ما هي أكلات الجمعة العظيمة عند الأقباط؟    الوزراء يتلقي شكوى في مجال الاتصالات والنقل والقطاع المصرفي    وزير التنمية المحلية يهنئ محافظ الإسماعيلية بعيد القيامة المجيد    رواتب تصل ل 12 ألف جنيه.. 3408 وظيفة ب16 مُحافظة - الشروط والأوراق المطلوبة    اليوم.. وزير الأوقاف ومحافظ الشرقية يفتتحان مسجد محمد فريد خميس بالعاشر من رمضان    وأنت في مكانك، خطوات تجديد بطاقة الرقم القومي أونلاين    اعرف سعر الدولار اليوم الجمعة 3-5-2024 فى البنوك المصرية    رغم المقاطعة.. كوكاكولا ترفع أسعار شويبس جولد (صورة)    تحرير 38 محضر إشغال طريق وتنفيذ 21 إزالة فورية بالمنوفية    الرئاسة في أسبوع.. قرارات جمهورية هامة وتوجيهات قوية للحكومة    أسعار البيض اليوم الجمعة في الأسواق (موقع رسمي)    تسلا تعرض شاحنتها المستقبلية سايبرتراك في ألمانيا    طريقة تشكيل لجان نظر التظلمات على قرارات رفض التصالح في مخالفات البناء    بعد استهدافها إيلات الإسرائيلية.. البحرين : سرايا الأشتر منظمة إرهابية خارج حدودنا    حرب غزة.. رسائل مصرية قوية للعالم لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى    السنوار يعارض منح إسرائيل الحق في منع المعتقلين الفلسطنيين من العيش بالضفة    أكسيوس: اجتماع أعضاء من «الشيوخ» الأميركي و«الجنائية الدولية» في محاولة لإنقاذ قادة الاحتلال    الزوارق الحربية الإسرائيلية تكثف نيرانها تجاه المناطق الغربية في رفح الفلسطينية    حماس تثمن قطع تركيا العلاقات التجارية مع إسرائيل    وزير الدفاع الأمريكي: القوات الروسية لا تستطيع الوصول لقواتنا في النيجر    تشكيل اتحاد جدة المتوقع أمام أبها| حمد الله يقود الهجوم    عبد المنصف: عرض سعودي ل مصطفى شوبير.. وأنصح الأهلي يبيع ب 4 مليون دولار    كلوب عن أزمته مع محمد صلاح: تم حل الأمر ونحن بخير    رئيس اتحاد الكرة: عامر حسين «معذور»    «الأرصاد» تحذر من طقس الأيام المقبلة: انخفاض درجات الحرارة وارتفاع الأمواج    خلافات سابقة.. ممرضة وميكانيكي يتخلصان من عامل بالمقطم    ننشر استعدادات صحة القليوبية لاحتفالات عيد القيامة واعياد الربيع .. تفاصيل    محظورات امتحانات نهاية العام لطلاب الأول والثاني الثانوي    انتداب المعمل الجنائي لمعاينة حريق مخزن ملابس بالعمرانية    استعدادات غير مسبوقة في الشرقية للاحتفال بأعياد الربيع وشم النسيم    حكم تلوين البيض وتناول وجبات شم النسيم.. الأزهر العالمي للفتوى يوضح    ذكرى وفاة زوزو نبيل.. عاشت مع ضرتها بشقة واحدة.. واستشهد ابنها    "مانشيت" يعرض تقريرا من داخل معرض أبوظبى الدولى للكتاب اليوم    بول والتر هاوزر ينضم ل طاقم عمل فيلم FANTASTIC FOUR    واعظ بالأزهر ل«صباح الخير يا مصر»: علينا استلهام قيم التربية لأطفالنا من السيرة النبوية    هل مسموح للأطفال تناول الرنجة والفسيخ؟ استشاري تغذية علاجية تجيب    ألونسو: قاتلنا أمام روما..وراضون عن النتيجة    الشارقة القرائي للطفل.. تقنيات تخفيف التوتر والتعبير عن المشاعر بالعلاج بالفن    حكم لبس النقاب للمرأة المحرمة.. دار الإفتاء تجيب    لأول مرة.. فريدة سيف النصر تغني على الهواء    تشاهدون اليوم.. زد يستضيف المقاولون العرب وخيتافي يواجه أتلتيك بيلباو    إشادة حزبية وبرلمانية بتأسيس اتحاد القبائل العربية.. سياسيون : خطوة لتوحيدهم خلف الرئيس.. وسيساهم في تعزيز الأمن والاستقرار في سيناء    كيفية إتمام الطواف لمن شك في عدد المرات.. اعرف التصرف الشرعي    حكم وصف الدواء للناس من غير الأطباء.. دار الإفتاء تحذر    الهلال المنتشي يلتقي التعاون للاقتراب من حسم الدوري السعودي    الناس لا تجتمع على أحد.. أول تعليق من حسام موافي بعد واقعة تقبيل يد محمد أبو العينين    «تحويشة عمري».. زوج عروس كفر الشيخ ضحية انقلاب سيارة الزفاف في ترعة ينعيها بكلمات مؤثرة (صورة)    خريطة التحويلات المرورية بعد غلق شارع يوسف عباس بمدينة نصر    وزارة التضامن وصندوق مكافحة الإدمان يكرمان مسلسلات بابا جه وكامل العدد    دراسة أمريكية: بعض المواد الكيميائية يمكن أن تؤدي لزيادة انتشار البدانة    دراسة: الأرز والدقيق يحتويان مستويات عالية من السموم الضارة إذا ساء تخزينهما    أهداف برشلونة في الميركاتو الصيفي    رسالة جديدة من هاني الناظر إلى ابنه في المنام.. ما هي؟    حكم البيع والهبة في مرض الموت؟.. الإفتاء تُجيب    تعيين رئيس جديد لشعبة الاستخبارات العسكرية في إسرائيل    مصطفى كامل ينشر صورا لعقد قران ابنته فرح: اللهم أنعم عليهما بالذرية الصالحة    أحكام بالسجن المشدد .. «الجنايات» تضع النهاية لتجار الأعضاء البشرية    قفزة كبيرة في الاستثمارات الكويتية بمصر.. 15 مليار دولار تعكس قوة العلاقات الثنائية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يوميات الأخبار
ونقول كمان علي سكة الندامة


ليه الزيف له سيف وحصان ؟! ليه الصدق بنص لسان ؟!
(مقطع غنائي من »‬ الأيام» 1978)
كتير من الأصدقاء القراء اتصلوا بي الأسبوع اللي فات، وسألوني عن سبب غيابي عن اليوميات، بعضهم كان قلقان لاكون كتبت حاجة زعلت حد م اللي ايديهم طايلة فمنعوني، وبعضهم كان متصور ان حد حط كلام بيني وبين إدارة التحرير فزعلت ومنعتني من الكتابة، وأكدت لهم ان مفيش حاجة من دي حصلت، وان اللي منعني من الكتابة ومنهم من النشر، وعكة صحية وعدت والحمد لله، وإن لا إدارة الجرنان.. ولا حد م اللي إيديهم طايلة منعوني، وان الإدارة ما بتتدخلش في اللي انا بكتبه، ولا في اللي بيكتبه حد من كتاب صفحات الرأي، وسايبانا لضميرنا الوطني هوه الرقيب الوحيد ع اللي بنكتبه، وانا أرجو من كل الأصدقاء القراء، اللي اتصلوا بي واللي ما اتصلوش، يعتبروا الكلام ده اعتذار بأثر رجعي عن غياب يوميات الخميس اللي فات.
ثوابت الأمة
فيه كلمة زي اللبانة ف بق كل كهنة التخلف والجهالة، بيواجهوا بها كل كلمة حرة، وكل فكرة تحاول تاخدنا خطوة لقدام، تلاقي الواحد منهم راح واقف علي زبانه زي العقرب، وفاشخ ضبه وباخخها : ده إنكار لثوابت الأمة! أو ده اعتداء علي ثوابت الأمة !!!
ثوابت إيه بس يا اهل العقول والنظر، ده ما دايم إلا الدايم، والدوام لله وحده، والأشياء – علي رأي بعض أهل المنطق – في صيرورة، يعني علي رأي عمنا صلاح جاهين : انا كنت شيء وصبحت شيء ثم شيء، شوف ربنا قادر علي كل شيء، وعلي رأي بعض أهل الفلسفة : كل اللي بيبتدي في التاريخ بينتهي في التاريخ، والأيام دُوَل، ومفيش حاجة بتفضل علي حالها، والثبات ده شيء ضد الطبيعة والتاريخ والعقل والمنطق، وف حالة أمة زي أمتنا يبقي الكلام عن ثوابت الأمة كلام جهل وخرافة، ده احنا أمة عمرها عشرات آلاف السنين، قضينا منها كام ألف في وثنية وتعددية أرباب، وكام ألف في توحيد في إطار الوثنية، وحوالي ألف سنة نصاري مؤمنين بإله واحد من خلال تلات أقانيم، وحوالي ألف ونص مسلمين مؤمنين : لا إله إلا الله محمد رسول الله.
يعني احنا من أولها متدينين، بس غيّرنا ديانتنا كذا مرة، زي ما غيّرنا لساننا ولغوتنا كذا مرة، يعني غيّرنا مفاهيمنا وطرق حياتنا مرة بعد مرة بعد مرة، فين بقي ثوابت الأمة اللي بيقولوا لنا عليها ؟ حاجات قليلة أوي اللي ثابتة (نسبيا) علي مدار آلاف السنين اللي عاشتها أمتنا، هي الأمة نفسها، والوطن اللي بنعيش فيه وبيعيش فينا، والإطار اللي بيجمعنا في أرض الوطن واسمه الدولة، ومصر – ولله الحمد – أقدم دولة مركزية عرفتها البشرية، أو واحدة من أقدم تلات دول : مصر والصين وبلاد الرافدين.
ويمكن الكلام ده ياخدنا لعتاب محبة للرئيس السيسي، لما اندفع في إطار حرصه علي الدولة وقال ان مفيش حاجة اسمها نظام وفيه بس حاجة اسمها دولة !!، لا يا سيادة الرئيس، كلنا عارفين وانت سيد العارفين ان فيه دولة وكلنا مستعدين نفديها بأرواحنا، لأنها دولة أسسها أجدادنا وآباءنا، ودي أمانة لازم نسلمها لأبناءنا وأحفادنا، وفيه نظام حكم بيتغير من زمان لزمان، ومن يوم ما وحدنا مينا اتغير النظام عشرات المرات، كان آخرها نظام التبعية والفساد والاستبداد اللي ثرنا عليها في 25 يناير، وده نظام لازم نخلعه من جدوره ونحاسبه ع اللي عمله ف بلدنا وشعبنا، ونقيم نظام يحقق لنا العيش والحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الإجتماعية.
الأسبوع اللي فات، كنت بعافية شوية واعتذرت عن موعد اللقاء الاسبوعي لصديقي جنرال القهاوي المتقاعد، واتفقنا نتقابل بدري عن ميعاد الشلة الأسبوع ده، ورحت القهوة لقيته في انتظاري، واول ما قلت له : نكمل رؤيتك لسكة السلامة، اندفع زي الصاروخ : اتفقنا ان سكة اللي يروح ما يرجعش وسكة الندامة بيوصلوا لنفس النهاية التعيسة، ولو راجعت حلمك ح تلاقي علي أول السكتين دول ناس شبهنا، بعضهم بكروش تبلع مال النبي، وبعضهم بدشداشة وغطرة وعقال، وكلهم بيندهولنا عشان نروح ناحيتهم، وح تلاقي علي مدخل سكة السلامة العفريت الشراني العجوز، لابس بدلة أورباوي وفوقها كيمونو ياباني وعلي راسه برنيطة العم سام ونجوم الاتحاد اللي عليها بقت بقدرة غادر علي هيئة نجمة داوود.
ومن غير ما ارجع للحلم أو اراجعه ف بالي، قلت له : ماشي، وواصل كلامه : وطبعا العفريت الشراني العجوز واقف زي قطاع الطرق علي أول سكة السلامة، مانع دخولنا وبيشاور لنا عشان نروح للسكتين التانيين، ونفسه ومني عينه يا اما نرجع لنظام مبارك مع بعضشي تحسينات، يا نحل مشاكلنا الاقتصادية في إطار صندوق النقد الدولي، علي طريقة »‬ جبل علي »‬، يعني نبقي محطة خدمة للتجارة العالمية، أو علي طريقة »‬سنغافورة»، يعني نبقي برضه محطة خدمة مع بعض الصناعات التحويلية، من غير ما نعمل أي تغييرات اجتماعية، وبصراحة اللي يوافق علي كده يبقي ما فهمش اللي حصل في ثورة 25 يناير - 30 يونيو،ويبقي لا عارف قيمة مصر ولا قيمة شعب مصر، لأن اللي يعرف قيمة مصر وشعبها مش ممكن يختار إلا سكة السلامة، ولازم يناور مع العفريت الشراني العجوز، ويخايله ويخيله، ويشق طريقه لسكة السلامة، ويبني منظومة وطنية مستقلة تنهض بالمجتمع من خلال المشاركة الشعبية، وتؤسس لتعليم يرتبط باحتياجات المجتمع، واقتصاد إنتاجي زراعي (يحقق لنا السيادة الغذائية) وصناعي معلوماتي، وكله مكتوب في الدستور اللي اتوافقنا عليه، ولازم نعرف ان قيمة مصر وشعبها يأهلوها لمكانة أهم من أي جبل علي وأي سنغافورة، دي جنب عبقرية المكان اللي قال عليها عمنا جمال حمدان، مصر دلوقت بالألف كيلو علي البحر الأحمر والألف كيلو علي المتوسط هيه صرة الكابلات البحرية للاتصالات والانترنت، بين الشرق والغرب وبين الشمال والجنوب، وبالإضافة لكده عندنا هنا أعلي نسبة سطوع شمس تسمح لنا نبني من النهاردة نموذج لحياة نضيفة في بيئة خالية من التوث الصناعي واقتصاد مبني علي مصدر طاقة ما ينتهيش إلا حين يرث الله الأرض وما عليها، والظروف التاريخية مواتية، والعفريت الشراني العجوز ما بقاش عنده حاجة يقدمها للإنسانية، وبيحارب معركته الأخيرة ضد الشعوب، وشعبنا بعد ثورة 25 يناير – 30 يونيو ح يكتب إن شاء الله تاريخ جديد للإنسانية، وانا شايف ان اتفاقية الشراكة الاستراتيجية المصرية الصينية خطوة هامة ح تاخدنا – ان شاء الله – لسكة السلامة. كل اللي علينا دلوقت نصالح ثوار يونيو علي ثوار يناير، وناخد شبابنا ف قلب صفوفنا ونمشي ف طريق المستقبل، وده مش ح يتم إلا بمحاسبة اللي أجرموا ف حق مصر وشعبها في كل العهود ومن غير ما نطلع قوانين تجرم اللي بيسبوا ثورة 25 يناير وثوارها، القوانين دي ضد أحلام ثوار يناير اللي طلعوا يطالبوا بالعيش والحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الإجتماعية.
أوراق قديمة
..ودي غنوة كتبتها لفرقة الأصدقاء، في تمانينيات القرن اللي فات، ولحنها رفيق الحلم والمشوار : عمار
نفسي أنا
نفسي أنا..
..أصرخ بحس عالي
علي شمسنا..
..واقول لها : تعالي
خدي همّنا وخدي يأسنا
ودوّبي الليالي
وهاتي لنا بكرة أحنّ من أمسنا

يا رب ليه الحقيقة
في الدنيا تايهة وغريقة؟!
الكدب ليه توبُه زاهي؟
والدنيا مش زي ما هي !
دي دنيا دي ولا غابة ؟!
ولّا مدينة ملاهي؟!!
أنا تهت ليه بس ؟ مالي !!
نفسي أنا
أصرخ بحس عالي
علي شمسنا
واقول لها تعالي
خدي همّنا وخدي يأسنا
ودوّبي الليالي
وهاتي لنا بكرة أحنّ من أمسنا

دنيا اللي فيها كافيها !
طفولتنا ليه ضايعة فيها ؟
وشبابنا جواه دموعه
لكن بيحلم ببكره
حابس ضناه بين ضلوعه
وبكره في القلب فكرة
قرّب يا بكره..ولالِي
نفسي أنا
أصرخ بحس عالي
علي شمسنا
واقول لها تعالي
خدي همّنا وخدي يأسنا
ودوّبي الليالي
وهاتي لنا بكرة أحنّ من أمسنا
ليه الزيف له سيف وحصان ؟! ليه الصدق بنص لسان ؟!
(مقطع غنائي من »‬ الأيام» 1978)
كتير من الأصدقاء القراء اتصلوا بي الأسبوع اللي فات، وسألوني عن سبب غيابي عن اليوميات، بعضهم كان قلقان لاكون كتبت حاجة زعلت حد م اللي ايديهم طايلة فمنعوني، وبعضهم كان متصور ان حد حط كلام بيني وبين إدارة التحرير فزعلت ومنعتني من الكتابة، وأكدت لهم ان مفيش حاجة من دي حصلت، وان اللي منعني من الكتابة ومنهم من النشر، وعكة صحية وعدت والحمد لله، وإن لا إدارة الجرنان.. ولا حد م اللي إيديهم طايلة منعوني، وان الإدارة ما بتتدخلش في اللي انا بكتبه، ولا في اللي بيكتبه حد من كتاب صفحات الرأي، وسايبانا لضميرنا الوطني هوه الرقيب الوحيد ع اللي بنكتبه، وانا أرجو من كل الأصدقاء القراء، اللي اتصلوا بي واللي ما اتصلوش، يعتبروا الكلام ده اعتذار بأثر رجعي عن غياب يوميات الخميس اللي فات.
ثوابت الأمة
فيه كلمة زي اللبانة ف بق كل كهنة التخلف والجهالة، بيواجهوا بها كل كلمة حرة، وكل فكرة تحاول تاخدنا خطوة لقدام، تلاقي الواحد منهم راح واقف علي زبانه زي العقرب، وفاشخ ضبه وباخخها : ده إنكار لثوابت الأمة! أو ده اعتداء علي ثوابت الأمة !!!
ثوابت إيه بس يا اهل العقول والنظر، ده ما دايم إلا الدايم، والدوام لله وحده، والأشياء – علي رأي بعض أهل المنطق – في صيرورة، يعني علي رأي عمنا صلاح جاهين : انا كنت شيء وصبحت شيء ثم شيء، شوف ربنا قادر علي كل شيء، وعلي رأي بعض أهل الفلسفة : كل اللي بيبتدي في التاريخ بينتهي في التاريخ، والأيام دُوَل، ومفيش حاجة بتفضل علي حالها، والثبات ده شيء ضد الطبيعة والتاريخ والعقل والمنطق، وف حالة أمة زي أمتنا يبقي الكلام عن ثوابت الأمة كلام جهل وخرافة، ده احنا أمة عمرها عشرات آلاف السنين، قضينا منها كام ألف في وثنية وتعددية أرباب، وكام ألف في توحيد في إطار الوثنية، وحوالي ألف سنة نصاري مؤمنين بإله واحد من خلال تلات أقانيم، وحوالي ألف ونص مسلمين مؤمنين : لا إله إلا الله محمد رسول الله.
يعني احنا من أولها متدينين، بس غيّرنا ديانتنا كذا مرة، زي ما غيّرنا لساننا ولغوتنا كذا مرة، يعني غيّرنا مفاهيمنا وطرق حياتنا مرة بعد مرة بعد مرة، فين بقي ثوابت الأمة اللي بيقولوا لنا عليها ؟ حاجات قليلة أوي اللي ثابتة (نسبيا) علي مدار آلاف السنين اللي عاشتها أمتنا، هي الأمة نفسها، والوطن اللي بنعيش فيه وبيعيش فينا، والإطار اللي بيجمعنا في أرض الوطن واسمه الدولة، ومصر – ولله الحمد – أقدم دولة مركزية عرفتها البشرية، أو واحدة من أقدم تلات دول : مصر والصين وبلاد الرافدين.
ويمكن الكلام ده ياخدنا لعتاب محبة للرئيس السيسي، لما اندفع في إطار حرصه علي الدولة وقال ان مفيش حاجة اسمها نظام وفيه بس حاجة اسمها دولة !!، لا يا سيادة الرئيس، كلنا عارفين وانت سيد العارفين ان فيه دولة وكلنا مستعدين نفديها بأرواحنا، لأنها دولة أسسها أجدادنا وآباءنا، ودي أمانة لازم نسلمها لأبناءنا وأحفادنا، وفيه نظام حكم بيتغير من زمان لزمان، ومن يوم ما وحدنا مينا اتغير النظام عشرات المرات، كان آخرها نظام التبعية والفساد والاستبداد اللي ثرنا عليها في 25 يناير، وده نظام لازم نخلعه من جدوره ونحاسبه ع اللي عمله ف بلدنا وشعبنا، ونقيم نظام يحقق لنا العيش والحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الإجتماعية.
الأسبوع اللي فات، كنت بعافية شوية واعتذرت عن موعد اللقاء الاسبوعي لصديقي جنرال القهاوي المتقاعد، واتفقنا نتقابل بدري عن ميعاد الشلة الأسبوع ده، ورحت القهوة لقيته في انتظاري، واول ما قلت له : نكمل رؤيتك لسكة السلامة، اندفع زي الصاروخ : اتفقنا ان سكة اللي يروح ما يرجعش وسكة الندامة بيوصلوا لنفس النهاية التعيسة، ولو راجعت حلمك ح تلاقي علي أول السكتين دول ناس شبهنا، بعضهم بكروش تبلع مال النبي، وبعضهم بدشداشة وغطرة وعقال، وكلهم بيندهولنا عشان نروح ناحيتهم، وح تلاقي علي مدخل سكة السلامة العفريت الشراني العجوز، لابس بدلة أورباوي وفوقها كيمونو ياباني وعلي راسه برنيطة العم سام ونجوم الاتحاد اللي عليها بقت بقدرة غادر علي هيئة نجمة داوود.
ومن غير ما ارجع للحلم أو اراجعه ف بالي، قلت له : ماشي، وواصل كلامه : وطبعا العفريت الشراني العجوز واقف زي قطاع الطرق علي أول سكة السلامة، مانع دخولنا وبيشاور لنا عشان نروح للسكتين التانيين، ونفسه ومني عينه يا اما نرجع لنظام مبارك مع بعضشي تحسينات، يا نحل مشاكلنا الاقتصادية في إطار صندوق النقد الدولي، علي طريقة »‬ جبل علي »‬، يعني نبقي محطة خدمة للتجارة العالمية، أو علي طريقة »‬سنغافورة»، يعني نبقي برضه محطة خدمة مع بعض الصناعات التحويلية، من غير ما نعمل أي تغييرات اجتماعية، وبصراحة اللي يوافق علي كده يبقي ما فهمش اللي حصل في ثورة 25 يناير - 30 يونيو،ويبقي لا عارف قيمة مصر ولا قيمة شعب مصر، لأن اللي يعرف قيمة مصر وشعبها مش ممكن يختار إلا سكة السلامة، ولازم يناور مع العفريت الشراني العجوز، ويخايله ويخيله، ويشق طريقه لسكة السلامة، ويبني منظومة وطنية مستقلة تنهض بالمجتمع من خلال المشاركة الشعبية، وتؤسس لتعليم يرتبط باحتياجات المجتمع، واقتصاد إنتاجي زراعي (يحقق لنا السيادة الغذائية) وصناعي معلوماتي، وكله مكتوب في الدستور اللي اتوافقنا عليه، ولازم نعرف ان قيمة مصر وشعبها يأهلوها لمكانة أهم من أي جبل علي وأي سنغافورة، دي جنب عبقرية المكان اللي قال عليها عمنا جمال حمدان، مصر دلوقت بالألف كيلو علي البحر الأحمر والألف كيلو علي المتوسط هيه صرة الكابلات البحرية للاتصالات والانترنت، بين الشرق والغرب وبين الشمال والجنوب، وبالإضافة لكده عندنا هنا أعلي نسبة سطوع شمس تسمح لنا نبني من النهاردة نموذج لحياة نضيفة في بيئة خالية من التوث الصناعي واقتصاد مبني علي مصدر طاقة ما ينتهيش إلا حين يرث الله الأرض وما عليها، والظروف التاريخية مواتية، والعفريت الشراني العجوز ما بقاش عنده حاجة يقدمها للإنسانية، وبيحارب معركته الأخيرة ضد الشعوب، وشعبنا بعد ثورة 25 يناير – 30 يونيو ح يكتب إن شاء الله تاريخ جديد للإنسانية، وانا شايف ان اتفاقية الشراكة الاستراتيجية المصرية الصينية خطوة هامة ح تاخدنا – ان شاء الله – لسكة السلامة. كل اللي علينا دلوقت نصالح ثوار يونيو علي ثوار يناير، وناخد شبابنا ف قلب صفوفنا ونمشي ف طريق المستقبل، وده مش ح يتم إلا بمحاسبة اللي أجرموا ف حق مصر وشعبها في كل العهود ومن غير ما نطلع قوانين تجرم اللي بيسبوا ثورة 25 يناير وثوارها، القوانين دي ضد أحلام ثوار يناير اللي طلعوا يطالبوا بالعيش والحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الإجتماعية.
أوراق قديمة
..ودي غنوة كتبتها لفرقة الأصدقاء، في تمانينيات القرن اللي فات، ولحنها رفيق الحلم والمشوار : عمار
نفسي أنا
نفسي أنا..
..أصرخ بحس عالي
علي شمسنا..
..واقول لها : تعالي
خدي همّنا وخدي يأسنا
ودوّبي الليالي
وهاتي لنا بكرة أحنّ من أمسنا

يا رب ليه الحقيقة
في الدنيا تايهة وغريقة؟!
الكدب ليه توبُه زاهي؟
والدنيا مش زي ما هي !
دي دنيا دي ولا غابة ؟!
ولّا مدينة ملاهي؟!!
أنا تهت ليه بس ؟ مالي !!
نفسي أنا
أصرخ بحس عالي
علي شمسنا
واقول لها تعالي
خدي همّنا وخدي يأسنا
ودوّبي الليالي
وهاتي لنا بكرة أحنّ من أمسنا

دنيا اللي فيها كافيها !
طفولتنا ليه ضايعة فيها ؟
وشبابنا جواه دموعه
لكن بيحلم ببكره
حابس ضناه بين ضلوعه
وبكره في القلب فكرة
قرّب يا بكره..ولالِي
نفسي أنا
أصرخ بحس عالي
علي شمسنا
واقول لها تعالي
خدي همّنا وخدي يأسنا
ودوّبي الليالي
وهاتي لنا بكرة أحنّ من أمسنا


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.