من الخرطوم إلي أديس أبابا إلي شرم الشيخ تبدو الرحلة طويلة بحساب الكيلومترات، ولكنها أكبر وأهم كثيرا بحساب المهام والمسئوليات والانجازات. في الخرطوم كان توقيع اتفاق تنظيم مشروع سد النهضة الأثيوبي بين السيسي والبشير وديسالين. وهو المشروع الذي أقلق المصريين ومازال.. بسبب تأثيره علي حصة مصر من مياه النيل التي تمثل المياه التي تأتينا من أثيوبيا 85 ٪ منها. كان الهدف هو اعطاء رسالة ثقة إلي الشعب الأثيوبي بأن مصر لا تقف في سبيل تنمية دولتهم، ورسالة واضحة بأن مصر لن تتخلي عن حقها في شريان الحياة للمصريين. ولقد نجحت زيارة الرئيس السيسي في توصيل الرسالتين وكان استقبال الرسالتين طيبا. السيسي قال لديسالين : »خلي بالك أنت هتطور.. وتنمي وأنا معك، لكن في مصر شعب يعيش فقط علي الميه.. الميه اللي بتيجي من هذا النهر، النهر ده، والمية دي بتيجي بأمر من الله من آلاف السنين، تنزل في أثيوبيا صحيح، لكن تيجي لمصر، عشان الناس تعيش فيها وتقوم فيها حضارة». وقال »إذا كان يمثل النيل وسد النهضة لإثيوبيا مصدرا للتنمية، فالنيل بالنسبة لمصر مصدر للمياه بل للحياة.. أدعوكم لنحلم معا بالخير والرخاء لنترك لشعوبنا إرثا من المحبة والتعاون». وأضاف: »معندناش أبدا أي تحفظ علي تنمية الشعب الأثيوبي ونتمني لكم كل الخير.. أننا، ممكن نتعاون ونعمل حاجات عظيمة جدا جدا، وممكن نختلف، وممكن نؤذي في بعضنا جدا جدا، احنا اختارنا التعاون والبناء والتنمية». المهمة كانت صعبة ولكنها نجحت في ردم هوة الصراع مع أثيوبيا وبناء جسور الثقة معها. التفاق خطوة علي الطريق بالتأكيد ستتلوها خطوات أخري نحن في انتظارها. أما عن المهمة في شرم الشيخ فهي مهمة عظيمة وتاريخية بكل الحسابات.. فهموم الأمة العربية ثقيلة من يومها.. تحملتها زعامات عظيمة عديدة، لكنهم رحلوا ولم تحل أي من القضايا والازمات، وهاهي القضايا تكثر والأزمات تتوالي وتتعقد أيضا. تعقد القمة العربية غدا في ظروف بالغة القسوة علي الأمة.. وكان من الممكن أن تكون أقسي لولا تحرك الشعب المصري منذ نحو عشرين شهرا لوقف المخطط التخريبي الظلامي الذي جاء به التنظيم الأخواني الارهابي الدولي الذي ثبت تأمره ضد مصر والأمة العربية وحتي الاسلامية. أمام القادة العرب الذين تستضيفهم المدينة الجميلة شرم الشيخ اليوم ملفات شائكة ومعقدة، ففي كل بلد عربي أزمة وفي بعضها أزمات خطيرة وحروب أهلية وانقسامات، بل أن بعضها انقسم فعلا والبعض في الطريق. مؤامرات من كل حدب وصوب، وتدخلات من كل صنف ولون، وهنا تكون أمام القمة مسئولية ضخمة تجاه الدول والشعوب.. مسئولية ضخمة أمام التاريخ. أربع دول عربية علي الأقل فيها أزمات طاحنة.. انقسامات وحروب وصراعات تكاد تقضي عليها ان لم تكن قضت عليها فعلا. ومع أن القضية الفلسطينية المزمنة تحتل مقدمة الاهتمامات دائما في ظل استمرار الاحتلال الاسرائيلي وممارساته القمعية ومجازره ضد الشعب الفلسطيني صاحب الحق في أرضه ودولته.. الا أن تلك القضية لن يكون لها أي حل في ظل ما يحدث الان علي الساحة. هناك سوريا التي تئن تحت نار الحرب الأهلية علي السلطة، والعراق التي تكتوي بنار الحرب الطائفية وبينهما الدولة الدموية داعش ( دم.. الأبرياء.. العراق.. الشام ). أما ليبيا بما تمثله من عمق استراتيجي لمصر فهي دولة بلا دولة وتحتاج إلي وقفة عربية بعدما تخلي العالم عنها. والمطلوب هو تقديم الدعم الكامل بما فيه الدعم السياسي والمادي للحكومة الشرعية وتوفير المساعدات اللازمة لها لصون وحماية سيادة ليبيا بما في ذلك دعم الجيش الوطني حتي يستطيع مواصلة مهمته الرامية للقضاء علي الارهاب وبسط الامن في ليبيا. نصل إلي اليمن الذي كان سعيدا وأصبح حزينا كئيبا، ويشهد في الأيام الأخيرة تطورات متلاحقة تودي به إلي هاوية التقسيم والحرب الأهلية والمطلوب هو العمل علي الالتزام الكامل بالحفاظ علي وحدة اليمن واحترام سيادته واستقلاله ورفض أي تدخل في شئونه الداخلية والوقوف إلي جانب الشعب اليمني فيما يتطلع اليه من حرية وديمقراطية وعدالة اجتماعية وتمكينه من تحقيق التنمية الشاملة التي يسعي اليها. ولابد من الاستمرار في دعم ومساندة الشرعية الدستورية. وأن ما أقدمت عليه جماعة الحوثيين من خطوات تصعيدية أحادية الجانب بمثابة خروج علي الشرعية الدستورية والارادة الوطنية.. وهنا تصبح القوة العربية الموحدة حاجة ملحة تفرضها الأوضاع الحالية. وكانت العمليات العسكرية ضد القوات الحوثية في اليمن هي البداية الفعلية والحقيقية لهذا كيان الجديد الذي نرجو أن يكون مستمرا. المهمة ثقيلة، لكن القادة العرب قادرون علي مواجهتها.. والحضور في مصر بيت العرب وزعيمة الأمة يجعلنا متفائلين، ورئاسة مصر وقائدها عبد الفتاح السيسي الذي لايعرف الحلول الوسط، ويعرف كيف يصل إلي هدفه من أقصر طريق يجعلنا متفائلين أكثر. من الخرطوم إلي أديس أبابا إلي شرم الشيخ تبدو الرحلة طويلة بحساب الكيلومترات، ولكنها أكبر وأهم كثيرا بحساب المهام والمسئوليات والانجازات. في الخرطوم كان توقيع اتفاق تنظيم مشروع سد النهضة الأثيوبي بين السيسي والبشير وديسالين. وهو المشروع الذي أقلق المصريين ومازال.. بسبب تأثيره علي حصة مصر من مياه النيل التي تمثل المياه التي تأتينا من أثيوبيا 85 ٪ منها. كان الهدف هو اعطاء رسالة ثقة إلي الشعب الأثيوبي بأن مصر لا تقف في سبيل تنمية دولتهم، ورسالة واضحة بأن مصر لن تتخلي عن حقها في شريان الحياة للمصريين. ولقد نجحت زيارة الرئيس السيسي في توصيل الرسالتين وكان استقبال الرسالتين طيبا. السيسي قال لديسالين : »خلي بالك أنت هتطور.. وتنمي وأنا معك، لكن في مصر شعب يعيش فقط علي الميه.. الميه اللي بتيجي من هذا النهر، النهر ده، والمية دي بتيجي بأمر من الله من آلاف السنين، تنزل في أثيوبيا صحيح، لكن تيجي لمصر، عشان الناس تعيش فيها وتقوم فيها حضارة». وقال »إذا كان يمثل النيل وسد النهضة لإثيوبيا مصدرا للتنمية، فالنيل بالنسبة لمصر مصدر للمياه بل للحياة.. أدعوكم لنحلم معا بالخير والرخاء لنترك لشعوبنا إرثا من المحبة والتعاون». وأضاف: »معندناش أبدا أي تحفظ علي تنمية الشعب الأثيوبي ونتمني لكم كل الخير.. أننا، ممكن نتعاون ونعمل حاجات عظيمة جدا جدا، وممكن نختلف، وممكن نؤذي في بعضنا جدا جدا، احنا اختارنا التعاون والبناء والتنمية». المهمة كانت صعبة ولكنها نجحت في ردم هوة الصراع مع أثيوبيا وبناء جسور الثقة معها. التفاق خطوة علي الطريق بالتأكيد ستتلوها خطوات أخري نحن في انتظارها. أما عن المهمة في شرم الشيخ فهي مهمة عظيمة وتاريخية بكل الحسابات.. فهموم الأمة العربية ثقيلة من يومها.. تحملتها زعامات عظيمة عديدة، لكنهم رحلوا ولم تحل أي من القضايا والازمات، وهاهي القضايا تكثر والأزمات تتوالي وتتعقد أيضا. تعقد القمة العربية غدا في ظروف بالغة القسوة علي الأمة.. وكان من الممكن أن تكون أقسي لولا تحرك الشعب المصري منذ نحو عشرين شهرا لوقف المخطط التخريبي الظلامي الذي جاء به التنظيم الأخواني الارهابي الدولي الذي ثبت تأمره ضد مصر والأمة العربية وحتي الاسلامية. أمام القادة العرب الذين تستضيفهم المدينة الجميلة شرم الشيخ اليوم ملفات شائكة ومعقدة، ففي كل بلد عربي أزمة وفي بعضها أزمات خطيرة وحروب أهلية وانقسامات، بل أن بعضها انقسم فعلا والبعض في الطريق. مؤامرات من كل حدب وصوب، وتدخلات من كل صنف ولون، وهنا تكون أمام القمة مسئولية ضخمة تجاه الدول والشعوب.. مسئولية ضخمة أمام التاريخ. أربع دول عربية علي الأقل فيها أزمات طاحنة.. انقسامات وحروب وصراعات تكاد تقضي عليها ان لم تكن قضت عليها فعلا. ومع أن القضية الفلسطينية المزمنة تحتل مقدمة الاهتمامات دائما في ظل استمرار الاحتلال الاسرائيلي وممارساته القمعية ومجازره ضد الشعب الفلسطيني صاحب الحق في أرضه ودولته.. الا أن تلك القضية لن يكون لها أي حل في ظل ما يحدث الان علي الساحة. هناك سوريا التي تئن تحت نار الحرب الأهلية علي السلطة، والعراق التي تكتوي بنار الحرب الطائفية وبينهما الدولة الدموية داعش ( دم.. الأبرياء.. العراق.. الشام ). أما ليبيا بما تمثله من عمق استراتيجي لمصر فهي دولة بلا دولة وتحتاج إلي وقفة عربية بعدما تخلي العالم عنها. والمطلوب هو تقديم الدعم الكامل بما فيه الدعم السياسي والمادي للحكومة الشرعية وتوفير المساعدات اللازمة لها لصون وحماية سيادة ليبيا بما في ذلك دعم الجيش الوطني حتي يستطيع مواصلة مهمته الرامية للقضاء علي الارهاب وبسط الامن في ليبيا. نصل إلي اليمن الذي كان سعيدا وأصبح حزينا كئيبا، ويشهد في الأيام الأخيرة تطورات متلاحقة تودي به إلي هاوية التقسيم والحرب الأهلية والمطلوب هو العمل علي الالتزام الكامل بالحفاظ علي وحدة اليمن واحترام سيادته واستقلاله ورفض أي تدخل في شئونه الداخلية والوقوف إلي جانب الشعب اليمني فيما يتطلع اليه من حرية وديمقراطية وعدالة اجتماعية وتمكينه من تحقيق التنمية الشاملة التي يسعي اليها. ولابد من الاستمرار في دعم ومساندة الشرعية الدستورية. وأن ما أقدمت عليه جماعة الحوثيين من خطوات تصعيدية أحادية الجانب بمثابة خروج علي الشرعية الدستورية والارادة الوطنية.. وهنا تصبح القوة العربية الموحدة حاجة ملحة تفرضها الأوضاع الحالية. وكانت العمليات العسكرية ضد القوات الحوثية في اليمن هي البداية الفعلية والحقيقية لهذا كيان الجديد الذي نرجو أن يكون مستمرا. المهمة ثقيلة، لكن القادة العرب قادرون علي مواجهتها.. والحضور في مصر بيت العرب وزعيمة الأمة يجعلنا متفائلين، ورئاسة مصر وقائدها عبد الفتاح السيسي الذي لايعرف الحلول الوسط، ويعرف كيف يصل إلي هدفه من أقصر طريق يجعلنا متفائلين أكثر.