مجلس النواب يحيل 10 مشروعات قوانين للجان المختصة    وزارة العمل: توعية في مجال السلامة والصحة المهنية بمحطة توليد كهرباء بشمال سيناء    وفد من "رجال أعمال إسكندرية" يزور ليبيا لبحث فرص التعاون    وزير الإسكان: مصر سوق واعدة للاستثمار العقاري    رئيس «صحة النواب»: تشجيع القطاعين الخاص والأهلي يحسن خدمات الرعاية الصحية    حصاد 394 ألف فدان قمح وتوريد 582 ألفا و217 طنا بالشرقية    تداول 11 ألف طن و821 شاحنة بضائع عامة ومتنوعة بموانئ البحر الأحمر خلال 24 ساعة    وزارة التجارة والصناعة تستضيف اجتماع لجنة المنطقة الصناعية بأبو زنيمة    زعيمة حزب العمال في الجزائر تعلن ترشحها للانتخابات الرئاسية    باحثة ب«المصري للفكر» تنتقد عجز مجلس الأمن عن إلزام إسرائيل بالانسحاب من غزة    رئيس «المصريين الأحرار»: لن يخرج فائز من الحرب على قطاع غزة    ترامب ينتقد بايدن مجددًا: «لا يستطيع أن يجمع جملتين معًا»    محاضرة فنية أخيرة من جوميز للاعبي الزمالك استعداداً لإياب نهائي الكونفدرالية    البدري: الأهلي قدم مباراة جيدة أمام الترجي .. وتغييرات كولر تأخرت    تصل ل45 درجة.. الأرصاد تكشف تفاصيل طقس ال6 أيام المقبلة    أسماء المتوفين والمصابين في حادث الطريق الدائري بالقليوبية    بسبب لهو الأطفال.. إصابة 4 أشخاص في مشاجرة بين عائلتين بالفيوم    السجن ل8 متهمين باستعراض القوة وقتل شخص وإصابة 5 آخرين في الإسكندرية    مشاهد من حفل زفاف ابنة سامح يسري.. إطلالة العروس تخطف الأنظار    في ذكرى وفاته.. محطات بارزة في تاريخ حسن مصطفى    تعرف على شروط مسابقة «التأليف» في الدورة ال 17 لمهرجان المسرح المصري    مايا مرسى تشارك في فعاليات افتتاح الدورة الثانية لملتقى التمكين بالفن    صور| باسم سمرة ينشر كواليس فيلمه الجديد «اللعب مع العيال»    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأحد 19-5-2024    عوض تاج الدين: الرئيس السيسي يتابع منظومة التأمين الشامل أولا بأول    نصائح مهمة من صحة كفر الشيخ لمواجهة الموجة الحارة.. تعرف عليها    رئيس النواب: قانون المنشآت الصحية لن يؤثر على مجانية الخدمة المقدمة للمواطن    طريقة عمل الكمونية المصرية.. وصفة مناسبة للعزومات    رئيس النواب: الحق في الصحة يأتى على رأس الحقوق الاجتماعية    عقب مواجهة الترجي.. وصول بعثة الأهلي للقاهرة    رضا عبد العال: الأهلي حقق المطلوب أمام الترجي    القومي لحقوق الإنسان يستقبل السفير الفرنسي بالقاهرة لمناقشة التعاون المشترك    أحمد أيوب: مصر تلعب دورا إنسانيًا ودبلوماسيًا لوقف إطلاق النار فى قطاع غزة    وزيرة التضامن تبحث ريادة الأعمال الاجتماعية مع نظيرها البحريني    مجلس الحرب الإسرائيلي يعقد اجتماعًا لبحث العملية في رفح    "اليوم التالي" يثير الخلافات.. جانتس يهدد بالاستقالة من حكومة نتنياهو بسبب خطة ما بعد الحرب    ضبط 34 قضية فى حملة أمنية تستهدف حائزي المخدرات بالقناطر الخيرية    افتتاح دورة تدريبية عن تطبيقات تقنيات تشتت النيوترونات    شهادات تقدير لأطقم «شفاء الأورمان» بالأقصر في احتفالات اليوم العالمي للتمريض    بيت الأمة.. متحف يوثق كفاح وتضحيات المصريين من أجل استقلال وتحرير بلادهم    رفع اسم محمد أبو تريكة من قوائم الإرهاب    بحضور وزير الشباب والرياضة.. تتويج نوران جوهر ودييجو الياس بلقب بطولة CIB العالم للإسكواش برعاية بالم هيلز    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه المصري اليوم الأحد 19 مايو 2024 بمستهل التعاملات البنكية    موعد عيد الأضحى 2024 وجدول الإجازات الرسمية في مصر    إعلام روسي: هجوم أوكراني ب6 طائرات مسيرة على مصفاة للنفط في سلافيانسك في إقليم كراسنودار    أخبار جيدة ل«الثور».. تعرف على حظك وبرجك اليوم 19 مايو 2024    تعليم الفيوم يحصد 5 مراكز متقدمة على مستوى الجمهورية فى المسابقة الثقافية    إقبال الأطفال على النشاط الصيفي بمساجد الإسكندرية لحفظ القرآن (صور)    «البحوث الإسلامية» يوضح أعمال المتمتع بالعمرة إلى الحج.. «لبيك اللهم لبيك»    أسعار الخضراوات والفاكهة اليوم الأحد 19 مايو 2024.. الطماطم ب 5.5 جنيه    حقيقة فيديو حركات إستعراضية بموكب زفاف بطريق إسماعيلية الصحراوى    مصرع فتاة أسفل عجلات جرار زراعى بالمنوفية    إصابات مباشرة.. حزب الله ينشر تفاصيل عملياته ضد القوات الإسرائيلية عند الحدود اللبنانية    نهائي دوري أبطال أفريقيا| بعثة الأهلي تصل مطار القاهرة بعد التعادل مع الترجي    الحكم الشرعي لتوريث شقق الإيجار القديم.. دار الإفتاء حسمت الأمر    مدرب نهضة بركان: نستطيع التسجيل في القاهرة مثلما فعل الزمالك بالمغرب    عماد النحاس: وسام أبو علي قدم مجهود متميز.. ولم نشعر بغياب علي معلول    الأزهر يوضح أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حلمي: سد النهضة عدوان إثيوبي مباشر على مصر

"مصر هبة النيل" هذه العبارة وصف بها المؤرخ هيرودت مصر، فنهر النيل هو شريان ومنبع الحياة لمصر، ومصر ما هي إلا الأراضي الواقعة على ضفتي النهر، وليس لها من حدود إلا المدى الذي تصل إليه مياه النهر.
ويكاد أن يكون النهر هو المصدر الوحيد للمياه للشعب المصري، وما أن أعلنت إثيوبيا عن تحويل مجرى مياه النيل الأزرق تمهيداً لبناء سد النهضة، حتى تفجرت حالة من الغضب والجدل في مصر إذ يتعلق الأمر بالمياه سر الحياة وسبب استمرارها فبالتأكيد سد النهضة سوف يحدث كارثة لا محالة ستعود علي مصر بانخفاض حصتها في مياه النيل وبالتالي أزمة في الزراعة والري.
ولهذا كان لنا الحوار التالي مع د.نبيل أحمد حلمي نائب رئيس الجمعية المصرية للقانون الدولي والأستاذ بحقوق الزقازيق.
هل القانون الدولي يمنع دول المنابع من إقامة سدود علي الأنهار؟
- لا شك أن الأنهار الدولية ليست تحت سيادة دولة واحدة ولكن أكثر من دولة ولذلك وفقاً للقانون الدولي لابد من التنسيق بين الدول التي يمر بها النهر الدولي وهذه الدول تسمي بدول حوض النهر وقد كان هناك اتفاق دولي منذ 1923 ينظم حقوق الدول التي يمر بها النهر ثم جاءت بعد ذلك اتفاقية 1959 بين مصر والسودان كتكملة لاتفاقية 1923، ونجد أن قواعد اتفاقيات الأنهار الدولية تجعل موافقة دول الحوض أساسية لأية تغييرات تحدث لاستخدام النهر، ولذلك وفقاً لهذه الاتفاقيات لابد من احترام الإرادة المصرية في هذا الشأن ولكن منذ عدة سنوات بدأت دول المنبع دون مصر والسودان في أن تقرر بإرادتها المنفردة كأنها لا تعترف باتفاقية 1923.
معاهدة فيينا
لأنها قد وقعت في أثناء الاحتلال البريطاني للمنطقة ومن ثم بعد جلاء الاحتلال لا يعترف بالاتفاقيات الدولية التي وقعت في أثنائه وتطبيقاً لما أسموه بنظرية الصفحة البيضاء ولكن من الناحية القانونية الدولية ولاستقرار العلاقات الدولية فقد اتفقت الدول من خلال معاهدة «فيينا» للاتفاقيات الدولية وأيضاً اتفاقية الأنهار الدولية علي ما يسمي في القانون الدولي بالتوارث الدولي على أن الدول مهما تغير شكل الحكم فيها فإنها تظل ملتزمة بالمعاهدات التي سبق ان وقعتها والتزمت بها أي ورثتها وفي نفس الوقت فإن الاتفاقيات الدولية الخاصة بالتنظيم القانوني للأنهار الدولية تنص صراحة علي وجوب التزام دول الحوض بالتعاون فيما بينها سواء كان لاستخدام النهر وفقاً لتضاريس كل دولة وكذلك التعاون بين الدول لمكافحة التلوث ومنع تلويث النهر وتحقيق المصالح المشتركة للدول.
ما تعليقك على عدم اعتراف دول المنبع باتفاقيات عنتيبي؟
- ما ارتكبته دول المنبع من اتفاق تحت ما يسمي الاتفاقية الإطارية لنهر النيل "عنتيبي" في عدم الاعتراف بالاتفاقيات السابقة هو مخالف لقواعد القانون الدولي وأيضاً نصت هذه الاتفاقية على التوزيع العادل للمياه، ولم تشترط موافقة كل دول الحوض على أي تغيير في استخدامات المياه، وهذا يتعارض مع قواعد القانون الدولي لأن استخدامات المياه تختلف من دولة إلي أخري ولابد أن يقرر أي تغيير في اتفاق استخدام المياه كل دول الحوض لكي تراعي الاحتياجات المائية لها.
وتعبير من التغييرات الأساسية التي تتطلب موافقة كل دول الحوض بناء السدود لحجز المياه لأن هذا يؤثر علي الانتفاع بالمياه للدول التالية للسد وهذا مجري مياه دولي وليس وطنيا أو محليا ومن ثم نجد أن هناك مخالفات قانونية دولية من دول المنبع من خلال الاتفاق الإطاري "لعنتيبي" حيث أنه يعطي لإثيوبيا الحق في بناء السدود علي مجري النهر دون موافقة أو إخطار دول المصب وبصفة خاصة مصر حيث أن حجم المياه التي تصل مصر هو ثابت بمقتضي اتفاقية 1959 عندما كان تعداد مصر لا يتجاوز عشرين مليون نسمة والآن وصل 90 مليون نسمة وهذا يتطلب زيادة حجم المياه التي تصل إلي مصر وتتناسب مع الزيادة السكانية لأن مصر تستخدم المياه بطريقة رئيسية لاسيما في الشرب والزراعة وتوليد الطاقة والملاحة علي غير الدول الأخرى الواقعة علي النهر.
قطر وإسرائيل
هل أخطأت دول المنبع في بناء السدود؟
- نعم الموقف القانوني واضح وهو أن دول المنبع أخطأت في بناء السدود وبصفة خاصة في إثيوبيا التي هي المنبع الأساسي للمياه التي تصل إلي مصر فهذه مخالفة وقد تصل إلي تهديد الأمن والسلم الدوليين، وتعتبر عدوانا علي مصر ومن ثم فإننا أمام عدة طرق لحل هذه المشكلة القانونية وذلك بالتفاوض بين دول الحوض للوصول إلي حلول سلمية سياسية ولابد أن نشير إلي أن كلا من قطر وإسرائيل من الممولين الرئيسيين لسد النهضة في إثيوبيا والسدود الخمسة الأخرى التي تزمع إثيوبيا بناءها ومن ثم فإن الضغط على كل من قطر وإسرائيل هو أحد الضغوط الأساسية المؤثرة على القرار الإثيوبي.
ادعاءات إثيوبيا
هل من حق إثيوبيا بيع مياه النهر؟
- ادعاءات إثيوبيا وإبداء رغبتها في بيع مياه النهر للدول التي تريد هذا هو مخالف للاتفاقية الدولية للتنظيم القانوني للأنهار الدولية لأن النهر الدولي ليس ملكاً "للدولة" التي يمر بها ولابد من إدخال الاتحاد الإفريقي بالرغم من أن مصر قد تم تجميد عضويتها في الفترة الحالية إلا أنها عضو في الاتحاد الإفريقي.
هل يمكن حل النزاع المصري الإثيوبي عن طريق القضاء الدولي؟
- القضاء الدولي سواء عن طريق التحكيم أو محكمة العدل الدولية يشترط الموافقة المسبقة من جميع الدول المتنازعة علي اللجوء لهذا القضاء والالتزام بأحكامه وهذا غير متصور وفقاً لما نشاهده الآن من تعنت إثيوبي في هذا الشأن ولذلك فيجب اللجوء إلي الأمم المتحدة ومجلس الأمن حيث أن الاستمرار في بناء السدود بما يؤثر تأثيراً سلبياً مباشراً ورئيسياً علي الحياة المصرية وذلك باستخدام طرق غير قانونية مخالفاً للاتفاقيات الدولية المتعلقة بالتنظيم القانوني للأنهار الدولية وأيضاً نظام التوارث الدولي المنصوص عليه في اتفاقية تنظيم الاتفاقيات الدولية.
إن استمرار أفعال إثيوبيا يعد عدواناً مباشراً على مصر وإن ذلك يهدد السلم والأمن الدوليين في المنطقة، أي أنه عدوان مباشر على مصر ولا بد من تدخل مجلس الأمن بعقوبات على إثيوبيا لوقف هذا العدوان.
قناة جونجلي
هل من حق مصر الدفاع عن حقها إذا استمر العدوان الإثيوبي؟
- العدوان الاثيوبي علي مصر هو عدوان مستمر ضد مصر مادام بناء السد مستمرا ومن هنا يمكن أن يثار حق مصر في الدفاع الشرعي عن نفسها سواء كان ذلك بالطرق السلمية أو الطرق غير السلمية ولابد في نفس الوقت إن تستعد مصر إلي مواجهة تناقص المياه من عدة طرق من أهمها أولاً زيادة استخدام وإنشاء مشروعات تحلية مياه البحار.
ثانياً مواجهة تزايد الزراعات المائية التي تمتص بلا جدوي مياه النيل ولابد من ترشيد استخدام المياه في الزراعة وان تتوقف عن الزراعات التي تستخدم المياه بكثرة مثل الأرز وغيرها.. ولابد من ترشيد استخدامات المياه في المصانع الواقعة علي نهر النيل فهناك استهلاك للمياه يمكن تقليله لمواجهة أي تهديد لمصر لنقص المياه وأيضاً لابد من الاتفاق مع دولة جنوب السودان لترشيد المياه في المستنقعات الكثيرة الموجودة واستكمال قناة «جونجلي» التي توفر كثيرا من المياه التي تتبخر في هذه المنطقة واستمرار الأبحاث في مدي جدوي قناة جديدة من نهر الكونغو إلي نهر النيل المتجه إلي مصر هي مستقبل الأجيال القادمة في مصر.. فبغض النظر عن الآثار السلبية لسد النهضة وما سيتبعه من نقص لنصيب الفرد من المياه فمصر تمر بأزمة مياه نظراً للزيادة السكانية مما يتطلب البحث عن مصادر أخري للمياه.
هل القانون الدولي يعطي حصانة خاصة لدول المصب؟ لماذا؟
- نعم القانون الدولي يعطي حصانة خاصة لدول المصب لكونها الدول الأفقر في الموارد المائية ولا يسمح أبداً بأن تحدد دول المنابع حصص دول المصب الأفقر مائياً كما لا يتيح إقامة أية منشآت من شأنها حجز المياه أو تغيير مواعيد وصولها إلي دول المصب دون موافقة دول المصب فيما يخص الأنهار المشتركة الدولية فالنيل الأزرق مشترك ومسجل في البنك الدولي لمصر والسودان وإثيوبيا وليس نهراً إثيوبياً خالصاً ولا يمكن أن تطبق قاعدة السيادة المطلقة عليه فالسيادة المطلقة لا تطبق أبداً علي الموارد المشتركة مع آخرين.
ما ردك على ادعاء الإثيوبيين بأن مصر قامت بتوصيل مياه نهر النيل إلي بعض المناطق الصحراوية خارج حوض النيل؟
- المقصود بذلك ترعتا السلام في شبه جزيرة سيناء ومشروع توشكي بجوار بحيرة السد العالي وللعلم مصر فقدت خلال الستين عاماً الماضية نحو 2 مليون فدان من أخصب أراضيها النهرية بسبب التوسع العمراني والبناء علي الأراضي الزراعية والمشروعات المهمة لحياة المصريين مثل محطات مياه الشرب والكهرباء وخطوط السكك الحديدية وعلي ذلك فعليها ان تعمل جاهدة علي استصلاح أراضي بمساحة مماثلة في حواف أراضي حوض النهر ومع ذلك فهذان المشروعان المشار إليهما لم يبدآ العمل بهما بعد ولم يتم ضخ أي مياه من النهر إليهما بالإضافة إلى أن ترعة سيناء ستزداد ب60? من مياه النهر بما لا يزيد علي مليار متر مكعب سنوياً رغم وقوعها داخل حوض نهر النيل وفيما يخص مشروع توشكي فهو يقع تماماً داخل حوض النهر علي مفيض توشكي والخاص بصرف المياه الزائدة عن سعة بحيرة ناصر إلي الصحراء وبدلاً من إهدارها في الصحاري يتم الاستفادة منها في الزراعة والعمل متوقف تماماً.
مخاطر السد
السد له مخاطر ودمار لمصر تعليقك؟
- الخطر الأكبر لسد النهضة أنه مقام على منحدر شديد الوعورة وبالتالي فاحتمالات انهياره عالية للغاية، ومعامل أمانة لا تزيد على 1.5 درجة مقارنة بما بمعامل أمان السد العالي الذي يصل إلى 8 درجات، وبالتالي في حالة انهياره فسيمحو مدينة الخرطوم من الوجود، ويستمر دماره لجميع المدن التي تقع شمالاً وصولاً حتى السد العالي ومدينة أسوان، كما أن تصميم سد النهضة بنظامه الحالي لا يسمح بمرور المياه إلى دولتي المصب إلا عبر توربينات توليد الكهرباء فقط دون وصول أي مسار بديل آخر في حال تعطل التوربينات أو سقوط أبراج وكابلات الضغط العالي الناقلة للكهرباء بما يهدد بتوقف مرور المياه تماماً في مثل هذه الأحوال وبالتالي توقف الحياة في مصر.
ما الآثار البيئية والزراعية الخطيرة للسد؟
- سد النهضة يمكن أن يتسبب في اختفاء الأسماك تماماً من نهر النيل في مصر لزمن لا يقل عن 5 سنوات بسبب إهمال الدراسات البيئية الخاصة بتداعيات السد علي البيئة النهرية وبما يؤثر سلباً علي حياة الصيادين بالإضافة إلى تملح العديد من الأراضي الزراعية المصرية بسبب المناخ الحار والجاف في مصر نتيجة نقص المياه الواردة والتي توصي دراسات منظمات الأمم المتحدة بألا تقل كميات مياه الري للفدان عن 5 آلاف متر مكعب سنوياً حتى لا تتحول إلى البوار والتصحر وستزداد الفجوة الغذائية المصرية.
ولابد من أن يتحمل الشعب المصري مسئوليته في ترشيد استهلاك المياه في المنازل وخارجها.
"مصر هبة النيل" هذه العبارة وصف بها المؤرخ هيرودت مصر، فنهر النيل هو شريان ومنبع الحياة لمصر، ومصر ما هي إلا الأراضي الواقعة على ضفتي النهر، وليس لها من حدود إلا المدى الذي تصل إليه مياه النهر.
ويكاد أن يكون النهر هو المصدر الوحيد للمياه للشعب المصري، وما أن أعلنت إثيوبيا عن تحويل مجرى مياه النيل الأزرق تمهيداً لبناء سد النهضة، حتى تفجرت حالة من الغضب والجدل في مصر إذ يتعلق الأمر بالمياه سر الحياة وسبب استمرارها فبالتأكيد سد النهضة سوف يحدث كارثة لا محالة ستعود علي مصر بانخفاض حصتها في مياه النيل وبالتالي أزمة في الزراعة والري.
ولهذا كان لنا الحوار التالي مع د.نبيل أحمد حلمي نائب رئيس الجمعية المصرية للقانون الدولي والأستاذ بحقوق الزقازيق.
هل القانون الدولي يمنع دول المنابع من إقامة سدود علي الأنهار؟
- لا شك أن الأنهار الدولية ليست تحت سيادة دولة واحدة ولكن أكثر من دولة ولذلك وفقاً للقانون الدولي لابد من التنسيق بين الدول التي يمر بها النهر الدولي وهذه الدول تسمي بدول حوض النهر وقد كان هناك اتفاق دولي منذ 1923 ينظم حقوق الدول التي يمر بها النهر ثم جاءت بعد ذلك اتفاقية 1959 بين مصر والسودان كتكملة لاتفاقية 1923، ونجد أن قواعد اتفاقيات الأنهار الدولية تجعل موافقة دول الحوض أساسية لأية تغييرات تحدث لاستخدام النهر، ولذلك وفقاً لهذه الاتفاقيات لابد من احترام الإرادة المصرية في هذا الشأن ولكن منذ عدة سنوات بدأت دول المنبع دون مصر والسودان في أن تقرر بإرادتها المنفردة كأنها لا تعترف باتفاقية 1923.
معاهدة فيينا
لأنها قد وقعت في أثناء الاحتلال البريطاني للمنطقة ومن ثم بعد جلاء الاحتلال لا يعترف بالاتفاقيات الدولية التي وقعت في أثنائه وتطبيقاً لما أسموه بنظرية الصفحة البيضاء ولكن من الناحية القانونية الدولية ولاستقرار العلاقات الدولية فقد اتفقت الدول من خلال معاهدة «فيينا» للاتفاقيات الدولية وأيضاً اتفاقية الأنهار الدولية علي ما يسمي في القانون الدولي بالتوارث الدولي على أن الدول مهما تغير شكل الحكم فيها فإنها تظل ملتزمة بالمعاهدات التي سبق ان وقعتها والتزمت بها أي ورثتها وفي نفس الوقت فإن الاتفاقيات الدولية الخاصة بالتنظيم القانوني للأنهار الدولية تنص صراحة علي وجوب التزام دول الحوض بالتعاون فيما بينها سواء كان لاستخدام النهر وفقاً لتضاريس كل دولة وكذلك التعاون بين الدول لمكافحة التلوث ومنع تلويث النهر وتحقيق المصالح المشتركة للدول.
ما تعليقك على عدم اعتراف دول المنبع باتفاقيات عنتيبي؟
- ما ارتكبته دول المنبع من اتفاق تحت ما يسمي الاتفاقية الإطارية لنهر النيل "عنتيبي" في عدم الاعتراف بالاتفاقيات السابقة هو مخالف لقواعد القانون الدولي وأيضاً نصت هذه الاتفاقية على التوزيع العادل للمياه، ولم تشترط موافقة كل دول الحوض على أي تغيير في استخدامات المياه، وهذا يتعارض مع قواعد القانون الدولي لأن استخدامات المياه تختلف من دولة إلي أخري ولابد أن يقرر أي تغيير في اتفاق استخدام المياه كل دول الحوض لكي تراعي الاحتياجات المائية لها.
وتعبير من التغييرات الأساسية التي تتطلب موافقة كل دول الحوض بناء السدود لحجز المياه لأن هذا يؤثر علي الانتفاع بالمياه للدول التالية للسد وهذا مجري مياه دولي وليس وطنيا أو محليا ومن ثم نجد أن هناك مخالفات قانونية دولية من دول المنبع من خلال الاتفاق الإطاري "لعنتيبي" حيث أنه يعطي لإثيوبيا الحق في بناء السدود علي مجري النهر دون موافقة أو إخطار دول المصب وبصفة خاصة مصر حيث أن حجم المياه التي تصل مصر هو ثابت بمقتضي اتفاقية 1959 عندما كان تعداد مصر لا يتجاوز عشرين مليون نسمة والآن وصل 90 مليون نسمة وهذا يتطلب زيادة حجم المياه التي تصل إلي مصر وتتناسب مع الزيادة السكانية لأن مصر تستخدم المياه بطريقة رئيسية لاسيما في الشرب والزراعة وتوليد الطاقة والملاحة علي غير الدول الأخرى الواقعة علي النهر.
قطر وإسرائيل
هل أخطأت دول المنبع في بناء السدود؟
- نعم الموقف القانوني واضح وهو أن دول المنبع أخطأت في بناء السدود وبصفة خاصة في إثيوبيا التي هي المنبع الأساسي للمياه التي تصل إلي مصر فهذه مخالفة وقد تصل إلي تهديد الأمن والسلم الدوليين، وتعتبر عدوانا علي مصر ومن ثم فإننا أمام عدة طرق لحل هذه المشكلة القانونية وذلك بالتفاوض بين دول الحوض للوصول إلي حلول سلمية سياسية ولابد أن نشير إلي أن كلا من قطر وإسرائيل من الممولين الرئيسيين لسد النهضة في إثيوبيا والسدود الخمسة الأخرى التي تزمع إثيوبيا بناءها ومن ثم فإن الضغط على كل من قطر وإسرائيل هو أحد الضغوط الأساسية المؤثرة على القرار الإثيوبي.
ادعاءات إثيوبيا
هل من حق إثيوبيا بيع مياه النهر؟
- ادعاءات إثيوبيا وإبداء رغبتها في بيع مياه النهر للدول التي تريد هذا هو مخالف للاتفاقية الدولية للتنظيم القانوني للأنهار الدولية لأن النهر الدولي ليس ملكاً "للدولة" التي يمر بها ولابد من إدخال الاتحاد الإفريقي بالرغم من أن مصر قد تم تجميد عضويتها في الفترة الحالية إلا أنها عضو في الاتحاد الإفريقي.
هل يمكن حل النزاع المصري الإثيوبي عن طريق القضاء الدولي؟
- القضاء الدولي سواء عن طريق التحكيم أو محكمة العدل الدولية يشترط الموافقة المسبقة من جميع الدول المتنازعة علي اللجوء لهذا القضاء والالتزام بأحكامه وهذا غير متصور وفقاً لما نشاهده الآن من تعنت إثيوبي في هذا الشأن ولذلك فيجب اللجوء إلي الأمم المتحدة ومجلس الأمن حيث أن الاستمرار في بناء السدود بما يؤثر تأثيراً سلبياً مباشراً ورئيسياً علي الحياة المصرية وذلك باستخدام طرق غير قانونية مخالفاً للاتفاقيات الدولية المتعلقة بالتنظيم القانوني للأنهار الدولية وأيضاً نظام التوارث الدولي المنصوص عليه في اتفاقية تنظيم الاتفاقيات الدولية.
إن استمرار أفعال إثيوبيا يعد عدواناً مباشراً على مصر وإن ذلك يهدد السلم والأمن الدوليين في المنطقة، أي أنه عدوان مباشر على مصر ولا بد من تدخل مجلس الأمن بعقوبات على إثيوبيا لوقف هذا العدوان.
قناة جونجلي
هل من حق مصر الدفاع عن حقها إذا استمر العدوان الإثيوبي؟
- العدوان الاثيوبي علي مصر هو عدوان مستمر ضد مصر مادام بناء السد مستمرا ومن هنا يمكن أن يثار حق مصر في الدفاع الشرعي عن نفسها سواء كان ذلك بالطرق السلمية أو الطرق غير السلمية ولابد في نفس الوقت إن تستعد مصر إلي مواجهة تناقص المياه من عدة طرق من أهمها أولاً زيادة استخدام وإنشاء مشروعات تحلية مياه البحار.
ثانياً مواجهة تزايد الزراعات المائية التي تمتص بلا جدوي مياه النيل ولابد من ترشيد استخدام المياه في الزراعة وان تتوقف عن الزراعات التي تستخدم المياه بكثرة مثل الأرز وغيرها.. ولابد من ترشيد استخدامات المياه في المصانع الواقعة علي نهر النيل فهناك استهلاك للمياه يمكن تقليله لمواجهة أي تهديد لمصر لنقص المياه وأيضاً لابد من الاتفاق مع دولة جنوب السودان لترشيد المياه في المستنقعات الكثيرة الموجودة واستكمال قناة «جونجلي» التي توفر كثيرا من المياه التي تتبخر في هذه المنطقة واستمرار الأبحاث في مدي جدوي قناة جديدة من نهر الكونغو إلي نهر النيل المتجه إلي مصر هي مستقبل الأجيال القادمة في مصر.. فبغض النظر عن الآثار السلبية لسد النهضة وما سيتبعه من نقص لنصيب الفرد من المياه فمصر تمر بأزمة مياه نظراً للزيادة السكانية مما يتطلب البحث عن مصادر أخري للمياه.
هل القانون الدولي يعطي حصانة خاصة لدول المصب؟ لماذا؟
- نعم القانون الدولي يعطي حصانة خاصة لدول المصب لكونها الدول الأفقر في الموارد المائية ولا يسمح أبداً بأن تحدد دول المنابع حصص دول المصب الأفقر مائياً كما لا يتيح إقامة أية منشآت من شأنها حجز المياه أو تغيير مواعيد وصولها إلي دول المصب دون موافقة دول المصب فيما يخص الأنهار المشتركة الدولية فالنيل الأزرق مشترك ومسجل في البنك الدولي لمصر والسودان وإثيوبيا وليس نهراً إثيوبياً خالصاً ولا يمكن أن تطبق قاعدة السيادة المطلقة عليه فالسيادة المطلقة لا تطبق أبداً علي الموارد المشتركة مع آخرين.
ما ردك على ادعاء الإثيوبيين بأن مصر قامت بتوصيل مياه نهر النيل إلي بعض المناطق الصحراوية خارج حوض النيل؟
- المقصود بذلك ترعتا السلام في شبه جزيرة سيناء ومشروع توشكي بجوار بحيرة السد العالي وللعلم مصر فقدت خلال الستين عاماً الماضية نحو 2 مليون فدان من أخصب أراضيها النهرية بسبب التوسع العمراني والبناء علي الأراضي الزراعية والمشروعات المهمة لحياة المصريين مثل محطات مياه الشرب والكهرباء وخطوط السكك الحديدية وعلي ذلك فعليها ان تعمل جاهدة علي استصلاح أراضي بمساحة مماثلة في حواف أراضي حوض النهر ومع ذلك فهذان المشروعان المشار إليهما لم يبدآ العمل بهما بعد ولم يتم ضخ أي مياه من النهر إليهما بالإضافة إلى أن ترعة سيناء ستزداد ب60? من مياه النهر بما لا يزيد علي مليار متر مكعب سنوياً رغم وقوعها داخل حوض نهر النيل وفيما يخص مشروع توشكي فهو يقع تماماً داخل حوض النهر علي مفيض توشكي والخاص بصرف المياه الزائدة عن سعة بحيرة ناصر إلي الصحراء وبدلاً من إهدارها في الصحاري يتم الاستفادة منها في الزراعة والعمل متوقف تماماً.
مخاطر السد
السد له مخاطر ودمار لمصر تعليقك؟
- الخطر الأكبر لسد النهضة أنه مقام على منحدر شديد الوعورة وبالتالي فاحتمالات انهياره عالية للغاية، ومعامل أمانة لا تزيد على 1.5 درجة مقارنة بما بمعامل أمان السد العالي الذي يصل إلى 8 درجات، وبالتالي في حالة انهياره فسيمحو مدينة الخرطوم من الوجود، ويستمر دماره لجميع المدن التي تقع شمالاً وصولاً حتى السد العالي ومدينة أسوان، كما أن تصميم سد النهضة بنظامه الحالي لا يسمح بمرور المياه إلى دولتي المصب إلا عبر توربينات توليد الكهرباء فقط دون وصول أي مسار بديل آخر في حال تعطل التوربينات أو سقوط أبراج وكابلات الضغط العالي الناقلة للكهرباء بما يهدد بتوقف مرور المياه تماماً في مثل هذه الأحوال وبالتالي توقف الحياة في مصر.
ما الآثار البيئية والزراعية الخطيرة للسد؟
- سد النهضة يمكن أن يتسبب في اختفاء الأسماك تماماً من نهر النيل في مصر لزمن لا يقل عن 5 سنوات بسبب إهمال الدراسات البيئية الخاصة بتداعيات السد علي البيئة النهرية وبما يؤثر سلباً علي حياة الصيادين بالإضافة إلى تملح العديد من الأراضي الزراعية المصرية بسبب المناخ الحار والجاف في مصر نتيجة نقص المياه الواردة والتي توصي دراسات منظمات الأمم المتحدة بألا تقل كميات مياه الري للفدان عن 5 آلاف متر مكعب سنوياً حتى لا تتحول إلى البوار والتصحر وستزداد الفجوة الغذائية المصرية.
ولابد من أن يتحمل الشعب المصري مسئوليته في ترشيد استهلاك المياه في المنازل وخارجها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.