يمر مذنب ترك الحافة الخارجية للنظام الشمسي قبل أكثر من 5.5 مليون سنة قرب الشمس الخميس 28 نوفمبر وسيصبح مرئيا في سماوات الأرض في الأسبوع أو الأسبوعين القادمين إذا نجا. وقال مدير مكتب برنامج الإجرام القريبة من الأرض في معمل الدفع النفاث في إدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا) في باسادينا بكاليفورنيا دونالد يومانز في مقابلة نشرت بموقع الإدارة الرسمي "توجد ثلاثة احتمالات حين يدور هذا المذنب حول الشمس." وأضاف "يمكن أن يكون صلبا بما يكفي للنجاة من المرور بالشمس ويكون جرما براقا بدرجة واضحة ومرئيا بالعين المجردة." والاحتمال الثاني أن تفتت جاذبية الشمس المذنب إلي قطع كبيرة. وقال الباحث في معمل جون هوبكنز للفيزياء التطبيقية في لوريل بولاية ماريلاند كاري إن "ما دامت هناك قطع فسنرى شيئا ما." والاحتمال الثالث إذا كان المذنب ضعيفا جدا أن يتفتت إلى سحابة من الغبار ولا يمكن رؤيته. وقال ليس "من الصعب توقع ما سيحدث بالضبط." ومن المقرر أن يمر المذنب ايسون على مسافة 1.2 مليون كيلومتر من سطح الشمس الساعة 1837 بتوقيت جرينتش يوم الخميس وعند هذه المسافة ستقرب درجة حرارة المذنب من 2760 درجة مئوية وهي كافية لتبخير لا جليد المذنب فحسب بل وما فيه من غبار وصخور. وقال الفلكي في مرصد لويل ماتيو نايت في مقابلة مع موقع ناسا "قد لا يصدق أن يمكن لأي شيء النجاة من ذلك الجحيم لكن معدل فقدان الكتلة من المذنب كما يرجح صغير نسبيا بالمقارنة مع الحجم الفعلي لنواته." ويقدر العلماء أن المذنب ايسون يحتاج لأن يكون اتساعه 200 متر لينجو من تلك المقابلة القريبة مع الشمس. وأظهرت احدث القياسات أن المذنب يزيد عن مثلي ذلك الحجم وقد يصل اتساعه إلى 1.2 كيلومتر. وسيساعد ايسون انه لن يبقى طويلا في لهيب الشمس فحين يمرق قربها ستكون سرعته 349 كيلومترا في الثانية. واكتشف المذنب العام الماضي فلكيان هاويان باستخدام الشبكة البصرية العلمية الدولية الروسية المعروفة اختصارا باسم "ايسون". ويعتقد أن المذنبات بقايا مجمدة تخلفت عن تكون النظام الشمسي قبل حوالي 4.5 مليار سنة. وينتمي ايسون إلى عائلة مذنبات تسكن في السحابة اوورت التي تبعد عن الشمس عشرة آلاف مثل المسافة بين الأرض والشمس مما يجعل تلك السحابة في منتصف المسافة إلى النجم التالي. وأحيانا يندفع مذنب من السحابة اوورت إلى خارجها بفعل جاذبية نجم مار ويتخذ مسارا يصل به بعد ملايين السنين إلى داخل النظام الشمسي وتظهر نماذج الكمبيوتر أن هذه أول زيارة لايسون. وقد مرت مذنبات من السحابة اوورت بالأرض من قبل ومن الشائع مرور مذنبات في مدار يكاد يلامس الشمس. لكن المذنب ايسون فريد. وقال عالم فيزياء الفلك كارل باتامز من معمل أبحاث القوات البحرية في واشنطن "لم نر من قبل مذنبا كهذا.. يجمع بين كونه مذنبا جديدا من الناحية الديناميكية من السحابة اوورت ويمر في مسار يكاد يلامس الشمس." وقال باتامز "إنه يتصرف بصورة غريبة" مشيرا إلى ألسنة لهب حديثة وتغيرات في البريق قد تكون علامات على أن المذنب يتفتت. وأضاف انه بغض النظر عما سيحدث "فهو بالفعل انتصار هائل للعلم."