عبر الهاتف، سألني صديق محترم، رفيع الأداء في المهمة المكلف بها، حتي الآن علاقتنا هاتفية، لم التق به شخصيا، يعلق أحيانا علي ما اكتبه، يبدي ملاحظة، أسعد بالتواصل معه، سألني: لو أنك مكان السادات ماذا كنت ستفعل؟. قلت بعد لحيظات من التفكير استجمعت خلالها ملاحظاتي عبر واحد وأربعين عاما. أول شيء لم أكن أخفي عن قيادة الجيش أي اتصالات مع الولاياتالمتحدة، خاصة الدكتور كيسنجر، سواء تمت قبل بدء الحرب أو خلالها، والاتصالات وثائقها موجودة ومشورة في كتاب الأستاذ هيكل »أكتوبر. السلاح والسياسة». ثانيا: كنت سأطلع قيادة الجيش علي البرقية التي ارسلت إلي كيسنجر صباح الاثنين وفيها يكشف السادات الهدف الاستراتيجي للحرب مما عرض القوات المتمركزة في رءوس الكباري إلي الخطر نتيجة الهجمات المضادة التي انتهت بالثغرة. من ناحية قرار الحرب، كان لابد من التقدم يوم الأحد صباحا بعد اكتمال عبور القوات باتجاه المضايق الجبلية علي الأقل، وحجة البعض أن الدفاع الجوي لم يكن يغطي القوات مردود عليها، فقد عبرت كتائب الدفاع الجوي بدءا من اليوم الأول للعبور، وقد رأيت مع زميلي مكرم جاد الكريم وحدات الصواريخ، خاصة سام 6، المحمول علي مجنزرات والذي زودنا به الاتحاد السوفيتي ما بين 1970 و1973، وكانت قيادة الدفاع الجوي حريصة علي عدم اطلاقه أو توجيهه في المناورات التي سبقت العبور حتي لا يرصد العدو تردده، هذه الوحدات كانت كفيلة بحماية قواتنا حتي الممرات، إن حشر هذه القوات الضخمة في رءوس كباري ضيقة عمقها من خمسة عشر إلي سبعة عشر كيلو مترا، وتحويل القوات من موقف الهجوم إلي الدفاع مكن إسرائيل وجيشها المبني عقائديا علي الهجوم المستمر من اختراق منطقة المفصل بين الجيشين الثاني والثالث إلي الغرب، أما الطاقة الروحية الجبارة التي ظهرت عند الجيش والشعب فكان فهمها يحتاج إلي ثقافة ملمة بخصائص المصريين وتكوينهم الحضاري، وهذا يقتضي ثقافة لم تكن متوافرة لدي السادات، وجميع الشهادات التي أدلي بها معاصروه كانت تقول إنه ينفر من القراءة، ما الذي يمكن استخلاصه من قرار الحرب وإدارة الصراع في أكتوبر، ألا ينفرد أي شخص مهما كانت عظمته ومكانته بقرار عسكري أو سياسي، لابد من مناقشة كل خطوة مع مجلس الأمن القومي الذي يجب أن تكون له السلطة العليا وبالطبع قيادة الجيش في القلب منه، مناقشة ما جري في أكتوبر ليست انحيازا لعبدالناصر ضد السادات، وليست ضد السادات كشخص، أما أنصار السادات الذين يصيحون دفاعا عنه فعليهم مناقشة ما أورده من وقائع، ويكفي أن أضرب مثالا بالبرقية المرسلة إلي كيسنجر يوم الاثنين الثامن من أكتوبر، واذا لم يكن البعض قد قرأها فسأتوقف هنا عند شهادة اثنين كانا في موقع يسمح لهما بالرؤية والتقييم الموضوعي، حافظ إسماعيل وهيكل. عبر الهاتف، سألني صديق محترم، رفيع الأداء في المهمة المكلف بها، حتي الآن علاقتنا هاتفية، لم التق به شخصيا، يعلق أحيانا علي ما اكتبه، يبدي ملاحظة، أسعد بالتواصل معه، سألني: لو أنك مكان السادات ماذا كنت ستفعل؟. قلت بعد لحيظات من التفكير استجمعت خلالها ملاحظاتي عبر واحد وأربعين عاما. أول شيء لم أكن أخفي عن قيادة الجيش أي اتصالات مع الولاياتالمتحدة، خاصة الدكتور كيسنجر، سواء تمت قبل بدء الحرب أو خلالها، والاتصالات وثائقها موجودة ومشورة في كتاب الأستاذ هيكل »أكتوبر. السلاح والسياسة». ثانيا: كنت سأطلع قيادة الجيش علي البرقية التي ارسلت إلي كيسنجر صباح الاثنين وفيها يكشف السادات الهدف الاستراتيجي للحرب مما عرض القوات المتمركزة في رءوس الكباري إلي الخطر نتيجة الهجمات المضادة التي انتهت بالثغرة. من ناحية قرار الحرب، كان لابد من التقدم يوم الأحد صباحا بعد اكتمال عبور القوات باتجاه المضايق الجبلية علي الأقل، وحجة البعض أن الدفاع الجوي لم يكن يغطي القوات مردود عليها، فقد عبرت كتائب الدفاع الجوي بدءا من اليوم الأول للعبور، وقد رأيت مع زميلي مكرم جاد الكريم وحدات الصواريخ، خاصة سام 6، المحمول علي مجنزرات والذي زودنا به الاتحاد السوفيتي ما بين 1970 و1973، وكانت قيادة الدفاع الجوي حريصة علي عدم اطلاقه أو توجيهه في المناورات التي سبقت العبور حتي لا يرصد العدو تردده، هذه الوحدات كانت كفيلة بحماية قواتنا حتي الممرات، إن حشر هذه القوات الضخمة في رءوس كباري ضيقة عمقها من خمسة عشر إلي سبعة عشر كيلو مترا، وتحويل القوات من موقف الهجوم إلي الدفاع مكن إسرائيل وجيشها المبني عقائديا علي الهجوم المستمر من اختراق منطقة المفصل بين الجيشين الثاني والثالث إلي الغرب، أما الطاقة الروحية الجبارة التي ظهرت عند الجيش والشعب فكان فهمها يحتاج إلي ثقافة ملمة بخصائص المصريين وتكوينهم الحضاري، وهذا يقتضي ثقافة لم تكن متوافرة لدي السادات، وجميع الشهادات التي أدلي بها معاصروه كانت تقول إنه ينفر من القراءة، ما الذي يمكن استخلاصه من قرار الحرب وإدارة الصراع في أكتوبر، ألا ينفرد أي شخص مهما كانت عظمته ومكانته بقرار عسكري أو سياسي، لابد من مناقشة كل خطوة مع مجلس الأمن القومي الذي يجب أن تكون له السلطة العليا وبالطبع قيادة الجيش في القلب منه، مناقشة ما جري في أكتوبر ليست انحيازا لعبدالناصر ضد السادات، وليست ضد السادات كشخص، أما أنصار السادات الذين يصيحون دفاعا عنه فعليهم مناقشة ما أورده من وقائع، ويكفي أن أضرب مثالا بالبرقية المرسلة إلي كيسنجر يوم الاثنين الثامن من أكتوبر، واذا لم يكن البعض قد قرأها فسأتوقف هنا عند شهادة اثنين كانا في موقع يسمح لهما بالرؤية والتقييم الموضوعي، حافظ إسماعيل وهيكل.