الثور يتكلم وفي أيامه ظهرت أعجوبة، وذلك أن شخصا من أهل القري بنواحي الصعيد، خرج بثور له ليسقيه من البحر، فلما شرب الثور وفرغ، قال: »الحمدلله»، فتعجب منه صاحبه، وأحكي ذلك لأصحابه، فلم يصدقوه علي ذلك. ثم خرج بالثور في اليوم الثاني، فلما شرب من البحر، قال : »الحمدلله»، فلما كان في اليوم الثالث، اجتمع أهل القرية قاطبة، فلما خرج الثور وشرب من البحر، قال: »الحمدلله»، فسمعه الناس قاطبة. فتقدم إليه شخص من الحاضرين، فقال له: »أيها الثور، أنت تتكلم مثل بني آدم»؟ فقال: »ان الله تعالي كان قد قدر علي عباده أن الأرض تجدب سبع سنين، فشفع فيهم النبي صلي الله عليه وسلم، حتي زاد النيل، ووقع الخصب في الأرض، وأن النبي، صلي الله عليه وسلم، قد أمرني أن أبلغ ذلك للناس»، فقال له ذلك الرجل: »وما مصداق قولك أيها الثور»؟ فقال: »مصداق قولي، أني أموت عقيب هذا اليوم». فلما مضي الثور إلي دار صاحبه، فمات عقيب ذلك اليوم، فتسامعت به أهل القرية، فأتوا إليه وكفنوه ودفنوه، وكتب بذلك محضر وثبت علي قاضي الناحية. وواقعة الثور المقدم ذكرها، أوردها الشيخ جلال الدين الأسيوطي، وذكر أنها وقعت في أوائل دولة محمد بن قلاون في اثناء سنة ثلاث وتسعين وستمائة، وأن السلطان وقف علي المحضر الذي كتب، وتعجب من هذه الواقعة، انتهي ذلك. الانتقام من رأس الناصر محمد ثم إن الأمير كتبغا رسم بأن تعلق رأس الشجاعي علي رمح، ويطاف بها مصر والقاهرة، فطافوا بها وهي علي رمح طويل، والمشاعلية تنادي عليها : »هذا جزاء من يرمي الفتن بين الملوك». وكان أكثر الناس يكرهون الشجاعي من ظلمه، لصاروا يعطون المشاعلية شيئا من الفضة، ويأخذون منهم رأس الشجاعي، ويدخلون بها عندهم في الدار، ولايزالون يصفعونها »200آ» بالنعال والقباقيب حتي يشتغوا منه، فدخلوا بها حتي حارة زويلة، وصار اليهود يدخلون بها عندهم ويصفعونها بالنعال، وربما قيل كانوا يبلون عليها. فأقاموا يطوفون بها ثلاثة أيام متوالية، حتي قيل إن المشاعلية كانت معهم برنية خضراء، يحصلون فيها ما يدخل عليهم من الناس، من فضة وفلوس، فقيل أنهم ملأوا تلك البرنية فضة ثلاث مرات، ولم يسمع بمثل هذه الواقعة فيما تقدم من الوقائع الغريبة. حريق مهول وفي جمادي الآخرة كان الحريق المهول بالقلعة في حواصل السلطان، التي عند قاعة البحرة، وكان فيهم خيام كثيرة، فاحترق غالبها ولعب فيها النار، فلم يسلم منهم سوي خيمة المولد الشريف فقط، فقومت الخيام التي احترقت فكانت بنحو من مائتي ألف دينار، وقيل بل اكثر من ذلك، ولايعلم سبب وقوع النار هناك، فقام السلطان بنفسه وبقي يطفي الحريق مع المماليك، فأقامت النار تعمل هناك ثلاثة ايام، فلما طلع النهار صعدت الامراء إلي القلعة، وصاروا يسلمون علي خاطر السلطان بسبب ذلك، وقد تأثر السلطان لذلك وشق عليه حرق تلك الخيام، وشرع كل من طلع إليه من الامراء يشكو له بأن لم يبق عنده من الخيام شئ، فصارت الامراء كل من كان عنده خيام يقدمها للسلطان، ففعل ذلك الكثير من الامراء والمباشرين. ج3 ص300 ربيع الآخر 899 أثر قدم كبيرة وفيه ثارت رياح مزعجة حتي ارتاع الناس منها، فلما اصبح الناس اجتاز بعض الناس بالكيمان التي خلف المجرات، فرأي في الأرض أثر قدم انسان، فكان طوله فوق الذراع، وقد أثر ذلك في التراب الناعم، وظهر في عدة أماكن بين الكيمان، فأشيع ذلك بين الناس ولايعلم ما سبب ذلك. ج3 ص301 جمادي الآخرة 899 الثور يتكلم وفي أيامه ظهرت أعجوبة، وذلك أن شخصا من أهل القري بنواحي الصعيد، خرج بثور له ليسقيه من البحر، فلما شرب الثور وفرغ، قال: »الحمدلله»، فتعجب منه صاحبه، وأحكي ذلك لأصحابه، فلم يصدقوه علي ذلك. ثم خرج بالثور في اليوم الثاني، فلما شرب من البحر، قال : »الحمدلله»، فلما كان في اليوم الثالث، اجتمع أهل القرية قاطبة، فلما خرج الثور وشرب من البحر، قال: »الحمدلله»، فسمعه الناس قاطبة. فتقدم إليه شخص من الحاضرين، فقال له: »أيها الثور، أنت تتكلم مثل بني آدم»؟ فقال: »ان الله تعالي كان قد قدر علي عباده أن الأرض تجدب سبع سنين، فشفع فيهم النبي صلي الله عليه وسلم، حتي زاد النيل، ووقع الخصب في الأرض، وأن النبي، صلي الله عليه وسلم، قد أمرني أن أبلغ ذلك للناس»، فقال له ذلك الرجل: »وما مصداق قولك أيها الثور»؟ فقال: »مصداق قولي، أني أموت عقيب هذا اليوم». فلما مضي الثور إلي دار صاحبه، فمات عقيب ذلك اليوم، فتسامعت به أهل القرية، فأتوا إليه وكفنوه ودفنوه، وكتب بذلك محضر وثبت علي قاضي الناحية. وواقعة الثور المقدم ذكرها، أوردها الشيخ جلال الدين الأسيوطي، وذكر أنها وقعت في أوائل دولة محمد بن قلاون في اثناء سنة ثلاث وتسعين وستمائة، وأن السلطان وقف علي المحضر الذي كتب، وتعجب من هذه الواقعة، انتهي ذلك. الانتقام من رأس الناصر محمد ثم إن الأمير كتبغا رسم بأن تعلق رأس الشجاعي علي رمح، ويطاف بها مصر والقاهرة، فطافوا بها وهي علي رمح طويل، والمشاعلية تنادي عليها : »هذا جزاء من يرمي الفتن بين الملوك». وكان أكثر الناس يكرهون الشجاعي من ظلمه، لصاروا يعطون المشاعلية شيئا من الفضة، ويأخذون منهم رأس الشجاعي، ويدخلون بها عندهم في الدار، ولايزالون يصفعونها »200آ» بالنعال والقباقيب حتي يشتغوا منه، فدخلوا بها حتي حارة زويلة، وصار اليهود يدخلون بها عندهم ويصفعونها بالنعال، وربما قيل كانوا يبلون عليها. فأقاموا يطوفون بها ثلاثة أيام متوالية، حتي قيل إن المشاعلية كانت معهم برنية خضراء، يحصلون فيها ما يدخل عليهم من الناس، من فضة وفلوس، فقيل أنهم ملأوا تلك البرنية فضة ثلاث مرات، ولم يسمع بمثل هذه الواقعة فيما تقدم من الوقائع الغريبة. حريق مهول وفي جمادي الآخرة كان الحريق المهول بالقلعة في حواصل السلطان، التي عند قاعة البحرة، وكان فيهم خيام كثيرة، فاحترق غالبها ولعب فيها النار، فلم يسلم منهم سوي خيمة المولد الشريف فقط، فقومت الخيام التي احترقت فكانت بنحو من مائتي ألف دينار، وقيل بل اكثر من ذلك، ولايعلم سبب وقوع النار هناك، فقام السلطان بنفسه وبقي يطفي الحريق مع المماليك، فأقامت النار تعمل هناك ثلاثة ايام، فلما طلع النهار صعدت الامراء إلي القلعة، وصاروا يسلمون علي خاطر السلطان بسبب ذلك، وقد تأثر السلطان لذلك وشق عليه حرق تلك الخيام، وشرع كل من طلع إليه من الامراء يشكو له بأن لم يبق عنده من الخيام شئ، فصارت الامراء كل من كان عنده خيام يقدمها للسلطان، ففعل ذلك الكثير من الامراء والمباشرين. ج3 ص300 ربيع الآخر 899 أثر قدم كبيرة وفيه ثارت رياح مزعجة حتي ارتاع الناس منها، فلما اصبح الناس اجتاز بعض الناس بالكيمان التي خلف المجرات، فرأي في الأرض أثر قدم انسان، فكان طوله فوق الذراع، وقد أثر ذلك في التراب الناعم، وظهر في عدة أماكن بين الكيمان، فأشيع ذلك بين الناس ولايعلم ما سبب ذلك. ج3 ص301 جمادي الآخرة 899