من المقرر أن تحتفل جامعة القاهرة خلال أيام بمنح الشيخ سلطان القاسمى حاكم الشارقة الدكتوراة الفخرية ، وأعلن مجلس الجامعة أنه استند فى قراره " لما قدمه القاسمى من خدمات كثيرة للجامعة وكلياتها، منها على سبيل المثال أنشاءه لمكتبة كلية الزراعة التى تعد صرحا كبيرا ، وكذلك ترميمه لمبنى كلية الهندسة الذى احرقه الإخوان بعد اعتصامى " النهضة ورابعة ". وأنا وإن كنت أرحب بهذه الدكتوراة الفخرية ، إلا أننى أرى أن المسببات فيها تقزيم لدور ورسالة الرجل الثقافية والفكرية والسياسية ، وما قدمه ، ويقدمه ،عن طيب خاطروحب لمصر ، هو نفسه يرى أنه مهما فعل فلن يوفيها حقها عليه ، حيث تخرج القاسمى فى كلية الزراعة فى أوائل السبعينات ، وتشكل وعيه الثقافى والفكرى فى حواضر مصر الثقافية ، ولا يمكن لأحد أن يجاريه فى درايته اللصيقه بتفاصيل الشأن المصرى ، ولا تستغرب عندما تجده معلقعا فى ندوة من الندوات بتفصيله عن مصر،ربما لا يعرفها بعض المصريين . لم يتردد الرجل فى ان يكون اول من أعلن عن رغبته فى ترميم المجمع العلمى المصرى الذى أنشىء أيام نابليون بونابرت ، واحرقه "ثوار الدولار " فى فوضى الربيع العربى ، ولم يكتف بذلك بل ارسل صورة طبق الأصل لأكثر من 6 آلاف مخطوطة من مكتبته الشخصية لتوضع فى المجمع بعد افتتاحه ، كما أهدى مصر مبنى جديدا لدار الوثائق المصرية فى الفسطاط ( تسليم مفتاح ) وبقى على وزارة الثقافة المصرية ان تشغله.. هذا قليل من كثير فعله القاسمى لإتحاد الكتاب واتحاد الأثريين العرب ، وهو، كما ذكرت ، يراه قليلا على مصر التى ينادى بعزتها وشموخها فى كل مكان .. بقى أن أقول ان الرجل يحمل أكثر من دكتوراة حقيقية ، فى مجالات عديدة من جامعات عريقة . أهمس فى أذن رئيس جامعة القاهرة لسرعة تغيير مسببات منح الدكتوراة الفخرية ، لأنه مفكر وأمير ،وليس مجرد ممول ، فرغم أن الشيخ سلطان القاسمى أمير الا أن سلطان حب مصر فى قلبه لا يعادله حب .