشعوب وهويات الأوطان، كما تسعى الجماعات الارهابية لنشر الفوضى واسقاط الدول بهدف إيجاد بيئة وظروف مواتية لنشر فكرها المتطرف. وقال المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، السفير علاء يوسف، إن الرئيس أكد أن تطور أساليب عمل الجماعات الإرهابية وتشابكها، يُحتم على دول القارة حشد الموارد والقدرات اللازمة لتعزيز جهودها فى هذا المجال، لاسيما فى ضوء ما يشكله الإرهاب وتداعياته من عقبة أمام جهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية فى مختلف أنحاء افريقيا. وأكد الرئيس ضرورة الوقوف بقوة بجانب الدول التى تواجه الإرهاب وتوفير الدعم اللازم لها بالنظر إلى ما قد يُسببه سقوط تلك الدول من تداعيات خطيرة على أمن واستقرار جميع الدول. وأكد كذلك على أهمية الحيلولة دون استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة، ومن بينها الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعى من قبل الجماعات الإرهابية لمنعها من نشر أفكارها المتطرفة والهدامة وجذب عناصر جديدة لصفوفها. وأضاف المتحدث الرئاسى ان الرئيس شدد على ضرورة أن يستند التعامل مع خطر الإرهاب إلى استراتيجية شاملة لا تقتصر على الجانب العسكرى والأمنى فقط، وإنما تشمل العمل على زيادة التوعية والارتقاء بالتعليم وتصويب الخطاب الدينى والتعريف بجوهر المبادئ الدينية السمحة. وأضاف الرئيس أنه يتعين كذلك تعزيز برامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتمكين الشباب وتوفير فرص عمل لهم درءاً لمخاطر استقطابهم من جانب مروجى الفكر المتطرف. واختتم الرئيس مداخلته بالتأكيد على أن أفريقيا قد عانت كثيراً خلال السنوات الماضية من تداعيات الإرهاب، مشيراً إلى أن معاناة القارة ستستمر ما لم يتم تعزيز الجهود الجماعية وتطوير آليات فاعلة لمكافحة الإرهاب بمختلف أنحاء أفريقيا. وتحدث الرئيس مرة أخرى فى مداخلة خلال مناقشة اجتماع مجلس السلم والأمن الأفريقى للبند الخاص بالوضع فى جنوب السودان. وأكد أن مصر تولى اهتماما كبيراً بمتابعة تطورات الوضع فى دولة جنوب السودان الشقيقة، والتى تربطها بمصر علاقات خاصة وتاريخ مشترك. وقال إن مصر سعت منذ بدء الأزمة فى ديسمبر2013 للتواصل مع جميع الأطراف بهدف دعم جهود التسوية السلمية، وكذا العمل على تقديم المساعدات الإنسانية لأهلنا فى جنوب السودان الذين أضيروا بسبب الصراع. ورحب الرئيس بسير الأوضاع السياسية فى جنوب السودان باتجاه تسوية الأزمة، مؤكداً على دعم مصر لاتفاق التسوية السلمية الذى تم توقيعه فى أغسطس 2015، وترحيبها باتفاق تقاسم الحقائب الوزارية الذى تم التوصل إليه خلال يناير الجارى بين أطراف عملية التسوية السلمية. وصرح المتحدث الرئاسى بأن الرئيس أكد كذلك على مساندة مصر لجهود المفوضية المشتركة للتقييم والمتابعة برئاسة الرئيس "موخاى" المنوط بها الإشراف على تنفيذ اتفاق التسوية السلمية، كما اشاد الرئيس بجهود ألفا عمر كونارى مبعوث الاتحاد الأفريقى فى هذا الصدد، مشيراً إلى أن مصر ستستمر فى دعم جهود إعادة بناء الدولة فى جنوب السودان، فضلا عن دعم الجهود التنموية لاسيما في مجالات التعليم والصحة. وأعرب الرئيس عن ثقته فى أن حكمة جميع القيادات فى هذا البلد الشقيق ستؤدى إلى طى صفحة هذا النزاع، والبدء فى مرحلة جديدة تحقق التنمية الاقتصادية والاجتماعية التى يتطلع إليها شعب جنوب السودان. وأضاف إن الرئيس أشار إلى أن مصر ستواصل جهودها مع جميع الأطراف الإقليمية والدولية فى دعم حكومة جنوب السودان، ومساندة جميع شركاء التسوية السلمية من أجل تدشين الحكومة الانتقالية فى أقرب فرصة بما يعلى المصلحة الوطنية لجنوب السودان ويعيد الأمن والاستقرار إلى هذا البلد الشقيق. سلسلة من اللقاءات فى زيارة الأيام الثالثة مع عدد من القادة الأفارقة ورئيس وزراء إثيوبيا استهل الرئيس نشاطه فور وصوله إلى العاصمة الإثيوبية بلقاءين فى المطار مع الرئيس التشادى إدريس ديبى والرئيسة أمينة غريب رئيسة موريشيوس. وكان الرئيس السيسى قد تلقى الخميس الماضي، اتصالا من رئيس جنوب السودان تركز على آخر تطورات تنفيذ اتفاق السلام الذى تم توقيعه فى أغسطس الماضى. وعقب الاجتماع الموسع، انعقدت لجنة السلم والأمن الإفريقى بحضور أعضائها وعددهم 15 من القادة الأفارقة، لمناقشة عدد من النزاعات الإفريقية، ومنها الأوضاع فى بوروندى. ومن المقرر أن تنضم مصر إلى اللجنة فى شهرأبريل المقبل، بعد أن تم انتخابها لعضوية اللجنة بأغلبية كبيرة قوامها 47 دولة. الرئيس السيسى يلتقى برئيس جنوب أفريقيا التقى الرئيس عبد الفتاح السيسى مساء "الجمعة" بمقر إقامته فى أديس ابابا بالسيد جيكوب زوما رئيس جنوب أفريقيا. وصرح السفير علاء يوسف المتحدث الرئاسى أن الرئيس أكد خلال اللقاء حرص مصر على تطوير علاقاتها مع جنوب أفريقيا فى مختلف المجالات، لاسيما فى ضوء ما يجمع بين البلدين من علاقات تاريخية متميزة. كما أشار إلى أهمية العمل على تعظيم الاستفادة مما تتمتع به الدولتان من امكانات وقدرات كبيرة بهدف تفعيل أطر التعاون الثنائى فى القطاعات المختلفة بما يحقق المصالح المشتركة ويساهم فى الدفع قدماً بقاطرة التنمية بالقارة الأفريقية. وتناول استعراض الملفات الأفريقية المختلفة والموضوعات التى سيتم مناقشتها خلال القمة الإفريقية، بالإضافة إلى سُبل تعزيز الجهود المبذولة لتسوية النزاعات القائمة فى القارة الأفريقية. . وناقش الجانبان خلال اللقاء كذلك سبل تعزيز الجهود الإقليمية والدولية الرامية لمكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، فضلاً عن تدعيم التعاون الاقتصادى وزيادة التبادل التجارى بين البلدين مصر تستضيف اجتماع وزراء دفاع دول إقليم الساحل والصحراء فى مارس تستضيف مصر فى مارس المقبل اجتماعات وزراء دفاع إقليم الساحل والصحراء الإفريقى الذى يضم ٢٨ دولة، ويعد أحد التجمعات الاقتصادية التابعة للاتحاد الافريقي.. حيث يترأس الاجتماعات الفريق أول صدقى صبحى القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع والإنتاج الحربي. صرح بهذا السفير أبوبكرالحفنى سفير مصر فى إثيوبيا.. وقال إن تجمع الساحل والصحراء يتميز عن غيره من التجمعات الافريقية بوجود مسار أمنى عسكرى لأنشطته بجانب المسار الاقتصادي. وأضاف ان اجتماع القاهرة لوزراء دفاع الاقليم يكتسب أهمية حيوية، نظرا للتحديات التى تواجهها دول الإقليم فى مجال مكافحة الإرهاب ومحاربة الميليشيات والتنظيمات الإرهابية والحيلولة دون تمددها فى دول الإقليم. وقال السفير المصرى إنه من جانب آخر، فقد تسلمت مصر رئاسة إقليم الشمال ل«القوة الإفريقية الجاهزة»، من الجزائر فى نوفمبر الماضي، بحضور وفد مصرى ترأسه اللواء محسن الشاذلى مساعد وزير الدفاع. وأشار إلى أن القوة الأفريقية تميزت بفاعلية أنشطتها فى مختلف الأقاليم بالقارة، عدا إقليم الشمال الأفريقي، وأضاف أن دول القارة تعلق أهمية على تنشيط دور القوة فى الشمال، بعد تولى مصر رئاستها.