طالبت الجالية المصرية بالسعودية العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود بإعادة السفير السعودي إلى القاهرة وتفويت الفرصة على أعداء الأمة بإحداث شقاق بين الدولتين الشقيقتين. وأكد بيان للجالية المصرية بالرياض على عمق العلاقات بين مصر والسعودية جاء فيه: إن التغيير الذي نرغبه جميعا كمصريين هو أن تتبوأ مصر مكانتها العالمية التي تستحقها مع الحفاظ علي كرامة الإنسان المصري في الداخل والخارج لكن رواسب الثلاثين عاما الفائتة تجعل هذه الأمور صعبة التحول بين يوم وليلة مع يقيننا في أن مكتسبات ثورة الخامس والعشرين من يناير لابد أن تؤدي إلى ذلك . وأوضح البيان أن العلاقات المصر السعودية علاقات أبدية أزلية يشهد بها القاصي والداني فمصر والسعودية هما جناحا الأمة العربية لذا فان ما جرى من أحداث في الأيام القليلة الماضية لا يمكن آن يؤثر في تلك العلاقات المتينة والمتميزة ولا تعدو كونها سحابة صيف عابرة سرعان ما ستزول وتنقشع بإذن الله وتعود العلاقات المصرية السعودية إلى سابق عهدها بل وأفضل بمشيئة الله ولعل الحكمة التي تتمتع بها قيادة البلدين العظيمين هي ما تجعلنا علي ثقة من ذلك لعلمهما بما يحاك للأمة من مؤامرات تهدف إلي زعزعة العلاقات بين بلدان الأمة العربية جميعا . وناشد صندوق رعاية المصريين بالرياض كافة المواطنين مصر و السعودية بالالتزام بالحكمة وعدم الانسياق وراء الإشاعات، والالتزام بالطرق الشرعية والقنوات الرسمية التي تعكس ثقافة وحضارة وتاريخ البلدين في التعبير عن الرأي أو الشكوى أو المطالب المختلفة والبعد عن الإساءة للآخرين والذي لن يحقق أي نتائج مرجوة بل سيزيد الأمر صعوبة وتعقيداً وسيصب ذلك في النهاية لمصلحة المتربصين لإثارة الفتنة وأعداء الأمة وضرب العلاقات المتميزة بين البلدين الشقيقين . وكان 14 شخصية مصرية بالسعودية قد بعثوا برقية إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز يستنكرون ما حدث من الإعلام والعمليات الاحتجاجية المصرية التي حدثت نتيجة قضية المحامي أحمد الجيزاوي وقد حصلت الأخبار على نسخة منه. وقد جاء في نص الخطاب: نحن أبناء مصر المقيمين في السعودية وفي خضم ما تشهده منطقتنا العربية ووسط الأحداث الدقيقة التي تمر بها بلدنا الحبيب مصر وانطلاقا من العلاقات التاريخية المتجذرة بين الشعبين الشقيقين السعودية ومصر نقدر مواقفكم التاريخية والأخوية مع مصر الدولة والشعب ونقدر لكم رعايتكم الدائمة لأبناء الجالية المصرية المقيمة في المملكة وخدماتكم الجليلة التي يشهد بها القاصي والداني لضيوف الرحمن في الأماكن المقدسة التي تشهد في عهدكم أكبر حركة توسعة في تاريخ الحرمين الشريفين . وعليه نرفض وندين الأسلوب الذي تمارسه بعض وسائل الإعلام التي تصطاد في الماء العكر منتهزة أي فرصة لإساءة العلاقات ولدينا الثقة والأمل في حكمة جلالتكم بتفويت الفرصة على كل صوت نشاذ يسعى لتشويه علاقة بلدينا التاريخية التي لا يمكن أن تتأثر بمثل هذه الأصوات. و قال عضو مجلس الشورى السعودي وأستاذ العلوم السياسية د. صدقة بن يحيى فاضل: لقد تألمت كثيرا بما حدث بين البلدين الشقيقين، ولكن أستطيع ان أجزم أنها ستكون بمثابة سحابة صيف ستمر لأن الأشقاء لا يستطيعون الفراق. وأشار إلى أن مصر تتمتع بوصية عظيمة من مؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبد العزيز آل سعود لأبنائه عندما أوصاهم بأن تكون علاقتهم دائما طيبة بمصر، وأوضح أن هناك أسر سعودية نصفها في السعودية والنصف الآخر في مصر. وأكد أن البلدين أكبر بكثير من الانقسام وبث الفرقة بينهم، محذراً من خطورة بعض الدول التي تهدف لإشعال نار الفتنة وإحداث وقيعة بين البلدين. وأوضح ذلك أيضا رئيس تحرير جريدة عكاظ هاشم عبده هاشم الذي جاء مقاله بعنوان: "امنعوا الخطر عن مصر" حيث قال في نهايته: لا بد وأن نقول إن قلوبنا مع مصر.. وخوفنا يزداد على شعبها العظيم.. وقلقنا يتزايد يوما بعد الآخر على مصير هذه الأمة التي تستهدف بقوة وبعنف.. من خلال الإضرار ببلدين كبيرين وشقيقين.. يعرف الأعداء مدى أهمية استمرار قوتيهما في خط المواجهة الأول لكل الأخطار والتحديات التي تحيط بهذه الأمة ،وما نتمناه ونتطلع إليه هو أن ينتصر الشعب المصري على عناصر الهدم والتدمير الخفية.. ليس لعلاقات مصر بأشقائها الأوفياء فحسب وإنما لأدوارها القومية التي لا يمكن للأمة أن تستغني عنها. بينما قالت جريدة الوطن في افتتاحيتها أمس بعنوان "المملكة تحترم أشقائها ولكنها لا تقبل الإساءة": لم يكن أي طرف يتمنى أن تصل العلاقة بين المملكة ومصر في يوم من الأيام لهذه الحال التي يتم على إثرها استدعاء سفير المملكة من مصر وإغلاق السفارة، والقنصليات في كل من الإسكندرية والسويس، ولكن الأحداث الأخيرة وما تم أمام سفارة المملكة في القاهرة أمر يستدعي النظر، خاصة وأن ما بدر من المجموعة الغوغائية التي تظاهرت أمام السفارة تعدى حدود حرية التعبير المسموح بها، ووصل الأمر حد الإساءة للمملكة ولرموزها وحرمة سفارتها طبقا لكل الأعراف والمواثيق الدولية.