تعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية الحدث الأبرز الذي يخطف الأنظار في العالم أجمع، وتتهافت وسائل الإعلام للفوز بكواليس تلك الانتخابات، ويحتاج كل مرشح إلى مرآة، وعين ثاقبة، وذهن لا يمكن أن يكون شاردًا، باختصار يحتاج من يحلم برئاسة البيت الأبيض إلى حاسوب بشري متنقل يجمع ويطرح ويحلل في لحظات قليلة لا ينقصها الدقة. كلُ منهم يرى في مستشاره المقرب الشخص القادر على جعله الرئيس ال45 لأمريكا، يستمع لنصائحه، ويتركه يدير معاركه الإعلامية لإضعاف خصومه، ويرسم له خطواته ومؤتمراته الانتخابية لنيل بطاقة الترشح عن حزبه إلا أن بعضهم لا يلقى الترحيب الكافي من قبل الأعضاء الآخرين بالحزب. "توأمتان".."يجمعهما المال".."صديقان".."محل ثقة".. كلمات لخصت بها وسائل الإعلام العلاقة بين المرشحين لرئاسة القوى الأكبر في العالم - الولاياتالمتحدةالأمريكية – والمستشارين الذين يقومون برسم طريقهم للبيت الأبيض. هيلاري كلينتون وبريني ساندرز المرشحان الديمقراطيان، دونالد ترامب وجيب بوش المرشحان الجمهوريان، هما من يتصدرون المشهد الانتخابي ليصل مرشح ديمقراطي واحد وجمهوري واحد في نهاية العام الجاري للمنافسة على كرسي الرئاسة، وخلفهم العشرات بل المئات ممن يدورن معركتهم الانتخابية..وتلقي "بوابة أخبار اليوم" الضوء على الرجل الثاني الذي يعمل في الظل ليدير حملات ال4 الأوفر حظا لرئاسة أمريكا. "هما عابدين" ظل هيلاري كلينتون مسلمة متزوجة يهودي وعائلتها إخوان هي ظل هيلاري كلينتون كما وصفتها مجلة "بوليتيكو"، وتعمل مع وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة والمرشحة المحتملة لرئاسة أمريكا منذ سنوات عديدة تولت خلالها العديد من المناصب. بدأت "هما" مهمتها مع هيلاري كلينتون في عام 1996 عندما كانت متدربة في مكتب سيدة أمريكا الأولى وهي لازلت تبلغ من العمر 19 عامًا، وكانت وقتها تطمح في أن تكون صحفية بالمكتب الإعلامي بالبيت الأبيض. وعقب سنوات من العمل مع هيلاري أصبحت رئيسة طاقم السفر الخاص بها، ومن إحدى كبار مستشاريها، وتشغل الآن نائبة رئيس حملة كلينتون للرئاسة. القريبة المؤتمنة وتقول صحيفة "فانيتي فير" عن هما أنه على اختلاف الوظيفة التي تؤديها مع هيلاري كلينتون إلا أنه دائما ما يتم وصفها على أنها شخص "قريب ومؤتمن" من قبل وزيرة الخارجية السابقة، مشيرة إلى أنه خلال السنوات السابقة قضت هما عابدين مع هيلاري أوقات أكثر مما قضتها مع زوجها، في إشارة إلى ملازمتها الدائمة لها. وأضافت الصحيفة أن مستشار سابق للرئيس الأمريكي بيل كلينتون وصفها بأنها النسخة المصغرة من هيلاري كلينتون، فأينما تذهب هيلاري تذهب هما معها. وأشارت إلى أن هيلاري كلينتون اصطحبت هما عابدين معها في 2008 إلى مدينة شيكاغو للقاء الرئيس الأمريكي المنتخب حديثا وقتها باراك أوباما من أجل الحديث عن توليها منصب وزيرة الخارجية، كما قامت بالحضور إلى استجواب ال11 ساعة الذي خاضته هيلاري في الكونجرس حول حادث بني غازي والذي راح ضحيته السفير الأمريكي في ليبيا عام 2011، كما تم وصفها بأنها الابنة الثانية لهيلاري كلينتون فيما وصف البعض الآخر علاقتها بهيلاري بأنهما كالأخوات. 8 سنوات جمعت "هما" ب"كلينتون" فيما تقول مستشارة كلينتون، ماندي جرونوالد في تصريحات لصحيفة "فوغ" منذ 8 سنوات بأنها غير واثقة في أن هيلاري قد تخطوا أي خطوة بدون "هما"، مضيفة بأنها كالرادار المسلط على هيلاري، مشيرة إلى أنها ما دائما تفكر بثلاث خطوات قبل كلينتون نفسها. والدتها باكستانية ووالدها هندي ولدت "عابدين" في كالامازو بولاية متشجين الأمريكية وأمها باكستانية ووالدها هندي وكلاهما من المنفتحين والمثقفين، وانتقلت أسرتها للعيش في جده عندما كانت تبلغ من العمر سنتين. وأسس والدها معهد البحوث الإسلامية وتوفي عام 1993، وشغلت والدتها المنصب بعده، والتي كانت ناشطة في المجلس الإسلامي للدعوة والإغاثة. اتهمت بتسريبها معلومات للإخوان وفي عام 2012 تقدم عدد من نواب الكونجرس بخطاب إلى وزارة الخارجية يحذرون فيه من اختراق جماعة الإخوان المسلمين لأعلى المناصب في الولاياتالمتحدة عن طريق هما عابدين التي يعد والدها المتوفي ووالدتها وأخيها من الناشطين في الجماعة إلا أن السيناتور جون مكين وصف الخطاب بالهجوم غير المبرر والغير صحيح على هما، مضيفا أنه واثق من كونها ذكية وتقدم ولائها وخدماتها للدولة وللحكومة. يذكر أن هما عابدين المسلمة الديانة متزوجة من اليهودي انتوني وينر منذ 2010 وترأس وقتها الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون مراسم زواجهما بنفسه. سالي برادشو.. "عرابة" جيب بوش سيدة تمهد طريق حاكم فلوريدا السابق لرئاسة أمريكا، هي القوة الذكية للمرشح الجمهوري جيب بوش، وإحدى كبار مستشاريه، والتي تقوم بمتابعة وتنظيم الخطوات اليومية لحملته الرئاسية، ووصفها المرشح الجمهوري بأنها أقرب مستشاريه إليه وأكثر ممن يثق فيهم على مدار تاريخه السياسي. جيب بوش يمدح ملهمته وبحسب نيويورك تايمز فإن سالي برادشو البالغة من العمر 49 عامًا لديها قدر كبير من الاحترام من قبل زملائها بسبب حدثها السياسي وولائها، كما تمتلك الثقة الكبيرة من قبل جيب بوش نفسه والذي وصفها في أحد رسائله الإلكترونية بأنها المُلهمة التي تستطيع أن تُخرج الأفضل من جميع المحيطين بها، فيما وصفها زوجها الذي يعمل في بيع الدجاج الذي يقوم بتربيته في مزرعتهم الخاصة بأنها قوية كالتيتانيوم. وأضافت الصحيفة أن التشابه الكبير بينها وبين رئيسها جيب بوش جلب لها العديد من المشاكل والعديد من الجدل بينها وبين مساعديه الآخرين. سالي برادشو تثير غضب زوجة "بوش" وأشارت الصحيفة إلى أنه خلال إحدى الزيارات التي قام بها جيب بوش وسالي برادشو معا في عام 1998 أثارت غضب زوجة المرشح الجمهوري بسبب الوقت الكبير الذي تقضية برادشو مع زوجها، وهو الأمر الذي نفته المتحدثة الرسمية باسم جيب بوش قائلة أن زوجته تكن قدر كبير من الاحترام لبرادشو. ولفتت الصحيفة إلى أن برادشو تركت مزرعة زوجها من أن أجل أن تقوم بتمهيد الطريق لجيب بوش نحو رئاسة الولاياتالمتحدة، مشيرة إلى أن برادشو كان لها دورا مع بوش عندما أصبح حاكمًا لولاية تكساس في عام 1998. كوراي ليفاندوفيسكي.. شبيه دونالد ترامب جامع المال يتحدى الجمهوريين "حريص على جني المال، ولديه الرغبة لتحدي الجمهوريين" هكذا وصفت مجلة "بوليتيكو" عبر موقعها الإلكتروني كوراي ليفاندوفيسكي رئيس حمله دونالد ترامب الانتخابية، مشيرة إلى أنه لا يختلف كثيرا عن رئيسه الجديد. وأضافت المجلة أن ليفاندوفيسكي كان يقنع ترامب بخوض انتخابات الحزب للترشح لرئاسة أمريكا منذ يناير الماضي، على الرغم من ابتعاده لسنوات عن مؤسسات الحزب. الرجل المخلص ويواجه ليفاندوفيسكي العديد من الآراء المختلفة داخل أروقة الحزب الجمهوري حيث يراه البعض رجلا مخلصًا لدونالد ترامب، ويدعمه بشده لأنه يؤمن بأفكاره، فيما يراه البعض الآخر بأنه مجرد ساعي وراء المال ومثير للمشاكل. و ليفاندوفيسكي البالغ من العمر 40 عاما وهو مولود في مدينة ماساتشوستس، ويعيش في ولاية نيوهامبشير، وبحسب شبكة " إي بي سي" الإخبارية فإن ليفاندوفيسكي دائما ما يفضل البقاء في الظل وبعيدا عن الأضواء إلا أنه ظهر مؤخرا في عدة حوارات مع شبكة "سي إن إن" الإخبارية وصحيفة "واشنطن بوست". ليفاندوفيسكي يشيد بترامب ويقول ليفاندوفيسكي عن عمله مع المرشح الجمهوري دونالد ترامب إنه يتشرف بالعمل مع شخصية معروفة وحققت النجاح في كل شيء بداية من التجارة حتى العمل في الإعلام وكذلك حقق نجاحًا كبيرًا في مجال الكتابة. تاد ديفاين .. صديق بيرني ساندرز المخضرم يقود حملة ساندرز الانتخابية في مايو 2015 أعلن تاد ديفاين انضمامه لحملة المرشح الديمقراطي بيرني ساندرز الانتخابية لرئاسة الولاياتالمتحدةالأمريكية، بعد ما كان قد انضم لها بشكل ودي في عام 2014. "إذا قرر بيرني ساندرز خوض الانتخابات الرئاسية فسأساعده، هو ليس مجرد عميل منذ فترة طويلة، ولكنه صديق، وأنا واثق في أنه سيقدم الرسالة القوية التي يحتاجها الشعب الأمريكي الآن" هكذا وصف تاد ديفاين علاقته بالمرشح الديمقراطي خلال حواره مع صحيفة واشنطن بوست الأمريكية. 16 عامًا تعاون بين تاد ديفاين وبيرني ساندرز وتشير الواشنطن بوست إلى أن أول تعاون بين ساندرز وديفاين كان خلال حملة الأول الانتخابية في عام 1990، مضيفة أن ديفاين كان مستشارا للحملات الانتخابية لعدد من المرشيحين خلال كجوري ليبرمان في عام 2000، وبوب كيري في عام 1992. وأضافت الصحيفة أن ديفاين الذي لازال يمتلك جزء من التأثير الذي كان لديه بالماضي قادرًا على منح ساندرز مزيد من اهتمام الناس عبر وسائل الإعلام.