ما أجملها كولومبيا...ربما هي الدولة الوحيدة في العالم التي تزيح الملوك والحكام والرؤساء من فوق عملاتها النقدية, لتضع صورالشعراء والأدباء والمبدعين...أقر البرلمان الكولومبي,مشروعا يقضي بإصدار البنك المركزي أوراقا نقدية جديدة, تحمل صورة جابرييل جارسيا ماركيز( توفي ابريل 2014)... بينما صورة الشاعر الرومانسي (ايزاكس) متداولة علي عملتهم الورقية فئة 50 ألف بيزو(20 دولار)منذ سنوات. القيمة الكبري وراء هذا الإحلال, والذي استبدل فيه السياسي بالمبدع, هو نقل مركز القيمة,ربما مركز السلطة أيضا من (السياسة) إلي (الثقافة والإبداع ) والتأكيد علي أن الأدب هو السلطة العليا, والتجسيد الفعلي للدولة, والتعبير الحقيقي عن هويتها.. وماركيزبالفعل هو التجسيد الأهم لكولومبيا, وللأدب وللقراءة عموما.. تكتمل القراءة به, أوهي تظل ناقصة دونه....من لم يقرأ أعمال ماركيز الروائية, فثمه حياة أخري بالتأكيد لم يعشها. صورة ماركيز علي العملة في كولومبيا, هي انتصار للأدب علي السياسة, وفهم واع وعميق لمعني الرمز ودلالاته, فالعملة ليست مجرد أوراقا مالية يتم تداولها, ولكنها تعبير رمزي عن الدولة, تماما كالعلم والنشيد والزي...وعلي امتداد التاريخ أهتم الحكام والقواد والغزاة بصك العملات, ووضع صورهم فوقها, حيث الدولة هي الحاكم, والحاكم هو الدولة..صور رؤساء أمريكا فوق الدولار, وصورة الملكة البريطانية فوق الجنيه الاسترليني, وفي مصر كانت صورة الملك فاروق علي العملات الورقية قبل الثورة... بعدها وضعت صورة عبد الناصر والسادات علي العملات المعدنية (التذكارية) بينما وضعت صور المعالم والآثار المصرية فوق الأوراق النقدية...لكن السائد دائما في العالم, أن يحتكر الحاكم العملة لحسابه, هي أحد مظاهر السيادة,حيث السلطة والثروة هي التجسيد الأعلي للدولة, أو التجسيد الأقوي للدولة.....بهذا المعني تكون كولومبيا بوضع صور مبدعيها علي عملاتها المتداولة, قد زحزحت المعني السلطوي,الي جوهر المعني الحقيقي, حيث الإبداع هو قوة الدولة الفعلية...وبالفعل كان ماركيز(ومازال وسيظل) فخر ومجد وقوة كولومبيا والعالم. ما أجملها كولومبيا...ربما هي الدولة الوحيدة في العالم التي تزيح الملوك والحكام والرؤساء من فوق عملاتها النقدية, لتضع صورالشعراء والأدباء والمبدعين...أقر البرلمان الكولومبي,مشروعا يقضي بإصدار البنك المركزي أوراقا نقدية جديدة, تحمل صورة جابرييل جارسيا ماركيز( توفي ابريل 2014)... بينما صورة الشاعر الرومانسي (ايزاكس) متداولة علي عملتهم الورقية فئة 50 ألف بيزو(20 دولار)منذ سنوات. القيمة الكبري وراء هذا الإحلال, والذي استبدل فيه السياسي بالمبدع, هو نقل مركز القيمة,ربما مركز السلطة أيضا من (السياسة) إلي (الثقافة والإبداع ) والتأكيد علي أن الأدب هو السلطة العليا, والتجسيد الفعلي للدولة, والتعبير الحقيقي عن هويتها.. وماركيزبالفعل هو التجسيد الأهم لكولومبيا, وللأدب وللقراءة عموما.. تكتمل القراءة به, أوهي تظل ناقصة دونه....من لم يقرأ أعمال ماركيز الروائية, فثمه حياة أخري بالتأكيد لم يعشها. صورة ماركيز علي العملة في كولومبيا, هي انتصار للأدب علي السياسة, وفهم واع وعميق لمعني الرمز ودلالاته, فالعملة ليست مجرد أوراقا مالية يتم تداولها, ولكنها تعبير رمزي عن الدولة, تماما كالعلم والنشيد والزي...وعلي امتداد التاريخ أهتم الحكام والقواد والغزاة بصك العملات, ووضع صورهم فوقها, حيث الدولة هي الحاكم, والحاكم هو الدولة..صور رؤساء أمريكا فوق الدولار, وصورة الملكة البريطانية فوق الجنيه الاسترليني, وفي مصر كانت صورة الملك فاروق علي العملات الورقية قبل الثورة... بعدها وضعت صورة عبد الناصر والسادات علي العملات المعدنية (التذكارية) بينما وضعت صور المعالم والآثار المصرية فوق الأوراق النقدية...لكن السائد دائما في العالم, أن يحتكر الحاكم العملة لحسابه, هي أحد مظاهر السيادة,حيث السلطة والثروة هي التجسيد الأعلي للدولة, أو التجسيد الأقوي للدولة.....بهذا المعني تكون كولومبيا بوضع صور مبدعيها علي عملاتها المتداولة, قد زحزحت المعني السلطوي,الي جوهر المعني الحقيقي, حيث الإبداع هو قوة الدولة الفعلية...وبالفعل كان ماركيز(ومازال وسيظل) فخر ومجد وقوة كولومبيا والعالم.