لم يكن منزل "العندليب" القائم بحي الزمالك، الأثر الوحيد الباقي من الراحل عبد الحليم حافظ، فعلى بعد أمتار من مدخل قرية "الحلاوات" التابعة لمركز الإبراهيمية بمحافظة الشرقية هناك آثر آخر للعندليب متمثل في منزله الذي بناه خصيصا كاستراحة له وسط أقاربه وأهل بلدته الذين لم ينفصل عنهم للحظة واحدة. المنزل بناه "العندليب الأسمر" منذ ما يقرب من خمسين عاما على الطراز الحديث عكس باقي منازل القرية التي تشبه أغلب قرى دلتا مصر، ولم يطرأ تغير على منزل "العندليب" - عن الفترة التي بنى فيها - سوى بعض الترميمات التي أجراها مالكه الجديد الذي اشتراه من ورثة عبد الحليم حيث أًصر على أن يتركه كأثر وذكرى لأهل البلدة التي تدين بشهرتها لابنها الأسمر الذي خرج منها يومًا ليصنع مجدًا تخطى العالمية. "العندليب الأسمر"، له أيضا دور كبير في تقديم بعض الخدمات لأهالي القرية منها مشاركته في إنشاء أول وحدة صحية هناك، كما كانت "الحلاوات" أول قرى محافظة الشرقية التي تدخلها الكهرباء في ستينيات القرن الماضي بفضل علاقات "العندليب"، إلى جانب دعمه في إنشاء جامعة الزقازيق التي أصبحت فيما بعد واحد من كبرى الجامعات المصرية. ورغم ظروف عمله المستمر خاصة في الستينيات حينما أصبح المطرب الأول عربيا، وأحد أبرز نجوم السينما، ورغم ظروف مرضه التي كانت تتفاقم عاما بعد آخر، إلا أن هذا لم يشغله كثيرا عن صلة الرحم التي تجمعه بأهل قريته، وهو ما أكده المحامي محمد شكري - نجل ابن خالة عبد الحليم حافظ- الذي عاصره في آخر أيامه، حيث قال عنه: "علاقة حليم بالقرية لم تنقطع يوماً، وتربينا جميعا على القصص التي يرويها لنا أهلنا عن مدى حب عبد الحليم لهذه القرية التي شهدت فترة نشأته، كما عرفنا بدوره الكبير في تحمل تكاليف بناء أول وحدة صحية على نفقته الخاصة عام 1964، لتكون أول قرية مصرية تملك وحدة صحية خاصة في هذا الوقت". فخر واعتزاز ويضيف محمد شكري قائلا: "مازال أبائنا يتفاخرون أن "الحلاوات" هي أول قرية في المحافظة يدخلها الكهرباء وهذا بفضل حليم أيضا، الذي قام بشراء مولد كهرباء خاص للقرية وأصر على إنارتها لتكون أولى قرى المحافظة التي يدخلها الكهرباء"، ويستكمل شكري: "يوماً بعد يوم أعرف عن عبد الحليم حكايات وقصص جديدة لم أكن أعرفها من قبل، فقد كان الراحل يتحمل تكاليف المصروفات الدراسية لعدد من شباب القرية، وعلى الرغم من أن القدر لم يمهلنا الوقت الكافي لمعرفته أكثر، إلا أنني من خلال فترة تعاملي معه وجدت أنه شخص ودود للغاية ولم يصيبه الغرور يوماً ما حتى في أواخر أيامه، وكان يحرص على زيارة القرية باستمرار، لكن بعد وفاته قاموا ورثته ببيع منزله لأحد أقاربه" . ويتابع قائلاً: "بعد وفاة حليم أطلقت وزارة الثقافة اسم الراحل على المسرح الوحيد الموجود بالقرية والذي يقع داخل المركز الرياضي وكان يقام كل عام احتفالا لإحياء ذكراه، إلا أن كل هذه المظاهر توقفت منذ حوالي عامين، كما كان هناك تمثال لحليم في مدخل القرية لكن مع إهماله تهدم ولم يعد موجودا". مكانة العندليب انتقلنا بالحديث إلى الحاج شكري شقيق والد عبد الحليم حافظ الذي أكد أنه حتى يوماً هذا لا يوجد مطرب استطاع أن يحتل مكانة حليم لدى بسطاء مصر، وعلى الرغم من مرور عشرات السنوات على وفاته إلا أن مكانته مازال فارغاً ولم يتمكن أحد من أن يحتله كما سيظل حاضرا بيننا بفنه وعطائه الذي لم ينتهي. ويضيف الحاج شكري قائلا: "العندليب رمزاً للصدق والإخلاص في عمله، وكان يقتني الألحان والكلمات التي كان على يقين أنها ستظل باقية في وجدان الجمهور حتى بعد وفاته، لكن للأسف فقد ولد يتيماً وصاحبه والأسى والحزن منذ اللحظة الأولى من حياته وحتى رحيله، وهذا الأمر جعل للعذاب مكان في حياته الطويلة من يتم مبكر واكتشاف أيضاً مبكر للمرض اللعين الذي صاحبه على مدار حياته، كما أن حليم تعرض للهجوم الشرس في بداية طريقه الفني لكن هذا الأمر شد من عزمه وجعله أكثر إصرارا، فقد كان يصر على أن حضور البروفات حتى في أشد لحظات مرضه.. في يوم ولادته كل نساء القرية أجمعن أنه سيولد ميتا وأنه لن يعيش بعد وفاة أمه، أي أنه "ابن موت"، فلم يكن لديهن الإدراك أن الله سوف يرعى حليم بعنايته، لذلك تنافست نساء القرية على العناية والاهتمام به بعد وفاة أمه". رد الجميل وعن علاقة حليم كما لازال أهل القرية يطلقون عليه بقريته في وقت نجوميته يقول الحاج شكري: "لم تنقطع علاقته ب"الحلاوات" حتى بعد شهرته، فقد كان حريص على أن يقوم بزيارة القرية بصفة شبه دائمة، وكان يحب عندما يأتي إلى القرية أن يجتمع مع كل أهاليها حتى أكثر الأهالي فقرا، بل على العكس كان الأقرب إليه، وكان يحب الجلوس معهم والتعرف على مشاكلهم، وكان يصر على مكافأة أهل قريته التي كان يشعر ناحيتها بنوع من الجميل، لذا فقد أراد أن يرد الجميل إلى أهله وحرص على أن تكون أول قرية في الشرقية يدخلها الكهرباء لذا قام بشراء مولد كهرباء للقرية وأنارها وأصر على أن تكون أولوية الإنارة للمساجد ثم الشوارع"، ويستكمل حديثه قائلاً: "لم يكتفي حليم بهذا القدر من الوفاء لقريته بل حرص أيضاً على أن يدخل شبكة صرف صحي وشبكة مياه نظيفة للمنازل وتحمل تكاليف شراء المواسير وأعمال الحفر، كما أشترى ما يقرب من 11 صنبور مياه وقام بتوزيعهم على جميع أنحاء القرية التي لم تعرف المياه النظيفة قبل ذلك، وذلك منه لرعاية نساء القرية اللاتي كنا يضطررن للسير لمسافات طويلة للحصول على المياه.. كان يوم افتتاح هذا المشروع احتفالا في القرية كلها وحضر وقتها حليم بصحبة رئيس الوزراء". واجب وطني وعن مساهمات حليم في محافظة الشرقية، يقول الحاج شكري: "كان لحليم دور هام في المشروعات الخدمية ليس في قرية الحلاوات فقط بل محافظة الشرقية بأكملها، وقام بجمع تبرعات من المحلات لبناء جامعة الزقازيق بعد أن فشل المحافظ وقتها في جمع تبرعات لبنائها ليستعين بحليم ليساعده في تلك المهمة، ونظراً لحب الشعب لعبد الحليم قاموا بالنزول إلى الشوارع مع المحافظ وبات يجوب الشوارع ويطلب من المحلات والمنازل التبرع لبناء الجامعة ونجح في ذلك، حيث لم يتمكن أحد من رد دعوة معشوقهم الأول، ولم يقتصر دور حليم على هذا الأمر بل انه كان يحيى حفلات ويتبرع بأجره لصالح بناء الجامعة، وقد أصر على ألا يوضع اسمه على هذه الجامعة إلا أنهم بعد ذلك قاموا بوضع اسم الزعيم الراحل أحمد عرابي عليها كما قام بناء جامع الفتح الموجود حالياً في الزقازيق" . ويستطرد الحاج شكري أيضا: "لقد كان حليم يحرص باستمرار على الحضور إلى القرية مع عدد كبير من رموز الفن وعلى رأسهم الملحن الشهير بليغ حمدي، حيث يحضرون صباحا للقرية ويستمرون في العمل حتى العودة إلى القاهرة في اليوم التالي، وكان حليم يسكن في المنزل الموجود حالياً في القرية فقد كان ذلك الوقت أحدث منازل القرية وحلم كل الأهالي، إلا أنه تحول في هذه الأيام إلى فرن بلدي بعد أن تم بيعه إلى أحد أقاربنا بعد وفاة حليم، حيث قام باقتطاع جزء من المنزل لتحويله إلى فرن بلدي والجزء الآخر أصابه التدهور من قلة العناية، رغم أنه من المفترض أن تتولى الدولة هذا المنزل بالرعاية وأن يتحول إلى مزار لمحبي حليم من كل أنحاء العالم العربي" . النسيان وأكد الحاج شكري في ختام حديثه أن المحافظة لم تهتم كثيراً بتمثال الفنان عبد الحليم الذي وضع في مدخل القرية إلا أن الإهمال أصابه وتم نقله إلى محافظة الزقازيق، ويقول الحاج شكري: "لا يليق باسم الفنان الراحل الذي بذل حياته من أجل مصر خاصة في فترات الحروب أن يعامل تمثاله بهذا الشكل المهين.. لا أحد ينسى دور حليم في التبرع للمجهود الحربي، ولا أغنياته الوطنية التي حمست مئات الشباب للمشاركة في الدفاع عن مصر، وهي نفس الأغنيات التي تثير حماس الشباب حتى الآن، حتى ذكراه أصبحت في طي النسيان، لا أحد أصبح يقيم احتفالية سنوية في مسرح القرية في ذكراه مثلما كان المعتاد منذ وفاته، لتبقى ذكراه فقط في قلوب محبيه في مصر وخاصة في قلوب أهل قريته". لم يكن منزل "العندليب" القائم بحي الزمالك، الأثر الوحيد الباقي من الراحل عبد الحليم حافظ، فعلى بعد أمتار من مدخل قرية "الحلاوات" التابعة لمركز الإبراهيمية بمحافظة الشرقية هناك آثر آخر للعندليب متمثل في منزله الذي بناه خصيصا كاستراحة له وسط أقاربه وأهل بلدته الذين لم ينفصل عنهم للحظة واحدة. المنزل بناه "العندليب الأسمر" منذ ما يقرب من خمسين عاما على الطراز الحديث عكس باقي منازل القرية التي تشبه أغلب قرى دلتا مصر، ولم يطرأ تغير على منزل "العندليب" - عن الفترة التي بنى فيها - سوى بعض الترميمات التي أجراها مالكه الجديد الذي اشتراه من ورثة عبد الحليم حيث أًصر على أن يتركه كأثر وذكرى لأهل البلدة التي تدين بشهرتها لابنها الأسمر الذي خرج منها يومًا ليصنع مجدًا تخطى العالمية. "العندليب الأسمر"، له أيضا دور كبير في تقديم بعض الخدمات لأهالي القرية منها مشاركته في إنشاء أول وحدة صحية هناك، كما كانت "الحلاوات" أول قرى محافظة الشرقية التي تدخلها الكهرباء في ستينيات القرن الماضي بفضل علاقات "العندليب"، إلى جانب دعمه في إنشاء جامعة الزقازيق التي أصبحت فيما بعد واحد من كبرى الجامعات المصرية. ورغم ظروف عمله المستمر خاصة في الستينيات حينما أصبح المطرب الأول عربيا، وأحد أبرز نجوم السينما، ورغم ظروف مرضه التي كانت تتفاقم عاما بعد آخر، إلا أن هذا لم يشغله كثيرا عن صلة الرحم التي تجمعه بأهل قريته، وهو ما أكده المحامي محمد شكري - نجل ابن خالة عبد الحليم حافظ- الذي عاصره في آخر أيامه، حيث قال عنه: "علاقة حليم بالقرية لم تنقطع يوماً، وتربينا جميعا على القصص التي يرويها لنا أهلنا عن مدى حب عبد الحليم لهذه القرية التي شهدت فترة نشأته، كما عرفنا بدوره الكبير في تحمل تكاليف بناء أول وحدة صحية على نفقته الخاصة عام 1964، لتكون أول قرية مصرية تملك وحدة صحية خاصة في هذا الوقت". فخر واعتزاز ويضيف محمد شكري قائلا: "مازال أبائنا يتفاخرون أن "الحلاوات" هي أول قرية في المحافظة يدخلها الكهرباء وهذا بفضل حليم أيضا، الذي قام بشراء مولد كهرباء خاص للقرية وأصر على إنارتها لتكون أولى قرى المحافظة التي يدخلها الكهرباء"، ويستكمل شكري: "يوماً بعد يوم أعرف عن عبد الحليم حكايات وقصص جديدة لم أكن أعرفها من قبل، فقد كان الراحل يتحمل تكاليف المصروفات الدراسية لعدد من شباب القرية، وعلى الرغم من أن القدر لم يمهلنا الوقت الكافي لمعرفته أكثر، إلا أنني من خلال فترة تعاملي معه وجدت أنه شخص ودود للغاية ولم يصيبه الغرور يوماً ما حتى في أواخر أيامه، وكان يحرص على زيارة القرية باستمرار، لكن بعد وفاته قاموا ورثته ببيع منزله لأحد أقاربه" . ويتابع قائلاً: "بعد وفاة حليم أطلقت وزارة الثقافة اسم الراحل على المسرح الوحيد الموجود بالقرية والذي يقع داخل المركز الرياضي وكان يقام كل عام احتفالا لإحياء ذكراه، إلا أن كل هذه المظاهر توقفت منذ حوالي عامين، كما كان هناك تمثال لحليم في مدخل القرية لكن مع إهماله تهدم ولم يعد موجودا". مكانة العندليب انتقلنا بالحديث إلى الحاج شكري شقيق والد عبد الحليم حافظ الذي أكد أنه حتى يوماً هذا لا يوجد مطرب استطاع أن يحتل مكانة حليم لدى بسطاء مصر، وعلى الرغم من مرور عشرات السنوات على وفاته إلا أن مكانته مازال فارغاً ولم يتمكن أحد من أن يحتله كما سيظل حاضرا بيننا بفنه وعطائه الذي لم ينتهي. ويضيف الحاج شكري قائلا: "العندليب رمزاً للصدق والإخلاص في عمله، وكان يقتني الألحان والكلمات التي كان على يقين أنها ستظل باقية في وجدان الجمهور حتى بعد وفاته، لكن للأسف فقد ولد يتيماً وصاحبه والأسى والحزن منذ اللحظة الأولى من حياته وحتى رحيله، وهذا الأمر جعل للعذاب مكان في حياته الطويلة من يتم مبكر واكتشاف أيضاً مبكر للمرض اللعين الذي صاحبه على مدار حياته، كما أن حليم تعرض للهجوم الشرس في بداية طريقه الفني لكن هذا الأمر شد من عزمه وجعله أكثر إصرارا، فقد كان يصر على أن حضور البروفات حتى في أشد لحظات مرضه.. في يوم ولادته كل نساء القرية أجمعن أنه سيولد ميتا وأنه لن يعيش بعد وفاة أمه، أي أنه "ابن موت"، فلم يكن لديهن الإدراك أن الله سوف يرعى حليم بعنايته، لذلك تنافست نساء القرية على العناية والاهتمام به بعد وفاة أمه". رد الجميل وعن علاقة حليم كما لازال أهل القرية يطلقون عليه بقريته في وقت نجوميته يقول الحاج شكري: "لم تنقطع علاقته ب"الحلاوات" حتى بعد شهرته، فقد كان حريص على أن يقوم بزيارة القرية بصفة شبه دائمة، وكان يحب عندما يأتي إلى القرية أن يجتمع مع كل أهاليها حتى أكثر الأهالي فقرا، بل على العكس كان الأقرب إليه، وكان يحب الجلوس معهم والتعرف على مشاكلهم، وكان يصر على مكافأة أهل قريته التي كان يشعر ناحيتها بنوع من الجميل، لذا فقد أراد أن يرد الجميل إلى أهله وحرص على أن تكون أول قرية في الشرقية يدخلها الكهرباء لذا قام بشراء مولد كهرباء للقرية وأنارها وأصر على أن تكون أولوية الإنارة للمساجد ثم الشوارع"، ويستكمل حديثه قائلاً: "لم يكتفي حليم بهذا القدر من الوفاء لقريته بل حرص أيضاً على أن يدخل شبكة صرف صحي وشبكة مياه نظيفة للمنازل وتحمل تكاليف شراء المواسير وأعمال الحفر، كما أشترى ما يقرب من 11 صنبور مياه وقام بتوزيعهم على جميع أنحاء القرية التي لم تعرف المياه النظيفة قبل ذلك، وذلك منه لرعاية نساء القرية اللاتي كنا يضطررن للسير لمسافات طويلة للحصول على المياه.. كان يوم افتتاح هذا المشروع احتفالا في القرية كلها وحضر وقتها حليم بصحبة رئيس الوزراء". واجب وطني وعن مساهمات حليم في محافظة الشرقية، يقول الحاج شكري: "كان لحليم دور هام في المشروعات الخدمية ليس في قرية الحلاوات فقط بل محافظة الشرقية بأكملها، وقام بجمع تبرعات من المحلات لبناء جامعة الزقازيق بعد أن فشل المحافظ وقتها في جمع تبرعات لبنائها ليستعين بحليم ليساعده في تلك المهمة، ونظراً لحب الشعب لعبد الحليم قاموا بالنزول إلى الشوارع مع المحافظ وبات يجوب الشوارع ويطلب من المحلات والمنازل التبرع لبناء الجامعة ونجح في ذلك، حيث لم يتمكن أحد من رد دعوة معشوقهم الأول، ولم يقتصر دور حليم على هذا الأمر بل انه كان يحيى حفلات ويتبرع بأجره لصالح بناء الجامعة، وقد أصر على ألا يوضع اسمه على هذه الجامعة إلا أنهم بعد ذلك قاموا بوضع اسم الزعيم الراحل أحمد عرابي عليها كما قام بناء جامع الفتح الموجود حالياً في الزقازيق" . ويستطرد الحاج شكري أيضا: "لقد كان حليم يحرص باستمرار على الحضور إلى القرية مع عدد كبير من رموز الفن وعلى رأسهم الملحن الشهير بليغ حمدي، حيث يحضرون صباحا للقرية ويستمرون في العمل حتى العودة إلى القاهرة في اليوم التالي، وكان حليم يسكن في المنزل الموجود حالياً في القرية فقد كان ذلك الوقت أحدث منازل القرية وحلم كل الأهالي، إلا أنه تحول في هذه الأيام إلى فرن بلدي بعد أن تم بيعه إلى أحد أقاربنا بعد وفاة حليم، حيث قام باقتطاع جزء من المنزل لتحويله إلى فرن بلدي والجزء الآخر أصابه التدهور من قلة العناية، رغم أنه من المفترض أن تتولى الدولة هذا المنزل بالرعاية وأن يتحول إلى مزار لمحبي حليم من كل أنحاء العالم العربي" . النسيان وأكد الحاج شكري في ختام حديثه أن المحافظة لم تهتم كثيراً بتمثال الفنان عبد الحليم الذي وضع في مدخل القرية إلا أن الإهمال أصابه وتم نقله إلى محافظة الزقازيق، ويقول الحاج شكري: "لا يليق باسم الفنان الراحل الذي بذل حياته من أجل مصر خاصة في فترات الحروب أن يعامل تمثاله بهذا الشكل المهين.. لا أحد ينسى دور حليم في التبرع للمجهود الحربي، ولا أغنياته الوطنية التي حمست مئات الشباب للمشاركة في الدفاع عن مصر، وهي نفس الأغنيات التي تثير حماس الشباب حتى الآن، حتى ذكراه أصبحت في طي النسيان، لا أحد أصبح يقيم احتفالية سنوية في مسرح القرية في ذكراه مثلما كان المعتاد منذ وفاته، لتبقى ذكراه فقط في قلوب محبيه في مصر وخاصة في قلوب أهل قريته".