كانت غايته المقاومة بالكتابة التي تعيد صياغة أفكار الأمة وتقدم لها حافز التاريخ وتجارب الأمم الناهضة، قرر أن يؤطر لماغاب عن تجربتنا من أسباب المنعة والقوة بترسيخ الديمقراطية وتوسيع دوائر الحريات العامة. أعمي يقود بصيراً لا أبا لكم.. قد ضل من كانت العميان تهديه, هكذا قالها بشار بن برد, وهكذا أتذكرها كلما مرت ببلادنا أزمة تغيب فيها النخبة بخلافاتها وأطماعها وجهلها, وتحضر الجماهير مبكرة بوعيها ومبادراتها. يحدث هذا ومنذ سنوات, وصولاً لحالة الخوف والرجفة من دعاوي الصغار ل 28 نوفمبر الذي هولت منه الحكومة والإعلام, ولم تكن النخبة علي مستوي الوعي والفهم والحدث. سيمر 28 نوفمبر كما مرت تهديدات الإخوان وتنظيماتهم ومفرخاتهم الإرهابية, وسيظل الشعب قادراً علي الصمود والمقاومة وتظل الحكومة مترددة مرتعشة, وتظل النخبة علي عهدها بالغياب والتخلف, كما كانت معظم مواقفها في تاريخنا المعاصر. كانت نكسة 1967 مزلزلة, هزت الصدمة عقول وقلوب المصريين, وكعادة النخبة المصرية وقفت حائرة تدين النظام والظروف والجيش والقيادة, ولم تنظر إلي أبعد من دوائر السلطة ولم يتجاوز إبصارها حدود أخطاء الداخل لتري ترصد الخارج الذي وجدها فرصة للقضاء علي الأسد الجريح وجعله عبرة لمن يتحدي سياسات الغرب العدوانية الاستعمارية, فيقوم بالتنمية ويحرض علي عدم الانحياز ويساعد حركات التحرير في العالم الثالث, ويؤسس للحرية والاشتراكية والوحدة في حركة القومية العربية, وكلها سياسات تهدد مصالح الغرب الاستعماري ومقاصده في الهيمنة والتحكم وترسيخ التبعية. ووقعت نخبتنا المصرية التي امتازت في كثير من مواقفها بالخفة والنزق والتسرع, إلا قلة ممن رحم ربي كانت قدرتها علي الرؤية دافعة لاختيار سلاح المقاومة بالفكر والعلم والعمل والسياسة والأدب. ولولا يقظة عبدالناصر وخياره للصمود والتحدي وإزالة آثار العدوان, التي بدأها من اليوم الثالث للنكسة في معركة رأس العش وبناء حائط الصواريخ بالتعاون مع الاتحاد السوفيتي وحرب الاستنزاف التي كانت إعلاناً أن هذا الشعب يصعب تركيعه, فقد كان الشعب دائماً أوعي وأسبق من النخبة, ولقد جاء حضوره دائماً وعبر كل معاركنا الوطنية في العصر الحديث عوضاً عن غياب النخبة في خطابيتها والتباس مواقفها وتأخرها في المبادرة, الشعب كان دائماً أسبق, ولقد استشعر بحسه الوطني ومخزونه الثقافي وإرادته العنيدة أن هدف النكسة هو كسر عبدالناصر وضرب مشروعه الوطني في التحرر والتقدم والنهضة, خرج الشعب في كل أرجاء مصر يعلنها عالية» لاتتنحي» وأصر علي استدعاء القائد لمسئولياته واستكمال مشروعه الوطني الكبير رفضاً للاستسلام, بينما انهالت الأغاني والقصائد تسخر وتؤنب, واتجه الأدب إلي محاور الغضب واليأس, واتخذت النخبة السياسية طرقاً متعرجة كان تعبيرها عن الإحباط أكبر من تمسكها بالمقاومة, كانت مواقف النخبة السياسية والإعلامية ولاتزال حتي اليوم في خياراتها الهشة المتعجلة محدودة الأفق. ولأنه مفكر كبير فاختار أن يعبر عن صدمته وألمه لنكستنا في 1967 بسلاح المقاومة بالفكر والعلم والثقافة, كان يعرف أن له دورا في التاريخ, وأن عليه كمفكر ومثقف عضوي أن يعيد تأسيس منطلقاتنا الفكرية بما يدعم أهدافنا الوطنية, لم يستسلم الدكتور لويس عوض لخضة النكسة رغم إدانته العنيفة لأسبابها وإنما تجاوز ذلك كله وراح يكتب مقالاته في الجمهورية والأهرام, دراسات في النظم والمذاهب, عام 1967, دراسات في الحضارة, البحث عن شكسبير, عام 1968, تاريخ الفكر المصري الحديث, عام 1969, دراسات أوروبية, تاريخ الفكر المصري الحديث, الثورة الفرنسية, صورة دوريان جراي, المسرح العالمي, الاشتراكية والأدب, دراسات أوروبية, رحلة الشرق والغرب, كانت غايته المقاومة بالكتابة التي تعيد صياغة أفكار الأمة وتقدم لها حافز التاريخ وتجارب الأمم الناهضة, قرر أن يؤطر لماغاب عن تجربتنا من أسباب المنعة والقوة بترسيخ الديمقراطية وتوسيع دوائر الحريات العامة, وربما ليحفز العقل المؤسسي للدولة للأخذ بعناصر مشروع فكري جديد للمقاومة والانتصار والنهضة يضع هو بكتاباته أهم منطلقاته وعناصره, ولم يعجب ذلك القيادة, وأيضاً لم يعجب الناقد والمثقف الكبير سامي السلاموني وكتب مقالاً ربما في روز اليوسف يعجب من منحي د.لويس عوض منكراً عليه هذا »الروقان» والرفاهية الفكرية والترف الثقافي الذي تصوره غير مواكب للحدث الجلل, وكما حكي لي عميد الإعلام وأستاذ أساتذة الإعلاميين العرب د. فاروق أبوزيد, جاء رد لويس عوض قاسياً حيث أشار في مقاله كم كان ينظر إلي السلاموني باعتباره من طليعة المثقفين والنخبة وإذا به في ضيق فهمه لما يقوم به لويس عضو يضع نفسه في دائرة الدهماء والرعاع. ولم يكن السلاموني أبداً من الرعاع, لكنها مواقف النخبة. ماذا أريد ان أقول؟ الرسالة هي ماأحوجنا لمواقف مفكرينا وعلمائنا وكتابنا كما فعل لويس عوض, حيث نخبتنا الثقافية والإعلامية والسياسية لاتزال »بعافية», والقياس هنا مع الفارق بين مصر تحت النكسة, ومصر الآن علي طريق النهضة رغم عدم فهم النخبة وقصور رؤيتها الذي استحال علامة مسجلة عبر كل الظروف والأوقات. وإلا كيف تفسر إصرار النخبة رغم العمي أن تقود شعباً مبصراً صاحب رؤية وبصيرة. وماذا تقول عن حكومة هشة تهدد وتتوعد الإرهاب وتنام في أحضانه بعد ذلك. واسأل الداخلية لماذا لم تقبضوا علي الداعين لهذا التخريب وتقديمهم للنيابة؟, ولماذا تتركون تحالف دعم »المهلبية» يجتمع علناً ويهددكم علناً؟ ولماذا تحتفي الحكومة وتبسط حمايتها ورعايتها علي مشايخ الفتنة وداعمي إرهاب الإخوان, ويستقبل رئيس الحكومة أكبر غلاة مشايخ الأزهر عباس شومان الذي ثار عليه المصلون في مسجد حسن الشربتلي حين خطب الجمعة 30 نوفمبر 2012 داعماً محمد مرسي وإعلانه غير الدستوري واعتبره من الخلفاء الراشدين وأن من حقه القضاء بين الناس والعصف بخصومه, وأن هذا هو شرع الله ومن لايقبل فليبحث له عن شرع آخر, إنه منطق التكفير وفكر الدواعش, وكما قال إبراهيم عيسي في برنامجه التليفزيوني, كيف يمثل هذا الرجل الأزهر ويجلسه رئيس الوزراء مجالس عليا لمحاربة الإرهاب! وياللمفارقة التي تؤكد أن نخبتنا إنما هي نخبة النكسة ومالم نفق فهي الكارثة, حمي الله مصر وشعبها من كل شر كانت غايته المقاومة بالكتابة التي تعيد صياغة أفكار الأمة وتقدم لها حافز التاريخ وتجارب الأمم الناهضة، قرر أن يؤطر لماغاب عن تجربتنا من أسباب المنعة والقوة بترسيخ الديمقراطية وتوسيع دوائر الحريات العامة. أعمي يقود بصيراً لا أبا لكم.. قد ضل من كانت العميان تهديه, هكذا قالها بشار بن برد, وهكذا أتذكرها كلما مرت ببلادنا أزمة تغيب فيها النخبة بخلافاتها وأطماعها وجهلها, وتحضر الجماهير مبكرة بوعيها ومبادراتها. يحدث هذا ومنذ سنوات, وصولاً لحالة الخوف والرجفة من دعاوي الصغار ل 28 نوفمبر الذي هولت منه الحكومة والإعلام, ولم تكن النخبة علي مستوي الوعي والفهم والحدث. سيمر 28 نوفمبر كما مرت تهديدات الإخوان وتنظيماتهم ومفرخاتهم الإرهابية, وسيظل الشعب قادراً علي الصمود والمقاومة وتظل الحكومة مترددة مرتعشة, وتظل النخبة علي عهدها بالغياب والتخلف, كما كانت معظم مواقفها في تاريخنا المعاصر. كانت نكسة 1967 مزلزلة, هزت الصدمة عقول وقلوب المصريين, وكعادة النخبة المصرية وقفت حائرة تدين النظام والظروف والجيش والقيادة, ولم تنظر إلي أبعد من دوائر السلطة ولم يتجاوز إبصارها حدود أخطاء الداخل لتري ترصد الخارج الذي وجدها فرصة للقضاء علي الأسد الجريح وجعله عبرة لمن يتحدي سياسات الغرب العدوانية الاستعمارية, فيقوم بالتنمية ويحرض علي عدم الانحياز ويساعد حركات التحرير في العالم الثالث, ويؤسس للحرية والاشتراكية والوحدة في حركة القومية العربية, وكلها سياسات تهدد مصالح الغرب الاستعماري ومقاصده في الهيمنة والتحكم وترسيخ التبعية. ووقعت نخبتنا المصرية التي امتازت في كثير من مواقفها بالخفة والنزق والتسرع, إلا قلة ممن رحم ربي كانت قدرتها علي الرؤية دافعة لاختيار سلاح المقاومة بالفكر والعلم والعمل والسياسة والأدب. ولولا يقظة عبدالناصر وخياره للصمود والتحدي وإزالة آثار العدوان, التي بدأها من اليوم الثالث للنكسة في معركة رأس العش وبناء حائط الصواريخ بالتعاون مع الاتحاد السوفيتي وحرب الاستنزاف التي كانت إعلاناً أن هذا الشعب يصعب تركيعه, فقد كان الشعب دائماً أوعي وأسبق من النخبة, ولقد جاء حضوره دائماً وعبر كل معاركنا الوطنية في العصر الحديث عوضاً عن غياب النخبة في خطابيتها والتباس مواقفها وتأخرها في المبادرة, الشعب كان دائماً أسبق, ولقد استشعر بحسه الوطني ومخزونه الثقافي وإرادته العنيدة أن هدف النكسة هو كسر عبدالناصر وضرب مشروعه الوطني في التحرر والتقدم والنهضة, خرج الشعب في كل أرجاء مصر يعلنها عالية» لاتتنحي» وأصر علي استدعاء القائد لمسئولياته واستكمال مشروعه الوطني الكبير رفضاً للاستسلام, بينما انهالت الأغاني والقصائد تسخر وتؤنب, واتجه الأدب إلي محاور الغضب واليأس, واتخذت النخبة السياسية طرقاً متعرجة كان تعبيرها عن الإحباط أكبر من تمسكها بالمقاومة, كانت مواقف النخبة السياسية والإعلامية ولاتزال حتي اليوم في خياراتها الهشة المتعجلة محدودة الأفق. ولأنه مفكر كبير فاختار أن يعبر عن صدمته وألمه لنكستنا في 1967 بسلاح المقاومة بالفكر والعلم والثقافة, كان يعرف أن له دورا في التاريخ, وأن عليه كمفكر ومثقف عضوي أن يعيد تأسيس منطلقاتنا الفكرية بما يدعم أهدافنا الوطنية, لم يستسلم الدكتور لويس عوض لخضة النكسة رغم إدانته العنيفة لأسبابها وإنما تجاوز ذلك كله وراح يكتب مقالاته في الجمهورية والأهرام, دراسات في النظم والمذاهب, عام 1967, دراسات في الحضارة, البحث عن شكسبير, عام 1968, تاريخ الفكر المصري الحديث, عام 1969, دراسات أوروبية, تاريخ الفكر المصري الحديث, الثورة الفرنسية, صورة دوريان جراي, المسرح العالمي, الاشتراكية والأدب, دراسات أوروبية, رحلة الشرق والغرب, كانت غايته المقاومة بالكتابة التي تعيد صياغة أفكار الأمة وتقدم لها حافز التاريخ وتجارب الأمم الناهضة, قرر أن يؤطر لماغاب عن تجربتنا من أسباب المنعة والقوة بترسيخ الديمقراطية وتوسيع دوائر الحريات العامة, وربما ليحفز العقل المؤسسي للدولة للأخذ بعناصر مشروع فكري جديد للمقاومة والانتصار والنهضة يضع هو بكتاباته أهم منطلقاته وعناصره, ولم يعجب ذلك القيادة, وأيضاً لم يعجب الناقد والمثقف الكبير سامي السلاموني وكتب مقالاً ربما في روز اليوسف يعجب من منحي د.لويس عوض منكراً عليه هذا »الروقان» والرفاهية الفكرية والترف الثقافي الذي تصوره غير مواكب للحدث الجلل, وكما حكي لي عميد الإعلام وأستاذ أساتذة الإعلاميين العرب د. فاروق أبوزيد, جاء رد لويس عوض قاسياً حيث أشار في مقاله كم كان ينظر إلي السلاموني باعتباره من طليعة المثقفين والنخبة وإذا به في ضيق فهمه لما يقوم به لويس عضو يضع نفسه في دائرة الدهماء والرعاع. ولم يكن السلاموني أبداً من الرعاع, لكنها مواقف النخبة. ماذا أريد ان أقول؟ الرسالة هي ماأحوجنا لمواقف مفكرينا وعلمائنا وكتابنا كما فعل لويس عوض, حيث نخبتنا الثقافية والإعلامية والسياسية لاتزال »بعافية», والقياس هنا مع الفارق بين مصر تحت النكسة, ومصر الآن علي طريق النهضة رغم عدم فهم النخبة وقصور رؤيتها الذي استحال علامة مسجلة عبر كل الظروف والأوقات. وإلا كيف تفسر إصرار النخبة رغم العمي أن تقود شعباً مبصراً صاحب رؤية وبصيرة. وماذا تقول عن حكومة هشة تهدد وتتوعد الإرهاب وتنام في أحضانه بعد ذلك. واسأل الداخلية لماذا لم تقبضوا علي الداعين لهذا التخريب وتقديمهم للنيابة؟, ولماذا تتركون تحالف دعم »المهلبية» يجتمع علناً ويهددكم علناً؟ ولماذا تحتفي الحكومة وتبسط حمايتها ورعايتها علي مشايخ الفتنة وداعمي إرهاب الإخوان, ويستقبل رئيس الحكومة أكبر غلاة مشايخ الأزهر عباس شومان الذي ثار عليه المصلون في مسجد حسن الشربتلي حين خطب الجمعة 30 نوفمبر 2012 داعماً محمد مرسي وإعلانه غير الدستوري واعتبره من الخلفاء الراشدين وأن من حقه القضاء بين الناس والعصف بخصومه, وأن هذا هو شرع الله ومن لايقبل فليبحث له عن شرع آخر, إنه منطق التكفير وفكر الدواعش, وكما قال إبراهيم عيسي في برنامجه التليفزيوني, كيف يمثل هذا الرجل الأزهر ويجلسه رئيس الوزراء مجالس عليا لمحاربة الإرهاب! وياللمفارقة التي تؤكد أن نخبتنا إنما هي نخبة النكسة ومالم نفق فهي الكارثة, حمي الله مصر وشعبها من كل شر