32 عاماً مرت على تحرير سيناء.. معركة طويلة خاضتها قواتنا المسلحة شارك فيها شعب مصر العظيم لاسترداد قطعة غالية من أرض الوطن. وكأنه قدر لسيناء الغالية، أن تحرر مرتين على أيدي رجال القوات المسلحة البواسل، الأولى كانت من عدو صهيوني غاشم أراد اغتصاب الأرض والاستيلاء عليها، والثانية حرب ضروس يخوضها الجيش المصري ضد عناصر إرهابية تكفيرية تسعى لزعزعة الوطن، وتهدد بتدمير أرض الفيروز. تحتفل مصر في 25 إبريل من كل عام، بعيد تحرير سيناء من الاحتلال الإسرائيلي فقد تم تحرير سيناء من الاحتلال الإسرائيلي في عام 1982، واكتمل التحرير بعودة طابا عام 1988. (نضال ودبلوماسية) لقد حررت مصر أرضها التي احتلت عام 1967 بكل وسائل النضال، من الكفاح المسلح بحرب الاستنزاف ثم بحرب أكتوبر المجيدة عام 1973، وكذلك بالعمل السياسي والدبلوماسي، بداية من المفاوضات الشاقة للفصل بين القوات عام 1974 وعام 1975 ثم مباحثات كامب ديفيد التي أفضت إلى إطار السلام في الشرق الأوسط عام 1978، وتلاها توقيع معاهدة السلام المصرية – الإسرائيلية عام 1979. وعلى مدى 32 عاماً من تحرير سيناء كانت هذه البقعة الغالية في بؤرة اهتمام الوطن حتى أصبحت رمزاً للسلام و التنمية، ثم جاء ما يعكر صفو هذا السلام، والتي بدأت في أوائل عام 2011 نتيجة لتداعيات ثورة 25 يناير2011. كانت تصرفات تلك العناصر الإرهابية، التي تتألف لحد كبير من المتطرفين بين البدو المحليين صاخبة، فجاءت الهجمات التمرد الأول بشكل متقطع من أواخر فبراير 2011، مع التركيز على خط الغاز العربي والجري إلى الأردن وسوريا ولبنان وفرع في الفترة من العريش إلى إسرائيل - تعطيل باستمرار توريد الغاز المصري إلى المنطقة بأكملها. وفي 30 يوليو 2011، شن المسلحون هجوماً على مركز للشرطة المصرية في العريش، مما أسفر عن مقتل ستة أشخاص. (العملية نسر) في 2 أغسطس2011 ظهرت مجموعة تدعى "جناح سيناء" من تنظيم القاعدة أعلنت عن نيتها لإنشاء الخلافة الإسلامية في سيناء، فكان للحكومة المصرية المؤقتة في منتصف عام 2011 ردا قاسيا عليهم، والمعروفة باسم "عملية النسر". ومع ذلك، استمرت الهجمات ضد الحكومة والمرافق الخارجية في المنطقة في عام 2012، مما أدى إلى حملة ضخمة من قبل الحكومة المصرية الجديدة باسم عملية سيناء. في مايو عام 2013، في أعقاب اختطاف ضباط مصريين، تصاعد العنف في سيناء مرة أخرى، بعد الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي شهدت "اشتباكات عنيفة"، مما دفع كثيرين إلى الربط بين المتشددين وجماعة الإخوان المسلمين، والحركة الإسلامية التي ينحدر منها محمد مرسي. ورداً على ذلك بدأت القوات المسلحة المصرية عملية عسكرية رئيسية في سيناء، تحت اسم "عملية سيناء"، ووصلت لسيناء كتيبتين إضافيتين. وفي الأسبوعين التاليين ليوم 3 يوليو 2013، وقعت 39 هجمة إرهابية في شمال سيناء، في الاشتباكات الناتجة بين الجماعات المسلحة وقوات الأمن. وشهد 15 يوليو، أعلى الإصابات بين المدنيين، عندما استهدفت حافلة نقل العمال إلى شركة أسمنت العريش التي تعمل بالجيش، وقتل فيها خمسة أشخاص وأصيب 15 آخرون. واقتصرت العمليات الأمنية - لحد كبير- في منطقة 40 كيلومتراً بين العريش والشيخ زويد، وامتدت شمالاً باتجاه رفح على طول الحدود مع إسرائيل وحتى معبر كرم أبو سالم. وتوسعت أهداف ونقاط التفتيش الأمنية الثابتة لدوريات متنقلة، في معظم العمليات، كان المسلحين يستخدمون مركبات الدفع الرباعي ومجموعات من الأسلحة الخفيفة والثقيلة، ومع ذلك، في ثلاث هجمات وقعت مؤخرا استخدمت قاذفات آر بي جي-7، وعلى الأرجح مهربة من ليبيا. (عاصفة الصحراء) يوم 27 يوليو، تم إطلاق العملية العسكرية "عاصفة الصحراء"، من قبل الجيش المصري في محافظة شمال سيناء، والتي استمرت لمدة 48 ساعة، مكونة من اثنين من الجيوش الميدانية في مصر، فضلاً عن القوات الجوية والبحرية. وفي 2 أغسطس عام 2013، تم وضع قنبلة في فندق يتردد عليه ضباط الأمن، ولم يتسبب في وقوع إصابات. وفي 18 أغسطس قتل 25 من رجال الشرطة المصرية في هجوم في المنطقة الشمالية من سيناء، بعدما أجبر مسلحون اثنين من الحافلات الصغيرة تقل رجال شرطة خارج الخدمة تم وقف الحفلة، وأمر مسلحون رجال الشرطة وأجبروهم على الاستلقاء على الأرض قبل إطلاق النار عليهم. قبض الجيش المصري على أحد عشر شخصاً، بينهم خمسة من أعضاء حماس، ثلاثة من السكان المحليين وثلاثة من الرعايا الأجانب، لتورطهم المزعوم في القتل، واعترف الشخص الذي ارتكب جرائم القتل في 1 سبتمبر 2013. وقال المتحدث باسم الجيش، العقيد أحمد علي، أن قوات الأمن المصرية في سيناء خلال العمليات الأخيرة، 5 يوليو - 23 أغسطس، أسفرت عن مصرع 78 من المتشددين المشتبه بهم بينهم 32 أجانب؛ وإصابة 116 شخصاً بجروح، واعتقل 203 شخصاً، بينهم 48 من الأجانب، لتورطهم المزعوم في الهجمات على نقاط التفتيش الأمنية في شبه جزيرة سيناء، إضافة لذلك تم تدمير 343 نفقاً على الحدود بين مصر وغزة في رفح. وفي 3 سبتمبر، قتل 15 من المتشددين الإسلاميين في هجوم بطائرات هليكوبتر عسكرية. في 7 سبتمبر، أطلق الجيش المصري عملية جديدة في المنطقة، شملت دبابات وستة على الأقل من مروحيات الأباتشي. (تشويش الاتصالات) وقام الجيش بتشويش الاتصالات لإحباط التنسيق المتشددة، وقام الجيش بتمشيط من خلال المناطق القريبة من "قطاع غزة"، بما في ذلك المواقع التي يستخدمها المسلحون المشتبه بهم في قتل واختطاف الجنود المصريين على مدى سنة ماضية، وكانت النتائج في الأيام الثلاثة للعملية، منذ 7 سبتمبر، اسفرت عن مقتل موظف واحد، واثنين من الجنود و29 من المسلحين، وألقى القبض على 39 من المسلحين. وفي 11 سبتمبر، استهدف انتحاري مقر المخابرات العسكرية المصرية في رفح، ليصل إلى أسفل الهيكل، في نفس الوقت كانت سيارة ملغومة صدم نقطة تفتيش تابعة للجيش، وقتل فيها تسعة جنود. وعلى مدى الأشهر القليلة المؤدية إلى عام 2014، اكتسب الجيش المصري اليد العليا في المعركة ضد الميليشيات الإرهابية التي وجدت ملاذا آمنا في شبه جزيرة سيناء، وذلك بعد عزل وتطهير حد كبير بالسكان شمال شرق سيناء وضع الجيش العديد من الفصائل الإرهابية في موقف دفاعي، وأبرزها أنصار بيت المقدس، ومع ذلك، ألف ميليشيات مسلحة لا تزال يحتمون في المعقل الرئيسي في جبل الحلال، وكذلك منطقة جبل عامر، ومن المتوقع أن تكون مستهدفة في هجوم الربيع المتوقع على حد سواء. وفي 26 يناير 2014، أعلنت أنصار بيت المقدس، عن مسؤوليتها من مجموعة العمليات الارهابية لسلسلة من الهجمات على الشرطة والجيش، وقال في بيان نشر على المواقع الجهادية التي كان قد نجح في "إسقاط مروحية عسكرية بصاروخ أرض جو وقتل طاقمها الكامل في المنطقة حول مدينة الشيخ زويد" المتصاعدة في شمال سيناء، قرب الحدود مع قطاع غزة. وفي وقت سابق من صباح ذلك اليوم رجال ملثمين في سيارات الدفع رباعي هاجموا حافلة تقل جنودا في سيناء، مما أسفر عن مصرع مالا يقل عن ثلاثة وإصابة مالا يقل عن 11. وفي 3 فبراير 2014، في ما وصفت بأنها أكبر عملية هجومية من الجيش المصري الجارية ضد المتشددين في سيناء، أسفرت عن قتل 30 من المتشددين المشتبه بهم، وأصيب 15 آخرون في سلسلة من الغارات الجوية واعتقل 16 آخرين. وفي 16 فبراير 2014، انفجرت قنبلة تحت حافلة سياحية من مجموعة الكنيسة الكورية الجنوبية في المدينة المصرية طابا، والتي تجاور خليج العقبة و إيلات، أسفر عن مقتل 4 أشخاص - 3 من كوريا الجنوبية وسائق الحافلة المصري، وإصابة 17 آخرين. وفي 22 ابريل 2014، كشفت وزارة الدفاع الأميركية، عن أن الولاياتالمتحدة ستسلم مصر 10 طائرات هليكوبتر أباتشي لدعم عمليات مكافحة الإرهاب في سيناء. ومازالت قوات من الجيش والشرطة تواصل من خلال العمليات، لتطهير سيناء، من العناصر الإرهابية والتكفيرية التي سعت خلال السنوات الأخيرة إلي التمركز فيها لإقامة إمارة الإرهاب وإخضاع هذا الجزء العزيز الغالي من أرض مصر لسيطرتها، ومن ثم تمثل عامل قوي لنزع هذا الجزء عن أرض مصر. كل التحية والتقدير لرجال مصر الشرفاء الذين يضحون بأرواحهم ومستقبلهم ومستقبل أسرهم من أجل عزة وكرامة وأمن واستقرار الوطن ... كل التحية والتقدير لشهداء ومصابي الواجب الشرفاء ... كل التحية والتقدير لمن يسعي بتصميم عال على المضي بسفينة الوطن نحو الاستقرار والتنمية رغم كيد وإرهاب الحاقدين.