أعلن جبريل الرجوب وزير الشباب والرياضة الفلسطيني أن فلسطين تقدمت بمشروع قرار لكونجرس الفيفا لتعليق عضوية إسرائيل في الفيفا إلى حين التزامها بالقوانين والأنظمة السارية على كافة الدول الأعضاء بالاتحاد الدولي لكرة القدم. وقال الرجوب في مقابلة مع وكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الثلاثاء "إذا لم تحترم إسرائيل القوانين الدولية وهي ليس لديها استعداد لذلك فلا يجب أن يكون لها مكان بين أسرة كرة القدم الدولية"، موضحا أن هذا جوهر الموقف الرياضي الفلسطيني. وحذر الرجوب من المحاولات الإسرائيلية الرامية لقتل أى جهد لتطوير أو نشر لعبة كرة القدم في الأراضي الفلسطينية سواء في الضفة الغربية أو شرق القدس أو في قطاع غزة، مضيفا في ذات الشأن أن إسرائيل تمارس الكثير من السياسات العنصرية فضلا عن انتهاكها للمواثيق الدولية والمنشآت الرياضية، كما أنها أقامت ملاعب على أراض فلسطينية محتلة يقام فيها بطولات رسمية إسرائيلية، فضلا عن وجود خمسة أندية بالمستوطنات المقامة على أراض فلسطينية محتلة يمارسون اللعبة في الدوري الإسرائيلي. وأوضح وزير الشباب والرياضة الفلسطيني، أن هذا هو جوهر السياسات الإسرائيلية والتي يترتب عليها معاناة كبيرة للاعبين الفلسطينيين ومحاولات تضييق وانتهاك أيضا للعاملين بالاتحاد الفلسطيني لكرة القدم والرياضة الفلسطينية التي يجب أن تقام على كافة الأراضي المحتلة في العام 1967. وأشار الرجوب إلى أنه جاء لمصر بناء على مكالمة هاتفية جرت بينه وبين جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، حيث يستعرض معه كافة الظروف التي تمر بها الرياضة الفلسطينية، معربا عن أمله في مساندة عربية وإسلامية ومن الاتحاد الأفريقي والآسيوي لكرة القدم، فضلا عن الاتحادات الوطنية من أجل مواجهة السلوك الإسرائيلي، مشددا على أن فلسطين لا يمكن لها القبول بحلول وسط أو بدائل. وقال الرجوب "إننا أثرنا تعليق عضوية إسرائيل في الفيفا مرتين قبل ذلك في الكونجرس، وكان هناك تأييد واستجابة، ولكن دائما ما يقابل بردود فعل إسرائيلية سلبية، فقد اجتمع بلاتر ومندوب له قبل ذلك مع إسرائيليين وقام الجيش الإسرائيلي وقت ذاك باقتحام مقر الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، فضلاً عما قام به من إطلاق نار على لاعبين فلسطينيين واقتحام الاستاد ووقف مباراة وتقييد حكم دولي فالإسرائيليين يتصرفون بعنصرية وفاشية تقضي أن يكون هناك وقفة من الأسرة الكروية الدولية للعمل على توفير بيئة مناسبة تستطيع فلسطين من خلالها تطوير اللعبة ونشرها وممارستها بحرية دون قيود من الاحتلال الإسرائيلي. وعن توقعه حول مدى استجابة الفيفا لهذا الطلب، أكد أن الموضوع ليس مرهونا بشخص وإنما سيعرض على التصويت من جانب 156 دولة بجانب فلسطين نهاية مايو المقبل، ولهذا التقيت الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي، ولدينا اجتماع للاتحاد العربي لكرة القدم ووزراء الشباب والرياضة العرب. وأضاف أنه التقى أيضا بوزير الشباب والرياضة خالد عبد العزيز باعتباره رئيس المجلس الوزاري العربي للشباب والرياضة، وذلك في محاولة لإقرار خطة طريق واضحة تقودنا لتجريد الرأي العام الدولي والضغط على الاتحادات الوطنية لتقف مع قضيتنا العادلة. وحول ما إذا كان هناك علاقة بين إثارة الموضوع الآن وقبول فلسطين عضوا بالمحكمة الجنائية الدولية، أكد الرجوب أنه لا علاقة بين الرياضة والسياسة، خاصة وأن فلسطين أثارت هذا الموضوع مع كونجرس الفيفا مرتين قبل ذلك لكنه فشل في إحداث تغييرات جوهرية فيما يحدث في فلسطين. وشدد على أنها قضية رياضية موجودة على جدول أعمال الاتحاد الدولي منذ سنوات وجدول أعمال الكونجرس للمرة الثالثة. وأوضح الرجوب أن القضية أصبحت ملحة خاصة في ظل ما يتعرض له المجال الرياضي الفلسطيني على ايدي قوات الاحتلال والقيود الإسرائيلية التي تسير في اتجاهين: الأول تقييد الحركة داخل فلسطين أو خارج فلسطين أو الخارج في اتجاه فلسطين من حيث إعاقة القدرة على إدخال مدربين فرق للمشاركة تجهيزات رياضية، فضلا عن إعاقة إقامة أي منشآت رياضية في فلسطين. وأضاف أن إسرائيل تقوم أيضا بالتدخل بالجيش والسلاح لوقف أى نشاط رياضي واغتيال لاعبين من خلال سياسة عنصرية تجاه كل ما هو فلسطيني. وحول مدى إمكانية التعاون الرياضي مع مصر وجه الرجوب التهنئة أولا للشعب المصري على ما تحقق حديثا من استعادة هيبة السلطة التي تؤسس لاستعادة دور مصر الإقليمي وتعزيز التعاون الثنائي بين مصر وفلسطين في المجال الرياضي. وأعرب عن تطلعه لدور محوري لمصر من أجل إقناع الاتحادات الوطنية لتغيير السياسة الإسرائيلية العنصرية تجاه فلسطين وضمان حقها وحريتها في نشر اللعبة وتطويرها. كما أعرب الرجوب عن تطلعه لمبادرة مصرية لتعزيز الزحف المصري رياضيا باتجاه فلسطين وإقامة مباريات ولقاءات ودية خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، مؤكدا أن وجود المصريين في القدسوغزة والضفة الغربية ونابلس والخليل سيعزز من صمود الشعب الفلسطيني. وأكد أن الشعور القومي الإسلامي المصري تجاه فلسطين لابد من تعزيزه ببرامج تعاون وأنشطة فلسطينية مصرية على أرض فلسطين، خاصة في القدس التي تتعرض لحملة تهويد شرسة، وقال إن الآمال كبيرة ومعلقة على الرئيس السيسي والأسرة الرياضية المصرية. وشدد الرجوب على ضرورة فصل الرياضة عن السياسة، خاصة وأن الرياضة لن تنجح إذا تم تسييسها، موضحا أن الرياضة في فلسطين لكل الفلسطينيين بعيداً عن الانقسام كون الرياضة لغة بها إقناع وقادرة على بناء جسور تواصل مع العمق الإقليمي والدولي.