يستعد الناخبون في منطقةجزيرة "القرم" الأكرانية، الأحد 16مارس، للتصويت على استفتاء الانضمام لروسيا. وتقرر نسبة التصويت ما إذا كانوا ينفصلون عن أوكرانيا، أو ينضمون إلى روسيا في استفتاء أثار تسبب في أكبر أزمة في العلاقات بين الشرق والغرب منذ الحرب الباردة. وسيطر الآلاف من الجنود الروس على القرم، ويعمل زعماءها الموالون لروسيا لضمان أن يخرج الاستفتاء لصالح موسكو. ومن المتوقع أن يسفر ذلك إلى جانب أغلبية منحدرة من أصل روسي عن التصويت بنعم بشكل مريح للانفصال عن أوكرانيا في خطوة قد تدفع الولاياتالمتحدة والإتحاد الأوروبي لفرض عقوبات في وقت مبكر مثل الإثنين ضد من ينظر إليهم على أنهم مسؤولون عن السيطرة على القرم. وتفتح مراكز الإقتراع أبوابها في الساعة الثامنة صباحا6 بتوقيت جرينتش، وتغلق بعد ذلك باثنتي عشرة ساعة، وستعلن النتائج المؤقتة في ساعة متأخرة من مساء الأحد مع توقع معرفة النتيجة النهائية بعد يوم أو يومين. وتؤيد غالبية الناخبين في القرم البالغ عددهم 1.5 مليون نسمة الانفصال عن أوكرانيا والإنضمام لروسيا، مشيرين إلى توقعات بالحصول على رواتب أعلى، وأن تصبح القرم جزءاً من بلد قادر على تأكيد نفسه على الساحة الدولية. ولكن أخرين يرون أن هذا الإستفتاء لا يعدو عن كونه إنتزاعاً للسلطة من قبل بلطجية في الكرملين مستعدين لاستغلال الضعف الاقتصادي والعسكري النسبي لأوكرانيا. وقال رئيس وزراء "القرم"، سيرجي أكسيونوف، الذي لا تعترف "كييف" بانتخابه الذي تم في جلسة مغلقة للبرلمان الإقليمي إن هناك عدداً كافياً من أفراد الأمن لضمان مرور استفتاء اليوم بسلام. وأضاف للصحفيين "أعتقد أن لدينا عدداً كافياً من الأشخاص -أكثر من عشرة الآف من (قوات) الدفاع الذاتي، وأكثر من خمسة آلاف في وحدات مختلفة بوزارة الداخلية، وأجهزة الأمن لجمهورية القرم. ونادى أحد الزعماء القوميين البرلمان الأوكراني بضرورة فرض عقوبات على برلمان القرم لإثناء الحركات الانفصالية عن مساعيها في شرق أوكرانيا الذي تسكنه أغلبية تتحدث الروسية. ولا يعترف أكسيونوف، ولا موسكو رسمياً بسيطرة القوات الروسية على القرم، ويقولان إن آلاف الرجال المسلحين الذين يظهرون في أنحاء المنطقة ينتمون لجماعات "الدفاع عن النفس" التي تشكلت لتحقيق الاستقرار. يأتي ذلك التدخل في أعقاب سقوط الرئيس الأوكراني الموالي لموسكو فيكتور يانوكوفيتش في 22 فبراير وسط احتجاجات في الشوارع في "كييف" على قراره التخلي عن اتفاق تجاري مع أوروبا لصالح توثيق العلاقات مع روسيا. ويشكو الأوكرانيون الموالون لكييف في القرم من الوجود العسكري المتزايد والعدد المتنامي من المتطوعين الموالين لروسيا وكثير منهم يحمل الهراوات وينظمون دوريات في الشوارع ويقومون بعمليات تفتيش في محطة السكك الحديدية الرئيسية في سيمفروبول. ويقول التتار وهم مسلمون سنة يشكلون نحو 12 في المئة من سكان القرم إنهم سيقاطعون الاستفتاء على الرغم من تعهد السلطات بإعطائهم مساعدات مالية، وحقوقاً مناسبة في تملك الأراضي.