البابا تواضروس: سألنا مرسي ماذا يحدث في 30 يونيو فقال «عادي يوم وهيعدي»    البابا تواضروس: أدركنا أن محمد مرسي مغيب بعد لقائنا معه    البابا تواضروس يروى كواليس اجتماعه في وزارة الدفاع يوم 3 يوليو    الحبس والغرامة.. عقوبة التعدي على الأراضي الزراعية    قروض جديدة لوزارة لنقل وفساد مع "ساويرس" بالأمر المباشر.    ضمن برنامج التنمية المحلية بصعيد مصر.. دورة تدريبية عن مهارات القيادة    وزيرة التخطيط تشارك بمنتدى دول البريكس الاقتصادي الدولي في نسخته ال 27    ارتفاع أسعار الذهب اليوم الأربعاء في التعاملات المسائية    تحرير 10محاضر خلال حملة إشغالات مكبرة بأشمون    إيه هو مشروع فالي تاورز وليه سعره لُقطة.. فيديو    كومبوس: الرئيس القبرصي تلقى دعوة لحضور المؤتمر الاقتصادي المصري الأوروبي    طائرات الاحتلال تشن غارة على أرض زراعية شمال مدينة خان يونس    إسبانيا تكتسح منتخب أندورا بخماسية قبل يورو 2024    حزب الله اللبناني يعلن استهداف موقع الرمثا في تلال "كفرشوبا" بالأسلحة الصاروخية    النمسا تعلن تخصص 300 مليون يورو لتعزيز التنمية ومشروعات البنية التحتية    وزيرا خارجية السعودية وبريطانيا ناقشا الجهود المبذولة تجاه الأوضاع الراهنة في غزة    الرئيس الروسي: الوضع في قطاع غزة لا يشبه الحرب.. بل هو إبادة كاملة للمدنيين    البنتاجون: إصلاح الرصيف البحري الأمريكي للمساعدات قبالة غزة بحلول مطلع الأسبوع    فرنسا تضرب لوكسمبورج بثلاثية استعدادا ل«يورو 2024»    منتخب تونس يفلت بفوز صعب على غينيا الاستوائية في تصفيات المونديال    محمد صلاح: اللاعبون مستعدون لتقديم كل ما لديهم للفوز على بوركينا فاسو    هشام نصر: مستحقات لاعبى ألعاب صالات الزمالك 107 ملايين جنيه وحزين بسبب النتائج    عبد الرحمن مجدي: لم نفز على الأهلي منذ 20 سنة لأننا "مش مصدقين"    تصفيات كأس العالم - موعد مباراة مصر وبوركينا فاسو.. القنوات الناقلة و3 معلقين    تاكيدًا لانفراد «بوابة أخبار اليوم».. تفاصيل العثور على جثة الشاب السعودي «هتان شطا»    مصرع طالب غرقًا في نهر النيل بقنا    السفارة الأمريكية: إطلاق مبادرة جديدة للقضاء على العنف ضد النساء والفتيات    حظك اليوم| برج الثور الخميس 6 يونيو.. «يومًا أكثر استقرارًا وانتاجية»    «صبر الرجال».. قصيدة للشاعر عبد التواب الرفاعي    «شتاء يتصبب عرقا».. قصة قصيرة للكاتب محمود حمدون    مهرجان جمعية الفيلم يعرض «شماريخ» للمخرج عمرو سلامة    ريهام عياد تتناول أشهر حالات الانتحار في "القصة وما فيها".. فيديو    باحثة سياسية: حكومة نتنياهو متطرفة تعيش فى ظلمات التاريخ وتريد إخراج كل الفلسطينيين    البابا تواضروس الثانى: سألنا مرسي ماذا يحدث في 30 يونيو فقال "عادي يوم وهيعدي"    عيد الأضحى 2024.. ما يكره للمضحي فعله عند التضحية    عيد الأضحى 2024.. الشروط الواجب توافرها عند الذبح    "الصحة العالمية" تؤكد أول وفاة بشرية بمتحور من إنفلونزا الطيور    أخبار × 24 ساعة.. هيئة الدواء: تسعير الأدوية جبرى وإجراءات ضد المخالفين    رئيس شعبة الدواء: لدينا 17 ألف صنف.. والأدوية المصرية نفس جودة الأجنبية    سيناريوهات زيادة أسعار الكهرباء الشهر المقبل.. ما مصير محدودي الدخل؟    عقب سيجاره يشعل النيران في أشجار النخيل بمركز ابشواي بالفيوم    شاب متهور يدهس عاملا بالتجمع الأول أثناء استعراضه بالسيارة في الشارع    محسن رزق يواصل اختبارات ورشة الإخراج المسرحي بمهرجان المسرح المصري    الملف ب 50 جنيها.. تفاصيل التقديم بالمدارس الرياضية للإعدادية والثانوية    أول رد من الأهلي بشأن عقوبة «أفشة»    قبل عيد الأضحى 2024.. محلول تنظيف سحري يعيد الثلاجة كالجديدة    ناجي الشهابي: الحكومة نفذت رؤية الرئيس وكانت خير معين لتنفيذ التوجيهات    رئيس البعثة المصرية للحج: استقبلنا 2000 حالة في العيادات حتى الآن    عيد الأضحى 2024: هل يجوز الانتفاع بلبن وصوف الأضحية حتى نحرها؟ «الإفتاء» توضح    بالفيديو.. خالد الجندي: هذا ما يجب فعله مع التراث    وزير العمل يشارك في الملتقى الدولي للتضامن مع عمال فلسطين والأراضى العربية المحتلة    السعودية ومصر تعلنان موعد غرة ذي الحجة وعيد الأضحى 2024 غدًا    رئيس «أسيوط» يشهد احتفال «الدول العربية» بتوزيع جائزة محمد بن فهد    رئيس جامعة المنوفية يستعرض الخطة الاستثمارية وتعظيم الاستفادة من الموارد الذاتية    إنقاذ حياة كهربائي ابتلع مسمار واستقر بالقصبة الهوائية ببنها الجامعي    السبت أم الأحد؟.. موعد الوقفة وأول أيام عيد الأضحى المبارك 2024    تكريم الطلاب الفائزين فى مسابقتى"التصوير والتصميم الفنى والأشغال الفنية"    مواعيد مباريات الثلاثاء - 6 يونيو 2024 - البرتغال ضد فنلندا.. وإيطاليا تواجه تركيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جزيرة القرم .. تقع فريسة بين فكي "الدب الروسي"
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 16 - 03 - 2014

أنظار العالم تتجه نحو جزيرة القرم بأول أيام الاستفتاء
جزيرة القرم .. صراع الاستقلال والتبعية بين روسيا وأوكرانيا
بدأ التصويت في شبه جزيرة القرم الأوكرانية، الأحد 16 مارس، على استفتاء بشأن الانضمام إلى روسيا. وتنظم سلطات القرم المؤيدة لروسيا الاستفتاء بعد وقت قصير من الإعلان عنه.
ويختار المواطنون بالقرم بين الانفصال عن أوكرانيا أو الانضمام إلى روسيا، وهو ما قد يتسبب في أكبر أزمة في العلاقات بين الشرق والغرب منذ الحرب الباردة.
بدأ الاستفتاء
ويتوجه 1.8 مليون ناخب في شبه جزيرة القرم، الواقعة بجنوب أوكرانيا اليوم، إلى مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في استفتاء مثير للجدل بشأن انضمامها إلى روسيا.
وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها اليوم في الساعة الثامنة صباحاً بالتوقيت المحلي، ومن المقرر أن تغلق بعد ذلك ب 12 ساعة، وستعلن النتائج المؤقتة في ساعة متأخرة من مساء اليوم، والنتائج النهائية خلال يوم أو يومين.
وذلك في الوقت الذي يصوت فيه مجلس الأمن خلال ساعات، على مشروع قرار أمريكي يدعو لعدم الاعتراف بنتائج الاستفتاء، ويطالب بحماية استقلال وسيادة ووحدة أراضى أوكرانيا.
وقال سيرجى اكسيوتوف رئيس ما يطلق عليه "حكومة القرم"، إنه يتوقع مشاركة نحو 80% من الناخبين في الاستفتاء، الذي سيتولى مراقبة ممثلو الهيئات الدولية من بلدان الكومنولث والدول الغربية، فضلا عن روسيا.
وأشار، إلى أنه لا يستبعد وقوع أعمال استفزازية من جانب بعض القوى الموالية لحكومة كييف.
اتهام بالعمالة لروسيا
وفى تصعيد جديد بين كييف وموسكو، اتهم الرئيس الأوكراني المؤقت أولكسنر تورشينوف من وصفهم ب "عملاء روسيا"، بالتسبب في أعمال العنف في أوكرانيا، التي أسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص خلال الأسبوع الماضي، في أعنف انتقاد إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وحذر تورشينوف من غزو روسيا شرق البلاد، بعد احتلالها القرم.
ورفض الزعماء الأوروبيون والرئيس الأمريكي باراك أوباما التصويت باعتباره غير شرعي، وقالوا إنه ينتهك دستور أوكرانيا.
واتهمت أوكرانيا، أمس السبت، روسيا بغزو أراضيها عسكرياً عبر نشر 80 جندياً ومروحيات وآليات مدرعة في قرية تقع في الجانب الآخر من الحدود الإدارية بين شبه جزيرة القرم وباقي أوكرانيا.
وهذا الموقع ليس الأول الذي تحتله القوات الروسية خارج القرم، خصوصاً أن نقطة تشونجار للتفتيش التي تسيطر عليها القوات الروسية والميليشيات الموالية لها تقع أيضاً على بعد حوالي كيلومتر واحد شمال "الحدود" الإدارية بين القرم وأوكرانيا.
مطالب بالانسحاب
وأكدت وزارة الخارجية الأوكرانية، أنه روسيا قامت باجتياح عسكري، مطالبة موسكو "بسحب قواتها العسكرية فوراً من أراضي أوكرانيا".
وشددت على أن أوكرانيا "تحتفظ بحقها في اللجوء إلى كل الوسائل الضرورية لوقف الغزو العسكري الروسي".
القرم فكلا الأحوال روسية
وتعيش أوكرانيا حالياً صراعاً بين فريقين، الأول يتطلع لمستقبل منفتح سياسياً واقتصادياً على الغرب والاتحاد الأوروبي، والثاني متمسك بعلاقته التاريخية والثقافية مع روسيا.
ويبدو أن هذا الصراع سيؤول لصالح الفريق الثاني، في حال تمت الموافقة الدولية على الاستفتاء المعد مسبقاً حول مصير جزيرة القرم، بعد أن اقتصر على سؤالين وهما: "هل تريد للقرم أن تكون جزءاً من روسيا الاتحادية؟ أو هل تريد لها أن تعود إلى استقلالها بناء على دستور 1992؟".
هذا الاستفتاء لا يعطي خياراً لبقاء أهالي القرم كجزء من أوكرانيا والحفاظ على وضعها الحالي، لأن الدستور المذكور في السؤال الثاني يعطي الحكومة المركزية صلاحية تحديد تحالفاتها وسياساتها بعيداً عن كييف.
وفي حال حصول الخيار الثاني على أعلى نسبة تصويت، ستبقى القرم شكليا جزءاً من أوكرانيا لمرحلة انتقالية، لتحدد حكومتها من بعدها مصيرها.
ولا يعطي الاستفتاء خياراً لبقاء أهالي القرم كجزء من أوكرانيا والحفاظ على وضعها الحالي. وفي جميع الأحوال ستصبح القرم إما جمهورية بحكم ذاتي تحت السطوة الروسية، أو جزءاً من روسيا بكل ما للكلمة من معنى.
ودعا هذا الأمر الحكومة الجديدة في كييف لاعتبار الاستفتاء المرتقب "غير قانوني"، بينما استبق وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، نتائجه بالرفض. كما قررت أقلية التتار مقاطعة الاستفتاء. أما الرئاسة الروسية فدافعت عن شرعية الاستفتاء.
وفي ظل تلك الأوضاع، من المرجح أن تتصاعد حدة التوتر في شبه الجزيرة. وتخوف المراقبون من قرار البرلمان الجديد بسلخ بعض الحقوق عن الأوكرانيين من أصول روسية، وإن كان رئيس الحكومة الجديدة في كييف رفض التصديق على مشروع القانون.
هزة اقتصادية
وتعتمد شبه جزيرة القرم بشكل كبير، في الوقت الراهن، على أوكرانيا، مما قد يعرضها لهزة اقتصادية عنيفة إثر نتيجة الاستفتاء.
ويبلغ الناتج المحلي الإجمالي ل "القرم" نحو 4.3 مليار دولار سنويًا، وتشكل الخدمات فيه نحو 60%، والزراعة نحو 10%، بينما تحتل الصناعة نسبة 16%.
وتعد السياحة العمود الفقري للاقتصاد، حيث إنها تستقبل 6 ملايين سائح سنويًا خلال موسم الصيف، يُشكّل الأوكرانيون نحو 70% منهم، بينما الروس 25%، ووفق بعض التوقعات، فستؤثر الأزمة الأوكرانية الدائرة سلبًا على السياحة، والتي من المتوقع أن تنخفض بنسبة 30% العام الجاري.
وتمتلك شبه جزيرة القرم ثروات نفطية وغازًا طبيعيًا في منطقة البحر الأسود، ووفقًا لبعض التقديرات، من المتوقع أن يصل إنتاجها السنوي نحو 7 ملايين طن من النفط.
وكانت شركتا "إكسون موبيل" الأمريكية و"رويال دتش شل" البريطانية الهولندية، أجرتا محادثات سابقة مع أوكرانيا، حول التنقيب عن النفط في المياه العميقة، ولكن تم تعليق المحادثات، وقد قدرت الصفقة حينئذ بنحو مليار دولار.
استغلال موارد النفط
وفي هذا الشأن، قال المتحدث باسم برلمان "القرم"، فلاديمير كونستانتينوف، إنه سنترك مهمة إنتاج الغاز والنفط لروسيا، في إشارة لدور روسي محتمل لاستغلال موارد النفط هناك، عبر شركتها "جازبروم"، في حالة انضمامها لروسيا.
وعلى الرغم من مواردها السياحية وقدراتها الاقتصادية إلا أن "القرم" تعاني من شح الماء والكهرباء، حيث تقوم أوكرانيا بتوفير نحو 82% من احتياجات الكهرباء، و85% من الموارد المائية، للسكان البالغ عددهم 2 مليون نسمة، مما سيضعها في مشكلة كبيرة، في حال انفصالها عن أوكرانيا.
وتضخ أوكرانيا في ميزانية "القرم" نحو 1.1 مليار دولار سنويًا، وبحسب بعض التقديرات، شكلت إعانات أوكرانيا نحو 63% من ميزانية شبه الجزيرة في عام 2013.
وفي نفس السياق، قد أكد وزير الاقتصاد الروسي، أليكسي أوليوكاييف، أن بلاده ستتخذ قرارًا بتخصيص ما بين 80 و90 مليون دولار شهريًا، لدعم ميزانية جمهورية "القرم"، بغض النظر عن نتيجة الاستفتاء، بما سيعوض الدعم الأوكراني.
الانفصال أفضل للاقتصاد
وحول أوضاع اقتصاد شبه الجزيرة، في حال انفصالها عن أوكرانيا، يقول رئيس وزراء "القرم"، سيرجي أكسيونوف، إن الاقتصاد سيصبح أفضل في حالة الانفصال عن أوكرانيا، مستشهدًا بذلك بسنغافورة، عندما انفصلت عن الاتحاد الفيدرالي الماليزي.
وترى بعض الرؤى أن شبه جزيرة القرم قد لا تتبع مسار النجاح نفسه، الذي حققته سنغافورة، ولكن هناك خياراً آخر لتعزيز النمو الاقتصادي، عبر جعل شبه الجزيرة منطقة اقتصادية خاصة، وفرض ضرائب أقل، والتي يمكن أن تحفز النمو و تجذب الاستثمارات الأجنبية.
وترجح آراء أخرى أنه في حال انضمامها إلى روسيا، لن تكون "القرم" قادرة على تعويض الموارد على المدى القصير، بسبب انعدام البنية التحتية بين روسيا وشبه الجزيرة، وعلى الرغم من ذلك، ربما يعوضها استثمارات روسية متوقعة بنحو 5 مليارات دولار، على مدار الخمسة أعوام القادمة.
رفض التتار
وبرز التتار كأشد الرافضين لاستفتاء تقرير المصير المثير للجدل، ويصر التتار على انتمائهم لأوكرانيا وتبعية الإقليم لسلطات كييف، ويرفضون الانتماء لروسيا التي عرقلت مساعي أي حلول لقضاياهم كأقلية اضطهدت وهجرت قسرا عام 1944، كما يقول مسؤولون في مجلس شعب تتار القرم، الذي يعتبر أبرز مؤسسة تتارية ذات طابع سياسي.
ورفض التتار للاستفتاء ينبع من إدراكهم لحقيقة أن الأمور تسير حتى الآن نحو فصل القرم عن أوكرانيا وضمه لروسيا، وفق مسؤولين في المجلس، بدءا من رفع العلم الروسي على المباني الحكومية وتعيين حكومة قرمية متشددة موالية لروسيا، ومرورا بمحاصرة المطارات والقواعد العسكرية الأوكرانية، وانتهاء بحملات دعائية وضعت السكان أمام خيار التبعية لروسيا أو "للفاشيين" دون وجود حملات مضادة.
وقالت الصحفية التتارية "إلزارا يونوسوفا"، في تصريحات سابقة، إن التتار متخوفون من اضطهاد وتهجير قد يتعرضون له بعد الاستفتاء، لأنهم أقلية تعتبر أن مشاكلها ومشاكل أوكرانيا مرتبطة بهيمنة روسيا على مقدرات البلاد.
وشهدت الأيام الماضية مساعي لاستمالة التتار، الذين يشكلون نسبة لا تتعدى 20% من إجمالي عدد سكان القرم البالغ نحو 2.5 مليون نسمة، للعدول عن موقفهم الرافض للانضمام لروسيا.
وأجرى النائب البرلماني والزعيم السابق للمجلس التتاري مصطفى جميلوف مكالمة هاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، استمرت لنحو نصف ساعة، أكد الأخير من خلالها على أنه يثمن موقف جميلوف كشخص يحب وطنه، ولكن "مستقبل القرم خيار أبنائه".
وأوضح رئيس قسم العلاقات الخارجية في المجلس التتاري علي حمزين، أن موقف التتار من الاستفتاء يستند إلى "حقيقة أن التتار أوكرانيون، لا يقبلون تغيير الوطن أو تسليمه لدولة أخرى، بغض النظر عن العروض التي تمنح لهم".
مقاطعة الاستفتاء
وأكد حمزين، أن التتار سيقاطعون الاستفتاء، لكنهم لن يمنعوه خشية أن يتطور ذلك إلى توتر يدخل القرم في مواجهة بين أبنائه.
ويعتبر التتار، أن ما يحدث في القرم حراك مصطنع توجهه روسيا لاحتلال القرم أو فصله عن أوكرانيا، ويستند إلى ذرائع واهية تتعلق بحماية الأقليات الروسية "نحو 50:60% وفق إحصائيات مختلفة" ورغبتها في الانضمام إلى روسيا.
من جانبه، أكد رئيس مجلس شعب تتار القرم رفعت تشوباروف، في تصريح سابق، أن الأمور محسومة فيما يتعلق بنتائج الاستفتاء، وكل ما يحدث الآن بالقرم يتم بإدارة وتوجيه مباشر من قبل موسكو.
وأضاف تشوباروف، أن توجه القرم نحو الانفصال بات واقعا، وإن لم يتم ذلك فلن يعود الوضع إلى سابق عهده في أفضل الأحوال، في إشارة إلى تعاظم الوجود العسكري الروسي، وسيطرة الموالين لموسكو على الحكم فيه.
ودعا ألكسندر تورتشينوف، القائم بأعمال الرئيس الأوكراني، شعب جمهورية القرم ذاتية الحكم التابعة لأوكرانيا، مقاطعة الاستفتاء، على انضمام الجمهورية المستقلة لروسيا.
ودعا "تورتشينوف"، في تصريحات نشرها الموقع الإلكتروني للرئاسة الأوكرانية، شعب المنطقة إلى مقاطعة ذلك الاستفتاء المزعوم الذي سينظم من قبل "الإدارة الألعوبة" التي تحكم القرم، التي قال إنها تخضع لسيطرة الكرملين الروسي.
عدم شرعية الاستفتاء
وأضاف المسؤول الأوكراني، أن ذلك الاستفتاء، يعد انتهاكا للدستور الأوكراني، ودستور جمهورية القرم، لافتا إلى أن نتائجه لن تعبر عن الرغبة الكاملة لشعب القرم.
وجدد "تورتشينوف"، قوله بعدم شرعية الاستفتاء، وأنه يخالف كافة القوانين التي أقرها البرلمان الأوكراني، والمحكمة الدستورية، وبيان فيينا، لافتا إلى أن الكرملين أعد نتائج الاستفتاء مسبقا من أجل أن يبدأ حربا واجتياحا عسكريا لهذه الأراضي ليلحق هزيمة بحياة المواطنين، والمستقبل الاقتصادي للقرم.
مسلمو القرم
وتعتبر الأزمة الأوكرانية والتدخل الروسي في جزيرة القرم محط أنظار العالم خصوصا بعد المعارك الدائرة بين الروس والأوكرانيين، خصوصا مسلمي القرم الذين خرجوا في احتجاجات على الوجود الروسي بجزيرتهم بل قاموا باشتباكات مع الجيش الروسي المتواجد على أراضيهم.
ولعل الخلفية التاريخية هي ما دفعهم لذلك، ولذا كانت مقولة "الأضعف يدفع الثمن وحده" هكذا تؤكد كل قواعد الاستراتيجيات، فالعنصر الأضعف هو من يتكبد عناء الخسارة وهو الذي تكون كل التسويات على حسابه، لاسيما في معركة يتصارع فيها طرفا نزاع كبار، هكذا هو مستقبل مسلمي القرم، الذين يبلغ تعدادهم في شبة جزيرة القرم، وفقا لإحصائيات السكان الأوكرانية الأخيرة 12%.
وعندما ترددت الأنباء بأن الرئيس الأوكراني هرب إلى إقليم القرم أحد معاقل الروس في أوكرانيا، الذي يمثل الروس فيه أكبر كتلة سكانية يليهم الأوكرانيون ثم مسلمون التتار، توالت أخبار أن هناك محاولات لضم الإقليم لروسيا.
وظهرت قوات مظلية روسية مسلحة ترتدي ملابس مدنية بالسيطرة على مبني البرلمان والحكومة القرم في مدينة سيمفروبول "عاصمة الإقليم" بطرد الحراس ورفع الإعلام الروسية تمهيدا لانفصال الإقليم عن أوكرانيا، وقام أكثر من 10 آلاف تتري بالاحتجاج أمام البرلمان في الجزيرة لمنعه من عقد جلسته الاستثنائية، الأربعاء الماضي، ودخلوا في مواجهة مع المؤيّدين للروس، وتحوّلَت المواجهة لعنف قتل فيها شخص واحد.
وفي مشهد آخر أوضح فيديو نشرته وكالة "أوكرانيا برس" مسلمي شبة الجزيرة يقومون بتوزيع الطعام على الجنود الأوكرانيين المحاصرين داخل قواعدهم ب"القرم" متعاطفين معهم ورافضين تواجد القوات الروسية بالإقليم.
حملات التطهير العرقي
ويبدو أن مسلمي القرم بأوكرانيا لن ينسوا حملات التطهير العرقي على يد الاحتلال الروسي في عهد الاتحاد السوفيتي السابق، ما أدى لتقلص عددهم حتى أصبحوا خمس سكان القرم بعد أن كانوا يحكمون تلك الجزيرة في عهد الدولة العثمانية.
ومسلمو القرم بالجنوب، ومسلمو الدنباس بالشرق الذين يبلغ عددهم نحو مليوني نسمة، يخشون الآن من أن تفضي الأحداث الجارية إلى وقوعهم تحت احتلال روسي، فهم لديهم خبرة طويلة معه؛ ربما تذكروا مجازر "جوزيف ستالين" الذي قام بطرد مسلمي القرم إلى آسيا الوسطى بحجة التّعاون مع النازية، وإعدام 3500 مسلم تتري وذلك عندما احتج المسلمون على إنشاء كيان يهودي في القرم عام 1928م، كما تكفل ستالين بتجنيد نحو 60 ألف تتري لمحاربة النازيين.
أنظار العالم تتجه نحو جزيرة القرم بأول أيام الاستفتاء
جزيرة القرم .. صراع الاستقلال والتبعية بين روسيا وأوكرانيا
بدأ التصويت في شبه جزيرة القرم الأوكرانية، الأحد 16 مارس، على استفتاء بشأن الانضمام إلى روسيا. وتنظم سلطات القرم المؤيدة لروسيا الاستفتاء بعد وقت قصير من الإعلان عنه.
ويختار المواطنون بالقرم بين الانفصال عن أوكرانيا أو الانضمام إلى روسيا، وهو ما قد يتسبب في أكبر أزمة في العلاقات بين الشرق والغرب منذ الحرب الباردة.
بدأ الاستفتاء
ويتوجه 1.8 مليون ناخب في شبه جزيرة القرم، الواقعة بجنوب أوكرانيا اليوم، إلى مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في استفتاء مثير للجدل بشأن انضمامها إلى روسيا.
وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها اليوم في الساعة الثامنة صباحاً بالتوقيت المحلي، ومن المقرر أن تغلق بعد ذلك ب 12 ساعة، وستعلن النتائج المؤقتة في ساعة متأخرة من مساء اليوم، والنتائج النهائية خلال يوم أو يومين.
وذلك في الوقت الذي يصوت فيه مجلس الأمن خلال ساعات، على مشروع قرار أمريكي يدعو لعدم الاعتراف بنتائج الاستفتاء، ويطالب بحماية استقلال وسيادة ووحدة أراضى أوكرانيا.
وقال سيرجى اكسيوتوف رئيس ما يطلق عليه "حكومة القرم"، إنه يتوقع مشاركة نحو 80% من الناخبين في الاستفتاء، الذي سيتولى مراقبة ممثلو الهيئات الدولية من بلدان الكومنولث والدول الغربية، فضلا عن روسيا.
وأشار، إلى أنه لا يستبعد وقوع أعمال استفزازية من جانب بعض القوى الموالية لحكومة كييف.
اتهام بالعمالة لروسيا
وفى تصعيد جديد بين كييف وموسكو، اتهم الرئيس الأوكراني المؤقت أولكسنر تورشينوف من وصفهم ب "عملاء روسيا"، بالتسبب في أعمال العنف في أوكرانيا، التي أسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص خلال الأسبوع الماضي، في أعنف انتقاد إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وحذر تورشينوف من غزو روسيا شرق البلاد، بعد احتلالها القرم.
ورفض الزعماء الأوروبيون والرئيس الأمريكي باراك أوباما التصويت باعتباره غير شرعي، وقالوا إنه ينتهك دستور أوكرانيا.
واتهمت أوكرانيا، أمس السبت، روسيا بغزو أراضيها عسكرياً عبر نشر 80 جندياً ومروحيات وآليات مدرعة في قرية تقع في الجانب الآخر من الحدود الإدارية بين شبه جزيرة القرم وباقي أوكرانيا.
وهذا الموقع ليس الأول الذي تحتله القوات الروسية خارج القرم، خصوصاً أن نقطة تشونجار للتفتيش التي تسيطر عليها القوات الروسية والميليشيات الموالية لها تقع أيضاً على بعد حوالي كيلومتر واحد شمال "الحدود" الإدارية بين القرم وأوكرانيا.
مطالب بالانسحاب
وأكدت وزارة الخارجية الأوكرانية، أنه روسيا قامت باجتياح عسكري، مطالبة موسكو "بسحب قواتها العسكرية فوراً من أراضي أوكرانيا".
وشددت على أن أوكرانيا "تحتفظ بحقها في اللجوء إلى كل الوسائل الضرورية لوقف الغزو العسكري الروسي".
القرم فكلا الأحوال روسية
وتعيش أوكرانيا حالياً صراعاً بين فريقين، الأول يتطلع لمستقبل منفتح سياسياً واقتصادياً على الغرب والاتحاد الأوروبي، والثاني متمسك بعلاقته التاريخية والثقافية مع روسيا.
ويبدو أن هذا الصراع سيؤول لصالح الفريق الثاني، في حال تمت الموافقة الدولية على الاستفتاء المعد مسبقاً حول مصير جزيرة القرم، بعد أن اقتصر على سؤالين وهما: "هل تريد للقرم أن تكون جزءاً من روسيا الاتحادية؟ أو هل تريد لها أن تعود إلى استقلالها بناء على دستور 1992؟".
هذا الاستفتاء لا يعطي خياراً لبقاء أهالي القرم كجزء من أوكرانيا والحفاظ على وضعها الحالي، لأن الدستور المذكور في السؤال الثاني يعطي الحكومة المركزية صلاحية تحديد تحالفاتها وسياساتها بعيداً عن كييف.
وفي حال حصول الخيار الثاني على أعلى نسبة تصويت، ستبقى القرم شكليا جزءاً من أوكرانيا لمرحلة انتقالية، لتحدد حكومتها من بعدها مصيرها.
ولا يعطي الاستفتاء خياراً لبقاء أهالي القرم كجزء من أوكرانيا والحفاظ على وضعها الحالي. وفي جميع الأحوال ستصبح القرم إما جمهورية بحكم ذاتي تحت السطوة الروسية، أو جزءاً من روسيا بكل ما للكلمة من معنى.
ودعا هذا الأمر الحكومة الجديدة في كييف لاعتبار الاستفتاء المرتقب "غير قانوني"، بينما استبق وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، نتائجه بالرفض. كما قررت أقلية التتار مقاطعة الاستفتاء. أما الرئاسة الروسية فدافعت عن شرعية الاستفتاء.
وفي ظل تلك الأوضاع، من المرجح أن تتصاعد حدة التوتر في شبه الجزيرة. وتخوف المراقبون من قرار البرلمان الجديد بسلخ بعض الحقوق عن الأوكرانيين من أصول روسية، وإن كان رئيس الحكومة الجديدة في كييف رفض التصديق على مشروع القانون.
هزة اقتصادية
وتعتمد شبه جزيرة القرم بشكل كبير، في الوقت الراهن، على أوكرانيا، مما قد يعرضها لهزة اقتصادية عنيفة إثر نتيجة الاستفتاء.
ويبلغ الناتج المحلي الإجمالي ل "القرم" نحو 4.3 مليار دولار سنويًا، وتشكل الخدمات فيه نحو 60%، والزراعة نحو 10%، بينما تحتل الصناعة نسبة 16%.
وتعد السياحة العمود الفقري للاقتصاد، حيث إنها تستقبل 6 ملايين سائح سنويًا خلال موسم الصيف، يُشكّل الأوكرانيون نحو 70% منهم، بينما الروس 25%، ووفق بعض التوقعات، فستؤثر الأزمة الأوكرانية الدائرة سلبًا على السياحة، والتي من المتوقع أن تنخفض بنسبة 30% العام الجاري.
وتمتلك شبه جزيرة القرم ثروات نفطية وغازًا طبيعيًا في منطقة البحر الأسود، ووفقًا لبعض التقديرات، من المتوقع أن يصل إنتاجها السنوي نحو 7 ملايين طن من النفط.
وكانت شركتا "إكسون موبيل" الأمريكية و"رويال دتش شل" البريطانية الهولندية، أجرتا محادثات سابقة مع أوكرانيا، حول التنقيب عن النفط في المياه العميقة، ولكن تم تعليق المحادثات، وقد قدرت الصفقة حينئذ بنحو مليار دولار.
استغلال موارد النفط
وفي هذا الشأن، قال المتحدث باسم برلمان "القرم"، فلاديمير كونستانتينوف، إنه سنترك مهمة إنتاج الغاز والنفط لروسيا، في إشارة لدور روسي محتمل لاستغلال موارد النفط هناك، عبر شركتها "جازبروم"، في حالة انضمامها لروسيا.
وعلى الرغم من مواردها السياحية وقدراتها الاقتصادية إلا أن "القرم" تعاني من شح الماء والكهرباء، حيث تقوم أوكرانيا بتوفير نحو 82% من احتياجات الكهرباء، و85% من الموارد المائية، للسكان البالغ عددهم 2 مليون نسمة، مما سيضعها في مشكلة كبيرة، في حال انفصالها عن أوكرانيا.
وتضخ أوكرانيا في ميزانية "القرم" نحو 1.1 مليار دولار سنويًا، وبحسب بعض التقديرات، شكلت إعانات أوكرانيا نحو 63% من ميزانية شبه الجزيرة في عام 2013.
وفي نفس السياق، قد أكد وزير الاقتصاد الروسي، أليكسي أوليوكاييف، أن بلاده ستتخذ قرارًا بتخصيص ما بين 80 و90 مليون دولار شهريًا، لدعم ميزانية جمهورية "القرم"، بغض النظر عن نتيجة الاستفتاء، بما سيعوض الدعم الأوكراني.
الانفصال أفضل للاقتصاد
وحول أوضاع اقتصاد شبه الجزيرة، في حال انفصالها عن أوكرانيا، يقول رئيس وزراء "القرم"، سيرجي أكسيونوف، إن الاقتصاد سيصبح أفضل في حالة الانفصال عن أوكرانيا، مستشهدًا بذلك بسنغافورة، عندما انفصلت عن الاتحاد الفيدرالي الماليزي.
وترى بعض الرؤى أن شبه جزيرة القرم قد لا تتبع مسار النجاح نفسه، الذي حققته سنغافورة، ولكن هناك خياراً آخر لتعزيز النمو الاقتصادي، عبر جعل شبه الجزيرة منطقة اقتصادية خاصة، وفرض ضرائب أقل، والتي يمكن أن تحفز النمو و تجذب الاستثمارات الأجنبية.
وترجح آراء أخرى أنه في حال انضمامها إلى روسيا، لن تكون "القرم" قادرة على تعويض الموارد على المدى القصير، بسبب انعدام البنية التحتية بين روسيا وشبه الجزيرة، وعلى الرغم من ذلك، ربما يعوضها استثمارات روسية متوقعة بنحو 5 مليارات دولار، على مدار الخمسة أعوام القادمة.
رفض التتار
وبرز التتار كأشد الرافضين لاستفتاء تقرير المصير المثير للجدل، ويصر التتار على انتمائهم لأوكرانيا وتبعية الإقليم لسلطات كييف، ويرفضون الانتماء لروسيا التي عرقلت مساعي أي حلول لقضاياهم كأقلية اضطهدت وهجرت قسرا عام 1944، كما يقول مسؤولون في مجلس شعب تتار القرم، الذي يعتبر أبرز مؤسسة تتارية ذات طابع سياسي.
ورفض التتار للاستفتاء ينبع من إدراكهم لحقيقة أن الأمور تسير حتى الآن نحو فصل القرم عن أوكرانيا وضمه لروسيا، وفق مسؤولين في المجلس، بدءا من رفع العلم الروسي على المباني الحكومية وتعيين حكومة قرمية متشددة موالية لروسيا، ومرورا بمحاصرة المطارات والقواعد العسكرية الأوكرانية، وانتهاء بحملات دعائية وضعت السكان أمام خيار التبعية لروسيا أو "للفاشيين" دون وجود حملات مضادة.
وقالت الصحفية التتارية "إلزارا يونوسوفا"، في تصريحات سابقة، إن التتار متخوفون من اضطهاد وتهجير قد يتعرضون له بعد الاستفتاء، لأنهم أقلية تعتبر أن مشاكلها ومشاكل أوكرانيا مرتبطة بهيمنة روسيا على مقدرات البلاد.
وشهدت الأيام الماضية مساعي لاستمالة التتار، الذين يشكلون نسبة لا تتعدى 20% من إجمالي عدد سكان القرم البالغ نحو 2.5 مليون نسمة، للعدول عن موقفهم الرافض للانضمام لروسيا.
وأجرى النائب البرلماني والزعيم السابق للمجلس التتاري مصطفى جميلوف مكالمة هاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، استمرت لنحو نصف ساعة، أكد الأخير من خلالها على أنه يثمن موقف جميلوف كشخص يحب وطنه، ولكن "مستقبل القرم خيار أبنائه".
وأوضح رئيس قسم العلاقات الخارجية في المجلس التتاري علي حمزين، أن موقف التتار من الاستفتاء يستند إلى "حقيقة أن التتار أوكرانيون، لا يقبلون تغيير الوطن أو تسليمه لدولة أخرى، بغض النظر عن العروض التي تمنح لهم".
مقاطعة الاستفتاء
وأكد حمزين، أن التتار سيقاطعون الاستفتاء، لكنهم لن يمنعوه خشية أن يتطور ذلك إلى توتر يدخل القرم في مواجهة بين أبنائه.
ويعتبر التتار، أن ما يحدث في القرم حراك مصطنع توجهه روسيا لاحتلال القرم أو فصله عن أوكرانيا، ويستند إلى ذرائع واهية تتعلق بحماية الأقليات الروسية "نحو 50:60% وفق إحصائيات مختلفة" ورغبتها في الانضمام إلى روسيا.
من جانبه، أكد رئيس مجلس شعب تتار القرم رفعت تشوباروف، في تصريح سابق، أن الأمور محسومة فيما يتعلق بنتائج الاستفتاء، وكل ما يحدث الآن بالقرم يتم بإدارة وتوجيه مباشر من قبل موسكو.
وأضاف تشوباروف، أن توجه القرم نحو الانفصال بات واقعا، وإن لم يتم ذلك فلن يعود الوضع إلى سابق عهده في أفضل الأحوال، في إشارة إلى تعاظم الوجود العسكري الروسي، وسيطرة الموالين لموسكو على الحكم فيه.
ودعا ألكسندر تورتشينوف، القائم بأعمال الرئيس الأوكراني، شعب جمهورية القرم ذاتية الحكم التابعة لأوكرانيا، مقاطعة الاستفتاء، على انضمام الجمهورية المستقلة لروسيا.
ودعا "تورتشينوف"، في تصريحات نشرها الموقع الإلكتروني للرئاسة الأوكرانية، شعب المنطقة إلى مقاطعة ذلك الاستفتاء المزعوم الذي سينظم من قبل "الإدارة الألعوبة" التي تحكم القرم، التي قال إنها تخضع لسيطرة الكرملين الروسي.
عدم شرعية الاستفتاء
وأضاف المسؤول الأوكراني، أن ذلك الاستفتاء، يعد انتهاكا للدستور الأوكراني، ودستور جمهورية القرم، لافتا إلى أن نتائجه لن تعبر عن الرغبة الكاملة لشعب القرم.
وجدد "تورتشينوف"، قوله بعدم شرعية الاستفتاء، وأنه يخالف كافة القوانين التي أقرها البرلمان الأوكراني، والمحكمة الدستورية، وبيان فيينا، لافتا إلى أن الكرملين أعد نتائج الاستفتاء مسبقا من أجل أن يبدأ حربا واجتياحا عسكريا لهذه الأراضي ليلحق هزيمة بحياة المواطنين، والمستقبل الاقتصادي للقرم.
مسلمو القرم
وتعتبر الأزمة الأوكرانية والتدخل الروسي في جزيرة القرم محط أنظار العالم خصوصا بعد المعارك الدائرة بين الروس والأوكرانيين، خصوصا مسلمي القرم الذين خرجوا في احتجاجات على الوجود الروسي بجزيرتهم بل قاموا باشتباكات مع الجيش الروسي المتواجد على أراضيهم.
ولعل الخلفية التاريخية هي ما دفعهم لذلك، ولذا كانت مقولة "الأضعف يدفع الثمن وحده" هكذا تؤكد كل قواعد الاستراتيجيات، فالعنصر الأضعف هو من يتكبد عناء الخسارة وهو الذي تكون كل التسويات على حسابه، لاسيما في معركة يتصارع فيها طرفا نزاع كبار، هكذا هو مستقبل مسلمي القرم، الذين يبلغ تعدادهم في شبة جزيرة القرم، وفقا لإحصائيات السكان الأوكرانية الأخيرة 12%.
وعندما ترددت الأنباء بأن الرئيس الأوكراني هرب إلى إقليم القرم أحد معاقل الروس في أوكرانيا، الذي يمثل الروس فيه أكبر كتلة سكانية يليهم الأوكرانيون ثم مسلمون التتار، توالت أخبار أن هناك محاولات لضم الإقليم لروسيا.
وظهرت قوات مظلية روسية مسلحة ترتدي ملابس مدنية بالسيطرة على مبني البرلمان والحكومة القرم في مدينة سيمفروبول "عاصمة الإقليم" بطرد الحراس ورفع الإعلام الروسية تمهيدا لانفصال الإقليم عن أوكرانيا، وقام أكثر من 10 آلاف تتري بالاحتجاج أمام البرلمان في الجزيرة لمنعه من عقد جلسته الاستثنائية، الأربعاء الماضي، ودخلوا في مواجهة مع المؤيّدين للروس، وتحوّلَت المواجهة لعنف قتل فيها شخص واحد.
وفي مشهد آخر أوضح فيديو نشرته وكالة "أوكرانيا برس" مسلمي شبة الجزيرة يقومون بتوزيع الطعام على الجنود الأوكرانيين المحاصرين داخل قواعدهم ب"القرم" متعاطفين معهم ورافضين تواجد القوات الروسية بالإقليم.
حملات التطهير العرقي
ويبدو أن مسلمي القرم بأوكرانيا لن ينسوا حملات التطهير العرقي على يد الاحتلال الروسي في عهد الاتحاد السوفيتي السابق، ما أدى لتقلص عددهم حتى أصبحوا خمس سكان القرم بعد أن كانوا يحكمون تلك الجزيرة في عهد الدولة العثمانية.
ومسلمو القرم بالجنوب، ومسلمو الدنباس بالشرق الذين يبلغ عددهم نحو مليوني نسمة، يخشون الآن من أن تفضي الأحداث الجارية إلى وقوعهم تحت احتلال روسي، فهم لديهم خبرة طويلة معه؛ ربما تذكروا مجازر "جوزيف ستالين" الذي قام بطرد مسلمي القرم إلى آسيا الوسطى بحجة التّعاون مع النازية، وإعدام 3500 مسلم تتري وذلك عندما احتج المسلمون على إنشاء كيان يهودي في القرم عام 1928م، كما تكفل ستالين بتجنيد نحو 60 ألف تتري لمحاربة النازيين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.