أبناء سيناء: الإرهاب أوقف الحياة وشهدائنا مع الشرطة والجيش طهروها بدمائهم    4 أيام متواصلة.. موعد إجازة شم النسيم وعيد العمال للقطاعين العام والخاص والبنوك    بعد ارتفاعها.. أسعار استمارة بطاقة الرقم القومي 2024 وغرامات التأخير    سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الجمعة 3 مايو 2024 في البنوك بعد تثبيت سعر الفائدة الأمريكي    رسميًّا.. موعد صرف معاش تكافل وكرامة لشهر مايو 2024    عز يعود للارتفاع.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الجمعة 3 مايو 2024 بالمصانع والأسواق    انقطاع المياه بمدينة طما في سوهاج للقيام بأعمال الصيانة | اليوم    إسرائيل تؤكد مقتل أحد الرهائن المحتجزين في غزة    فلسطين.. وصول إصابات إلى مستشفى الكويت جراء استهداف الاحتلال منزل بحي تل السلطان    إبراهيم سعيد يهاجم عبد الله السعيد: نسي الكورة ووجوده زي عدمه في الزمالك    أحمد شوبير منفعلا: «اللي بيحصل مع الأهلي شيء عجيب ومريب»    الأرصاد تكشف أهم الظواهر المتوقعة على جميع أنحاء الجمهورية    نكشف ماذا حدث فى جريمة طفل شبرا الخيمة؟.. لماذا تدخل الإنتربول؟    قتل.. ذبح.. تعذيب..«إبليس» يدير «الدارك ويب» وكر لأبشع الجرائم    جناح ضيف الشرف يناقش إسهام الأصوات النسائية المصرية في الرواية العربية بمعرض أبو ظبي    فريدة سيف النصر توجه رسالة بعد تجاهل اسمها في اللقاءات التليفزيونية    فريق علمي يعيد إحياء وجه ورأس امرأة ماتت منذ 75 ألف سنة (صور)    كيفية إتمام الطواف لمن شك في عدده    معهد التغذية ينصح بوضع الرنجة والأسماك المملحة في الفريزر قبل الأكل، ما السبب؟    خبيرة أسرية: ارتداء المرأة للملابس الفضفاضة لا يحميها من التحرش    جمال علام يكشف حقيقة الخلافات مع علاء نبيل    ضم النني وعودة حمدي فتحي.. مفاجآت مدوية في خريطة صفقات الأهلي الصيفية    إسرائيل: تغييرات في قيادات الجيش.. ورئيس جديد للاستخبارات العسكرية    محمد مختار يكتب عن البرادعي .. حامل الحقيبة الذي خدعنا وخدعهم وخدع نفسه !    "عيدنا عيدكم".. مبادرة شبابية لتوزيع اللحوم مجاناً على الأقباط بأسيوط    قفزة كبيرة في الاستثمارات الكويتية بمصر.. 15 مليار دولار تعكس قوة العلاقات الثنائية    مجلس الوزراء: الأيام القادمة ستشهد مزيد من الانخفاض في الأسعار    موعد جنازة «عروس كفر الشيخ» ضحية انقلاب سيارة زفافها في البحيرة    سفير الكويت: مصر شهدت قفزة كبيرة في الإصلاحات والقوانين الاقتصادية والبنية التحتية    ليفركوزن يتفوق على روما ويضع قدما في نهائي الدوري الأوروبي    طبيب الزمالك: شلبي والزناري لن يلحقا بذهاب نهائي الكونفدرالية    رسائل تهنئة شم النسيم 2024    الحمار «جاك» يفوز بمسابقة الحمير بإحدى قرى الفيوم    أول ظهور ل مصطفى شعبان بعد أنباء زواجه من هدى الناظر    شايفنى طيار ..محمد أحمد ماهر: أبويا كان شبه هيقاطعنى عشان الفن    جامعة فرنسية تغلق فرعها الرئيسي في باريس تضامناً مع فلسطين    اليوم.. الأوقاف تفتتح 19 مسجداً بالمحافظات    حسام موافي يكشف سبب الهجوم عليه: أنا حزين    بعد تصدره التريند.. حسام موافي يعلن اسم الشخص الذي يقبل يده دائما    تعرف على طقس «غسل الأرجل» بالهند    البطريرك يوسف العبسي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يحتفل برتبة غسل الأرجل    سفير الكويت بالقاهرة: رؤانا متطابقة مع مصر تجاه الأزمات والأحداث الإقليمية والدولية    فلسطين.. قوات الاحتلال تطلق قنابل الإنارة جنوب مدينة غزة    د.حماد عبدالله يكتب: حلمنا... قانون عادل للاستشارات الهندسية    برج السرطان.. حظك اليوم الجمعة 3 مايو 2024: نظام صحي جديد    جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات    بسبب ماس كهربائي.. إخماد حريق في سيارة ميكروباص ب بني سويف (صور)    مباراة مثيرة|رد فعل خالد الغندور بعد خسارة الأهلى كأس مصر لكرة السلة    فوز مثير لفيورنتينا على كلوب بروج في نصف نهائي دوري المؤتمر الأوروبي    بطريقة سهلة.. طريقة تحضير شوربة الشوفان    تركيا تفرض حظرًا تجاريًا على إسرائيل وتعلن وقف حركة الصادرات والواردات    مدير مشروعات ب"ابدأ": الإصدار الأول لصندوق الاستثمار الصناعى 2.5 مليار جنيه    القصة الكاملة لتغريم مرتضى منصور 400 ألف جنيه لصالح محامي الأهلي    «يا خفي اللطف ادركني بلطفك الخفي».. دعاء يوم الجمعة لفك الكرب وتيسير الأمور    صحة الإسماعيلية تختتم دورة تدريبية ل 75 صيدليا بالمستشفيات (صور)    أستاذ بالأزهر يعلق على صورة الدكتور حسام موافي: تصرف غريب وهذه هي الحقيقة    بالفيديو.. خالد الجندي يهنئ عمال مصر: "العمل شرط لدخول الجنة"    محافظ جنوب سيناء ووزير الأوقاف يبحثان خطة إحلال وتجديد مسجد المنشية بطور سيناء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ورقة وقلم
ماذا دار في الجلسات المغلقة للسيسي مع قيادات الصين
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 24 - 12 - 2014

استجابة كاملة لمطالب مصر.. ولجنة رباعية لتمويل وتنفيذ المشروعات
الرئيس للشعب : اطمئنوا.. مصر تعود إلي مكانتها وأكثر
كان البرد شديدا، والشمس خجلي، خارج قاعة الشعب الكبري، حيث مقر الحكم في بكين، وسط درجة حرارة تدنو من الصفر، تزيد من وطأتها رياح العصاري في ميدان »‬تيان إن ين« الفسيح، أكبر ميادين العاصمة الصينية.
بينما في داخل المبني الشمالي للقاعة، حيث مقر اجتماعات مجلس الدولة «مجلس الوزراء»، كان الدفء يغلف الاجواء، والمودة تسود المناقشات، وصراحة الاصدقاء هي فحوي المداولات بين الرئيس عبدالفتاح السيسي ورئيس الوزراء الصيني «لي كيه تشيانج».
هذه الجلسة التي جمعت السيسي والوفد الوزاري المرافق له مع رئيس الوزراء الصيني ونخبة من كبار اعضاء الحكومة، جاءت في اليوم التالي للقمة المصرية الصينية التي ضمت الرئيسين السيسي وبينج في نفس المبني، واختتمها رئيس الوزراء تشيانج بنفس العبارة التي اختتم بها الرئيس بينج مباحثات القمة: «سيادة الرئيس.. لقد نجحت زيارتكم»، وكأنه يريد ان يقول للرئيس المصري إننا في القيادة الصينية نعني ما نقول، وأن كلمات الرئيس الصيني لم تكن في إطار مجاملة، وإنما تعبير عن رغبتنا في الاستجابة لمطالبكم، وإنجاح الزيارة.

بعد كلمات الترحيب التي تبادلها السيسي وتشيانج في بداية جلسة المباحثات أمام كاميرات التليفزيون ورؤساء تحرير الصحف، خرج رجال الإعلام من قاعة الاجتماع.
ونظر رئيس الوزراء الصيني إلي الرئيس السيسي وهو يقول:
- سيادة الرئيس، نحن لدينا ارادة سياسية لدعم مصر، هذا الدعم في تصورنا لابد أن يكون شاملا وفي إطار خطة. واسمحوا لي أن أقترح تشكيل لجنة مشتركة مهمتها تحديد إطار عام للمشروعات وكيفية تمويلها، بما فيها التمويل الميسر طويل الأجل.
ورد الرئيس السيسي مؤيدا الاقتراح، ثم تناول المشروعات ذات الأولوية في مصر، وعلي رأسها بناء محطات كهرباء ومشروعات النقل والسكك الحديدية. وقال إننا نسابق الزمن في تنفيذ المشروعات لأننا تأخرنا كثيرا، وسوف ننجز مشروع قناة السويس الجديدة في أغسطس القادم أي في غضون عام من البدء فيه بدلاً من 5 سنوات كما كان مقررا، كما نعمل علي قدم وساق للانتهاء من إنشاء 3200 كيلو متر من الطرق خلال عام. نحن نريد التمويل للمشروعات التي عرضناها وأن يتم إنجازها في أجل قصير.
وهنا قال رئيس الوزراء الصيني : نحن نتابع خطواتكم يا سيادة الرئيس، فلقد أنجزتم الكثير خلال 6 شهور من رئاستكم، سواء علي صعيد إطلاق مشروعات التنمية، أو تحسين الاقتصاد، أو الأمن أو استقرار الأوضاع في بلادكم الصديقة.
ثم أضاف تشيانج: نحن معكم، وأقترح أن يكون تشكيل اللجنة المشتركة من أربعة مسئولين لتسرع في مهمتها، ومن جانبنا سوف يمثلنا فيها وزير التجارة، ورئيس لجنة الإصلاح والتنمية.
ورد الرئيس قائلا: ومن جانبنا سوف يمثلنا الأستاذ منير فخري عبدالنور وزير التجارة والدكتور أشرف سالمان وزير الاستثمار.
انتقل الحوار بعد ذلك إلي الجانب السياسي.. وقال رئيس الوزراء الصيني بوضوح: نحن ندعم ترشيح مصر للعضوية غير الدائمة بمجلس الأمن، ونود أن نؤكد لكم أن الصين لن تشارك في بناء مشروع أو تمويل مشروع في أي دولة يؤدي إلي الإضرار بمصر.
عند انتهاء جلسة المباحثات.. ومغادرة أعضاء الوفد المصري برئاسة الرئيس السيسي المبني الشمالي لقاعة الشعب الكبري إلي المبني الجنوبي حيث مقر البرلمان.. انتحي وزير التجارة الصيني بنظيره المصري منير فخري عبدالنور وقال له: سأتصل بك في مكتبك بالقاهرة، لنحدد موعدا لنتقابل فيه كأعضاء في اللجنة المشتركة التي تشكلت في الاجتماع، في أقرب وقت ممكن إما في القاهرة أو بكين.
ورد عبدالنور: سأنتظر مكالمتك في مطلع الأسبوع المقبل، وأدعوك ورئيس لجنة الإصلاح والتنمية إلي القاهرة لنجتمع ومعنا وزير الاستثمار المصري، ونسرع بإنجاز مهمتنا.
وكان هذا دليلا آخر علي جدية الجانب الصيني ورغبته في استغلال قوة دفع الزيارة وعدم إضاعة الوقت.
وفي لقاء الرئيس السيسي والوفد المرافق له مع جانج دي جيانج رئيس البرلمان الصيني ورؤساء لجان البرلمان، كانت الأجواء مفعمة بنفس روح الصداقة والمودة التي سادت القمة المصرية الصينية ولقاء السيسي مع رئيس الوزراء تشيانج.
بادر رئيس البرلمان بالترحيب بالرئيس بحضور رجال الإعلام، وقال: إنني علي يقين من أن زيارتكم ستترك بصماتها علي صعيد دعم التعاون المصري الصيني، ودفع العلاقات والارتقاء بها.
ورد الرئيس شاكرا الحفاوة وكرم الاستقبال خلال يومي مباحثاته في بكين مؤكدا أن ذلك يعكس مدي عمق علاقات البلدين ومستقبلها الواعد خاصة بعد إعلان الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين مصر والصين.
وفي الاجتماع المغلق، بعد مغادرة وسائل الإعلام.. قال رئيس البرلمان للرئيس: نحن نريد أن نساعدكم وندعمكم. ثم تحدث مطولاً مقدماً نصائحه بالتركيز علي قضايا المناخ السياسي وترسيخ الأمن وسن التشريعات الكفيلة بطمأنة المستثمر والاجراءات اللازمة لجذب السياح.
وفي ختام اللقاء.. قال رئيس البرلمان إننا مستعدون لتمويل المشروعات التي طلبتموها في مصر وأن نعمل معها بكل الطرق ونضع الاطار القانوني، ونريد أن نقدم لمصر مشروعا يعبر عن الصداقة المصرية الصينية، مثلما فعلنا مع تايلاند التي أهديناها خط سكك حديدية.

قبيل ذهاب الرئيس السيسي إلي قاعة الشعب الكبري للاجتماع برئيس الوزراء والبرلمان، كان قد توجه إلي مقر الحزب الشيوعي الصيني الحاكم للقاء كبار قيادات الحزب، في اجتماع موسع امتد علي مأدبة غداء، وشارك في الاجتماع اعضاء الوفد المرافق له الذي ضم منير فخري عبدالنور وزير التجارة والصناعة، د. خالد حنفي وزير التموين، د. محمد شاكر وزير الكهرباء، المهندس هاني ضاحي وزير النقل، سامح شكري وزير الخارجية، د. نجلاء الأهواني وزيرة التعاون الدولي، د. أشرف سالمان وزير الاستثمار، اللواء عباس كامل مدير مكتب رئيس الجمهورية، حاتم قناوي كبير الأمناء.
أهمية هذا اللقاء تنبع من أن قيادات الحزب هي التي توجه الحكومة وتضع السياسات العامة للبلاد. فضلا عن أن عدد اعضاء الحزب يفوق 80 مليون عضو من الكوادر والقواعد الصينية.
في بداية الاجتماع، عرض قيادات الحزب فيلما تسجيليا قصيرا مدته ثلاث دقائق، يتسم بالحرفية العالية، وعكس التطور الكبير في فكر الحزب الشيوعي الصيني وعزوفه عن التقليدية في عرض أفكاره ورؤاه عن مطالب فئات الشعب وطبقاتها.
وأبدي قيادات الحزب اهتمامهم بالتواصل مع مصر، طالبين من الجانب المصري التفكير في إطار هذا التواصل.

في نهاية ثاني أيام العمل في زيارة الرئيس السيسي لبكين، الذي بدأه بلقاء رؤساء كبري الشركات السياحية الصينية، شهد الرئيس مراسم التوقيع علي 24 مذكرة تفاهم في مشروعات الكهرباء والطاقة والسكك الحديدية والشبكات الذكية واعادة تأهيل الطريق وتطوير الموانيء وتسيير رحلات الطيران العارض بجانب مشروعي القطار فائق السرعة بين الاسكندرية وأسوان والقطار الكهربائي من مدينة السلام إلي العاصمة الجديدة علي طريقي القاهرة - السويس. والقاهرة - العين السخنة، كما شهد مراسم التوقيع علي خطابي نوايا الأول بشأن رغبة شركة «تشاينا هاربر» في اعداد الدراسات الخاصة بالمركز اللوجيستي لتخزبن الحبوب والغلال بدمياط، وتصميم المركز وتوريد معداته وتنفيذه وتمويله، والثاني بشأن مدينة التجارة والتسوق شمال خليج السويس مع نفس الشركة بنظام الاستثمار المباشر مقابل الحصول علي نسبة من العائد.
وبينما كان وزير التضامن د. خالد حنفي يوقع خطابي النوايا، كانت الشركة قد أرسلت بالفعل لجنة فنية إلي مصر لدراسة المشروعين، وقررت إرسال مجموعة عمل الأسبوع المقبل لانجاز الاتفاقين.
أهم مذكرات التفاهم وأغلبها، وقعها د. محمد شاكر وزير الكهرباء، وتتعلق بانشاء محطات لتوليد الطاقة الكهربائية باستخدام الفحم بقدرات إجمالية تصل إلي 18 ألف ميجاوات.
يعتبر الوزراء المرافقون للرئيس، مذكرات التفاهم الخاصة بمحطات الكهرباء، أحد أكبر المشروعات ضخامة وأولوية.
تكلفة تلك المحطات يقدرها د. أشرف سالمان وزير الاستثمار بنحو 35 مليار دولار، وتبلغ طاقتها أكثر من 10 أمثال طاقة التوليد بالسد العالي. وتعادل 60٪ من الطاقة التصميمية لكل محطات الكهرباء في مصر، وأكثر من 75٪ من الطاقة الفعلية لكل المحطات.
الغرض من هذه المحطات ليس مجرد مواجهة انقطاع الكهرباء في المنازل، وإنما يأتي انشاؤها في اطار نظرة بعيدة المدي لمستقبل التنمية في البلاد الذي يتطلب توفير طاقة كهربائية لتشغيل المشروعات الكبري والمتوسطة التي يجري انشاؤها والمقرر اقامتها خلال الفترة المقبلة، فضلا عن تلبية متطلبات المجتمعات العمرانية والمدن الجديدة التي سيتم تشييدها، والاحتياجات المتزايدة للسكان.
أما الخطة العاجلة التي تتكلف 2٫8 مليار دولار لتجنب انقطاع الكهرباء خلال فصل الصيف المقبل، فقد تم التعاقد مع 3 شركات عالمية علي توريد توربينات جاهزة يبدأ وصولها في يونيو المقبل، ويجري تدبير التمويل اللازم للوقود الذي سيستخدم في إدارة هذه المحطات وغيرها والمقدر بنحو 3 مليارات دولار.

في ختام مراسم الاحتفال بتوقيع مذكرات التفاهم، والمتوقع أن تتحول إلي اتفاقيات تأخذ طريقها إلي التنفيذ قبيل انعقاد قمة مصر الاقتصادية في مارس المقبل.. أمسك الرئيس السيسي بالميكروفون محدثاً المصريين والمسئولين ورؤساء الشركات الصينية الحاضرين قائلا : إن ما شهدناه هو خطوة تتلوها خطوات أخري علي طريق تعاون استراتيجي شامل، يتطلب منا جهداً ضخماً. وعملا دءوبا.
ولخص السيسي تقييمه لزيارته إلي الصين قائلا: الزيارة حققت نتائج ايجابية والجانب الصيني ابدي استعداده ورغبته في التعاون معنا في مشروعات كثيرة جدا، واقول لهم: انت مرحب بكم للعمل في مصر فالمناخ الاستثماري جيد، ونحن نقاوم البيروقراطية للقضاء عليها، ولا مجال لمجاملة او محاباة او فساد.
ثم وجه حديثه للشعب المصري قائلا: لقد قوبلنا خلال الزيارة بالصورة التي تليق بمكانة مصر وعظمتها. واطمئنوا.. مصر تعود إلي مكانتها وتزيد.
استجابة كاملة لمطالب مصر.. ولجنة رباعية لتمويل وتنفيذ المشروعات
الرئيس للشعب : اطمئنوا.. مصر تعود إلي مكانتها وأكثر
كان البرد شديدا، والشمس خجلي، خارج قاعة الشعب الكبري، حيث مقر الحكم في بكين، وسط درجة حرارة تدنو من الصفر، تزيد من وطأتها رياح العصاري في ميدان »‬تيان إن ين« الفسيح، أكبر ميادين العاصمة الصينية.
بينما في داخل المبني الشمالي للقاعة، حيث مقر اجتماعات مجلس الدولة «مجلس الوزراء»، كان الدفء يغلف الاجواء، والمودة تسود المناقشات، وصراحة الاصدقاء هي فحوي المداولات بين الرئيس عبدالفتاح السيسي ورئيس الوزراء الصيني «لي كيه تشيانج».
هذه الجلسة التي جمعت السيسي والوفد الوزاري المرافق له مع رئيس الوزراء الصيني ونخبة من كبار اعضاء الحكومة، جاءت في اليوم التالي للقمة المصرية الصينية التي ضمت الرئيسين السيسي وبينج في نفس المبني، واختتمها رئيس الوزراء تشيانج بنفس العبارة التي اختتم بها الرئيس بينج مباحثات القمة: «سيادة الرئيس.. لقد نجحت زيارتكم»، وكأنه يريد ان يقول للرئيس المصري إننا في القيادة الصينية نعني ما نقول، وأن كلمات الرئيس الصيني لم تكن في إطار مجاملة، وإنما تعبير عن رغبتنا في الاستجابة لمطالبكم، وإنجاح الزيارة.

بعد كلمات الترحيب التي تبادلها السيسي وتشيانج في بداية جلسة المباحثات أمام كاميرات التليفزيون ورؤساء تحرير الصحف، خرج رجال الإعلام من قاعة الاجتماع.
ونظر رئيس الوزراء الصيني إلي الرئيس السيسي وهو يقول:
- سيادة الرئيس، نحن لدينا ارادة سياسية لدعم مصر، هذا الدعم في تصورنا لابد أن يكون شاملا وفي إطار خطة. واسمحوا لي أن أقترح تشكيل لجنة مشتركة مهمتها تحديد إطار عام للمشروعات وكيفية تمويلها، بما فيها التمويل الميسر طويل الأجل.
ورد الرئيس السيسي مؤيدا الاقتراح، ثم تناول المشروعات ذات الأولوية في مصر، وعلي رأسها بناء محطات كهرباء ومشروعات النقل والسكك الحديدية. وقال إننا نسابق الزمن في تنفيذ المشروعات لأننا تأخرنا كثيرا، وسوف ننجز مشروع قناة السويس الجديدة في أغسطس القادم أي في غضون عام من البدء فيه بدلاً من 5 سنوات كما كان مقررا، كما نعمل علي قدم وساق للانتهاء من إنشاء 3200 كيلو متر من الطرق خلال عام. نحن نريد التمويل للمشروعات التي عرضناها وأن يتم إنجازها في أجل قصير.
وهنا قال رئيس الوزراء الصيني : نحن نتابع خطواتكم يا سيادة الرئيس، فلقد أنجزتم الكثير خلال 6 شهور من رئاستكم، سواء علي صعيد إطلاق مشروعات التنمية، أو تحسين الاقتصاد، أو الأمن أو استقرار الأوضاع في بلادكم الصديقة.
ثم أضاف تشيانج: نحن معكم، وأقترح أن يكون تشكيل اللجنة المشتركة من أربعة مسئولين لتسرع في مهمتها، ومن جانبنا سوف يمثلنا فيها وزير التجارة، ورئيس لجنة الإصلاح والتنمية.
ورد الرئيس قائلا: ومن جانبنا سوف يمثلنا الأستاذ منير فخري عبدالنور وزير التجارة والدكتور أشرف سالمان وزير الاستثمار.
انتقل الحوار بعد ذلك إلي الجانب السياسي.. وقال رئيس الوزراء الصيني بوضوح: نحن ندعم ترشيح مصر للعضوية غير الدائمة بمجلس الأمن، ونود أن نؤكد لكم أن الصين لن تشارك في بناء مشروع أو تمويل مشروع في أي دولة يؤدي إلي الإضرار بمصر.
عند انتهاء جلسة المباحثات.. ومغادرة أعضاء الوفد المصري برئاسة الرئيس السيسي المبني الشمالي لقاعة الشعب الكبري إلي المبني الجنوبي حيث مقر البرلمان.. انتحي وزير التجارة الصيني بنظيره المصري منير فخري عبدالنور وقال له: سأتصل بك في مكتبك بالقاهرة، لنحدد موعدا لنتقابل فيه كأعضاء في اللجنة المشتركة التي تشكلت في الاجتماع، في أقرب وقت ممكن إما في القاهرة أو بكين.
ورد عبدالنور: سأنتظر مكالمتك في مطلع الأسبوع المقبل، وأدعوك ورئيس لجنة الإصلاح والتنمية إلي القاهرة لنجتمع ومعنا وزير الاستثمار المصري، ونسرع بإنجاز مهمتنا.
وكان هذا دليلا آخر علي جدية الجانب الصيني ورغبته في استغلال قوة دفع الزيارة وعدم إضاعة الوقت.
وفي لقاء الرئيس السيسي والوفد المرافق له مع جانج دي جيانج رئيس البرلمان الصيني ورؤساء لجان البرلمان، كانت الأجواء مفعمة بنفس روح الصداقة والمودة التي سادت القمة المصرية الصينية ولقاء السيسي مع رئيس الوزراء تشيانج.
بادر رئيس البرلمان بالترحيب بالرئيس بحضور رجال الإعلام، وقال: إنني علي يقين من أن زيارتكم ستترك بصماتها علي صعيد دعم التعاون المصري الصيني، ودفع العلاقات والارتقاء بها.
ورد الرئيس شاكرا الحفاوة وكرم الاستقبال خلال يومي مباحثاته في بكين مؤكدا أن ذلك يعكس مدي عمق علاقات البلدين ومستقبلها الواعد خاصة بعد إعلان الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين مصر والصين.
وفي الاجتماع المغلق، بعد مغادرة وسائل الإعلام.. قال رئيس البرلمان للرئيس: نحن نريد أن نساعدكم وندعمكم. ثم تحدث مطولاً مقدماً نصائحه بالتركيز علي قضايا المناخ السياسي وترسيخ الأمن وسن التشريعات الكفيلة بطمأنة المستثمر والاجراءات اللازمة لجذب السياح.
وفي ختام اللقاء.. قال رئيس البرلمان إننا مستعدون لتمويل المشروعات التي طلبتموها في مصر وأن نعمل معها بكل الطرق ونضع الاطار القانوني، ونريد أن نقدم لمصر مشروعا يعبر عن الصداقة المصرية الصينية، مثلما فعلنا مع تايلاند التي أهديناها خط سكك حديدية.

قبيل ذهاب الرئيس السيسي إلي قاعة الشعب الكبري للاجتماع برئيس الوزراء والبرلمان، كان قد توجه إلي مقر الحزب الشيوعي الصيني الحاكم للقاء كبار قيادات الحزب، في اجتماع موسع امتد علي مأدبة غداء، وشارك في الاجتماع اعضاء الوفد المرافق له الذي ضم منير فخري عبدالنور وزير التجارة والصناعة، د. خالد حنفي وزير التموين، د. محمد شاكر وزير الكهرباء، المهندس هاني ضاحي وزير النقل، سامح شكري وزير الخارجية، د. نجلاء الأهواني وزيرة التعاون الدولي، د. أشرف سالمان وزير الاستثمار، اللواء عباس كامل مدير مكتب رئيس الجمهورية، حاتم قناوي كبير الأمناء.
أهمية هذا اللقاء تنبع من أن قيادات الحزب هي التي توجه الحكومة وتضع السياسات العامة للبلاد. فضلا عن أن عدد اعضاء الحزب يفوق 80 مليون عضو من الكوادر والقواعد الصينية.
في بداية الاجتماع، عرض قيادات الحزب فيلما تسجيليا قصيرا مدته ثلاث دقائق، يتسم بالحرفية العالية، وعكس التطور الكبير في فكر الحزب الشيوعي الصيني وعزوفه عن التقليدية في عرض أفكاره ورؤاه عن مطالب فئات الشعب وطبقاتها.
وأبدي قيادات الحزب اهتمامهم بالتواصل مع مصر، طالبين من الجانب المصري التفكير في إطار هذا التواصل.

في نهاية ثاني أيام العمل في زيارة الرئيس السيسي لبكين، الذي بدأه بلقاء رؤساء كبري الشركات السياحية الصينية، شهد الرئيس مراسم التوقيع علي 24 مذكرة تفاهم في مشروعات الكهرباء والطاقة والسكك الحديدية والشبكات الذكية واعادة تأهيل الطريق وتطوير الموانيء وتسيير رحلات الطيران العارض بجانب مشروعي القطار فائق السرعة بين الاسكندرية وأسوان والقطار الكهربائي من مدينة السلام إلي العاصمة الجديدة علي طريقي القاهرة - السويس. والقاهرة - العين السخنة، كما شهد مراسم التوقيع علي خطابي نوايا الأول بشأن رغبة شركة «تشاينا هاربر» في اعداد الدراسات الخاصة بالمركز اللوجيستي لتخزبن الحبوب والغلال بدمياط، وتصميم المركز وتوريد معداته وتنفيذه وتمويله، والثاني بشأن مدينة التجارة والتسوق شمال خليج السويس مع نفس الشركة بنظام الاستثمار المباشر مقابل الحصول علي نسبة من العائد.
وبينما كان وزير التضامن د. خالد حنفي يوقع خطابي النوايا، كانت الشركة قد أرسلت بالفعل لجنة فنية إلي مصر لدراسة المشروعين، وقررت إرسال مجموعة عمل الأسبوع المقبل لانجاز الاتفاقين.
أهم مذكرات التفاهم وأغلبها، وقعها د. محمد شاكر وزير الكهرباء، وتتعلق بانشاء محطات لتوليد الطاقة الكهربائية باستخدام الفحم بقدرات إجمالية تصل إلي 18 ألف ميجاوات.
يعتبر الوزراء المرافقون للرئيس، مذكرات التفاهم الخاصة بمحطات الكهرباء، أحد أكبر المشروعات ضخامة وأولوية.
تكلفة تلك المحطات يقدرها د. أشرف سالمان وزير الاستثمار بنحو 35 مليار دولار، وتبلغ طاقتها أكثر من 10 أمثال طاقة التوليد بالسد العالي. وتعادل 60٪ من الطاقة التصميمية لكل محطات الكهرباء في مصر، وأكثر من 75٪ من الطاقة الفعلية لكل المحطات.
الغرض من هذه المحطات ليس مجرد مواجهة انقطاع الكهرباء في المنازل، وإنما يأتي انشاؤها في اطار نظرة بعيدة المدي لمستقبل التنمية في البلاد الذي يتطلب توفير طاقة كهربائية لتشغيل المشروعات الكبري والمتوسطة التي يجري انشاؤها والمقرر اقامتها خلال الفترة المقبلة، فضلا عن تلبية متطلبات المجتمعات العمرانية والمدن الجديدة التي سيتم تشييدها، والاحتياجات المتزايدة للسكان.
أما الخطة العاجلة التي تتكلف 2٫8 مليار دولار لتجنب انقطاع الكهرباء خلال فصل الصيف المقبل، فقد تم التعاقد مع 3 شركات عالمية علي توريد توربينات جاهزة يبدأ وصولها في يونيو المقبل، ويجري تدبير التمويل اللازم للوقود الذي سيستخدم في إدارة هذه المحطات وغيرها والمقدر بنحو 3 مليارات دولار.

في ختام مراسم الاحتفال بتوقيع مذكرات التفاهم، والمتوقع أن تتحول إلي اتفاقيات تأخذ طريقها إلي التنفيذ قبيل انعقاد قمة مصر الاقتصادية في مارس المقبل.. أمسك الرئيس السيسي بالميكروفون محدثاً المصريين والمسئولين ورؤساء الشركات الصينية الحاضرين قائلا : إن ما شهدناه هو خطوة تتلوها خطوات أخري علي طريق تعاون استراتيجي شامل، يتطلب منا جهداً ضخماً. وعملا دءوبا.
ولخص السيسي تقييمه لزيارته إلي الصين قائلا: الزيارة حققت نتائج ايجابية والجانب الصيني ابدي استعداده ورغبته في التعاون معنا في مشروعات كثيرة جدا، واقول لهم: انت مرحب بكم للعمل في مصر فالمناخ الاستثماري جيد، ونحن نقاوم البيروقراطية للقضاء عليها، ولا مجال لمجاملة او محاباة او فساد.
ثم وجه حديثه للشعب المصري قائلا: لقد قوبلنا خلال الزيارة بالصورة التي تليق بمكانة مصر وعظمتها. واطمئنوا.. مصر تعود إلي مكانتها وتزيد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.