تعطل المنبه فلم يستيقظ صباحا للذهاب إلى المدرسة, لم يكن يعرف الطفل داوود ابراهيم أن هذا المنبه قد أنقذ حياته من الموت ليصبح الناجي الوحيد من بين زملاؤه في الفصل 9 الذي قتله مسلحو طالبان بدم بارد في مذبحة بيشاور. كما لم يكن يعرف احسان إلاهي (13 عاما) أنه سيعيش يوما دمويا لن يمحى من ذاكرته بعد ان كتبت له الحياة بتمثيله للموت بعد اصابته برصاصتين في يده فكتم صراخه وألمه كي لا يلقي مصير زملاؤه الذين قتلوا امام عينه برصاصات في الرأس والاقدام والأيدي وفي دقائق قليلة اصبح يسبح مع زملاؤه في بحور من الدم. الكل في باكستان يحكي قصص الموت الحزينة في اكبر مأساة انسانية تعيشها البلاد منذ سنوات في الحادث الإرهابي الذي راح ضحيته 148 شخصا بينهم 132 طفلا لم يتجاوز عمرهم 14 عاما. ومع المواكب الجنائزية التي خرجت لتشييع الضحايا بدأت تحركات رئيس الوزراء نواز شريف السياسية للرد على هذا الهجوم الارهابي حيث اجتمع مع كل الأطياف السياسية في البلاد وعلى رأسهم عمران خان ابرز معارضيه للرد بقوة على ارهاب طالبان الذي ترك غضبا شعبيا عارما لن تطفئه الخطب والتصريحات. المتابع للشأن الباكستاني سيعرف جيدا أن ضخامة الحادث ودمويته تؤكدان ان دوافع طالبان من ارتكاب هذه المذبحة ليس للإنتقام من الجيش الباكستاني كما تدعي لأنها لم تتوقف عن قتل آلاف الباكستانيين منذ عام 2001 حتى وصل عددهم في آخر الإحصائيات إلى 50 ألف شخص. كما لم تتوقف في المقابل العمليات العسكرية التي تشنها الحكومة ضد معاقل طالبان على الحدود المشتركة بينها وبين أفغانستان.لكن هناك تغير وحيد وقع في الأيام الماضية بات يهدد طالبان ووجودها في المنطقة بأكملها وهو انشقاق عدد كبير من مقاتليها واعلانهم الولاء لدولة الخلافة الإسلامية وعلى رأسهم الناطق باسم الحركة شهيد الله شهيد و 5 من كبار قادة التنظيم . مما اضطر طالبان باكستان لاصدار بيان تجدد فيه بيعتها لزعيم حركة طالبان افغانستان الملا عمر. في حين بدا واضحا للجميع أن داعش أصبحت تشكل خطرا على حركة طالبان بشقيها الباكستاني والافغاني بالإضافة لتنظيم القاعدة وغيرها من الحركات الجهادية بعد استقطابها لعدد كبير من المقاتلين في صفوفها. لذا يبدو الحادث وكأنه عرض استعراض للقوة الإرهابية للتنظيم داخليا في طالبان التي تهددها الانشقاقات وخارجيا امام عدوها الجديد داعش الذي أصبح يستقطب كل يوم عدد كبير ممن يدعون الجهاد ضد أمريكا وحلفائها. وأمام هذا الواقع الجديد أصبحت باكستان مطالبة باتخاذ كل التدابير اللازمة للحد من هجمات طالبان التي ستأخذ شكلا أكثر عنفا ودموية في المرحلة القادمة في صراعها من اجل البقاء . لذا جاءت القرارت الفورية للحكومة بإلغاء تجميد عقوبة الإعدام في جرائم الإرهاب الذي اقرته باكستان عام 2008 . ثم جاءت الزيارة المفاجئة لرئيس الجيش الباكستانيلأفغانستان ليعلن بعدها أن الجيش الباكستاني سيستمر في ضرب معاقل طالبان داخل وخارج أراضيه. كانت حركة طالبان قد طلبت من الجيش الباكستاني وقف هجماته في منطقة شمال وزيرستان واتهمت الحكومة بقتل مقاتليها في السجون واعتقال اسرهم . وهددت الحركة في بيان لها عقب الحادث الدموي انها ستستمر في استهداف كل المؤسسات والمواقع التابعة للجيش الباكستاني. وذلك بعد انهيار المباحثات بين طالبان ونواز شريف بداية هذا العام واعلانه عن شن حملة عسكرية على معاقل طالبان في يونيو الماضي. بينما أعلنت حركة طالبان عن مسئوليتها عن الانفجار الانتحاري الذي وقع على الحدود الهندية الباكستانية الشهر الماضي والذي راح ضحيته 53 شخصا كما شهدت باكستان حادثا ارهابيا مروعا عام 2007 في هجوم انتحاري على تجمع انتخابي لرئيسة الوزراء الراحلة بي نظير بوتو والذي قتل فيه 140 شخصا واغتيلت بوتو فيما بعد. وبدأت العمليات العسكرية الباكستانية ضد طالبان منذ عام 2002 ثم اجتمع مقاتلو طالبان باكستان تحت قيادة بيت الله محسود منذ عام 2007 والذي اغتيل في غارة جوية امريكية بعد عامين وخلفه حكيم الله محسود الذي لقى نفس المصير وقتل في غارة امريكية عام 2013 اعقب ذلك خلاف كبير بين قادة الجماعة لاختيار من يخلفه وراح ضحية المصادمات عشرات من مقاتلي الجماعة حتى تم اختيار الملا فضل الله زعيما جديدا للجماعة التي تسيطر على مناطق مختلفة على الحدود. ويؤكد المحللون ان هؤلاء ليسوا طالبان التي تحاربها امريكا في افغانستان منذ عام 2001 ولكنهم بكل تأكيد يشتركون في الايدولوجية المستمدة من تنظيم القاعدة . الاساليب واحدة ولكن الاهداف مختلفة فطالبان باكستان هدفها انهيار الدولة الباكستانية والجيش الباكستاني ووقف التحالف مع الغرب وتطبيق الشريعة الاسلامية. والبعض الاخر يرى ان فرعي طالبان ولدا من رحم واحد وانه اثناء الحرب ضد الاتحاد السوفيتي كان المقاتلين في طالبان يتم تجنيدهم في باكستان فضلا عن المقاتلين الذين سافروا للقتال تطوعا مع طالبان افغانستان في ذلك الوقت وهؤلاء المقاتلين يحملون ولاءا كبيرا لطالبان حتى بعد انتهاء الحرب وعودتهم لباكستان. وحتى الآن تبدو الصورة الضبابية في أفغانستان بعد مرور كل هذه السنوات من الحرب على الارهاب التي تتزعمها أمريكا فطالبان لازالت تسيطر على المشهد وتستعيد قوتها يوما بعد يوم والقوات الأمريكية لم تنسحب بعد من أفغانستان كما كان مقررا واصبحت العمليات العسكرية على الحدود مجهولة النتائج في ظل انشغال العالم بالجبهة الجديدة للحرب التي فتحتها أمريكا في العراق وسوريا . ليصبح قرار الحرب الآن منفردا في باكستان يضعه ساساتها وشعبها لمواجهة ذلك الارهاب القادم بصورته المتوحشة واللا إنسانية. تعطل المنبه فلم يستيقظ صباحا للذهاب إلى المدرسة, لم يكن يعرف الطفل داوود ابراهيم أن هذا المنبه قد أنقذ حياته من الموت ليصبح الناجي الوحيد من بين زملاؤه في الفصل 9 الذي قتله مسلحو طالبان بدم بارد في مذبحة بيشاور. كما لم يكن يعرف احسان إلاهي (13 عاما) أنه سيعيش يوما دمويا لن يمحى من ذاكرته بعد ان كتبت له الحياة بتمثيله للموت بعد اصابته برصاصتين في يده فكتم صراخه وألمه كي لا يلقي مصير زملاؤه الذين قتلوا امام عينه برصاصات في الرأس والاقدام والأيدي وفي دقائق قليلة اصبح يسبح مع زملاؤه في بحور من الدم. الكل في باكستان يحكي قصص الموت الحزينة في اكبر مأساة انسانية تعيشها البلاد منذ سنوات في الحادث الإرهابي الذي راح ضحيته 148 شخصا بينهم 132 طفلا لم يتجاوز عمرهم 14 عاما. ومع المواكب الجنائزية التي خرجت لتشييع الضحايا بدأت تحركات رئيس الوزراء نواز شريف السياسية للرد على هذا الهجوم الارهابي حيث اجتمع مع كل الأطياف السياسية في البلاد وعلى رأسهم عمران خان ابرز معارضيه للرد بقوة على ارهاب طالبان الذي ترك غضبا شعبيا عارما لن تطفئه الخطب والتصريحات. المتابع للشأن الباكستاني سيعرف جيدا أن ضخامة الحادث ودمويته تؤكدان ان دوافع طالبان من ارتكاب هذه المذبحة ليس للإنتقام من الجيش الباكستاني كما تدعي لأنها لم تتوقف عن قتل آلاف الباكستانيين منذ عام 2001 حتى وصل عددهم في آخر الإحصائيات إلى 50 ألف شخص. كما لم تتوقف في المقابل العمليات العسكرية التي تشنها الحكومة ضد معاقل طالبان على الحدود المشتركة بينها وبين أفغانستان.لكن هناك تغير وحيد وقع في الأيام الماضية بات يهدد طالبان ووجودها في المنطقة بأكملها وهو انشقاق عدد كبير من مقاتليها واعلانهم الولاء لدولة الخلافة الإسلامية وعلى رأسهم الناطق باسم الحركة شهيد الله شهيد و 5 من كبار قادة التنظيم . مما اضطر طالبان باكستان لاصدار بيان تجدد فيه بيعتها لزعيم حركة طالبان افغانستان الملا عمر. في حين بدا واضحا للجميع أن داعش أصبحت تشكل خطرا على حركة طالبان بشقيها الباكستاني والافغاني بالإضافة لتنظيم القاعدة وغيرها من الحركات الجهادية بعد استقطابها لعدد كبير من المقاتلين في صفوفها. لذا يبدو الحادث وكأنه عرض استعراض للقوة الإرهابية للتنظيم داخليا في طالبان التي تهددها الانشقاقات وخارجيا امام عدوها الجديد داعش الذي أصبح يستقطب كل يوم عدد كبير ممن يدعون الجهاد ضد أمريكا وحلفائها. وأمام هذا الواقع الجديد أصبحت باكستان مطالبة باتخاذ كل التدابير اللازمة للحد من هجمات طالبان التي ستأخذ شكلا أكثر عنفا ودموية في المرحلة القادمة في صراعها من اجل البقاء . لذا جاءت القرارت الفورية للحكومة بإلغاء تجميد عقوبة الإعدام في جرائم الإرهاب الذي اقرته باكستان عام 2008 . ثم جاءت الزيارة المفاجئة لرئيس الجيش الباكستانيلأفغانستان ليعلن بعدها أن الجيش الباكستاني سيستمر في ضرب معاقل طالبان داخل وخارج أراضيه. كانت حركة طالبان قد طلبت من الجيش الباكستاني وقف هجماته في منطقة شمال وزيرستان واتهمت الحكومة بقتل مقاتليها في السجون واعتقال اسرهم . وهددت الحركة في بيان لها عقب الحادث الدموي انها ستستمر في استهداف كل المؤسسات والمواقع التابعة للجيش الباكستاني. وذلك بعد انهيار المباحثات بين طالبان ونواز شريف بداية هذا العام واعلانه عن شن حملة عسكرية على معاقل طالبان في يونيو الماضي. بينما أعلنت حركة طالبان عن مسئوليتها عن الانفجار الانتحاري الذي وقع على الحدود الهندية الباكستانية الشهر الماضي والذي راح ضحيته 53 شخصا كما شهدت باكستان حادثا ارهابيا مروعا عام 2007 في هجوم انتحاري على تجمع انتخابي لرئيسة الوزراء الراحلة بي نظير بوتو والذي قتل فيه 140 شخصا واغتيلت بوتو فيما بعد. وبدأت العمليات العسكرية الباكستانية ضد طالبان منذ عام 2002 ثم اجتمع مقاتلو طالبان باكستان تحت قيادة بيت الله محسود منذ عام 2007 والذي اغتيل في غارة جوية امريكية بعد عامين وخلفه حكيم الله محسود الذي لقى نفس المصير وقتل في غارة امريكية عام 2013 اعقب ذلك خلاف كبير بين قادة الجماعة لاختيار من يخلفه وراح ضحية المصادمات عشرات من مقاتلي الجماعة حتى تم اختيار الملا فضل الله زعيما جديدا للجماعة التي تسيطر على مناطق مختلفة على الحدود. ويؤكد المحللون ان هؤلاء ليسوا طالبان التي تحاربها امريكا في افغانستان منذ عام 2001 ولكنهم بكل تأكيد يشتركون في الايدولوجية المستمدة من تنظيم القاعدة . الاساليب واحدة ولكن الاهداف مختلفة فطالبان باكستان هدفها انهيار الدولة الباكستانية والجيش الباكستاني ووقف التحالف مع الغرب وتطبيق الشريعة الاسلامية. والبعض الاخر يرى ان فرعي طالبان ولدا من رحم واحد وانه اثناء الحرب ضد الاتحاد السوفيتي كان المقاتلين في طالبان يتم تجنيدهم في باكستان فضلا عن المقاتلين الذين سافروا للقتال تطوعا مع طالبان افغانستان في ذلك الوقت وهؤلاء المقاتلين يحملون ولاءا كبيرا لطالبان حتى بعد انتهاء الحرب وعودتهم لباكستان. وحتى الآن تبدو الصورة الضبابية في أفغانستان بعد مرور كل هذه السنوات من الحرب على الارهاب التي تتزعمها أمريكا فطالبان لازالت تسيطر على المشهد وتستعيد قوتها يوما بعد يوم والقوات الأمريكية لم تنسحب بعد من أفغانستان كما كان مقررا واصبحت العمليات العسكرية على الحدود مجهولة النتائج في ظل انشغال العالم بالجبهة الجديدة للحرب التي فتحتها أمريكا في العراق وسوريا . ليصبح قرار الحرب الآن منفردا في باكستان يضعه ساساتها وشعبها لمواجهة ذلك الارهاب القادم بصورته المتوحشة واللا إنسانية.