عبر اللقاءات الشخصية مع مصريين مغتربين، واجانب لهم اهتمام بالمنطقة وبمصر خاصة. أو من الناس العاديين ذوي الاهتمام بالشأن العام يمكن القول إن الرؤية الإخوانية سائدة ونفاذة الي حد كبير، الواقع في مصر شيء والواقع كما يبدو للرأي العام حتي الآن شيء آخر، إن المساندة النابعة من القوي الغربية المتنفذة تفوق أي تصور وتحيل إلي المضمون الحقيقي لدعوة الجماعة منذ انشائها عام ثمانية وعشرين وحتي الآن. كذلك أهدافها التي ما تزال غامضة والمتمثلة في شعارها الذي اطلقته من رابعة وهو شعار وثني فيه شرك بالله. فالمسلم حين يشير بأصبع واحدة لا غير دلالة الوحدانية المطلقة ولكن أربعة اصابع، هذا ما لم نسمع عنه من قبل. قد تبرر النشأة الغامضة للجماعة هذا الشعار. إذ ظهرت في وقت كانت الحركة الماسونية فيه متواجدة ونشطة في مصر وكان لها صحف وكتب تعبر عنها. وكان الماسونيون يعرفون بالبنائين الأحرار ولعل هذا يفسر تغيير اسم مؤسس الحركة الي «البنا». مازال هذا الجانب غامضا وفي حاجة إلي فحص ودراسة. أما التمسح بالاسلام فهذ أمر مشكوك فيه، ويبدو مؤكدا بعد صعودهم إلي حكم اكبر بلد عربي وفقد سلطتهم عليه لفشلهم بأسرع مما يتصور أي خبير أو محلل. ويبدو ان الشعب المصري في خروجه الأسطوري قد أطاح بمشروعات كونية ليست مقصورة علي مصر. لم يحدث في التاريخ أن تحركا جماهيريا بهذه الكثافة قد واجه حركة تزييف مثل تلك التي بدأت عقب عزل الرئيس الاخواني وجماعته عن الحكم والاطاحة بهم. ساعد علي ذلك آلة اعلامية جبارة تعمل بدعم من السياسات العامة وبالمال القطري تحديدا. وما ارتكبته قطر ضد مصر يتخطي كل الحدود، خاصة في مجال الاعلام والتحريض الخفي. والتأثير الخطير في الغرب قادم من الفضائية الانجليزية للجزيرة، ليس بسبب انتشارها ولكن لكفاءة العاملين بها وقدرتهم أكثر علي التزييف، بعكس القنوات العربية للجزيرة التي بلغت درجة من السفه والانحطاط بحيث يتجنبها أي انسان لديه ذرة من عقل. لكن المثير ان يلتقي الانسان بأساتذة ومهاجرين نواياهم حسنة يرددون وجهات نظر مغلوطة وغير صحيحة عن مصر وعن يونيو، أخطر مروج لها بعد الإخوان ما تبقي من فضلات البرادعي والمتناثرة في المراكز العليا بالدولة. سواء كانت الحكومة الحالية أو الاتباع الموجودون في القصر. هذا خلق تأثيرا قويا يعمل بفرده في الميدان العالمي ولا يواجهه أي مجهود حقيقي إلا موقف الشعب المصري غير المنظم وغير المدعوم من أي قوي.