أكد نيافة الأنبا إبرام الثالث أسقف الفيوم الدور الحضاري لدير العزب الأثري الذي يعود للقرن السادس عشر الميلادي، والذي توجد به كنيسة العذراء، مشيرا إلى وجود أصغر أيقونة في العالم لرحلة العائلة المقدسة داخل الدير. وأوضح أن الدير يقدم خدمات اجتماعية لأهالي الفيوم في مجال خدمة الأمومة والطفولة وبه مصنع للنسيج يصدر منتجات مميزة لشتى الدول ويساهم في تشغيل فتيات من المنطقة، ومشغل لفساتين الفرح بأسعار رمزية إلى جانب مصنع للمواد الغذائية. جاء ذلك اليوم خلال افتتاح فعاليات مؤتمر " تراث الفيوم أيقونة الحضارة المصرية عبر العصور" الذي عقد بمقر المركز الثقافي القبطي بدير العزب بالفيوم بحضور الدكتور حازم عطية الله محافظ الفيوم. وأعلن المحافظ عن إنشاء مركز لإعادة إحياء التراث الحرفي بالفيوم متضمنا سبع حرف يدوية، منها صناعة النسيج والفخار، مشيرا إلى أنه تم الاتفاق مع وزير الثقافة على تنظيم مهرجان دولي سنوي للفخار بالفيوم يجمع كل صناع ودارسي الفخار من شتى بقاع العالم وعمل جائزة سنوية لذلك. وقال د. عبد الرحيم ريحان مقرر إعلام المؤتمر، إن المؤتمر يستمر على مدى 4 أيام بمشاركة 53 باحثا من أساتذة الجامعات وآباء الكنائس المصرية ووزارة الآثار بدير العزب بالفيوم. وأضاف أن أعمال اليوم للمؤتمر استعرضت أبحاثا ألقت الضوء على الاكتشافات الأثرية لآثار ما قبل التاريخ والآثار المسيحية والإسلامية وعرض 400 قطعة لمجموعة من التحف الفنية جمعها الأنبا أبرام بنفسه من مقتنيات الأديرة من أيقونات وأواني كنسية ومخطوطات ويطالب بتسجيلها في عداد الآثار لضمان حفظها. كما يقام على هامش المؤتمر معرض للفنون التشكيلية يشمل لوحات لدخول العائلة المقدسة مصر ومجموعات من بورتريهات الفيوم الشهيرة والتي كان لها التأثير الأكبر في تقنية رسم الأيقونات القبطية وفن الأيقونة في أنحاء العالم. وطالب الحضور بإنشاء متحف خاص لبورتريهات الفيوم وإعادة فتح متحف "كوم أوشيم" الذي يحتوى أجمل "لقى" أثرية مكتشفة بالفيوم، وإنشاء متحف مكشوف لحيتان الفيوم بوادي الحيتان لتحويله لمقصد سياحي عالمي، بالإضافة إلى إنشاء فندق 5 نجوم داخل الدير لتهيئة الدير كمؤسسة ثقافية هامة لعقد مؤتمرات دولية وقومية هامة لاستقبال ضيوف من كبار الشخصيات والعلماء مستقبلا.