أعلنت وسائل الإعلام الجزائرية مساء الأربعاء 11-4-2012 وفاة أحمد بن بيلا ، أول رئيس عرفته البلاد بعد مرحلة الاستقلال. وقد رحل بن بيلا عن عمر ناهز 96 عاما أمضى الجزء الأكبر منها إما في المقاومة الجزائرية ضد الجيش الفرنسي الذي كان يحتل الجزائر ضمن حركة التحرر الوطنية، أو في السجون التي دخلها في حقبة الوجود الفرنسي، ومن ثم على يد رفاقه بعد الإطاحة به. وتوفى بن بيلا في منزله بعد أن تدهورت صحته في الآونة الأخيرة؛ إلى حد أن قالت وسائل إعلام جزائرية إنه توفي إكلينيكيا قبل 10 أيام. وولد بن بيلا أواخر عام 1916 بمدينة مغنية، ثم تلقى تعليمه الثانوي بمدينة تلمسان، وأدى الخدمة العسكرية سنة 1937، وانضم إلى حزب "الشعب" الجزائري وحركة "انتصار الحريات الديمقراطية" لينتخب سنة 1947 مستشارا لبلدية مغنية. وقد قاد بن بيلا عملية هجوم على مرفق للبريد في وهران عام 1949، مع شخصيات أخرى لمع اسمها ضمن المقاومين ضد الوجود الفرنسي في الجزائر ، مثل حسين آيت أحمد و رابح بطاط. كما تم اعتقاله في الجزائر العاصمة عام 1950 وحكم عليه عام 1952 بالسجن سبع سنوات، ولكنه فر من سجنه في العام نفسه، وتمكن من الوصول إلى مصر، حيث شكل ما عرف ب"الوفد الخارجي" لجبهة التحرير الوطني، التي تولت قيادة الصراع مع الفرنسيين، برفق آيت أحمد أيضاً. لكنه عاد إلى السجن مجدداً عام 1956، برفقة عدد كبير من القيادات الجزائرية وظل في السجن حتى عام 1962. وفي عام 1963، بات بن بيلا أول رئيس للجزائر بعد الاستقلال، ولم يستمر بمنصبه لأكثر من عامين، إذ جرى عزله عام 1965 بقرار من "مجلس الثورة" بعدما نفذ وزير الدفاع آنذاك، هواري بومدين، عملية انقلاب تسلم بعدها السلطة، متهماً سلفه ب"الانحراف" عن أهداف الثورة. وظل بن بيلا رهن الإقامة الجبرية منذ الإطاحة به حتى عام 1980، عندما أصدر الرئيس السابق، الشاذلي بن جديد، قراراً بالعفو عنه، فسافر إلى فرنسا حيث أنشأ "الحركة الديمقراطية بالجزائر" قبل أن يعود نهائياً إلى الجزائر في 29 سبتمبر 1990، وفقاً للإذاعة الجزائرية.