لست أري غير الرئيس السيسي من يمكن أن يرعي هذا الكيان ويشكل نواته الأساسية التي تنفصل عنه بمجرد أن تفرغ من مهمتها كطاقة هائلة تتبدد في الفراغ، دون أن تجد لها موصلات إلى محركات توقفت عن الدوران، أو كأنه نهر متدفق يهدر إلى البحر، دون أن تتفرع منه قنوات تروي أرضا عطشى تكاد تبور.. ذلك هو حال الشباب في مصر! نتحدث كلنا عن الشباب، عن حماسه ونقائه وإخلاصه، لكن بعضنا يضن عليه بحقه الأصيل في أن يشارك في صنع حاضر بلده، بدعوى نقص خبرته وميله الغريزي للاندفاع! وبعضنا يريد أن يقصيه عن رسم ملامح مستقبل وطنه، وأن يستحوذ هو على زرع بذور غدٍ، لن يكون حاضراً فيه، بمعزل عن أصحابه الحقيقيين الذين سيجنون الحصاد! لذا كتبت يوم الثلاثاء الماضي، أدعو إلى إنشاء كيان قوي يجمع شباب مصر، مستقل عن الحكومة وأجهزتها وعن الأحزاب وصراعاتها، له فروع بمراكز الشباب المنتشرة في أرجاء الجمهورية، وله مقر مركزي في العاصمة، طالبت بتشكيل مجلس إدارة لكل فرع بالانتخاب، على مستوى القرية والحي والمركز والمدينة والمحافظة، ولجنة تنفيذية مركزية من رؤساء مجالس فروع المحافظات. واقترحت أن يسمي هذا الكيان ب "المنظمة القومية للشباب"، استلهاماً لتجربة "منظمة الشباب" التي تأسست عام 1963 وظلت تباشر عملها حتى ألغاها الرئيس الراحل السادات عام 1976، ورغم أي ملاحظات عليها، كان لهذه المنظمة دور لا ينكره أحد في بناء الكوادر وإعداد القيادات الشابة للعمل السياسي والتنفيذي. *** للحق.. لم أفاجأ بالاهتمام الكبير الذي قوبلت به فكرة "المنظمة القومية للشباب" والمساندة الملحوظة لاقتراح إنشاء كيان مستقل يجمع شباب مصر، سواء من جانب الأحزاب السياسية، أو محطات التليفزيون والشخصيات العامة أو المسئولين، ومنهم المهندس خالد عبد العزيز وزير الشباب، الذي أكد لي أن المنشآت والمراكز الشبابية هي ملك لشباب مصر يستفيد منها على الوجه الذي يرغب فيه، دونما تدخل من الوزارة. تلقيت أيضا رسائل واتصالات تليفونية من شباب مصر، خاصة من المحافظات، يشكون التهميش، ويسألون عن سبل الانضمام إلي المنظمة المقترحة، لتوجيه طاقاتهم نحو إصلاح أحوال المجتمعات المحلية، والمشاركة بفاعلية في المشروعات الكبرى، واكتساب مهارات الإدارة والقيادة من خلال دورات وبرامج تثقيف في العاصمة والمحافظات. وجمعتني حوارات مع شخصيات وطنية تدرك أهمية حشد طاقات الشباب، وإشراكه بالرأي والجهد والعمل في المشروع الوطني لثورتي 25 يناير و30 يونيو الذي يقوده الرئيس عبد الفتاح السيسي لبناء الدولة المصرية الحديثة الثالثة بعد دولتي محمد علي وجمال عبد الناصر.. وكان من بين تلك الشخصيات الأستاذ عبد الغفار شكر رئيس التحالف الديمقراطي وصاحب المؤلف الموسوعي عن تجربة "منظمة الشباب الاشتراكي"، الذي تفضل بكتابة مقال عن رأيه في الاقتراح الذي قدمته، ننشره علي هذه الصفحة. خلاصة المحاورات، أجمعت علي ضرورة إنشاء الكيان المستقل للشباب، واتجه معظمها إلى البحث عن اسم آخر له غير "منظمة الشباب" لتجنب أن يعلق بالكيان الجديد أي مثالب من تجربة المنظمة القديمة. وكان المسمي الذي التقت عليه الآراء هو: "اتحاد شباب مصر". *** غير أن الأسئلة التي ظلت تراود الكثيرين: من أين البداية؟.. من الذي سينشئ الكيان الجديد؟.. هل الحكومة أم وزارة الشباب؟.. إن هذا يعصف بفكرة استقلال الكيان الشبابي وقد يؤدي بكثير من الشباب إلي العزوف عن الانضمام إليه.. هل سيترك الأمر إلي مجالس إدارات مراكز الشباب الحالية؟.. إن هذا ينسف الفكرة من الأساس ويهدر جدواها، ويكرس سيطرة أفراد وعائلات بعينها علي الكيان الجديد عبر انتخابات شكلية أو اسمية. ثم من الذي سيحدد الإطار الفكري للكيان الجديد؟!.. من الذي سيضع هيكله التنظيمي ولائحته الداخلية؟.. ومن أين سيتم الإنفاق عليه؟. *** وأسمح لنفسي أن أحاول الإجابة على تلك الأسئلة والاستفسارات. لا أعرف كياناً مستقلاً نشأ من تلقاء ذاته، دون نواة تتولى تصميمه وهندسته، ثم تتركه ينبني بتفاعلاته الذاتية. ولست أري غير الرئيس السيسي، من يمكن أن يرعى هذا الكيان ويشكل نواته الأساسية التي تنفصل عنه بمجرد أن تفرغ من مهمتها. فالسيسي هو أخلص من يؤمن بدور الشباب، وهو صاحب الدعوة الصادقة لهم بالانضمام إليه لبناء بلدنا. هو ليس عضوا في حزب، ولا منضوياً تحت لواء كتلة سياسية، بل هو المعبر عن تيار الوطنية المصرية الذي فجر ثورتي 25 يناير و30 يونيو، وفي القلب منه شباب مصر باختلاف انتماءاتهم السياسية المدنية. تحديداً.. أقترح أن يصدر الرئيس السيسي قراراً بتشكيل لجنة تأسيسية للكيان الشبابي المستقل وليكن اسمه "اتحاد شباب مصر". هذه اللجنة مدتها ثلاثة أشهر وتنحل من تلقاء نفسها بعد انتخاب فروع "اتحاد شباب مصر" على كل المستويات وصولا إلى لجنته التنفيذية العليا أو مجلس إدارته، أو تنحصر مهمتها كلجنة استشارية تقدم الرأي للاتحاد فيما تستشار. الاختصاصات المؤقتة لهذه اللجنة هي وضع الإطار الفكري لاتحاد الشباب، ومهامه وهيكله التنظيمي ولجانه النوعية ولوائحه وميزانيته، وتحديد مقاره، والإشراف علي انتخاباته في دورتها الأولى. وأقترح أن تتشكل اللجنة التأسيسية المؤقتة علي النحو التالي: رؤساء اتحادات الطلاب بجامعات مصر. عضو من كل مجلس بمجالس النقابات المهنية علي أن يكون الأصغر سنًا من بين الأعضاء. ممثلو الشباب من الأعضاء الأصليين والاحتياطيين بلجنة الخمسين التي وضعت دستور 2014. مسئول الشباب بكل من اتحادي العمال والفلاحين، وأصغر العضوات سنًا بالمجلس القومي للمرأة. عضو من المجلس القومي لذوي الإعاقة يختاره المجلس. أصغر الأعضاء سنًا بالمجلس القومي لحقوق الإنسان. عضو من مجلس شباب الأعمال يختاره المجلس. الفائزون بالميداليات في آخر دورة أوليمبية. خمسة من المفكرين والشخصيات العامة المعنية بقضايا الشباب. اثنان من أساتذة القانون لمراجعة اللوائح وصياغة الإطار التشريعي لاتحاد شباب مصر. *** وقد يتسع تشكيل اللجنة ليضم رئيس اتحاد جمعيات الكشافة والمرشدات، التي أرى أن دورها غائب عما يجب أن يكون، بل لعلنا ممن انضوى في تشكيلاتها أثناء سنوات الدراسة، قد نسي تأثيرها الكبير في إعداد النشء وخدمة المجتمع وإرساء قيم الأمانة والإخلاص والانضباط ومساعدة الضعيف والمحتاج. ولعل تنشيط جمعيات الكشافة والمرشدات، يشكل عنصرا معاونا من النشء للكيان الشبابي المقترح، ورافدا مهما له حينما يشب هؤلاء وقد نشأوا على قيم نريد لها أن تتعزز وتنتشر. أما عن الميزانية.. فقد تبدأ بتبرعات من الهيئات الوطنية والبنوك والراغبين، لحين إدراجها بالموازنة العامة للدولة. أتمني أن نبدأ خطوات تأسيس اتحاد شباب مصر.. وأن نمضي فيها بإيقاع سريع ومدروس في نفس الوقت، لنتمكن من تهيئة كوادر شابة تكون قادرة علي خوض انتخابات المجالس المحلية المقبلة، وتولي المناصب والمهام التنفيذية في المحافظات وعلي المستوي القومي. .. والحوار مفتوح ومتصل. لست أري غير الرئيس السيسي من يمكن أن يرعي هذا الكيان ويشكل نواته الأساسية التي تنفصل عنه بمجرد أن تفرغ من مهمتها كطاقة هائلة تتبدد في الفراغ، دون أن تجد لها موصلات إلى محركات توقفت عن الدوران، أو كأنه نهر متدفق يهدر إلى البحر، دون أن تتفرع منه قنوات تروي أرضا عطشى تكاد تبور.. ذلك هو حال الشباب في مصر! نتحدث كلنا عن الشباب، عن حماسه ونقائه وإخلاصه، لكن بعضنا يضن عليه بحقه الأصيل في أن يشارك في صنع حاضر بلده، بدعوى نقص خبرته وميله الغريزي للاندفاع! وبعضنا يريد أن يقصيه عن رسم ملامح مستقبل وطنه، وأن يستحوذ هو على زرع بذور غدٍ، لن يكون حاضراً فيه، بمعزل عن أصحابه الحقيقيين الذين سيجنون الحصاد! لذا كتبت يوم الثلاثاء الماضي، أدعو إلى إنشاء كيان قوي يجمع شباب مصر، مستقل عن الحكومة وأجهزتها وعن الأحزاب وصراعاتها، له فروع بمراكز الشباب المنتشرة في أرجاء الجمهورية، وله مقر مركزي في العاصمة، طالبت بتشكيل مجلس إدارة لكل فرع بالانتخاب، على مستوى القرية والحي والمركز والمدينة والمحافظة، ولجنة تنفيذية مركزية من رؤساء مجالس فروع المحافظات. واقترحت أن يسمي هذا الكيان ب "المنظمة القومية للشباب"، استلهاماً لتجربة "منظمة الشباب" التي تأسست عام 1963 وظلت تباشر عملها حتى ألغاها الرئيس الراحل السادات عام 1976، ورغم أي ملاحظات عليها، كان لهذه المنظمة دور لا ينكره أحد في بناء الكوادر وإعداد القيادات الشابة للعمل السياسي والتنفيذي. *** للحق.. لم أفاجأ بالاهتمام الكبير الذي قوبلت به فكرة "المنظمة القومية للشباب" والمساندة الملحوظة لاقتراح إنشاء كيان مستقل يجمع شباب مصر، سواء من جانب الأحزاب السياسية، أو محطات التليفزيون والشخصيات العامة أو المسئولين، ومنهم المهندس خالد عبد العزيز وزير الشباب، الذي أكد لي أن المنشآت والمراكز الشبابية هي ملك لشباب مصر يستفيد منها على الوجه الذي يرغب فيه، دونما تدخل من الوزارة. تلقيت أيضا رسائل واتصالات تليفونية من شباب مصر، خاصة من المحافظات، يشكون التهميش، ويسألون عن سبل الانضمام إلي المنظمة المقترحة، لتوجيه طاقاتهم نحو إصلاح أحوال المجتمعات المحلية، والمشاركة بفاعلية في المشروعات الكبرى، واكتساب مهارات الإدارة والقيادة من خلال دورات وبرامج تثقيف في العاصمة والمحافظات. وجمعتني حوارات مع شخصيات وطنية تدرك أهمية حشد طاقات الشباب، وإشراكه بالرأي والجهد والعمل في المشروع الوطني لثورتي 25 يناير و30 يونيو الذي يقوده الرئيس عبد الفتاح السيسي لبناء الدولة المصرية الحديثة الثالثة بعد دولتي محمد علي وجمال عبد الناصر.. وكان من بين تلك الشخصيات الأستاذ عبد الغفار شكر رئيس التحالف الديمقراطي وصاحب المؤلف الموسوعي عن تجربة "منظمة الشباب الاشتراكي"، الذي تفضل بكتابة مقال عن رأيه في الاقتراح الذي قدمته، ننشره علي هذه الصفحة. خلاصة المحاورات، أجمعت علي ضرورة إنشاء الكيان المستقل للشباب، واتجه معظمها إلى البحث عن اسم آخر له غير "منظمة الشباب" لتجنب أن يعلق بالكيان الجديد أي مثالب من تجربة المنظمة القديمة. وكان المسمي الذي التقت عليه الآراء هو: "اتحاد شباب مصر". *** غير أن الأسئلة التي ظلت تراود الكثيرين: من أين البداية؟.. من الذي سينشئ الكيان الجديد؟.. هل الحكومة أم وزارة الشباب؟.. إن هذا يعصف بفكرة استقلال الكيان الشبابي وقد يؤدي بكثير من الشباب إلي العزوف عن الانضمام إليه.. هل سيترك الأمر إلي مجالس إدارات مراكز الشباب الحالية؟.. إن هذا ينسف الفكرة من الأساس ويهدر جدواها، ويكرس سيطرة أفراد وعائلات بعينها علي الكيان الجديد عبر انتخابات شكلية أو اسمية. ثم من الذي سيحدد الإطار الفكري للكيان الجديد؟!.. من الذي سيضع هيكله التنظيمي ولائحته الداخلية؟.. ومن أين سيتم الإنفاق عليه؟. *** وأسمح لنفسي أن أحاول الإجابة على تلك الأسئلة والاستفسارات. لا أعرف كياناً مستقلاً نشأ من تلقاء ذاته، دون نواة تتولى تصميمه وهندسته، ثم تتركه ينبني بتفاعلاته الذاتية. ولست أري غير الرئيس السيسي، من يمكن أن يرعى هذا الكيان ويشكل نواته الأساسية التي تنفصل عنه بمجرد أن تفرغ من مهمتها. فالسيسي هو أخلص من يؤمن بدور الشباب، وهو صاحب الدعوة الصادقة لهم بالانضمام إليه لبناء بلدنا. هو ليس عضوا في حزب، ولا منضوياً تحت لواء كتلة سياسية، بل هو المعبر عن تيار الوطنية المصرية الذي فجر ثورتي 25 يناير و30 يونيو، وفي القلب منه شباب مصر باختلاف انتماءاتهم السياسية المدنية. تحديداً.. أقترح أن يصدر الرئيس السيسي قراراً بتشكيل لجنة تأسيسية للكيان الشبابي المستقل وليكن اسمه "اتحاد شباب مصر". هذه اللجنة مدتها ثلاثة أشهر وتنحل من تلقاء نفسها بعد انتخاب فروع "اتحاد شباب مصر" على كل المستويات وصولا إلى لجنته التنفيذية العليا أو مجلس إدارته، أو تنحصر مهمتها كلجنة استشارية تقدم الرأي للاتحاد فيما تستشار. الاختصاصات المؤقتة لهذه اللجنة هي وضع الإطار الفكري لاتحاد الشباب، ومهامه وهيكله التنظيمي ولجانه النوعية ولوائحه وميزانيته، وتحديد مقاره، والإشراف علي انتخاباته في دورتها الأولى. وأقترح أن تتشكل اللجنة التأسيسية المؤقتة علي النحو التالي: رؤساء اتحادات الطلاب بجامعات مصر. عضو من كل مجلس بمجالس النقابات المهنية علي أن يكون الأصغر سنًا من بين الأعضاء. ممثلو الشباب من الأعضاء الأصليين والاحتياطيين بلجنة الخمسين التي وضعت دستور 2014. مسئول الشباب بكل من اتحادي العمال والفلاحين، وأصغر العضوات سنًا بالمجلس القومي للمرأة. عضو من المجلس القومي لذوي الإعاقة يختاره المجلس. أصغر الأعضاء سنًا بالمجلس القومي لحقوق الإنسان. عضو من مجلس شباب الأعمال يختاره المجلس. الفائزون بالميداليات في آخر دورة أوليمبية. خمسة من المفكرين والشخصيات العامة المعنية بقضايا الشباب. اثنان من أساتذة القانون لمراجعة اللوائح وصياغة الإطار التشريعي لاتحاد شباب مصر. *** وقد يتسع تشكيل اللجنة ليضم رئيس اتحاد جمعيات الكشافة والمرشدات، التي أرى أن دورها غائب عما يجب أن يكون، بل لعلنا ممن انضوى في تشكيلاتها أثناء سنوات الدراسة، قد نسي تأثيرها الكبير في إعداد النشء وخدمة المجتمع وإرساء قيم الأمانة والإخلاص والانضباط ومساعدة الضعيف والمحتاج. ولعل تنشيط جمعيات الكشافة والمرشدات، يشكل عنصرا معاونا من النشء للكيان الشبابي المقترح، ورافدا مهما له حينما يشب هؤلاء وقد نشأوا على قيم نريد لها أن تتعزز وتنتشر. أما عن الميزانية.. فقد تبدأ بتبرعات من الهيئات الوطنية والبنوك والراغبين، لحين إدراجها بالموازنة العامة للدولة. أتمني أن نبدأ خطوات تأسيس اتحاد شباب مصر.. وأن نمضي فيها بإيقاع سريع ومدروس في نفس الوقت، لنتمكن من تهيئة كوادر شابة تكون قادرة علي خوض انتخابات المجالس المحلية المقبلة، وتولي المناصب والمهام التنفيذية في المحافظات وعلي المستوي القومي. .. والحوار مفتوح ومتصل.