"ربما تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن".. هذا هو حال الدول المصدرة للنفط الخام في ظل الانخفاض المتتالي لأسعار النفط في الأسواق العالمية. فقد بلغ سعر برميل الخام المرجعي الخفيف تسليم يناير في سوق نيويورك، 60,53 دولارا متراجعا ب 41 سنتا في أدنى سعر له منذ يوليو 2009، أي منذ أكثر من 5سنوات مضت. أما الأمر فيختلف تماماً عند الدولة المستوردة للنفط، كما هو الوضع في مصر، الذي يعطى فرصة كبيرة لتخفيض عجز الموازنة العامة للدولة وتخفيض قيمة دعم المشتقات البترول من 100 مليار جنيه إلى حوالي 65 مليار إلى 55 مليار جنيه خلال العام المالي القادم. ومن جهته، قال الخبير البترولي ووكيل وزارة البترول السابق المهندس محمود نظيم أن الانخفاض المتتالي لأسعار النفط يعمل على انخفاض المبالغ المخصصة للدعم من 100 مليار جنيه وفق مخطط الموازنة العامة للدولة لأنها تم حساب الموازنة على سعر 100 دولار للبرميل. وأوضح نظيم أن انخفاض سعر خام برنت إلى 60,53 دولارا يعنى انخفاض سعر خام السويس إلى سعر يتراوح مابين 57دولار إلى 55 دولار للبرميل وهو الأمر الذي يعنى انخفاض المبالغ المخصصة للدعم من 100 مليار جنيه إلى حوالي 55 مليار جنيه. وأكد نظيم أن التوقعات العالمية تشير إلى استمرار انخفاض سعر النفط حتى النصف الثاني من العام المالي 2015 حيث لا يتوقع أن تعود الأسعار إلى الارتفاع قبل نهاية النصف الثاني من العام المالي 2015. وأوضح نظيم أن انخفاض أسعار النفط الخام يحدث خلل في الموازنة العامة للدول الخليج التي تعتمد على النفط بشكل أساسي وتضع ميزانيتها المالية وفق أسعار النفط الخام وهو الأمر الذي يؤثر بشكل سلبي على تلك الدول يجعلها غير قادرة على تنفيذ خططها التنموية بالشكل الذي رسمته قبل انخفاض أسعار النفط بالشكل الحالي لأنها دول مصدرة للنفط. وأشار نظيم أن الانخفاض الحالي لأسعار النفط يجعل الحديث عن مساعدات عربية بترولية لمصر حديث غير مؤكد بالإيجاب أو السلب وهو الأمر الذي يعطى مؤشر قوى لعدم اعتماد مصر على المساعدات الخارجية وضرورة اعتمادها على نفسها بشكل أساسي لان الأوضاع الدولية غير مضمونة. كانت البورصات العالمية أعلنت الخميس 11ديسمبر عن تراجع أسعار النفط بسبب تواتر الأنباء السيئة وتراجع الطلب العالمي مقابل وفرة في المعروض. وبلغ سعر برميل الخام المرجعي الخفيف تسليم يناير في سوق نيويورك، 60,53 دولارا متراجعا ب 41 سنتا في أدنى سعر له منذ يوليو 2009. كما توقعت أوبك التي تضخ نحو ثلث الخام العالمي ارتفاع الطلب ب 1.12 مليون برميل يوميا في 2015 ليبلغ 92.26 مليون برميل يوميا، مقابل توقعات سابقة بزيادة الاستهلاك ب 1.19 مليون برميل يوميا.