أكد منير فخري عبد النور وزير التجارة والصناعة أهمية الإعتماد على التكنولوجيا الحديثة والعمل على تشجيع الإبتكار لدى الشباب بإعتبارهما أحد الركائز الأساسية لتحقيق نقلة نوعية وطفرة فى مختلف القطاعات الصناعية فى مصر خلال المرحلة المقبلة ،لافتاً إلى أن الوزارة تعمل من خلال مراكزها التكنولوجية على تقديم الدعم والمساندة الكاملة لمؤسسات المجتمع المدنى والمشروعات الصغيرة والمتوسطة التى تعتمد على الأفكار الإبتكارية والتكنولوجيات المتطورة الجديدة . وقال الوزير أن تلك المشروعات تحتل مكانة متميزة فى إستراتيجية التنمية التى تنفذها الحكومة حالياً خاصة أنها تلعب دوراً مهماً وحيوياً فى توفير فرص عمل للشباب وتعزز روح المبادرة والإبداع لديهم ،لافتاً إلى إنها تمثل أيضاً محفز رئيسى للشباب للإندماج بفاعلية فى عالم الأعمال وترجمة طموحاتهم إلى مشاريع ناجحة وتشجعهم على الإبتكار. جاء ذلك خلال كلمة الوزير عقب توقيع بروتوكول التعاون بين مجلس الصناعة للتكنولوجيا والإبتكار بالوزارة ومؤسسة مصر الخير ويستهدف البروتوكول دعم وتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة وإعداد كوادر فنية مؤهلة ومتخصصة من الشباب وتشجيع ريادة الأعمال فى عدد من القطاعات الصناعية المختلفة منها قطاع الرخام والجرانيت والصناعات التقليدية والإبداعية والطاقة الجديدة والمتجددة وقع البروتوكول المهندسة حنان الحضرى مقرر مجلس الصناعة للتكنولوجيا والإبتكار والمهندس علاء الدين إدريس الرئيس التنفيذى لبرنامج إدراك بمؤسسة مصر الخير . واضاف عبد النور أن هذا البروتوكول يجسد التعاون بين الحكومة ومؤسسات المجتمع المدنى للإستفادة الكاملة من إمكانات تلك المؤسسات للمساهمة فى تحقيق تنمية مستدامة للمجتمع والقضاء على البطالة والأمية والفقر ،لافتاً أن البروتوكول يستهدف تأهيل واعداد كوادر فنية من الشباب وتدريبهم على تنفيذ وإنشاء مشروعات صغيرة ومتوسطة تعتمد على أفكار إبتكارية جديدة وتكنولوجيا متطورة فى مجالات الطاقة الجديدة والمتجددة والرخام والجرانيت والصناعات التقليدية والإبداعية فى مختلف المحافظات لإنتاج منتجات ذات قيمة مضافة تحقق عائد إقتصادياً عالياً. وأشار الوزير إلى أن المشروعات التى تم الإتفاق عليها سيتم تنفيذها فى مختلف المحافظات وذلك من خلال البدء بمحافظات الصعيد لتكون محافظة المنيا أولى تلك المحافظات، موضحاًُ أنه سيتم الإستفادة من المراكز التكنولوجية الموجودة فى تلك المحافظات وإتاحة الأجهزة والمعدات بتلك المراكز أمام الشباب لتدريبهم على أحدث البرامج التكنولوجية وتنمية قدراتهم الفنية بالاضافة إلى مساعدتهم فى العمليات التسويقية لمنتجات هذه المشروعات لتحقيق الإستقرار وضمان نجاح هذه المشروعات . وقال أن أولى تلك المشروعات التى سيتم تنفيذها من خلال البروتوكول مشروع الرخام والجرانيت والذى يعمل على تحقيق الإستفادة من مخلفات المحاجر الصلبة فى محافظات الصعيد والذى يصل عدد محاجر الحجر الجيرى والرخام المسجلة بها إلى 700 محجر تستحوذ محافظة المنيا على 246 محجراً من تلك المحاجر وتصل نسبة المخلفات الصلبة فى هذه المحافظة إلى أكثر من 5 ملايين طن سنوياً وهو ما يمثل فرصة للتخلص من عبء هذه المخلفات والإستفادة منها فى إنتاج منتجات ذات قيمة مضافة مشيراً إلى أنه سيتم إنشاء أول تجمع صناعى فى محافظة المنيا للإستفادة من تلك المخلفات من خلال إنشاء عدد من المشروعات الصغيرة للشباب داخل هذه المحافظة لإستخدام هذه المخلفات وإعادة تدويرها بأحدث الأساليب المبتكرة لإنتاج منتجات جديدة ذات قيمة مضافة وتحقق ربحاً مناسباً لهؤلاء الشباب وتوفر أكثر من 1200 فرصة عمل داخل هذا المشروع. وأضاف ان البروتوكول إستهدف أيضاً أحد القطاعات الكبيرة وهى الصناعات التقليدية والإبداعية التى تمتلك مصر فيها ميزات تنافسية وإمكانات يمكن الإستفادة منها وذلك من خلال تطوير وتنمية تلك الصناعات بإستخدام احدث التكنولوجيات وإبداع الشباب لتحويل تلك الصناعات إلى منتجات ذات قيمة مضافة . وقالت المهندسة / حنان الحضرى أن مدة تنفيذ البروتوكول خمس سنوات وسيلتزم مجلس الصناعة للتكنولوجيا والإبتكار من خلال المراكز المنتشرة فى مختلف المافظات على تدريب المتدربين والكوادر الجديدة من الشباب لتأهليهم للإرتقاء بقدراتهم ومهاراتهم المهنية للعمل بالقطاعات الصناعية التى تم الإتفاق عليها مع إعداد وتوفير مواد تدريبية وتعليمية خاصة بالتدريب بالإضافة إلى إتاحة الإمكانيات الموجودة بالمراكز التكنولوجية التابعة أمام الشباب للإستفادة منها وإستخدامها إلى جانب مشاركة الشباب فى إختيار المعدات ووضع المواصفات المناسبة لها طبقا لكل مشروع ومساعدتهم فى المشاركة فى العملية التسويقية لهذه المشروعات . وأضافت انه سيتم البدء بمشروع الرخام والجرانيت وسينفذ خلال 6 أشهر على مرحلتين الأولى تشمل تدريب المتدربين بالتعاون مع أحد بيوت الخبرة الأسبانية المتخصصة فى مجال التكنولوجيا «TM وذلك من خلال شراء ماكينات متخصصة ومتطورة لإعادة تدوير المخلفات و إعداد وتوفير المواد والمناهج التدريبية والتعليمية الخاصة بالتدريب العملى وبناء قدرات كوادر مركز تكنولوجيا الصناعات التعدينية والرخام كمدربين على تكنولوجيا تدوير مخلفات المحاجر والمرحلة الثانية تشمل تدريب الشباب بمحافظة المنيا على كيفية إستخدام المعدات والتكنولوجيا الحديثة ومنحهم شهادات بعد إنتهاء فترة التدريب العملى ومساعدتهم على إنشاء مشروعاتهم الخاصة فى هذا القطاع والمشاركة فى تسويق منتجات مشروعاتهم . ومن جانبه أكد المهندس / علاء الدين إدريس الرئيس التنفيذى لبرنامج إدراك بمؤسسة مصر الخير أن المؤسسة ستقوم بتوفير اماكن التدريب النظري والعملي والدعم المالي واللوجستي وشراء المعدات ومستلزمات التدريب التي يتم الاتفاق عليها طبقا لطبيعة كل مشروع وايضا المشاركة في العملية التسويقية لمنتجات هذه المشروعات والتعاقد مع احد الخبراء الاجانب من اجل نقل التكنولوجيا الحديثة والمناهج المتطورة لتنمية قدرات الشباب داخل هذه المشروعات. وأشار إلى أن مؤسسة مصر الخير تدعم العديد من المشروعات فى مجال البحث العلمى حيث يجرى حالياً تنفيذ مشروعات بالتعاون مع مركز بحوث الفلزات وكذا المركز القومى للبحوث . وطالب ياسر راشد أحد المستثمرين فى مجال الرخام والجرانيت بضرورة الإستفادة من هذه البروتوكولات فى تنفيذ مشروعات تستهدف الإرتقاء بالقيمة المضافة لمنتجات الرخام والجرانيت حيث تمتلك مصر إمكانات كبيرة فى هذا القطاع لم تستغل بعد. وأشار خالد الميقاتى أحد المستثمرين فى قطاع الرخام والجرانيت إلى اهمية دراسة التوسع فى تصنيع الماكينات المستخدمة فى صناعة الرخام والجرانيت حيث توجد تجربة ناجحة تمت فى منطقة شق الثعبان ومحافظة الشرقية وكان لها أثر كبير فى تنمية هذه الصناعة الحيوية ،لافتاً إلى أنه قد تم إعداد دراسة لإنشاء منطقة جديدة لخدمة مشروعات الرخام وقد تم تقديمها إلى هيئة التنمية الصناعية مؤخراً لتقييمها والموافقة عليها .