إن الفلاح المسكين كان دائما موضع اتهام وتجريم ومنذ ظهور تلك السحابة والحكومات المتعاقبة تعتبره المسئول عنها والمتسبب فيها ويستحق المساءلة والعقاب اعتدت أن أذهب إلي نادي الجزيرة أحيانا في الصباح، وأحيانا في المساء لأمارس رياضة المشي، وألتمس بعض الهواء النقي حتي أنظف صدري، وأطرد منه ما تجمع فيه من هواء فاسد، ولكن للأسف الشديد خاب أملي، ولم استطع أن أحقق ما أردت خاصة في حضور السحابة السوداء، وبمجرد خروجي مساء إلي الشارع يكون في استقبالي دخان تلك السحابة اللعينة، وأنظر إلي السماء طالبا الرحمة فأجد أن لونها قد تغير إلي لون قاتم كريه، فيشملني شعور بالاكتئاب والحزن، وألعن الظروف التي تسببت في انتشار هذه السحابة وأتعجب وأقول في نفسي، كيف أن حكومتنا عاجزة حتي الآن عن مقاومتها والانتصار عليها، بكل ما لديها من سلطان ونفوذ وقوانين، وخبراء ومعدات وطائرات وسيارات إطفاء.. وكيف تجرؤ هذه السحابة اللعينة أن تتحدي هيبة الدولة! وكلما رأيت بعض الأجانب يجوبون الشوارع، وأنا في طريقي إلي النادي، أنظر إليهم بعطف شديد، أشفق علي حالهم، فقد جاءوا إلي بلادنا للسياحة أو الإقامة بيننا، والاستمتاع بجونا الجميل، فإذا بهم يستنشقون دخانا خانقا، ويشملني الشعور بالرثاء وأنا أري الأطفال الصغار والرضع، وأتساءل.. كيف يعيشون في هذا الجو الملوث، وكيف تتحمل رئاتهم الصغيرة كل هذه السموم؟! منذ أيام قليلة قرأت خبرا في الصحف يقول إن لجان التفتيش والمتابعة بجهاز شئون البيئة تمكنت من ضبط مئات المخالفات للحرق المكشوف لقش الأرز والقمامة في القاهرة وبعض المحافظات الأخري، واتخذت الإجراءات القانونية ضد المخالفين! ولم أسعد بقراءة هذا الخبر، بل علي العكس أحسست بالاحباط والقلق الشديد، وقلت أحدث نفسي: إذا كان مئات المخالفات قد تم ضبطها، والسحابة السوداء مازالت مستمرة، كم بقي من الحرائق التي يجب اطفاؤها حتي تختفي من حياتنا، وكم من الزمن يحتاج ذلك! إذا كانت كل الجهود السابقة لم تؤت ثمارها، وأن الإجراءات البوليسية لم تردع المخالفين، فلماذا لا تلجأ الحكومة الحالية إلي وسائل أخري أكثر فاعلية وإيجابية، وتحاول حل المشكلة من جذورها وليس عن طريق المسكنات والمهدئات والأقراص المخدرة. إن الفلاح المسكين كان دائما موضع اتهام وتجريم ومنذ ظهور تلك السحابة والحكومات المتعاقبة تعتبره المسئول عنها والمتسبب فيها ويستحق المساءلة والعقاب، ولم يجد المسكين من يدفع عنه التهمة ويعلن أن المسئول الأول هو تلك الحكومات التي لم تمد إليه يد المساعدة، وتوفر له المكابس اللازمة الكبس القش بدلا من حرقه، فاضطر إزاء هذه الظروف الخارجية عن إرادته ان يخالف القانون.. والقانون يعفي من العقاب في حالة ارتكاب الجرم لظروف خارجة عن الارادة.. وهكذا يكون الفلاح بريئا ولا يستحق العقاب بل وتسقط عنه العقوبة! إن سياسة »حلق حوش» التي اتبعتها الحكومات المتتالية من مطاردات للفلاحين، ومازالت تتبعها الحكومة الحالية، وكيف تطالب الحكومة أصحاب زراعات الأرز بعدم حرق القش المتخلف عن هذه الزراعات دون أن تقول لهم كيف يتخلصون منه فليس لديهم المكابس وليس لديهم المخازن، واية مخازن تلك التي تستوعب هذه الكميات الضخمة. إنها تحتاج إلي مساحات شاسعة تقدر بآلاف الأفدنة ومن أين يأتون بالإمكانات ووسائل النقل التي تلقي بهذه المخلفات من قش الأرز بعيدا عن العمران، في الصحراء أو الأماكن القاحلة التي لا زرع فيها ولا ماء؟. وسعدت كثيرا عندما قرأت في الصحف أن الحكومة قررت استلام قش الأرز من الفلاحين والأخذ بالاقتراح المتواضع الذي قدمه كاتب هذه السطور منذ سنوات وان القوات المسلحة وهي دائما المنقذ والمعين في الأزمات والشدائد سوف تساهم في هذه المهمة الصعبة ولكنها بالنسبة لقواتنا ليست صعبة بل هي من أسهل المهام إذا قورنت بالمهام الأخري التي تقوم بها بدك الحصون وشق الجبال، واقتحام الموانع والسدود دفاعا عن الوطن. انني فخور بقواتنا المسلحة التي أخذت علي عاتقها إنقاذ البلاد من السحابة السوداء وقبلت التحدي والتصدي، وأنا مؤمن بأن جهودها سوف تكلل بالنجاح وتقضي علي هذه السحابة اللعينة وتنقذنا من هذا الهواء الملوث الذي يدخل إلي رئاتنا ورئات أطفالنا الصغيرة ليل نهار فيدمرها، وتنقذ سمعة مصر ومناخها الجميل الذي يعتبره العالم مثالا للاعتدال والدفء علي مدار السنة ويسعي إليها الأجانب والسائحون للاستمتاع بشمسها الساطعة وهوائها النقي! إنني اتعجب وأتساءل.. لماذا لم تفكر الحكومات السابقة في هذا الإجراء العملي منذ أن ظهرت السحابة السوداء، لقد آثرت اللجوء إلي المسكنات والحلول السطحية ولم تحاول حل المشكلة من جذورها، فعلت ذلك وهي تعلم أن هذه الحلول لن تجدي ولن تقضي علي السحابة فأضاعت وقتها وأموالها هباء ودون نتائج تذكر! إن الفلاح المسكين كان دائما موضع اتهام وتجريم ومنذ ظهور تلك السحابة والحكومات المتعاقبة تعتبره المسئول عنها والمتسبب فيها ويستحق المساءلة والعقاب اعتدت أن أذهب إلي نادي الجزيرة أحيانا في الصباح، وأحيانا في المساء لأمارس رياضة المشي، وألتمس بعض الهواء النقي حتي أنظف صدري، وأطرد منه ما تجمع فيه من هواء فاسد، ولكن للأسف الشديد خاب أملي، ولم استطع أن أحقق ما أردت خاصة في حضور السحابة السوداء، وبمجرد خروجي مساء إلي الشارع يكون في استقبالي دخان تلك السحابة اللعينة، وأنظر إلي السماء طالبا الرحمة فأجد أن لونها قد تغير إلي لون قاتم كريه، فيشملني شعور بالاكتئاب والحزن، وألعن الظروف التي تسببت في انتشار هذه السحابة وأتعجب وأقول في نفسي، كيف أن حكومتنا عاجزة حتي الآن عن مقاومتها والانتصار عليها، بكل ما لديها من سلطان ونفوذ وقوانين، وخبراء ومعدات وطائرات وسيارات إطفاء.. وكيف تجرؤ هذه السحابة اللعينة أن تتحدي هيبة الدولة! وكلما رأيت بعض الأجانب يجوبون الشوارع، وأنا في طريقي إلي النادي، أنظر إليهم بعطف شديد، أشفق علي حالهم، فقد جاءوا إلي بلادنا للسياحة أو الإقامة بيننا، والاستمتاع بجونا الجميل، فإذا بهم يستنشقون دخانا خانقا، ويشملني الشعور بالرثاء وأنا أري الأطفال الصغار والرضع، وأتساءل.. كيف يعيشون في هذا الجو الملوث، وكيف تتحمل رئاتهم الصغيرة كل هذه السموم؟! منذ أيام قليلة قرأت خبرا في الصحف يقول إن لجان التفتيش والمتابعة بجهاز شئون البيئة تمكنت من ضبط مئات المخالفات للحرق المكشوف لقش الأرز والقمامة في القاهرة وبعض المحافظات الأخري، واتخذت الإجراءات القانونية ضد المخالفين! ولم أسعد بقراءة هذا الخبر، بل علي العكس أحسست بالاحباط والقلق الشديد، وقلت أحدث نفسي: إذا كان مئات المخالفات قد تم ضبطها، والسحابة السوداء مازالت مستمرة، كم بقي من الحرائق التي يجب اطفاؤها حتي تختفي من حياتنا، وكم من الزمن يحتاج ذلك! إذا كانت كل الجهود السابقة لم تؤت ثمارها، وأن الإجراءات البوليسية لم تردع المخالفين، فلماذا لا تلجأ الحكومة الحالية إلي وسائل أخري أكثر فاعلية وإيجابية، وتحاول حل المشكلة من جذورها وليس عن طريق المسكنات والمهدئات والأقراص المخدرة. إن الفلاح المسكين كان دائما موضع اتهام وتجريم ومنذ ظهور تلك السحابة والحكومات المتعاقبة تعتبره المسئول عنها والمتسبب فيها ويستحق المساءلة والعقاب، ولم يجد المسكين من يدفع عنه التهمة ويعلن أن المسئول الأول هو تلك الحكومات التي لم تمد إليه يد المساعدة، وتوفر له المكابس اللازمة الكبس القش بدلا من حرقه، فاضطر إزاء هذه الظروف الخارجية عن إرادته ان يخالف القانون.. والقانون يعفي من العقاب في حالة ارتكاب الجرم لظروف خارجة عن الارادة.. وهكذا يكون الفلاح بريئا ولا يستحق العقاب بل وتسقط عنه العقوبة! إن سياسة »حلق حوش» التي اتبعتها الحكومات المتتالية من مطاردات للفلاحين، ومازالت تتبعها الحكومة الحالية، وكيف تطالب الحكومة أصحاب زراعات الأرز بعدم حرق القش المتخلف عن هذه الزراعات دون أن تقول لهم كيف يتخلصون منه فليس لديهم المكابس وليس لديهم المخازن، واية مخازن تلك التي تستوعب هذه الكميات الضخمة. إنها تحتاج إلي مساحات شاسعة تقدر بآلاف الأفدنة ومن أين يأتون بالإمكانات ووسائل النقل التي تلقي بهذه المخلفات من قش الأرز بعيدا عن العمران، في الصحراء أو الأماكن القاحلة التي لا زرع فيها ولا ماء؟. وسعدت كثيرا عندما قرأت في الصحف أن الحكومة قررت استلام قش الأرز من الفلاحين والأخذ بالاقتراح المتواضع الذي قدمه كاتب هذه السطور منذ سنوات وان القوات المسلحة وهي دائما المنقذ والمعين في الأزمات والشدائد سوف تساهم في هذه المهمة الصعبة ولكنها بالنسبة لقواتنا ليست صعبة بل هي من أسهل المهام إذا قورنت بالمهام الأخري التي تقوم بها بدك الحصون وشق الجبال، واقتحام الموانع والسدود دفاعا عن الوطن. انني فخور بقواتنا المسلحة التي أخذت علي عاتقها إنقاذ البلاد من السحابة السوداء وقبلت التحدي والتصدي، وأنا مؤمن بأن جهودها سوف تكلل بالنجاح وتقضي علي هذه السحابة اللعينة وتنقذنا من هذا الهواء الملوث الذي يدخل إلي رئاتنا ورئات أطفالنا الصغيرة ليل نهار فيدمرها، وتنقذ سمعة مصر ومناخها الجميل الذي يعتبره العالم مثالا للاعتدال والدفء علي مدار السنة ويسعي إليها الأجانب والسائحون للاستمتاع بشمسها الساطعة وهوائها النقي! إنني اتعجب وأتساءل.. لماذا لم تفكر الحكومات السابقة في هذا الإجراء العملي منذ أن ظهرت السحابة السوداء، لقد آثرت اللجوء إلي المسكنات والحلول السطحية ولم تحاول حل المشكلة من جذورها، فعلت ذلك وهي تعلم أن هذه الحلول لن تجدي ولن تقضي علي السحابة فأضاعت وقتها وأموالها هباء ودون نتائج تذكر!