ثم أعلن رئيس المجلس.. إسماعيل راغب باشا أن اليوم هو عيد ميلاد الخديو إسماعيل فلا يجب العمل فيه، واختار المجلس قبل أن ينفض لجنة من عشرة أعضاء قامت بكتابة الرد علي خطاب العرش. مضي يوم 25 نوفمبر في هدوء – دون أن يذكره أحد بكلمة - رغم أنه من أهم أيام مصر التاريخية, ففي صباح هذا اليوم سنة 1866 أخذ حضرات النواب يتوافدون علي مبني القلعة لحضور أول جلسة في أول برلمان عرفته مصر, وكان الخديو إسماعيل قد تورط في ديونه وتعقدت علاقاته بالدائنين الأوروبيين, الذين كانوا يبتسمون له ويرحبون به وهو يقترض منهم, ثم أصبحوا يعبسون في وجهه كلما تأخر في سداد قسط من أقساط الفوائد, وبدأت الدول الأوروبية تتدخل لمصلحة الدائنين, ولم يجد إسماعيل قوة يستند إليها إزاء النفوذ الأجنبي إلا الشعب, الشعب الذي بذل كل ما في عروقه من دماء ليدفع هذه الديون وفوائدها ونفقات البذخ والإسراف والترف!! وهكذا قرر إسماعيل أن ينشيء أول مجلس نيابي منتخب, وكان المجلس يتكون من 75 عضوا انتخبهم عمد البلاد ومشايخهم في الأقاليم, والأعيان في القاهرة, أي أنه لم يكن مجلسا منتخبا من عامة الشعب, وكان رأيه استشاريا, وللخديو الحق في حله. وكان معظم النواب من العمد وكبار ملاك الأراضي, وأكثرهم من الأسر المعروفة التي ما زالت تستأثر بمقاعد المجالس النيابية حتي الآن, فنجد بينهم إتربي بك أبو العز (الغربية ), سليمان الملواني ( ميت حبيش ), الحاج علي الجزار ( شبين الكوم ), محمد أفندي شعير ( كفر عشما), موسي أفندي الجندي ( منوف ), أحمد أبو حسين ( كفر ربيع ), الشيخ محمد الوكيل (سمخراط), محمد الشواربي ( قليوب ), أحمد أفندي أباظة (منيا القمح), عامر أفندي الزمر (ناهيا), إبراهيم أفندي الشريعي (سمالوط), حسن أفندي شعراوي ( المطاهر – المنيا ), عثمان غزالي (بني زراح – مديرية أسيوط ), حميد أبو ستيت (مديرية جرجا), محمد سحلي (عمدة فرشوط ). ووصل الخديو إسماعيل إلي ساحة القلعة وحوله الوزراء, وفي مقدمتهم شريف باشا وإسماعيل صديق باشا المفتش, وألقي الخديو خطبة العرش وجاء فيها » كثيرا ما كان يخطر ببالي تكوين مجلس شوري, فهو من القضايا التي لا ينكر أحد مزاياها ونفعها, فيجب أن يكون الأمر شوري بين الراعي والرعية, ويكفينا ما حث الله عليه بقوله تعالي: » وشاورهم في الأمر ». ثم أعلن رئيس المجلس.. إسماعيل راغب باشا أن اليوم هو عيد ميلاد الخديو إسماعيل فلا يجب العمل فيه, واختار المجلس قبل أن ينفض لجنة من عشرة أعضاء قامت بكتابة الرد علي خطاب العرش, وكان ردها سردا لتاريخ مصر وانهيارها ثم نهضتها علي يد الأسرة العلوية, ثم الثناء علي إسماعيل والدعاء له ولأولاده !! وقد جاء في بداية الرد » بعد ما تشرفنا بالإصغاء للمقالة الجليلة الجامعة جوامع الكلم, نبادر إلي الاعتراف بها بغاية الانشراح, وكمال الارتياح, ثم تحدث عن تقهقر مصر وانحطاطها حتي رجعت إلي الوراء, وأصبح غيرها من الممالك في أنواع التمدن متقدما إلي أن أراد الله أن يعيد شبابها بعد الهرم, ويجدد ما كان من بنيان محاسنها قد انهدم, وينقذ أهلها من هذه المهالك, وينظمها في سلك أحاسن الممالك, فشرفها العزيز محمد علي باشا فأعاد لها من العمارية ما كان تلاشي, واستطرد الرد يذكر وفاة محمد علي وإبراهيم ثم يهاجم من تولي العرش بعد ذلك فلم يحسن الحكم, ويقصد عباس وسعيد, إلي أن نفحتنا النفحات الإلهية, وأسعفتنا العناية الربانية بالحضرة الإسماعيلية فأعطي القوس باريها لطفا بهذه الديار ومن فيها, ثم يذكر بالحمد تغيير الخديوي إسماعيل لنظام وراثة العرش بحيث أصبح لأكبر الأبناء لا لأكبر أفراد الأسرة. وانعقد المجلس لمدة شهرين وهي المدة المحدودة لكل دورة سنوية حفلت كلها بالمقترحات المقدمة من النواب, وكان معظمها يتصل بتحسين وسائل الري وشق الترع وتعديل مواعيد جباية الضرائب, ومن بين هذه المقترحات اقتراح مقدم من سليمان أفندي الملواني نائب ميت حبيش بمنع معاقبة العمد بالضرب, إذ كان القانون يبيح للمحاكم ضرب العمد !! واقتراح من أتربي بك أبو العز بإنشاء مدرسة ابتدائية في كل مديرية ووافق المجلس, وأعلن الخديو وقف أطيان أحد تفاتيشه الزراعية علي هذا الغرض, واقتراح من ميخائيل أفندي أناسيوس – من نواب المنيا – بإلغاء نظام العهد, ويقضي بأن تعهد الحكومة إلي بعض الأفراد بجباية الضرائب فيدفع العمدة الضرائب من ماله ويجبر ما يشاء من الأهالي مستخدما شتي طرق الاضطهاد والتعذيب, ووافقت الحكومة علي هذا الاقتراح ونفذته. وفي 24 يناير سنة 1876 انفضت الدورة البرلمانية بعد أن سجل المجلس لنفسه الأعمال والإصلاحات التي قام بها ثم أعلن رئيس المجلس.. إسماعيل راغب باشا أن اليوم هو عيد ميلاد الخديو إسماعيل فلا يجب العمل فيه، واختار المجلس قبل أن ينفض لجنة من عشرة أعضاء قامت بكتابة الرد علي خطاب العرش. مضي يوم 25 نوفمبر في هدوء – دون أن يذكره أحد بكلمة - رغم أنه من أهم أيام مصر التاريخية, ففي صباح هذا اليوم سنة 1866 أخذ حضرات النواب يتوافدون علي مبني القلعة لحضور أول جلسة في أول برلمان عرفته مصر, وكان الخديو إسماعيل قد تورط في ديونه وتعقدت علاقاته بالدائنين الأوروبيين, الذين كانوا يبتسمون له ويرحبون به وهو يقترض منهم, ثم أصبحوا يعبسون في وجهه كلما تأخر في سداد قسط من أقساط الفوائد, وبدأت الدول الأوروبية تتدخل لمصلحة الدائنين, ولم يجد إسماعيل قوة يستند إليها إزاء النفوذ الأجنبي إلا الشعب, الشعب الذي بذل كل ما في عروقه من دماء ليدفع هذه الديون وفوائدها ونفقات البذخ والإسراف والترف!! وهكذا قرر إسماعيل أن ينشيء أول مجلس نيابي منتخب, وكان المجلس يتكون من 75 عضوا انتخبهم عمد البلاد ومشايخهم في الأقاليم, والأعيان في القاهرة, أي أنه لم يكن مجلسا منتخبا من عامة الشعب, وكان رأيه استشاريا, وللخديو الحق في حله. وكان معظم النواب من العمد وكبار ملاك الأراضي, وأكثرهم من الأسر المعروفة التي ما زالت تستأثر بمقاعد المجالس النيابية حتي الآن, فنجد بينهم إتربي بك أبو العز (الغربية ), سليمان الملواني ( ميت حبيش ), الحاج علي الجزار ( شبين الكوم ), محمد أفندي شعير ( كفر عشما), موسي أفندي الجندي ( منوف ), أحمد أبو حسين ( كفر ربيع ), الشيخ محمد الوكيل (سمخراط), محمد الشواربي ( قليوب ), أحمد أفندي أباظة (منيا القمح), عامر أفندي الزمر (ناهيا), إبراهيم أفندي الشريعي (سمالوط), حسن أفندي شعراوي ( المطاهر – المنيا ), عثمان غزالي (بني زراح – مديرية أسيوط ), حميد أبو ستيت (مديرية جرجا), محمد سحلي (عمدة فرشوط ). ووصل الخديو إسماعيل إلي ساحة القلعة وحوله الوزراء, وفي مقدمتهم شريف باشا وإسماعيل صديق باشا المفتش, وألقي الخديو خطبة العرش وجاء فيها » كثيرا ما كان يخطر ببالي تكوين مجلس شوري, فهو من القضايا التي لا ينكر أحد مزاياها ونفعها, فيجب أن يكون الأمر شوري بين الراعي والرعية, ويكفينا ما حث الله عليه بقوله تعالي: » وشاورهم في الأمر ». ثم أعلن رئيس المجلس.. إسماعيل راغب باشا أن اليوم هو عيد ميلاد الخديو إسماعيل فلا يجب العمل فيه, واختار المجلس قبل أن ينفض لجنة من عشرة أعضاء قامت بكتابة الرد علي خطاب العرش, وكان ردها سردا لتاريخ مصر وانهيارها ثم نهضتها علي يد الأسرة العلوية, ثم الثناء علي إسماعيل والدعاء له ولأولاده !! وقد جاء في بداية الرد » بعد ما تشرفنا بالإصغاء للمقالة الجليلة الجامعة جوامع الكلم, نبادر إلي الاعتراف بها بغاية الانشراح, وكمال الارتياح, ثم تحدث عن تقهقر مصر وانحطاطها حتي رجعت إلي الوراء, وأصبح غيرها من الممالك في أنواع التمدن متقدما إلي أن أراد الله أن يعيد شبابها بعد الهرم, ويجدد ما كان من بنيان محاسنها قد انهدم, وينقذ أهلها من هذه المهالك, وينظمها في سلك أحاسن الممالك, فشرفها العزيز محمد علي باشا فأعاد لها من العمارية ما كان تلاشي, واستطرد الرد يذكر وفاة محمد علي وإبراهيم ثم يهاجم من تولي العرش بعد ذلك فلم يحسن الحكم, ويقصد عباس وسعيد, إلي أن نفحتنا النفحات الإلهية, وأسعفتنا العناية الربانية بالحضرة الإسماعيلية فأعطي القوس باريها لطفا بهذه الديار ومن فيها, ثم يذكر بالحمد تغيير الخديوي إسماعيل لنظام وراثة العرش بحيث أصبح لأكبر الأبناء لا لأكبر أفراد الأسرة. وانعقد المجلس لمدة شهرين وهي المدة المحدودة لكل دورة سنوية حفلت كلها بالمقترحات المقدمة من النواب, وكان معظمها يتصل بتحسين وسائل الري وشق الترع وتعديل مواعيد جباية الضرائب, ومن بين هذه المقترحات اقتراح مقدم من سليمان أفندي الملواني نائب ميت حبيش بمنع معاقبة العمد بالضرب, إذ كان القانون يبيح للمحاكم ضرب العمد !! واقتراح من أتربي بك أبو العز بإنشاء مدرسة ابتدائية في كل مديرية ووافق المجلس, وأعلن الخديو وقف أطيان أحد تفاتيشه الزراعية علي هذا الغرض, واقتراح من ميخائيل أفندي أناسيوس – من نواب المنيا – بإلغاء نظام العهد, ويقضي بأن تعهد الحكومة إلي بعض الأفراد بجباية الضرائب فيدفع العمدة الضرائب من ماله ويجبر ما يشاء من الأهالي مستخدما شتي طرق الاضطهاد والتعذيب, ووافقت الحكومة علي هذا الاقتراح ونفذته. وفي 24 يناير سنة 1876 انفضت الدورة البرلمانية بعد أن سجل المجلس لنفسه الأعمال والإصلاحات التي قام بها