في الاربعينيات فكر علي ماهر وهو سياسي مصري مخضرم ممن ينطبق عليهم تعبير رجل الدولة بحق ومعه محمود عزمي في ضرورة توثيق العلاقات مع إيران من خلال زواج سياسي. وتم ذلك بالفعل من خلال زواج شاه إيران الذي خلعته الثورة الشعبية العظمي فيما بعد بالأميرة فوزية نبيلة الجمال. غير أن هذا الزواج لم يستمر والسبب المعلن عدم الانجاب، الأميرة فوزية عادت إلي مصر حزينة، غير أن السياسة المصرية كانت في مجملها تعي أهمية العلاقة بإيران، وتعمل مؤسساتها بتناغم كامل. عمادها حقائق التاريخ والجغرافيا، منطلقها أن مصر مركز العالم. صحيح ليست القوة الأكثر ثراء في الكون أو الأقوي في المطلق لكنها الأشد تأثيرا ولنا في حرب السويس عام 1956 دروس وعبر، في الأربعينيات ظهرت دعوة شيخ من شيوخ الأزهر العظماء. الشيخ شلتوت. دعوة التقريب بين المذاهب، وبالتحديد السنة والشيعة كخطوة أولي نحو انهاء هذا الخبل التاريخي الذي يهدد الآن وجود الإسلام نفسه. لم تكن الصحافة بعيدة أيضا أن رؤية الدولة العليا، عندما قام الدكتور مصدق بثورته الرائدة وأمم البترول، سافر الصحفي اللامع منذ بداية شبابه محمد حسنين هيكل الذي تولي رئاسة تحرير آخر ساعة وهو في الرابعة والعشرين بعد أن اختاره مالكا أخبار اليوم مصطفي وعلي أمين ليجلس مكان محمد التابعي أحد أعمدة الصحافة ومؤسس حداثتها، رغم أن الاستاذ سافر كصحفي ومازال حريصا علي هذه الصفة فانني اعتبره من أكبر مثقفي مصر في القرن العشرين وحتي الآن وقد اشرت إلي هذا امرارا، كتب من إيران سلسلة تحقيقات مهمة في وقت مبكر، وبعد عودته أصدر كتابا عميقا، »إيران فوق بركان» ومن يقرأه الآن سيجد أنه تنبأ بما صار في هذا البلد المهم بعد اربعين عاما، ذلك أن الأستاذ يتزود في عمله الصحفي بمعرفة عميقة من خلال قراءة شاملة ومعلوماتية سبقت الوسائط الحديثة وكان تحصيلها أمرا شاقا، وفي حوارات ممتدة حدثني برؤية الخبير المتعمق عن ايران التي يعتبرها أحد قوي ثلاث أساسية في الشرق الأوسط. مصر وتركيا، أما ما عدا ذلك فقوي ضد منطق التاريخ سداء نشأت بالقوة أو نتيجة الثراء، لانني مهتم جدا بالصين وثرائها الروحي أقول انني لم أجد خبيرا بهذا البعد مثل الأستاذ، عندما أقلع الامام الخميني من باريس إلي طهران كان الصحفي العربي الوحيد علي متنها الأستاذ هيكل، استفز هذا السادات الذي كان قد أقصاه عن الأهرام عام 1974، مما جعله يتساءل بأي صفة قابل الخميني؟ اجاب الأستاذ، بصفة الصحفي. لم يكن مستشارا للخميني. كما اشار زميل فاضل بغير أسانيد، إنما كان صحفيا مثقفا له حضور أقوي من أي منصب، وفي حدود ما أعلم ستذاع الحلقة التي تم تأجيلها لاعتبارات عمادها اللباقة الأخلاقية كاملة غدا تماما كما سجلت. ربما يكون فيها ما نختلف معه، هنا أري ضرورة المناقشة المحترمة وليس اطلاق الاتهامات والافيهات والسباب أحيانا، أما العلاقة مع إيران فلها وقفة وتفصيل ومصارحة. في الاربعينيات فكر علي ماهر وهو سياسي مصري مخضرم ممن ينطبق عليهم تعبير رجل الدولة بحق ومعه محمود عزمي في ضرورة توثيق العلاقات مع إيران من خلال زواج سياسي. وتم ذلك بالفعل من خلال زواج شاه إيران الذي خلعته الثورة الشعبية العظمي فيما بعد بالأميرة فوزية نبيلة الجمال. غير أن هذا الزواج لم يستمر والسبب المعلن عدم الانجاب، الأميرة فوزية عادت إلي مصر حزينة، غير أن السياسة المصرية كانت في مجملها تعي أهمية العلاقة بإيران، وتعمل مؤسساتها بتناغم كامل. عمادها حقائق التاريخ والجغرافيا، منطلقها أن مصر مركز العالم. صحيح ليست القوة الأكثر ثراء في الكون أو الأقوي في المطلق لكنها الأشد تأثيرا ولنا في حرب السويس عام 1956 دروس وعبر، في الأربعينيات ظهرت دعوة شيخ من شيوخ الأزهر العظماء. الشيخ شلتوت. دعوة التقريب بين المذاهب، وبالتحديد السنة والشيعة كخطوة أولي نحو انهاء هذا الخبل التاريخي الذي يهدد الآن وجود الإسلام نفسه. لم تكن الصحافة بعيدة أيضا أن رؤية الدولة العليا، عندما قام الدكتور مصدق بثورته الرائدة وأمم البترول، سافر الصحفي اللامع منذ بداية شبابه محمد حسنين هيكل الذي تولي رئاسة تحرير آخر ساعة وهو في الرابعة والعشرين بعد أن اختاره مالكا أخبار اليوم مصطفي وعلي أمين ليجلس مكان محمد التابعي أحد أعمدة الصحافة ومؤسس حداثتها، رغم أن الاستاذ سافر كصحفي ومازال حريصا علي هذه الصفة فانني اعتبره من أكبر مثقفي مصر في القرن العشرين وحتي الآن وقد اشرت إلي هذا امرارا، كتب من إيران سلسلة تحقيقات مهمة في وقت مبكر، وبعد عودته أصدر كتابا عميقا، »إيران فوق بركان» ومن يقرأه الآن سيجد أنه تنبأ بما صار في هذا البلد المهم بعد اربعين عاما، ذلك أن الأستاذ يتزود في عمله الصحفي بمعرفة عميقة من خلال قراءة شاملة ومعلوماتية سبقت الوسائط الحديثة وكان تحصيلها أمرا شاقا، وفي حوارات ممتدة حدثني برؤية الخبير المتعمق عن ايران التي يعتبرها أحد قوي ثلاث أساسية في الشرق الأوسط. مصر وتركيا، أما ما عدا ذلك فقوي ضد منطق التاريخ سداء نشأت بالقوة أو نتيجة الثراء، لانني مهتم جدا بالصين وثرائها الروحي أقول انني لم أجد خبيرا بهذا البعد مثل الأستاذ، عندما أقلع الامام الخميني من باريس إلي طهران كان الصحفي العربي الوحيد علي متنها الأستاذ هيكل، استفز هذا السادات الذي كان قد أقصاه عن الأهرام عام 1974، مما جعله يتساءل بأي صفة قابل الخميني؟ اجاب الأستاذ، بصفة الصحفي. لم يكن مستشارا للخميني. كما اشار زميل فاضل بغير أسانيد، إنما كان صحفيا مثقفا له حضور أقوي من أي منصب، وفي حدود ما أعلم ستذاع الحلقة التي تم تأجيلها لاعتبارات عمادها اللباقة الأخلاقية كاملة غدا تماما كما سجلت. ربما يكون فيها ما نختلف معه، هنا أري ضرورة المناقشة المحترمة وليس اطلاق الاتهامات والافيهات والسباب أحيانا، أما العلاقة مع إيران فلها وقفة وتفصيل ومصارحة.