لفتت سهام الأنظار منذ نعومة أظاهرها.. ! كانت أجمل طفلة في الحي.. وفي المدرسة الإعدادية ثم الثانوية بدأت تدرك أنها بنت غير كل البنات.. وأن الدنيا التي أوقعتها داخل أسرة فقيرة متواضعة عوضتها بثروة كبري من نوع آخر.. ثروة تجعلها نجمة تخطف الأضواء حيثما كانت أو ذهبت أو عادت حتى لو لم تتكلم كلمة واحدة.. فالمرأة الجميلة تسرق الانتباه حينما تصمت .. وعندما تتحرك ..أو تجلس ..أوتمشي ..أو تتكلم..! جميلة في أبسط الأزياء.. ولو كان زي الحداد!.. جميلة حينما تضحك وعندما تبكي.. جميلة وهي تصيح غاضبة وجميلة وهي سعيدة ضاحكة.. وهي - أيضا - تمتلك ذكاء فطريا يجعلها أول من يعرف سر جمالها وكيف تستثمره وترفع أرصدته وتحفظه حيث يجب أن تصونه وتزيده لمعانا وبريقا!.. لكن سهام كانت تعرف - أيضا - إن الذكاء الفطري وحده لا يكفي.. فالفقر أخطر أعداء جمال الانثي وعبوره يحتاج إلى المخاطرة والمغامرة.. وأحيانا المنطق المقلوب! فشلت سهام في الالتحاق بالجامعة.. لم تيأس. التحقت بمعهد للكمبيوتر واللغات.. لم تلتفت لجماهير المعجبين الذين التفوا حولها منذ أن أعلنت أنوثتها عن نفسها وتفجرت كل ينابيعها في جسدها بينما رقدت الفتنة بين خصلات شعرها الطويل وسكن السحر عينيها الواسعتين ونبرات صوتها الذي يلهب خيال الرجال!.. لم يشد انتباهها شاب واحد من المعجبين أعضاء نادي الفقر الذي تعتبر أباها أحد مؤسسيه وأعضائه العاملين ورواده الكبار!.. وقفت ضد أهلها كلما تحمسوا لعريس جديد.. تبكي بحرقة.. ترفض بإصرار.. تتوسل برقة حتى ترضخ أمها وتقنع أباها إن البنت "لسه بدري عليها".!! كانت سهام الوحيدة التي تعرف ماذا تريد بالتحديد من بين أهلها وجيرانها ومريديها.. كانت تخطط للوصول الى الجسر الذي تعبر به خط الفقر أولا ثم تصبح كل الأشياء بعده سهلة وميسرة.. تابعت إعلانات الصحف وأبواب الوظائف الخالية بحثا عن أول خطوة للوصول إلى الجسر.. جندت كل الطامعين فيها للتوسط لدي إحدى الشركات الاستثمارية الكبري للعمل سكرتيرة رجل مهم.. أخيرا نجحت حينما واتتها الفرصة فوق طبق من ذهب.. لكن الرجل المهم لم تكن له اهتمامات نسائية بأوامر مشددة من الأطباء.. يتفادي الحسناوات ويبعدهن عن مكتبه حتى جاءت سهام وقلبت كل الأوراق فوق مائدة الرجل الوقور. منذ اليوم الأول أثارت زوبعة تحولت مع الأيام إلى معركة بين صاحب الشركة وصديقه الذي كان معه فى نفس لحظة اللقاء الأول.. التقت عيون الرجلين بعيني سهام.. أحبها الاثنان وتسابقا على الفوز برضاها.. وبدأت الشابة الحسناء تجني الثمار.. وتشكر نعمة جمالها الساحر ومغامرتها المحسوبة وقلبها الجريء.. منحت الرجلين نفس القدر من الاهتمام والتقرب والمودة.. أعطت الرجل الثرى عواطفها على جرعات كانت تزيده تعلقا بها.. ومنحت صديقه وكان يشغل منصب نائب احد كبار المحافظين آمالا كانت تشعل بها عواطفه.. أغدق عليها الرجلان بالهدايا والمال في سباق محموم تحسم سهام كل جولة من جولاته بضحكة توقظ رغبة مكبوتة.. أو نظرة كأنها تعانقهم بها في ليلة شتاء باردة.! سنوات قليلة وتقدمت سهام للامام خطوات طويلة .. لم تعد خفيضة الرأس ولم تعد تخشي من حقيقة أسرتها الفقيرة.. كانت صريحة مع الرجلين منذ اليوم الأول.. الثرى اغدق عليها بالمال بعد ان جعلته يتخلص من اوهام الاطباء وتحذيراتهم له بالابتعاد عن النساء .. تزوجته عرفيا فلم يصدق الرجل نفسه بعد ليالى الزواج الاولى , فقد تحسنت صحته بشكل أذهل الاطباء وعاد بين يديها شابا عاشقا للحياة رغم سنوات عمره التى تقترب من الستين عاما!.. وفى كل مرة كانت تفتعل فيها خصاما تهدد معه بالانفصال كانت تحصل على اكثر مما كانت تحلم لترضى بالصلح!.. وسهل لها نائب المحافظ الحصول على تراخيص لانشاء محاجر بالجبل من ناحية .. وشركات سياحية من ناحية اخرى !.. كانت تقابله فى الخفاء وكلما اوهمته بأنها لا يمكنها الاستمرار فى خيانة صديقه زاد عطاؤه وكثرت تسهيلاته وتوقيعاته على التراخيص التى أدمنت سهام الاتجار فيها على حساب اصحاب الحقوق! خلال سنوات انتقلت سهام للحياة في أرقي الأحياء وركبت آخر موديلات السيارات. صار الأتوبيس والميكروباص مجرد ذكرى .. دخل دفتر الشيكات حياتها وصارت معروفة لدى البنوك ! .. لكنها لم تستطع الصمود للنهاية.. كان لابد من اختيار رجل واحد.. صاحب الشركة الثرى .. أو نائب المحافظ صاحب النفوذ ! .. كان يعز عليها التضحية بأحدهما , لكنها اصبحت تخشى ان تفقدهما معا .. وبعد تردد وحسابات دقيقة حسمت قرارها .. اختارت نائب الحافظ فلم تعد بحاجة الى مال صاحب الشركة وخوفها المستمر من ان تضبطها زوجته معه , كما انها تريد ان تعيش حياتها مطمئنة كسيدة اعمال اشتهرت فى عالم السياحة ! .. وبذكاء ومكر الأنثى التى تحترف اللعب مع الكبار واصطياد الدينصورات استطاعت ان تخرج من حياة زوجها الثرى بهدوء بعد ان امتصت رحيقه !! فجأة وقع نائب المحافظ فى قضية فساد ! وجاء اسم سهام ضمن تحريات المباحث ..!! استدعاها ضابط الاموال العامة .. وبعد ساعات من استجوابها قرر اخلاء سبيلها بعد ان حصل على رقم تليفونها الخاص .. وبعد ايام تم استبعادها من القضية .. لكنها لم تخرج من حياة الضابط .. اصبحت تجيد لعبة المقابلات السرية والحصول على المكاسب العينية .. والمعنوية .. فقد اصبحت اخيرا فى حماية الضابط الكبير الذى لم يعد يطيق العودة الى بيته .. وثرثرة زوجته .. ومطالبها التى لا تنتهى .. اكتشف نفسه عند سهام واكتشف للأنوثة وجها اخر يجعل للحياة طعما فاتحا للشهية !! كانت سهام ماهرة فى ان تجعل حياتها الخاصة مثل الثكنات العسكرية " ممنوع الاقتراب أو التصوير ! .. مرت سنوات لا أحد يعلم عنها اكثر من انها سيدة اعمال ناجحة .. اجادت دور المرأة الجميلة العازفة عن الزواج ..وصدقها الناس .. وبقى كل رجل يصادفها يحلم بأن يكون الفارس الوحيد الذى يخطفها فوق جواده ويفوز بسحر انوثتها !! وفى عام 2010 فجرت سهام المفاجأة .. اعلنت عن زواجها من شاب مغمور يصغرها بتسع سنوات, يعمل مرشدا سياحيا باحدى شركاتها.. كان زواجهما حديث كبار رجال السياحة الذين حفيت اقدامهم لنيل رضاها فاذا بها تختار هذا الشاب الفقير ليمتلك هذه الساحرة وحده.. وتفنن كل اصدقائها من فنانات وفنانين فى التكهن بسبب الزواج , لكن الجميع اتفقوا على ان الشاب لابد ان يكون موهوبا فى علوم ومناهج النساء !..الا انه لم يمضى الشهر العاشر على الزواج حتى وصل الزوجان الى المحاكم .. اقامت سهام دعوى تطليق استندت فيها الى محضر شرطة يثبت اعتداء المهندس الشاب عليها بالضرب المبرح وملحق به كشف طبى باصاباتها! .. ورد الشاب بانه ضربها فعلا .. لكنه طلب من المحكمة ان تستمع الى السبب الذى دفعه الى هذا السلوك .. قال : ..كنت اعرف منذ اليوم الذى صارحتنى فيه بحبها ورغبتها فى الزواج منى اننى امام صفقة .. هى تشترى شبابى وأنا اشترى مستقبلى .. ولهذا كنت حريصا منذ البداية على تأمين مستقبلى .. لكنى لم اتصور اننى الزوج السادس فى حياتها حينما وقعت تحت يدى وبالصدفة المذهلة خمسة عقود زواج عرفى عثرت عليها فى خزينة خاصة بها , واننى الوحيد الذى تزوجتها بعقد رسمى .. واجهتها فاعترفت واقسمت لى اننى الحب الوحيد فى حياتهاوان كل زيجاتها كانت جسرا عبرت فوقه الى ما اصبحت عليه .. ورغم شقائى بهذا الاعتراف الا اننى سامحتها لأنه ماض امرأة تريد ان تتخلص منه .. لكن ما لايمكن ان احتمله حدث بعد شهر واحد من هذه الواقعة حينما اخذنى القدر الى موقف لم يخطر ببالى ولم تتوقعه هى .. عدت من سفر قبل يوم من الموعد الذى كان محددا ففوجئت وانا اقود سيارتى فى احد الشوارع الرئيسية بزوجتى فى سيارة رجل اخر .. طاردت السيارة حتى توقفت وسألتها من يكون هذا الرجل فلم ترد وبينما حاول الرجل ان يقلل من اهميتى امامها لم اتردد فى ضربه فاذا بها تحاول حمايته فلم اشعر بنفسى الا وانا اضربها فى الطريق العام ليس غيرة عليها وانما غيرة على رجولتى وكرامتى .. وفى التحقيقات علمت من اسم الرجل انه زوجها الرابع .. ولا ادرى ان كانت مطلقة منه ام لازالت فى عصمته وتريد ان تسترد منه الورقة العرفية وهى على ذمتى !! وقبل ان يستطرد المهندس الشاب فى كشف الاسرار تنازلت سهام عن الدعوى وقررت اقامة دعوى خلع .. لكن الزوج الشاب القى عليها يمين الطلاق وهو يؤكد انه فى اللحظة التى كان عليه ان يطلقها لاستحالة حياتهما تحت سقف واحد شعر لأول مرة انه يحبها !! .. وقال المقربون منهما ان الزوج الشاب اراد ان يجاملها بتلك الكلمات بعد ان حصل منها على نصف مليون جنيه مقابل ان يرد لها عقود الزواج الخمسة .. خاصة ان بها عقدا باسم مسئول كبير! .. وقالوا ايضا ان سهام هذه المرة مزقت العقود فور استلامها ثم بكت ! سهام موجودة الان فى احدى الدول العربية بعد ان باعت شركاتها وتزوجت .. ويبدو انه الزواج الاخير بعد ان قاطعت الحياة العامة وارتدت النقاب ! .. لكن خبرا عن الراقصة لوسى قد يعيدها مرة اخرى .. لماذا ؟؟؟ .. تقول سهام : .. سمعت ان الفنانة لوسى تفكر فى مغادرة مصر وافتتاح معهد للتدريب على الرقص الشرقى اذا تولى التيار الاسلامى الحكم فى مصر لهذا قررت انا وزوجى شراء الملهى الليلى الذى يمتلكه زوج لوسى بأى ثمن !! . وهل سيتم تطوير الملهى ؟؟؟ قالت بلهجة حاسمة : ..لا طبعا .. سوف نلغى نشاطه ونغيره الى اكبر سنتر لملابس المحجبات.. بس ياريت يبيعوه !!