صدر حديثا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب في سلسلة "تراث النهضة"، كتاب بعنوان "مستقبل الثقافة في مصر" لعميد الأدب العربي طه حسين. ويحتوي الكتاب على قسمين أساسيين الأول يتناول قضية الهوية والانتماء والتوجه الحضاري وفيه يقر طه حسين بحقيقة اتصال العقل المصري بالشرق القريب اتصالا مؤثراً ومتأثراً، كما اتصل بالعقل اليوناني منذ عصوره الأولى اتصال تعاون وتبادل للمنافع في الفن والسياسة والاقتصاد . ويتناول القسم الثاني قضايا التعليم والثقافة في مصر، وإن العقل المصري إن تأثر بشيء فإنما يتأثر بالبحر المتوسط، وكذلك تبادل المنافع فإنما يتبادلها مع شعوب البحر المتوسط . ويعرض الكتاب أهم القضايا التي أثارها طه حسين في كتابه، قضايا التعليم والثقافة، ويناقش من خلالها مسألة التعليم الأجنبي في مصر وديمقراطية التعليم ومجانيته وتعليم اللغات الأجنبية ، وتطوير التعليم بالأزهر والترجمة والنقل عن اللغات الأوروبية وغيرها من قضايا . وقد أثار هذا الكتاب خلافا حول تفسير الآراء التي تضمنها وكانت ردود فعله متباينة، فقد احتفى به دعاة الفكر التحرري الليبرالي، بينما لقي معارضة شديدة من جانب المحافظين ودعاة السلفيين .