لايصح الطعن علي 25 يناير بوجود الإخوان في مشاهدها، ولا الطعن علي 30 يونيو بوجود فلول من جماعة مبارك، فقد كان وجود هؤلاء وأولئك هامشيا، ولا يقاس بالمرة إلي الوجود المحتشد الغامر لعشرات الملايين من الشعب المصري إهانة الثورة إهانة للشعب المصري، فالشعب هو صاحب ثورته، وليس »زيد» ولا »عبيد» ولا »نطاط الحيط»، و»ماحدش هيقدر علي المصريين» بتعبير الرئيس السيسي، وقد فعلوها في الثورة الأولي، وفعلوها في الثورة الثانية، وقد يقومون بالثورة الثالثة كما قال السيسي، لو أحسوا أن السلطة تعمل لغير صالح القواعد الواسعة للشعب المصري، وقد أكد الرئيس علي هذه المعاني مرارا وتكرارا، ثقة منه وإجلالا للشعب وثورته التي ينوي تجريم الإساءة إليها أو إهانتها. والثورة المقصودة هي 25 يناير 30 يونيو، فهكذا جاءت بنص الدستور الذي جري عليه الاستفتاء الشعبي، وهي أساس الشرعية المفترضة للنظام السياسي الذي نسعي إليه، وكل إهانة لها هي إهانة للنظام وهدم للدستور، وكل إهانة لثورة 25 يناير 2011 هي تقويض لموجتها الأعظم في 30 يونيو 2013، فلولا 25 يناير ما كانت 30 يونيو، لولا خروج عشرات الآلاف في بدء 25 يناير، ما خرجت عشرات الملايين في 30 يونيو، والتفسير غاية في البساطة، فقد كان الشعب المصري تحت غيبوبة ثقيلة منذ آخر هبة غضب جماعي في انتفاضة يناير 1977، وبدأ التململ من الغيبوبة مع ظهور حركة »كفاية» وأخواتها منذ أواخر 2004، وكان 25 يناير موعد الخروج والإفاقة العفية من الغيبوبة، تدفقت عشرات آلاف المصريين إلي الشوارع ظهر الثلاثاء 25 يناير 2011، واستدعت عشرات الآلاف مئات الآلاف زحفت إلي الميادين، واجتمع 18 مليون مصري تلقائيا في الهواء الطلق لحظة خلع مبارك، وكان الهتاف الجماعي الفوري »ارفع رأسك فوق.. إنت مصري»، كانت لحظة استعادة أولي للوعي مع الإفاقة، كانت لحظة استعادة للشعور بالألم الذي يصنع الأمل، وكان لا بد من اكتمال الإفاقة بصدمة حكم الإخوان، فقد كانت جماعة الإخوان هي الوجه الآخر والقرين الملازم لجماعة مبارك في زمن الغيبوبة، كانت جماعة مبارك تملك سلطة الكرسي، وتركت لجماعة الإخوان سلطة المجتمع، وكان لابد من تجربة »زيت الخروع» وتنظيف »المصارين»، ومن إكمال رحلة استعادة الوعي، ولو ب »كبش نار» الإخوان، وهو ما حدث بالفعل علي مدارج الصعود إلي عتبة 30 يونيو 2013، كان الشعب قد عرف طريقه إلي الشوارع والميادين، وتدفقت عشرات الآلاف ثانية إلي حومة الوغي بدءا من أوائل ديسمبر 2012، وظهرت »حملة تمرد» بنت »حركة كفاية»، وعلي سبيل التعجيل باستدعاء ثورة عشرات الملايين في 30 يونيو 2013، وهو ما يكشف طبيعة »العروة الوثقي» بين 25 يناير و30 يونيو، فالثورة واحدة توالت موجاتها. ولا يصح الطعن علي 25 يناير بوجود الإخوان في مشاهدها، ولا الطعن علي 30 يونيو بوجود فلول من جماعة مبارك، فقد كان وجود هؤلاء وأولئك هامشيا، ولا يقاس بالمرة إلي الوجود المحتشد الغامر لعشرات الملايين من الشعب المصري، فالثورة هي ثورة الشعب، وليست ثورة فصيل أو حزب أو جماعة، ولم يكن الإخوان من الداعين ولا المبادرين إلي الثورة في 25 يناير، تماما كما لم يكن الفلول من الداعين ولا المبادرين إلي 30 يونيو، بل وجد هؤلاء وأولئك في الزحام، وجدوا خلسة، وعلي سبيل الظهور في حفلة »أقنعة تنكرية»، ودون أن يأخذ 25 يناير طابع الإخوان، ولا أن يأخذ 30 يونيو طابع الفلول، فوجود »تاجر مخدرات» في محطة أوتوبيس، لا يغير طبيعتها ولا اسمها، ولا يحولها إلي »غرزة حشيش»، بل تظل المحطة مكانا لزحام الناس في انتظار الأوتوبيس، تماما كما كان اجتماع الملايين في الميادين انتظارا واستعجالا لقطار التغيير، وكما قد يحاول »تاجر المخدرات» غسل سمعته بمصادفة تواجده في محطة الأوتوبيس، وتصوير نفسه كمواطن صالح تواجد مع المنتظرين المتلهفين، فهكذا حاول الإخوان، وحاول فلول مبارك، فانتحل الإخوان صفة 25 يناير، وانتحل الفلول صفة 30 يونيو، واستخدم الإخوان سمعة الفلول السيئة لإهانة 30 يونيو، تماما كما يستخدم الفلول سمعة الإخوان السيئة لهدم وإهانة ثورة 25 يناير، وتصويرها كنكبة حلت بالبلد، بينما النكبة الحقيقية حلت برئيسهم الذي خلعه الشعب خلع عزيز مقتدر، وقذف به إلي مزابل التاريخ. والذين يهينون ثورة 25 يناير يهينون الشعب المصري، ويقصدون غسل سمعة المخلوع، غسل جثة مدفونة علي سرير في مستشفي المعادي، بينما لاتكفي مياه البحار والأنهار والمحيطات في الدنيا كلها لغسل سمعة مبارك، ولا ألف حكم تبرئة في المحاكمات المبتورة إياها، وهم يعرفون يقينا أن مبارك ذهب إلي حيث ألقت، وأنه لن يعود ولا أهله إلي حكم ولا إلي شبهة حكم ولا تأثير، لكنهم يريدون بغسل سمعته غسل سمعتهم، وغسل الأموال المنهوبة التي سرقوها من موارد وأصول الشعب المصري، وأقاموا بها ممالكهم، واكتنزوا المليارات في دفاتر شيكاتهم، وأنشأوا فضائياتهم، واستعملوا العشرات من سواقط القيد الإنساني والإعلامي، واشتروا أحزابا حولوها إلي بوتيكات ونوادي »روتاري»، ويسعون إلي شراء مقاعد البرلمان المقبل، وبمزايدات مالية حتي أعلي سعر للصوت الانتخابي، وبالاستفادة من نظام الانتخاب الفردي الذي يهدر غالبية أصوات الناخبين، ويفتح الطريق لصناعة برلمان لأقلية الأقلية، يحمي مصالحهم المتحكمة، ويحصن التريليونات المنهوبة، ويستأنف سيرة أسواق النهب مجددا، وبتشريعات ملوثة، جرت عليها العادة أيام رئيسهم المخلوع، وبهدف حصارالرئيس السيسي، ومنعه من اتخاذ إجراءات حاسمة تسترد ثروة الشعب المصري، وتنتصر لأهداف ثورته الشهيدة في العيش والحرية والعدالة والكرامة. ولم يكن من عجب، أن هاجم هؤلاء نية الرئيس السيسي المعلنة لإصدار قانون يجرم إهانة الثورة، وشنوا عليها حملة سافلة، وإلي حد وصفهم للسيسي بأنه يدبر »انقلابا»، وفي اتفاق موضوعي ظاهر بين لغة الفلول ولغة الإخوان، وبدعوي حرية النقد، بينما هؤلاء ليسوا أهلا لعقل ولا لنقد، وتسوقهم شهواتهم ومطامعهم ومصالح أسيادهم، ويريدون نقض الثورة لا نقدها، ونقض حكم الشعب المصري القاطع الباتر البات النهائي بإعدام نظام المخلوع لايصح الطعن علي 25 يناير بوجود الإخوان في مشاهدها، ولا الطعن علي 30 يونيو بوجود فلول من جماعة مبارك، فقد كان وجود هؤلاء وأولئك هامشيا، ولا يقاس بالمرة إلي الوجود المحتشد الغامر لعشرات الملايين من الشعب المصري إهانة الثورة إهانة للشعب المصري، فالشعب هو صاحب ثورته، وليس »زيد» ولا »عبيد» ولا »نطاط الحيط»، و»ماحدش هيقدر علي المصريين» بتعبير الرئيس السيسي، وقد فعلوها في الثورة الأولي، وفعلوها في الثورة الثانية، وقد يقومون بالثورة الثالثة كما قال السيسي، لو أحسوا أن السلطة تعمل لغير صالح القواعد الواسعة للشعب المصري، وقد أكد الرئيس علي هذه المعاني مرارا وتكرارا، ثقة منه وإجلالا للشعب وثورته التي ينوي تجريم الإساءة إليها أو إهانتها. والثورة المقصودة هي 25 يناير 30 يونيو، فهكذا جاءت بنص الدستور الذي جري عليه الاستفتاء الشعبي، وهي أساس الشرعية المفترضة للنظام السياسي الذي نسعي إليه، وكل إهانة لها هي إهانة للنظام وهدم للدستور، وكل إهانة لثورة 25 يناير 2011 هي تقويض لموجتها الأعظم في 30 يونيو 2013، فلولا 25 يناير ما كانت 30 يونيو، لولا خروج عشرات الآلاف في بدء 25 يناير، ما خرجت عشرات الملايين في 30 يونيو، والتفسير غاية في البساطة، فقد كان الشعب المصري تحت غيبوبة ثقيلة منذ آخر هبة غضب جماعي في انتفاضة يناير 1977، وبدأ التململ من الغيبوبة مع ظهور حركة »كفاية» وأخواتها منذ أواخر 2004، وكان 25 يناير موعد الخروج والإفاقة العفية من الغيبوبة، تدفقت عشرات آلاف المصريين إلي الشوارع ظهر الثلاثاء 25 يناير 2011، واستدعت عشرات الآلاف مئات الآلاف زحفت إلي الميادين، واجتمع 18 مليون مصري تلقائيا في الهواء الطلق لحظة خلع مبارك، وكان الهتاف الجماعي الفوري »ارفع رأسك فوق.. إنت مصري»، كانت لحظة استعادة أولي للوعي مع الإفاقة، كانت لحظة استعادة للشعور بالألم الذي يصنع الأمل، وكان لا بد من اكتمال الإفاقة بصدمة حكم الإخوان، فقد كانت جماعة الإخوان هي الوجه الآخر والقرين الملازم لجماعة مبارك في زمن الغيبوبة، كانت جماعة مبارك تملك سلطة الكرسي، وتركت لجماعة الإخوان سلطة المجتمع، وكان لابد من تجربة »زيت الخروع» وتنظيف »المصارين»، ومن إكمال رحلة استعادة الوعي، ولو ب »كبش نار» الإخوان، وهو ما حدث بالفعل علي مدارج الصعود إلي عتبة 30 يونيو 2013، كان الشعب قد عرف طريقه إلي الشوارع والميادين، وتدفقت عشرات الآلاف ثانية إلي حومة الوغي بدءا من أوائل ديسمبر 2012، وظهرت »حملة تمرد» بنت »حركة كفاية»، وعلي سبيل التعجيل باستدعاء ثورة عشرات الملايين في 30 يونيو 2013، وهو ما يكشف طبيعة »العروة الوثقي» بين 25 يناير و30 يونيو، فالثورة واحدة توالت موجاتها. ولا يصح الطعن علي 25 يناير بوجود الإخوان في مشاهدها، ولا الطعن علي 30 يونيو بوجود فلول من جماعة مبارك، فقد كان وجود هؤلاء وأولئك هامشيا، ولا يقاس بالمرة إلي الوجود المحتشد الغامر لعشرات الملايين من الشعب المصري، فالثورة هي ثورة الشعب، وليست ثورة فصيل أو حزب أو جماعة، ولم يكن الإخوان من الداعين ولا المبادرين إلي الثورة في 25 يناير، تماما كما لم يكن الفلول من الداعين ولا المبادرين إلي 30 يونيو، بل وجد هؤلاء وأولئك في الزحام، وجدوا خلسة، وعلي سبيل الظهور في حفلة »أقنعة تنكرية»، ودون أن يأخذ 25 يناير طابع الإخوان، ولا أن يأخذ 30 يونيو طابع الفلول، فوجود »تاجر مخدرات» في محطة أوتوبيس، لا يغير طبيعتها ولا اسمها، ولا يحولها إلي »غرزة حشيش»، بل تظل المحطة مكانا لزحام الناس في انتظار الأوتوبيس، تماما كما كان اجتماع الملايين في الميادين انتظارا واستعجالا لقطار التغيير، وكما قد يحاول »تاجر المخدرات» غسل سمعته بمصادفة تواجده في محطة الأوتوبيس، وتصوير نفسه كمواطن صالح تواجد مع المنتظرين المتلهفين، فهكذا حاول الإخوان، وحاول فلول مبارك، فانتحل الإخوان صفة 25 يناير، وانتحل الفلول صفة 30 يونيو، واستخدم الإخوان سمعة الفلول السيئة لإهانة 30 يونيو، تماما كما يستخدم الفلول سمعة الإخوان السيئة لهدم وإهانة ثورة 25 يناير، وتصويرها كنكبة حلت بالبلد، بينما النكبة الحقيقية حلت برئيسهم الذي خلعه الشعب خلع عزيز مقتدر، وقذف به إلي مزابل التاريخ. والذين يهينون ثورة 25 يناير يهينون الشعب المصري، ويقصدون غسل سمعة المخلوع، غسل جثة مدفونة علي سرير في مستشفي المعادي، بينما لاتكفي مياه البحار والأنهار والمحيطات في الدنيا كلها لغسل سمعة مبارك، ولا ألف حكم تبرئة في المحاكمات المبتورة إياها، وهم يعرفون يقينا أن مبارك ذهب إلي حيث ألقت، وأنه لن يعود ولا أهله إلي حكم ولا إلي شبهة حكم ولا تأثير، لكنهم يريدون بغسل سمعته غسل سمعتهم، وغسل الأموال المنهوبة التي سرقوها من موارد وأصول الشعب المصري، وأقاموا بها ممالكهم، واكتنزوا المليارات في دفاتر شيكاتهم، وأنشأوا فضائياتهم، واستعملوا العشرات من سواقط القيد الإنساني والإعلامي، واشتروا أحزابا حولوها إلي بوتيكات ونوادي »روتاري»، ويسعون إلي شراء مقاعد البرلمان المقبل، وبمزايدات مالية حتي أعلي سعر للصوت الانتخابي، وبالاستفادة من نظام الانتخاب الفردي الذي يهدر غالبية أصوات الناخبين، ويفتح الطريق لصناعة برلمان لأقلية الأقلية، يحمي مصالحهم المتحكمة، ويحصن التريليونات المنهوبة، ويستأنف سيرة أسواق النهب مجددا، وبتشريعات ملوثة، جرت عليها العادة أيام رئيسهم المخلوع، وبهدف حصارالرئيس السيسي، ومنعه من اتخاذ إجراءات حاسمة تسترد ثروة الشعب المصري، وتنتصر لأهداف ثورته الشهيدة في العيش والحرية والعدالة والكرامة. ولم يكن من عجب، أن هاجم هؤلاء نية الرئيس السيسي المعلنة لإصدار قانون يجرم إهانة الثورة، وشنوا عليها حملة سافلة، وإلي حد وصفهم للسيسي بأنه يدبر »انقلابا»، وفي اتفاق موضوعي ظاهر بين لغة الفلول ولغة الإخوان، وبدعوي حرية النقد، بينما هؤلاء ليسوا أهلا لعقل ولا لنقد، وتسوقهم شهواتهم ومطامعهم ومصالح أسيادهم، ويريدون نقض الثورة لا نقدها، ونقض حكم الشعب المصري القاطع الباتر البات النهائي بإعدام نظام المخلوع