طالب رئيس منتدى الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية د.سمير غطاس، رئيس الحكومة الجديدة والتي ستشكل خلفاً لحكومة د.حازم الببلاوي، بمصارحة الشعب المصري بالوضع الحالي الذي تمر به مصر على كافة المستويات. ويأتي ذلك من خلال عرض الموارد والمشكلات والحلول المطروحة أمام الدولة، بالإضافة إلى أهمية وقف التدهور في الاقتصاد المصري، والتركيز على توفير الأمن والقضاء على الإرهاب لأنه يعد الأساس في وقف هذا التدهور الاقتصادي، كما طالب الرئيس المقبل بضرورة إقامة مشاريع قومية ضخمة تنقل مصر من دولة نامية إلى آفاق متقدمة، وتعبئة قوى الشعب المصري وتحويلها إلى طاقة إنتاجية من أجل تحقيق هذا الهدف. جاء ذلك خلال اللقاء الذي استضافه مركز التعليم المدني بالجزيرة، الثلاثاء 25 فبراير، بحضور الإعلامي إبراهيم حجازي، في اطار سلسلة "حوارات شبابية" التي تنظمها وزارة الشباب "الإدارة المركزية للبرلمان والتعليم المدني"، تحت شعار "معاً نتحاور لبناء مصر"، بمختلف محافظات مصر من أجل فتح باب النقاش بين المواطنين وكبار الشخصيات العامة السياسية والثقافية. وأكد غطاس في كلمته، أن الشباب هم ذخيرة المستقبل، منوهاً إلى ضرورة تصدى الشباب للقيادة السياسية في مصر وتسليحهم بالخبرات والقدرات المطلوبة للتصدر لهذه المهمة التاريخية الكبرى. وقال غطاس إن زيادة المشاركة الشعبية تعد أهم المميزات التي تم لمسها بعد ثورة 25 يناير، حيث كشف الشعب المصري عن طاقاته وانتماءه الحقيقيين، وأنه الشعب الوحيد في العالم الذي أسقط نظامين لم يكن من المتوقع أن يتم إسقاطهم، وأضاف أن الشعب المصري لن يقبل عودة أي من النظامين السابقين، وهو ما يتم فقط وفقا لدولة تحترم القانون وتحقق المساواة بين الجميع أمام القانون والقضاء". وأضاف غطاس أن مصر في مواجهة حقيقة مع الإرهاب الدولي، وحذر من المؤامرات الداخلية والخارجية التي يخطط لها من خلال التشكيلات الإرهابية التي تجمع عناصر جماعة الإخوان وأنصار بيت المقدس وتنظيم القاعدة، إلى جانب دعم كل من قطر وتركيا بالتمويل والمشاركة من اجل انهيار مصر واستهداف الاقتصاد المصري لفرض الشروط الخارجية عليها. واختتم غطاس كلمته بدعوة جموع الشعب إلى التكاتف مرة أخرى، مستشهداً بأن خروج المصريين في 30 يونيو جاء من أجل الحفاظ على مشروع الوحدة المصرية، والذي واجه مرحلة خطيرة استهدفت بيعه وتصفيته لصالح قوى خارجية، وأكد أن الإبقاء على الهوية التعددية المصرية ووحدة الكيان المصري جاءت في مقدمة مطالب الشعب حتى لا تصل مصر إلى مرحلة التفتت كما حدث في سوريا والعراق وليبيا. وعن مشروع سد النهضة، أكد غطاس أن المشروع مطروح منذ عام 2005 وتكمن خطورته فى تحكم دولة غير مصرية وهى أثيوبيا في منسوب المياه في مصر، ومنها يؤدي إلى مشكلات تهدد وجود مصر والمنطقة بأكملها، مؤكداً أن منع هذا المشروع هدف قومي أساسي لدرء أحد المخاطر والتحديات الأساسية التي تواجهها البلاد. وأكد الإعلامي إبراهيم حجازي أن مواطني مصر قد اثبتوا أنهم عباقرة السياسة، وان مكونات هذا الشعب و"جينات" حضارته هي التي مكنته من إسقاط نظامين سياسيين في تلك الفترة الوجيزة، مؤكدأً أن مصر قد أعطاها الله سبحانه وتعالى من التكريم والتشريف ما يجعل شعبها على وعى بالوقت المناسب الذي تحتاجه فيه بلاده. وعن ما تقوم به بعض العناصر من الهجوم الحالي على قيادات الجيش المصري، أكد حجازي أن عناصر الجيش هم مواطني مصر وأبناء هذا الوطن، وهم على استعداد بأن يقدموا أرواحهم من أجل حماية ونصرة البلاد، محذراً من أن فكرة هدم الوطن يأتي في مقدمتها هدم الجيش الذي يحميه، وانهياره يعني نجاح هذه المؤامرة.