"ما هو لغز السياسة الأمريكية في المنطقة الذي يجعلها تقاتل إلى جانب إيران وحلفائها وتيسر التفاوض معها حول برنامجها النووي بينما تواجهها في نفس الوقت بمساندة خصومها التقليديين؟ وما هي الرسالة التي أرادت أن ترسلها القوى السنية في المنطقة لإيران؟.. وهل يعمل دور مصر ا لمحوري في اليمن على تحسين العلاقات المتوترة بين واشنطنوالقاهرة؟ في محاولة للتوصل إلى أجوبة على هذه الأسئلة نستعرض في التقرير الآتي مواقف الولاياتالمتحدة والقوى الإقليمية من الأحداث التي شهدتها المنطقة مؤخرا وردود الأفعال بشأنها". قالت مجلة "فورين بوليسي" إن الحرب الطائفية تجتاح الشرق الأوسط بينما تجد واشنطن نفسها تقاتل مع السنة في بلد ومع الشيعة في بلد آخر. في العراق انضمت القوات الأمريكية إلى قوات حكومة بغداد لتحرير تكريت من عناصر تنظيم داعش. وكانت قوات الأمن العراقية وقادة إيرانيين وآلاف المسلحين الشيعة – يقاتل أكثرهم بمعدات عسكرية إيرانية ودعم مخابراتي من طهران – قد بدءوا المعركة ضد داعش.. وزعمت الولاياتالمتحدة أنها شاركت في تحرير تكريت بعد أن تأكدت من انسحاب المليشيات المرتبطة بإيران وأن القوات العراقية هى من تقود المعركة. واستبعد جيف راثكي المتحدث باسم الخارجية الأمريكية أن بلاده تقوم بدور القوات الجوية الإيرانية في العراق. ونفى قلق واشنطن من أن تستنزف المواقف الأمريكية المتعاقبة في المنطقة المفاوضات النووية. وفي اليمن تقدم الولاياتالمتحدة دعما مخابراتي ولوجستي للسعودية في حملتها ضد الحوثيين الشيعة المدعومين من إيران والذين تمكنوا من طرد الحكومة السنية بعد السيطرة على صنعاء.. وتحرص الرياض على مهاجمة أهداف في اليمن مرتبطة بإيران. في كلا الحملتين يتضح أن واشنطن تحالفت في إحداهما ضمنيا مع إيران وفي الأخرى ضدها. وقال جوان كول خبير الشرق الأوسط في جامعة ميتشجن، إن الولاياتالمتحدة "حافظت في كلا المثالين على دعم الشرعية والحكومة المنتخبة في الدولة". سوريا مثال آخر, حيث تعتزم الولاياتالمتحدة تدريب المتمردين السنة المعتدلين لمحاربة داعش.. وبالطبع ترغب واشنطن في استخدامهم لمواجهة قوات الرئيس بشار الأسد والقوات الإيرانية الداعمة له لكن يبدو أنها غير مستعدة حاليا لذلك. كل هذا يحدث على خلفية مفاوضات حساسة تجري بين القوى العظمى في العالم وإيران لتعليق برنامجها النووي.. ويأمل المفاوضون التوصل إلى اتفاقية إطارية بنهاية الشهر الجاري والنظر في اتفاقية نهائية لاحقا هذا الصيف. وصرح وزير الخارجية الأمريكي جون كيري انه تحدث بشأن الوضع في اليمن مع نظيره الإيراني جواد ظريف على هامش المحادثات النووية في سويسرا. وقالت شبكة "ان بي سي نيوز" إن الولاياتالمتحدة وجدت نفسها بين طرفيين إقليميين يخوضان حربا بالوكالة: السعودية وإيران. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز، عن دبلوماسيين غربيين أن "الحرب بالوكالة" بين السعودية وإيران تعقد التوصل إلى اتفاق نووي بين طهران والقوى العظمى.. ومثل معظم الاتفاقيات دائما ما تكون مفاوضات الدقيقة الأخيرة هي الأصعب.. وعلى مدار الأسابيع القليلة الماضية كانت إيران تقاوم أي نوع من الاتفاقيات الإطارية الرسمية في هذه المرحلة من المفاوضات مفضلة صيغة التفاهمات العامة التي تعقبها اتفاقية نهائية في يونيو. لغز السياسة الأمريكية وقالت تامارا كوفمان ويتيس الباحثة بمعهد بروكينجز وكانت مسئولة كبيرة في الخارجية الأمريكية، إن سياسات إدارة الرئيس باراك أوباما في الشرق الأوسط تمثل لغزا في حد ذاتها.. وتساءلت ما إذا كان هذا اللغز يعكس الافتقار إلى سياسة متجانسة من جانب إدارة أوباما أم ببساطة يعد اللغز انعكاسا لتعقيد صراعات القوى على الأرض في المنطقة؟ اقترحت ويتيس كلا الأمرين, وقالت إن الفوضى توفر للأطراف الإقليمية المتخاصمة أسباب أكثر للصراع وساحات أكثر للاشتباك. وعلى الجانب الآخر, أثارت الأحداث المتسارعة انتقادات بأن إدارة أوباما لم يعد لديها إستراتيجية للمنطقة. بدأت الأحداث في اليمن تأخذ منحنا متسارعا مع الفراغ الذي خلقته القيادة الضعيفة للرئيس عبد ربه منصور هادي، حيث انتهزت إيران الفرصة لفرض نفوذها في الساحة الخلفية للسعودية بدعم الحوثيين.. لكن التقدم الذي حققه الحوثيون أيقظ السعودية التي تسعى أساسا لاستعادة النظام والاستقرار في اليمن.. وعملت الرياض على حشد ائتلاف ضم مصر والأردن والسودان والمغرب وباكستان والإمارات وقطر والكويت وجميعها دول سنية، لإرسال رسالة قوية إلى إيران بوقف التدخل في شئون العرب.. وتخشى السعودية من أن فرض إيران نفوذها في اليمن قد يمهد لبسط الشيعة سيطرتهم على المنطقة, مستشهدة باستخدام إيران وكلاء مسلحين لها للسيطرة على دول في المنطقة.. على سبيل المثال في لبنان لا يمكن اعتماد شيء بدون موافقة جماعة حزب الله المدعومة من إيران والتي تساند أيضا الرئيس بشار الأسد المحاصر في سوريا. دور مصر المحوري ومن المرجح أن تلعب مصر دوراً مركزياً في اليمن.. فيبدو أن القوات البحرية المصرية والسعودية كانت تستعد لمواجهة محتملة مع الحوثيين.. فقد ركزت التدريبات التي أُجريت الشهر الماضي في البحر الأحمر على إمكانية التنسيق البيني. وأرسلت مصر الخميس أربع سفن حربية عبر قناة السويس باتجاه مضيق باب المندب. ويتيح انخراط مصر في الصراع في اليمن للرئيس عبد الفتاح السيسي الوفاء بوعده الذي كثيراً ما ذكره للمساعدة في حماية حلفاء مصر في الخليج، رافعا شعار "مسافة السكة". وأعلن السيسي أن أمن الخليج كان "جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري،" ودعا مؤخراً إلى إنشاء قوة عسكرية عربية مشتركة للدفاع عن الخليج في وجه التهديدات الإقليمية. وأكدت القاهرة استعداداتها للقيام بالمزيد من العمليات الجوية ضد مواقع الحوثيين، وأشارت إلى أنها سترسل قوات برية ووحدات خاصة إذا لزم الأمر . وقال اريك تراجر الباحث بمعهد واشنطن، إن واشنطن لديها مصلحة قوية في مساعدة مصر على النجاح في اليمن. وتعتمد القوات العسكرية الأمريكية على عبور آمن من خلال مضيق باب المندب لدعم جهود التحالف ضد تنظيم داعش, فضلاً عن الحفاظ على وجودها في المنطقة على نطاق أوسع. وأعلنت إدارة أوباما عن دعمها لقوات التحالف التي تقودها السعودية. واعتبر تراجر دخول مصر في الصراع فرصة سانحة لتوضيح سياسة الولاياتالمتحدة تجاه القاهرة وتحسين العلاقات الثنائية المتوترة منذ الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي. فمن خلال إرسال طائرات مقاتلة من طراز "F-16" وصواريخ هاربون التي تم تعليقها منذ أكتوبر 2013، بإمكان واشنطن أن تؤكد شراكتها مع مصر وتجهز القاهرة بالأسلحة التي تحتاجها من أجل تعزيز المصالح الأمنية المشتركة في المنطقة. ومن خلال دعم المشاركة المصرية ضد الحوثيين المدعومين من إيران، بإمكان الإدارة الأمريكية أن تعيد طمأنة حلفاء الولاياتالمتحدة العرب بأنها لن تتخلى عنهم حتى في الوقت الذي تسعى فيه للتوصل إلى اتفاق نووي مع طهران. "ما هو لغز السياسة الأمريكية في المنطقة الذي يجعلها تقاتل إلى جانب إيران وحلفائها وتيسر التفاوض معها حول برنامجها النووي بينما تواجهها في نفس الوقت بمساندة خصومها التقليديين؟ وما هي الرسالة التي أرادت أن ترسلها القوى السنية في المنطقة لإيران؟.. وهل يعمل دور مصر ا لمحوري في اليمن على تحسين العلاقات المتوترة بين واشنطنوالقاهرة؟ في محاولة للتوصل إلى أجوبة على هذه الأسئلة نستعرض في التقرير الآتي مواقف الولاياتالمتحدة والقوى الإقليمية من الأحداث التي شهدتها المنطقة مؤخرا وردود الأفعال بشأنها". قالت مجلة "فورين بوليسي" إن الحرب الطائفية تجتاح الشرق الأوسط بينما تجد واشنطن نفسها تقاتل مع السنة في بلد ومع الشيعة في بلد آخر. في العراق انضمت القوات الأمريكية إلى قوات حكومة بغداد لتحرير تكريت من عناصر تنظيم داعش. وكانت قوات الأمن العراقية وقادة إيرانيين وآلاف المسلحين الشيعة – يقاتل أكثرهم بمعدات عسكرية إيرانية ودعم مخابراتي من طهران – قد بدءوا المعركة ضد داعش.. وزعمت الولاياتالمتحدة أنها شاركت في تحرير تكريت بعد أن تأكدت من انسحاب المليشيات المرتبطة بإيران وأن القوات العراقية هى من تقود المعركة. واستبعد جيف راثكي المتحدث باسم الخارجية الأمريكية أن بلاده تقوم بدور القوات الجوية الإيرانية في العراق. ونفى قلق واشنطن من أن تستنزف المواقف الأمريكية المتعاقبة في المنطقة المفاوضات النووية. وفي اليمن تقدم الولاياتالمتحدة دعما مخابراتي ولوجستي للسعودية في حملتها ضد الحوثيين الشيعة المدعومين من إيران والذين تمكنوا من طرد الحكومة السنية بعد السيطرة على صنعاء.. وتحرص الرياض على مهاجمة أهداف في اليمن مرتبطة بإيران. في كلا الحملتين يتضح أن واشنطن تحالفت في إحداهما ضمنيا مع إيران وفي الأخرى ضدها. وقال جوان كول خبير الشرق الأوسط في جامعة ميتشجن، إن الولاياتالمتحدة "حافظت في كلا المثالين على دعم الشرعية والحكومة المنتخبة في الدولة". سوريا مثال آخر, حيث تعتزم الولاياتالمتحدة تدريب المتمردين السنة المعتدلين لمحاربة داعش.. وبالطبع ترغب واشنطن في استخدامهم لمواجهة قوات الرئيس بشار الأسد والقوات الإيرانية الداعمة له لكن يبدو أنها غير مستعدة حاليا لذلك. كل هذا يحدث على خلفية مفاوضات حساسة تجري بين القوى العظمى في العالم وإيران لتعليق برنامجها النووي.. ويأمل المفاوضون التوصل إلى اتفاقية إطارية بنهاية الشهر الجاري والنظر في اتفاقية نهائية لاحقا هذا الصيف. وصرح وزير الخارجية الأمريكي جون كيري انه تحدث بشأن الوضع في اليمن مع نظيره الإيراني جواد ظريف على هامش المحادثات النووية في سويسرا. وقالت شبكة "ان بي سي نيوز" إن الولاياتالمتحدة وجدت نفسها بين طرفيين إقليميين يخوضان حربا بالوكالة: السعودية وإيران. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز، عن دبلوماسيين غربيين أن "الحرب بالوكالة" بين السعودية وإيران تعقد التوصل إلى اتفاق نووي بين طهران والقوى العظمى.. ومثل معظم الاتفاقيات دائما ما تكون مفاوضات الدقيقة الأخيرة هي الأصعب.. وعلى مدار الأسابيع القليلة الماضية كانت إيران تقاوم أي نوع من الاتفاقيات الإطارية الرسمية في هذه المرحلة من المفاوضات مفضلة صيغة التفاهمات العامة التي تعقبها اتفاقية نهائية في يونيو. لغز السياسة الأمريكية وقالت تامارا كوفمان ويتيس الباحثة بمعهد بروكينجز وكانت مسئولة كبيرة في الخارجية الأمريكية، إن سياسات إدارة الرئيس باراك أوباما في الشرق الأوسط تمثل لغزا في حد ذاتها.. وتساءلت ما إذا كان هذا اللغز يعكس الافتقار إلى سياسة متجانسة من جانب إدارة أوباما أم ببساطة يعد اللغز انعكاسا لتعقيد صراعات القوى على الأرض في المنطقة؟ اقترحت ويتيس كلا الأمرين, وقالت إن الفوضى توفر للأطراف الإقليمية المتخاصمة أسباب أكثر للصراع وساحات أكثر للاشتباك. وعلى الجانب الآخر, أثارت الأحداث المتسارعة انتقادات بأن إدارة أوباما لم يعد لديها إستراتيجية للمنطقة. بدأت الأحداث في اليمن تأخذ منحنا متسارعا مع الفراغ الذي خلقته القيادة الضعيفة للرئيس عبد ربه منصور هادي، حيث انتهزت إيران الفرصة لفرض نفوذها في الساحة الخلفية للسعودية بدعم الحوثيين.. لكن التقدم الذي حققه الحوثيون أيقظ السعودية التي تسعى أساسا لاستعادة النظام والاستقرار في اليمن.. وعملت الرياض على حشد ائتلاف ضم مصر والأردن والسودان والمغرب وباكستان والإمارات وقطر والكويت وجميعها دول سنية، لإرسال رسالة قوية إلى إيران بوقف التدخل في شئون العرب.. وتخشى السعودية من أن فرض إيران نفوذها في اليمن قد يمهد لبسط الشيعة سيطرتهم على المنطقة, مستشهدة باستخدام إيران وكلاء مسلحين لها للسيطرة على دول في المنطقة.. على سبيل المثال في لبنان لا يمكن اعتماد شيء بدون موافقة جماعة حزب الله المدعومة من إيران والتي تساند أيضا الرئيس بشار الأسد المحاصر في سوريا. دور مصر المحوري ومن المرجح أن تلعب مصر دوراً مركزياً في اليمن.. فيبدو أن القوات البحرية المصرية والسعودية كانت تستعد لمواجهة محتملة مع الحوثيين.. فقد ركزت التدريبات التي أُجريت الشهر الماضي في البحر الأحمر على إمكانية التنسيق البيني. وأرسلت مصر الخميس أربع سفن حربية عبر قناة السويس باتجاه مضيق باب المندب. ويتيح انخراط مصر في الصراع في اليمن للرئيس عبد الفتاح السيسي الوفاء بوعده الذي كثيراً ما ذكره للمساعدة في حماية حلفاء مصر في الخليج، رافعا شعار "مسافة السكة". وأعلن السيسي أن أمن الخليج كان "جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري،" ودعا مؤخراً إلى إنشاء قوة عسكرية عربية مشتركة للدفاع عن الخليج في وجه التهديدات الإقليمية. وأكدت القاهرة استعداداتها للقيام بالمزيد من العمليات الجوية ضد مواقع الحوثيين، وأشارت إلى أنها سترسل قوات برية ووحدات خاصة إذا لزم الأمر . وقال اريك تراجر الباحث بمعهد واشنطن، إن واشنطن لديها مصلحة قوية في مساعدة مصر على النجاح في اليمن. وتعتمد القوات العسكرية الأمريكية على عبور آمن من خلال مضيق باب المندب لدعم جهود التحالف ضد تنظيم داعش, فضلاً عن الحفاظ على وجودها في المنطقة على نطاق أوسع. وأعلنت إدارة أوباما عن دعمها لقوات التحالف التي تقودها السعودية. واعتبر تراجر دخول مصر في الصراع فرصة سانحة لتوضيح سياسة الولاياتالمتحدة تجاه القاهرة وتحسين العلاقات الثنائية المتوترة منذ الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي. فمن خلال إرسال طائرات مقاتلة من طراز "F-16" وصواريخ هاربون التي تم تعليقها منذ أكتوبر 2013، بإمكان واشنطن أن تؤكد شراكتها مع مصر وتجهز القاهرة بالأسلحة التي تحتاجها من أجل تعزيز المصالح الأمنية المشتركة في المنطقة. ومن خلال دعم المشاركة المصرية ضد الحوثيين المدعومين من إيران، بإمكان الإدارة الأمريكية أن تعيد طمأنة حلفاء الولاياتالمتحدة العرب بأنها لن تتخلى عنهم حتى في الوقت الذي تسعى فيه للتوصل إلى اتفاق نووي مع طهران.