حذر عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة د.مجدي بدران، من اختفاء 2300 عبوة لفيروسات السارس القاتلة من معهد باستير الفرنسي، مؤكدا أن لهذا الحدث مخاطر وخيمة نظرا لضخامة الكمية ونوع الفيروس الذي فقد. وقال بدران، في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط، الخميس 17 إبريل - إن تلك المخاطر تتضمن إجراء أبحاث وتجارب لاستحداث فيروسات جديدة للحرب البيولوجية لإهلاك الموارد البشرية للأعداء أو المنافسين من جنود أو مدنيين. ولفت إلى أن الخوف من سقوط تلك العبوات في أيدي حلفاء الشر وشركات الدواء العالمية التي تستفيد من الميكروبات الجديدة، فتحتكر الاختبارات الخاصة بتشخيصها وعلاجها، وبهذا تصبح تجارة الميكروبات تجارة رائدة ربما تتفوق على تجارة السلاح في المكسب والدمار. وأضاف أن وباء السارس كان قد تفشى في العالم خلال الفترة من 2002 - 2003، موضحا أنه وباء فريد من نوعه حيث يصيب جميع أجزاء الجهاز التنفسي ويسبب التهاب المعدة والأمعاء، وقد أدى إلى موت 775 مصابا من بين 8273 مصابا، مشيرا إلى أن معدلات الوفاة بهذا الفيروس في تلك الفترة كان عاليا مقارنة بفيروس الإنفلونزا. وقال بدران، إن فيروس الكورونا الجديد يختلف تماما عن فيروس السارس، ولا يوجد حتى الآن أي دليل لتحوله لوباء، لافتا إلى أن عدد حالات الإصابة بفيروس الكورونا لأحدث الإحصائيات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية، كشفت عن إصابة 238 حالة في 10 دول خلال الفترة من إبريل 2012 حتى إبريل الجاري، من بينهم 205 في السعودية وحدها ومنهم 71 حالة وفاة. وأكد بدران أن أغلب البشر لا توجد مناعة لديهم ضد الإصابة بالفيروسات وأن التعايش مع هذه الكائنات وحيدة الخلية ذكية التصرف، يجب أن يكون من خلال ثقافة خاصة، يعززها الاعتراف بوجود صراع علمي بين البشر والفيروسات وكذلك الاعتراف بأن الفيروسات أكثر تقدما من البشر بدليل مفاجأتهم كل حين بأشكال جديدة لفيروسات قديمة أو فيروسات جديدة وليدة ومتطورة حيث تجيد الفيروسات مهارة التطور المستمر من أجل التفوق والبقاء. وكشف عن وجود تقارير تزعم وجود رصيد مخزون من فيروسات الجدري محفوظة لدى الولاياتالمتحدة وروسيا وعدد من الدول الأخرى، والخطر المحتمل يتمثل في إعادة ضخ هذه الفيروسات مرة أخرى ليظهر مرض الجدري من جديد بعد طول اختفاء. وأشار إلى أنه بالرغم من اختفاء مرض الجدري إلا أن هناك احتمالا لعودته حيث يظل التهديد باستخدام فيروسه كسلاح بيولوجي قائم، مؤكدا أن التغير المناخي يهدد بعودة هذا المرض. وأضاف أن العلماء الروس والفرنسيين تمكنوا من إحياء فيروسات عمرها 30 ألف سنة تم العثور عليها مجمدة في منطقة سيبريا بروسيا، وتبين أنها مازالت على قيد الحياة متجمدة على عمق 30 مترا وأن هذا الفيروس هو أكبر فيروس يكتشف حتى الآن، ويعرف باسم "بيثو سايبير يكام", ومازال يحتفظ بحيوته وقدرته على العدوى، ورغم أنه غير مؤذ للبشر حيث يصيب الأميبا إلا أن قدرته على البقاء لأكثر من 30 ألف سنة تثير المخاوف من أن تؤدي التغيرات المناخية لعودة بعض الفيروسات التي لا نعرفها أو التي اختفت.