فشلت القوى العالمية الست وإيران في التوصل لاتفاق إطار لكبح برنامج طهران النووي أثناء مهلة انتهت عند منتصف ليل الثلاثاء 31 مارس وقرر الجانبان تمديد المحادثات ليوم إضافي مع تحركهما نحو اتفاق لكنهما أخفقا في الاتفاق على تفاصيل أساسية مثل رفع عقوبات الأممالمتحدة. وأنهى المفاوضون المحادثات في مدينة لوزان السويسرية في الساعات الأولى من الأربعاء 1 إبريل وقالوا إنهم سيعودون للاجتماع في وقت لاحق اليوم، وعبرت إيران وروسيا عن تفاؤل بأن اتفاقا مبدئيا أصبح قاب قوسين. والاتفاق الأولي أساسي للتوصل إلى اتفاق نهائي بحلول مهلة غايتها نهاية يونيو حزيران قد ينهي المواجهة النووية المستمرة منذ 12 عاما ويخفض مخاطر حرب أخرى في الشرق الأوسط. ومع تأكيد إيران على "حقوقها النووية" وتهديد الولاياتالمتحدة يوم الثلاثاء بالتخلي عن المفاوضات تبقى المحادثات متعثرة بشان قضايا الأبحاث النووية ورفع عقوبات الأممالمتحدة وإعادة فرضها إذا خرقت إيران الاتفاق. ونقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قوله إن المفاوضين توصلوا إلى اتفاق عام بشان "جميع الجوانب الرئيسية" بينما قال نظيره الإيراني إن مسودة اتفاق د يجري إعدادها اليوم الأربعاء. لكن دبلوماسيا قريبا من المحادثات نفى التوصل لمثل هذا الاتفاق وأعلن مسؤول فرنسي مغادرة وزير الخارجية لوران فابيوس المحادثات وقال انه سيعود من فرنسا عندما يكون ذلك "مفيدا". ولم يتضح هل رحيل فابيوس علامة على مشكلة رئيسية في المحادثات. وتهدف القوى العالمية الست -الولاياتالمتحدةوبريطانياوفرنسا والمانيا وروسيا والصين- إلى منع ايران من اكتساب القدرة على تطوير قنبلة نووية في مقابل تخفيف العقوبات الدولية التي تشل الاقتصاد الإيراني. وتقول طهران إن برنامجها النووي سلمي. وتعهدت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالوفاء بموعد الحادي والثلاثين من مارس لاتفاق إطار سياسي. ونقلت تاس عن لافروف قوله إن الاتفاق المحتمل يتضمن رقابة للوكالة الدولية للطاقة الذرية على برنامج إيران النووي وأيضا خطوات لرفع العقوبات، مضيفا أن خبراء سينتهون من وضع التفاصيل الفنية بحلول نهاية يونيو حزيران. وقال لافروف "يمكن للمرء أن يقول بثقة كافية أن وزراء "الخارجية" توصلوا لاتفاق عام بشان جميع الجوانب الرئيسية لتسوية نهائية لهذه المسألة." "سيجري صوغه كتابة على مدى الساعات القليلة القادمة ربما خلال النهار." وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان في وقت سابق انه في حين تحقق تقدم كاف بما يسمح بتمديد المحادثات الي اليوم الاربعاء الا انه "توجد بضع قضايا صعبة ما زالت باقية." وقال مفاوض إيراني بارز إن طهران مستعدة للتفاوض إلى أن يتم تجاوز المأزق. وأضاف قائلا للصحفيين "إيران لا تريد أتفاق نوويا فقط من أجل أن يكون لديها اتفاق.. الاتفاق النهائي يجب أن يضمن الحقوق النووية للأمة الإيرانية." وقال جوش إرنست المتحدث باسم البيت الأبيض في واشنطن إن المفاوضين الأمريكيين لن ينتظروا حتى الثلاثين من يونيو حزيران للانسحاب من المحادثات إذا لم يتمكنوا من التوصل لاتفاق سياسي أولي. وأضاف قائلا "إذا لم يكن بمقدورنا الوصول إلى اتفاق سياسي عندئذ فأننا لن ننتظر... حتى 30 يونيو للانسحاب من المحادثات". وقالت المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند في برلين إن عدم التوصل لاتفاق أفضل من التوصل إلى اتفاق سيء. وفي شبه المؤكد أن اتفاقا سيرفع العقوبات فقط على مراحل وهو ما يؤجل عودة جزئية لصادرات النفط الخام الإيرانية حتى عام 2016 على الأقل. وقال مسؤولون من الجانبين إن النقاط الرئيسية الشائكة هي رفع عقوبات الأممالمتحدة ومطالب إيران بأن يكون لها الحق بدون قيود في استئناف الأبحاث وتطوير أجهزة نووية للطرد المركزي بعد انقضاء السنوات العشر الأولى من الاتفاق. وقال مسؤولون إن إيران ما زالت تطالب برفع جميع عقوبات الأممالمتحدة وألا يعاد فرضها بشكل تلقائي دون إجراء مزيد من المفاوضات. وأضافوا أن بريطانياوفرنساوالولاياتالمتحدة تريد ان يكون أي رفع لعقوبات الأممالمتحدة يمكن الرجوع عنه بشكل تلقائي لكن الروس يعارضون هذا لأنه سيضعف سلطتهم في نقض الاتفاق. وتريد القوى الست تعليق أنشطة إيران النووية الأكثر حساسية لأكثر من 10 سنوات، وهدفهم هو إيجاد وسيلة لضمان انه على الأقل في السنوات العشر القادمة تبقى إيران على مبعدة عام واحد على الأقل من أن تصبح قادرة على إنتاج مواد انشطارية كافية لسلاح ذري. ونوهت إيران أن المسألة الأساسية هي رفع العقوبات سريعا، وابلغ مفاوض إيراني وكالة أنباء فارس الإيرانية "لن يكون هناك اتفاق إذا لم يمكن حل مسألة العقوبات." وفي القدس جدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قلق إسرائيل من أن اتفاقا لن يصل إلى حد ضمان أمنها. وقال نتنياهو إن الاتفاق الإطاري سيترك إيران لديها القدرة على تطوير سلاح نووي خلال اقل من عام، ومن المعتقد أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي لديها ترسانة نووية.