ارتفاع الأسهم الأوربية وسط تفاؤل بمصير الفائدة الأمريكية    محافظ مطروح: استقبلنا 3.3 ألف طن قمح بصومعة الحمام    مصدر رفيع المستوى: الوفد المصري يكثف اتصالاته لاحتواء التصعيد بين إسرائيل وحماس    خبير تحكيمي: مستوى البنا في تراجع شديد.. وسموحة يستحق ركلة جزاء أمام الزمالك    بعد مشاركة وسام أساسيا في المباريات السابقة .. هل سيعود محمود كهربا لقيادة هجوم الأهلى أمام الاتحاد السكندري ؟    قبل أولمبياد باريس.. زياد السيسي يتوج بذهبية الجائزة الكبرى ل السلاح    محافظ المنوفية يعلن جاهزية المراكز التكنولوجية لبدء تلقى طلبات التصالح غدا الثلاثاء    محافظ الغربية يتابع استمرار الأعمال بمشروع محطة إنتاج البيض بكفر الشيخ سليم    ارتفاع الأسهم الأوروبية بقيادة قطاع الطاقة وتجدد آمال خفض الفائدة    وزير فلسطيني: مكافحة الفساد مهمة تشاركية لمختلف قطاعات المجتمع    من يعيد عقارب الساعة قبل قصف معبر كرم أبو سالم؟    ماكرون يؤكد ضرورة الحوار الصيني الأوروبي أكثر من أي وقت مضى    التعليم تختتم بطولة الجمهورية للمدارس للألعاب الجماعية    التعليم العالي: تحديث النظام الإلكتروني لترقية أعضاء هيئة التدريس    بالأرقام والتفاصيل.. خطة لتحويل "مناخ" بورسعيد إلى حي أخضر    وزير الرياضة: 7 معسكرات للشباب تستعد للدخول للخدمة قريبا    مواصلة الجهود الأمنية لتحقيق الأمن ومواجهة كافة أشكال الخروج عن القانون    كشف ملابسات مقتل عامل بأحد المطاعم في مدينة نصر    طلاب مدرسة «ابدأ» للذكاء الاصطناعي يرون تجاربهم الناجحة    6 عروض مسرحية مجانية في روض الفرج بالموسم الحالي لقصور الثقافة    «شقو» يحقق 62 مليون جنيه إيرادات في شباك التذاكر    ماجدة الصباحي.. نالت التحية العسكرية بسبب دور «جميلة»    بالفيديو.. مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية: شم النسيم عيد مصري بعادات وتقاليد متوارثة منذ آلاف السنين    وفاة شقيق الفنان الراحل محمود ياسين.. ورانيا ياسين تنعيه: مع السلامة عمي الغالي    «المستشفيات التعليمية» تناقش أحدث أساليب زراعة الكلى بالمؤتمر السنوى لمعهد الكلى    استشاري تغذية ينصح بتناول الفسيخ والرنجة لهذه الأسباب    لاعب نهضة بركان: حظوظنا متساوية مع الزمالك.. ولا يجب الاستهانة به    مفاجأة عاجلة.. الأهلي يتفق مع النجم التونسي على الرحيل بنهاية الموسم الجاري    فشل في حمايتنا.. متظاهر يطالب باستقالة نتنياهو خلال مراسم إكليل المحرقة| فيديو    مقتل 6 أشخاص في هجوم بطائرة مسيرة أوكرانية على منطقة بيلجورود الروسية    إزالة 9 حالات تعد على الأراضي الزراعية بمركز سمسطا في بني سويف    فنان العرب في أزمة.. قصة إصابة محمد عبده بمرض السرطان وتلقيه العلاج بفرنسا    بعد نفي علماء الآثار نزول سيدنا موسى في مصر.. هل تتعارض النصوص الدينية مع العلم؟    موعد عيد الأضحى لعام 2024: تحديدات الفلك والأهمية الدينية    إصابة أب ونجله في مشاجرة بالشرقية    انتصار السيسي: عيد شم النسيم يأتي كل عام حاملا البهجة والأمل    ولو بكلمة أو نظرة.. الإفتاء: السخرية من الغير والإيذاء محرّم شرعًا    تعرف على أسعار البيض اليوم الاثنين بشم النسيم (موقع رسمي)    إصابة 7 أشخاص في تصادم سيارتين بأسيوط    كولر يضع اللمسات النهائية على خطة مواجهة الاتحاد السكندرى    مفاضلة بين زيزو وعاشور وعبد المنعم.. من ينضم في القائمة النهائية للأولمبياد من الثلاثي؟    طقس إيداع الخميرة المقدسة للميرون الجديد بدير الأنبا بيشوي |صور    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 6-5-2024    قصر في الجنة لمن واظب على النوافل.. اعرف شروط الحصول على هذا الجزاء العظيم    هل يجوز قراءة القرآن وترديد الأذكار وأنا نائم أو متكئ    أول تعليق من الأزهر على تشكيل مؤسسة تكوين الفكر العربي    الدخول ب5 جنيه.. استعدادات حديقة الأسماك لاستقبال المواطنين في يوم شم النسيم    نصائح لمرضى الضغط لتناول الأسماك المملحة بأمان    طريقة عمل سلطة الرنجة في شم النسيم    نيويورك تايمز: المفاوضات بين إسرائيل وحماس وصلت إلى طريق مسدود    وزيرة الهجرة: نستعد لإطلاق صندوق الطوارئ للمصريين بالخارج    دقة 50 ميجابيكسل.. فيفو تطلق هاتفها الذكي iQOO Z9 Turbo الجديد    مع قرب اجتياحها.. الاحتلال الإسرائيلي ينشر خريطة إخلاء أحياء رفح    البحوث الفلكية تكشف موعد غرة شهر ذي القعدة    طبيب يكشف عن العادات الضارة أثناء الاحتفال بشم النسيم    تعاون مثمر في مجال المياه الإثنين بين مصر والسودان    استشهاد طفلان وسيدتان جراء قصف إسرائيلي استهدف منزلًا في حي الجنينة شرق رفح    الجمهور يغني أغنية "عمري معاك" مع أنغام خلال حفلها بدبي (صور)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أغلى ليلة زواج في مصر
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 14 - 11 - 2013


هي.. لازالت نجمة حتى الآن في المجال الإعلامي!
من يراها لا يعرف إن كان عمرها اقترب من الخمسين أو تجاوزه بسنوات قليلة.. لكنها على أية حال لا تزال تعتز بأنها جميلة ولها من الأنوثة والفتنة نصيب لا تخطئه العين!
المثير في حياتها أنها كانت إحدى زوجات رجل الأعمال الكبير ونجم شركات توظيف الأموال، لكنه زواج لم يستمر أكثر من ليلة واحدة عاشها الزوجان في أحد قصور مصر الجديدة.. ثم افترقا خمسة عشر يوما حدثت بعدها مفاجأة مثيرة انتهت معها العلاقة على يد المأذون أيضا..!!
تجاوزتها الأعمال الدرامية التي قدمت قصة نجم توظيف الأموال الكبير.. ربما بضغوط منها.. وربما لعدم إلمام المؤلف بكافة تفاصيل زواج الليلة الواحدة والذي تكلف أكثر من خمسة ملايين جنيه!!.. لكن للإنصاف والحقيقة استرد منها نجم توظيف الأموال أكثر من أربعة ملايين جنيه بعد الطلاق مباشرة!..
ولأني كنت حاضرا أثناء عقد الزواج فلازالت تفاصيل السر في ذاكرتي كأنها وليدة اللحظة.. ليس لأنه سر يتعلق برجل الأعمال الشهير أو زوجته التي كان شرط زواجه الوحيد منها هو السرية.. وليس لاهتمام مصطفى أمين عملاق الصحافة المصرية بتكلفة ليلة الزواج الوحيدة حينما استدعاني ليسمع مني حكاية نجم توظيف الأموال وزوجته الإعلامية التي تشق طريقها نحو النجومية في الإذاعة المصرية.. وإنما لأنه أغرب زواج عشت تفاصيله لحظة بلحظة.. وكانت كل لحظة تحمل من الإثارة ما يكفي.. ويزيد!
"مرمر" هو اسم الدلع الخاص جدا بها والذي لا يناديها به سوى أفراد أسرتها وبعض صديقاتها المقربات منها وكن لا يزدن على أصابع اليد الواحدة فلم تكن مرمر تؤمن بالانفتاح على الناس أو الاختلاط غير المحدود.. بل كانوا يسمونها "العسكري" في كلية الفنون الجميلة التي التحقت بها بعد حصولها على الثانوية العامة.. فتاة جامعية جميلة يحاول شباب الكلية الاقتراب منها أو لفت انتباها أو كسب ودها، لكنها كانت تتجاهل الجميع وتسرع الخطى في مشيتها التي تشبه سير الجنود في الطوابير العسكرية.. ربما كانت نشأتها وسط أسرة عميدها من رجال القوات المسلحة هي السبب في أن تضغط مرمر على مراهقتها وتتجنب قصص الحب وتحذر من اقتراب الشباب منها!
هكذا قدمها لي أحد أصدقائي من الصحفيين بعد أن شعر بحيرتي في البحث عن رسام موهوب يصمم لي غلاف كتابي الأول "بلاغ ضد امرأة" والذي تحول فور صدوره الى فيلم سينمائي.. كانت مرمر في هذا الوقت قد تخرجت من كلية الفنون الجميلة بتقدير امتياز.. ولهذا أحسست براحة عميقة فمن المؤكد أنها سترسم لي غلافا يشد الانتباه.. جلسنا سويا في مكتبي بالدور الثالث بأخبار اليوم.. وبعد أن سلمتها المجموعة القصصية بخط اليد فاجأتني بأنني لن أشاهد بروفة للغلاف وإنما ستأتي به مكتملا وجاهزا للطباعة بعد ثلاثة أسابيع؟!..
وقبل أن أسألها عن السبب في عدم متابعتي للبروفة لاحتمال إجراء تعديل بها فجرت مرمر مفاجأة أدهشتني.. دمعت عيناها وصارحتني بأن طليقها يطاردها ويهددها إذا غادرت منزلها ويحاصرها أينما ذهبت وحيثما ذهبت وأنها تضطر للتمويه حتى تنزل لقضاء مشوار مهم، وأحيانا تنجح مثلما نجحت اليوم في الحضور لي وكثيرا ما تفشل فتظل في بيت أسرتها باكية، حزينة!
أدهشتني قصة مرمر.. سيدة لم تتجاوز الثانية والعشرين عاما صارت مطلقة، ومهددة، ومحاصرة، وطليقها يعتبرها من ممتلكاته الخاصة حتى بعد أن انفصلت عنه بالإبراء والتنازل عن كافة حقوقها.. ويخيرها بين أن تعود الى عصمته.. أو تظل بلا رجل حتى تموت!.. لم أسأل مرمر وقتها عن أسباب الطلاق فالمرأة حينما تُسقط رجل من حياتها سوف تحاول أن تلصق به كل التهم الحقيقية والملفقة إن تطلب الأمر طالما أنها لم تتزوج هذا الرجل عن حب.. أو حتى أحبته ثم ضاع رصيده كله من قبلها لسبب أو آخر.. ليس مهما.. فالبيوت أسرار!
لا أدري لماذا تحمست وقتها لمساعدة هذه السيدة الجميلة التي يكاد رحيق شبابها أن يتبدد مبكرا.. أصررت على أن أصطحبها الى مدير أمن القاهرة وتحرر محضر بأخذ تعهد على طليقها بعدم التعرض.. ويبدو أن زوجها السابق فوجئ بالعين الحمراء من الشرطة وشعر بأن قطته المسكينة صار لها أنياب بعد أن هدده ضابط المباحث بأنه لو اقترب من طليقته سيكون قد فتح على نفسه أبواب جهنم!!
طارت مرمر من الفرحة.. وقبلت أنا دعوة أسرتها على الغداء بعد أن تخلصوا من شبح طليق ابنتهم وكلاب حراسته الذين كانوا يحيلون حياة الأسرة الى عذاب.. قضيت مع الأسرة عدة ساعات وأنا سعيد بفرحتهم.. عائلة بسيطة تسكن في حي عين شمس الشعبي في شقة مكونة من حجرتين.. أسرة صغيرة متوسطة الحال ظنت أن زواج ابنتهم مرمر وهي طالبة سوف يساهم في إضفاء السعادة عليهم، لكن سرعان ما عادت الابنة قبل تخرجها بشهور تلعن اليوم الذي خرجت فيه من بيت أبيها الى بيت زوجها المتسلط والمتكبر بما لديه من مال ونفوذ.. لكن الآن تستطيع مرمر وأسرتها أن يخرجوا ويعودوا دون خوف من تهديدات إيذائهم بماء النار!
قبل أن أغادر شقة الأسرة صارحتني أم مرمر بأن ابنتها كانت تحلم منذ طفولتها بأن تكون مذيعة رغم موهبتها الفائقة في الفن التشكيلي.. وسألتني إن كانت عندي واسطة تحقق لمرمر هذا الحلم!.. ولم أتردد في الإجابة بأن الصحفي المعروف عصام بصيلة قد يفيدني في هذا الأمر، خاصة وعلاقتي به أكثر من ممتازة ومكتبه مجاور لمكتبي ويعاملني كأني شقيقه الأصغر.. وبالفعل حضرت مرمر وتحمس عصام بصيلة لطلبي واتصل ونحن في مكتبه بالإذاعي الشهير فهمي عمر رئيس الإذاعة في هذا الوقت وحصل منه على موعد لإجراء الاختبارات لمرمر!
أسابيع قليلة وصارت مرمر مذيعة تحت التدريب.. وخلال شهور أسندوا إليها واحدا من أهم البرامج المسموعة في مصر والعالم العربي.. صارت مقابلاتنا بالجريدة في المناسبات وإن ربطت المكالمات التليفونية صداقتنا برباط لم ينقطع لمدة خمس سنوات متواصلة.. لقد صارت لها حياتها التي لا أعلم شيئا عن تفاصيلها.. وانشغلت أنا بعملي حتى جاء يوم لا يغيب عن بالي حتى اليوم.. ولا تنساه مرمر حتى اليوم رغم كل ما مر بها من مفاجآت وأسرار وأحداث!
جاءني نجم شركات توظيف الأموال بمفاجأة من العيار الثقيل.. سألني: هل تعرف مذيعة اسمها "مرمر"؟!.. قلت: "نعم.. لكني لم أرها منذ عدة سنوات.. نتكلم تليفونيا فقط!".. عاد وسألني باهتمام واضح: ".. هل تعرف عنوانها؟!".. قلت "نعم..!".. ومرة أخرى يفاجئني الرجل الذي كان حديث مصر في هذا الوقت بما لديه من مليارات من أموال المودعين الذين يثقون في إدارته لشركاته ربما أكثر مما يثقون في شقيقه لانفعالهما السريع أمام هجمات الخصوم.. قال لي أنه لا سبيل أمامه ليتجنب تهمة ملفقة من الخصوم ويروج لها الصحفي الكبير موسى صبري سوى أن يتزوج!.. زواجا على الورق!..
وأضاف يؤكد أنه لا يتزوج هذه المرة للزواج وإنما ليغلق الباب أمام تهمة باطلة وآلاعيب قذرة الهدف منها هدم شركاته وتشويه سمعته وهز ثقة المودعين بالشركة.؟! سألته:
وما علاقة المذيعة مرمر؟!
اسمع يا سيدي.. مطلوب زوجة كتومة.. تعرف أن زواجي منها يجب أن يظل في طي الكتمان لأن زوجتي التي تعيش معي الآن لا ذنب لها ولا تقصر من ناحيتها.. وسوف يدفعها كبرياء الأنثى الى رفض هذا الحل لأنها لن تتفهم المسألة القانونية.. لهذا لا أريد أن أجرح مشاعرها.. أما المرأة التي أبحث عنها الآن فلابد أن تقدر هذا الظرف وأن تعرف أنني لن أظلمها ولن أطلقها إلا في حالة واحدة، إذا لم تحافظ على سرية الزواج.. أما إذا أرادت ألا أدخل بها ويتم طلاقها بعد انتهاء الأزمة القانونية الطارئة فإن لها ما تريد ولها أن تتمتع بالمهر والمؤخر كمكفأة لها على هذا الدور!!
سألته مرة أخرى:
ولماذا مرمر بالذات؟!
لقد رشحوا لي أكثر من اسم، من بينهن فنانات، ولن أضمن واحدة من هؤلاء المرشحات في كتم السر.. أنت تعلم جيدا براءتي من التهمة الملفقة بأني خطفت إنسانا وقمت بتعذيبه ليلة كاملة، وليس أمامي سوى أن أثبت أنني في تلك الليلة كنت أتزوج!.. وقبل ساعات أرشدني صديق لي ولك على أنك تعرف المذيعة مرمر وأقسم لي أن كل الشروط تنطبق عليها وأن ترتبيها ونشأتها تدفعان بها الى كتم السر إذا وافقت على المهمة.. ولهذا أرجوك أن تساعدني في الجلوس مع أسرتها وشرح الموقف برمته وكافة تفاصيله.. ولن تخسر شيئا.. إذا وافقوا توكلنا على الله.. وإذا رفضوا يا دار مادخلك شر!
اتصلت بالأسرة تليفونيا.. شرحت لهم الموقف كاملا.. رحبوا بالمناقشة في شقتهم بدلا من المكالمات التليفونية وبحضور نجم توظيف الأموال بنفسه!
ذهبنا في الموعد المحدد.. جلسنا في صالون الشقة المتواضعة وبعد نقاش طويل سأل الأب مرمر عن رأيها.. وجاء ردها هي الأخرى مفاجأة:
أنا موافقة بشرط أن يكون زواجا حقيقيا وفي السر.. وأن يكون مهري القرآن الكريم!!.. أرجو أن يحفظني الحاج سور القرآن.. أنا لا أريد مالا!!!!
الرد أثار دهشة الأسرة فانطلقت نظرات الأب والأم نحو مرمر تحمل استنكارا لما أجابت به.. لكن نجم توظيف الأموال أنقذ مرمر من غضب الأسرة وراح يؤكد على أنه سيقدم شبكة وشقة تمليك ,أثاث فاخر ومؤخر يليق بمكانة العروس.. وهنا دبت الفرحة فوق الوجوه وتم الاتفاق على أن يتم الزواج في الليلة التالية ووعد نجم توظيف الأموال بإحضار المأذون معه واشترط على الأسرة أن يقتصر الحفل على العائلة الصغيرة فقط.. وألا يكون بالحفل كاميرات أو أجهزة كاسيت!
في طريق العودة ظل نجم توظيف الأموال يحدثني عن تأثره البالغ من رد مرمر بأن يكون مهرها هو تحفيظ القرآن الكريم.. وراح يؤكد لي أنه سيتمسك بهذه الإنسانة مهما كلفه الأمر لبساطتها وقناعتها ودماثة خلقها وليس لجمالها أو نسبها.. ثم قال في حماس:
ستكون شبكتها كيلو من الذهب.. وسوف أمنحها من مالي الخاص قصرا بمصر الجديدة بدلا من الشقة التمليك.. لقد حصلت على هذا القصر من أسبوعين فقط مقابل دين عجز صاحبه عن سداده نقدا.. ليس خسارة في هذه الإنسانة أي مال لأنها سوف تحافظ عليه!
لم أتدخل ولم أعترض على رزق هذه المذيعة التي هبطت عليها الثروة من السماء ومن حيث لم تتوقع.. ودعوت لصديقي نجم توظيف الأموال بالتوفيق!
الليلة التالية تم عقد القران.. ولم يعكر صفو الحفل شديد التواضع سوى تلك الفلاشات السريعة التي لمع بريقها فجأة أثناء عقد القران.. غضب نجم توظيف الأموال واعتذرت بسرعة شقيقة مرمر وأكدت أن الفرحة أنستها الاتفاق المسبق وأسرعت بمغادرة الصالون ومعها الكاميرا!... وقبل أن ينصرف نجم توظيف الأموال أخبر الأسرة أنهم يستطيعون الانتقال للحياة في قصر مصر الجديدة بعد ثماني وأربعين ساعة لأن تجهيزه يتم الآن على قدم وساق!!.. وفوجئنا جميعا بأم العروس تسأل عريس ابنتها:
شئ واحد لم تحدده لنا يا حاج؟!
خير...
مصروف البيت؟!
يكفي ثلاثة آلاف جنيه في الشهر؟!
رضا يا حاج..!
اليوم الثالث انتقلت الأسرة من شقة عين شمس التي لا تزيد مساحتها عن تسعين مترا الى قصر مصر الجديدة المقام على مساحة خمسمائة متر.. وحديقة.. وعن الأثاث والتحف حدث ولا حرج!.. الشئ الوحيد الذي لم أعلم به هو المبلغ الكبير الذي منحه نجم توظيف الأموال لعروسه لأسرتها لشراء ملابس واحتياجات تليق بحياة القصور!!.. لم أعلم أيضا بالسيارة الحمراء الصغيرة التي أهداها العريس الى عروسه لتذهب بها الى ماسبيرو!!
المثير أن مرمر هي التي اتصلت بنجم توظيف الأموال بعد أن استقرت مع اسرتها بالفيلا ليحضر ويقضي معها الليلة كزوجين فهي ترفض أن يكون زواجهما فوق الورق فقط!.. وبالفعل جاء العريس تاركا كل مشاغله وأعبائه وكبار ضيوفه ووصل الى قصر مصر الجديدة مع منتصف الليل وغادره في السابعة صباحا..!
كانت مرمر قد حصلت على إجازة خمسة عشر يوما من عملها دون أن تخبر أحدا بأنها ستزف الى أغنى رجل في مصر..
كانت تظن – أيضا – أن عريسها سوف يكون أمام عينيها كل ليلة.. أو على الأقل يقضي معها جزءا من النهار.. لكن نجم توظيف الأموال فوجئ بتصعيد الحملة الإعلامية ضده وضد شركاته وتحريض المودعين على سحب أموالهم لتنهار تلك الشركات فاضطر الى تكريس ساعات الليل والنهار في مواجهة هذه الحملات وإظهار حقيقتها وشرح أبعادها للمودعين..
ولهذا لم يجد ساعة واحدة يمكنه أن يخصصها لعروسه التي لم يعش معها تحت سقف واحد أكثر من سبع ساعات!
وقعت مرمر في غلطة عمرها!!.. خشيت أن يتعود زوجها على غيابه عنها.. طار عقلها.. طاردته بالتليفونات.. فشلت في إقناعه بزيارتها.. وفشل هو في أن يقنعها بالصبر حتى تعبر سفينة شركاته الى بر الأمان، فإذا بفكرة شيطانية تنفذها مرمر تهدم بها المعبد فوق رأسها ورأس الجميع!.. ذهبت الى عملها بعد انتهاء أجازتها وتعمدت أن تذيع خبر زواجها من نجم توظيف الأموال وتعرض صور عقد القران على زميلاتها..
وكانت كبرى المفاجآت في اليوم التالي حينما نشرت الصحف خبر الزواج!!.. كانت مرمر تعتقد أنها تضع زوجها أمام الأمر الواقع ولم تفهم أنها وضعته ووضعت نفسها فوق بركان يحرق الجميع!!
هاجمت الصحف نجم توظيف الأموال.. وأثارت زوجته أم الأولاد أزمة داخل حياته الخاصة.. وثار المودعون لأن صاحب الشركات الذي يدير أموالهم ترك المعركة التي تكاد تعصف بشركته الكبرى ليتزوج مرة أخرى!!.. لم يفهم أحد الهدف الذي كان وراء الزواج وكتم نجم توظيف الأموال انفعالاته وابتلع همومه..
وكان قراره السريع والحاسم، اتصل بمرمر التي حاولت الدفاع عن نفسها والتأكيد على أن الخبر لم يتسرب منها.. لكنه حسم النقاش بثلاث كلمات:
أنت طالق بالتلاتة!!
لم ينته الأمر عند هذا الحد.. أرسل نجم توظيف الأموال رسولا الى مرمر وأسرتها فهموا منه أنه سيدمر مستقبل مرمر في الإذاعة وينتزع منهم كل ما وصلهم إذا لم يوافقوا على شروطه.. وهي.. رد القصر فورا والانتقال الى شقة من ثلاث حجرات من باب الإنسانية فقط!!.. وبعد مفاوضات سريعة وخوفا من تهديدات نجم توظيف الأموال قامت الأسرة برد القصر وملحقاته.. واحتفظت مرمر بالشبكة والسيارة وانتقلت الى الشقة التي اشتراها لها رجل الأعمال الشهير..
وما أن دخلت مرمر شقتها الجديدة حتى انهارت باكية.. ربما كانت تقارن بين حياة القصر وما آلت إليه حياتها في شقتها الجديدة.. وإن كان ثمن هذه الشقة يزيد مائة مرة عن ثمن شقة أسرتها في عين شمس والتي عاشت فيها معظم سنوات عمرها!
استدعاني مصطفى أمين الى مكتبه.. وسألني.
هل حضرت زواج المذيعة مرمر من صاحب شركات توظيف الأموال؟!
نعم..
ماذا قدم لها؟!
شبكة عبارة عن كيلو ذهب.. وقصر بمصر الجديدة.. وسيارة.. ومبلغ تنفق منه لا أعرف كم على وجه التحديد!!
وكم كان عمر هذا الزواج؟!
ليلة واحدة!!
سرح مصطفى أمين لحظات ثم ضحك ضحكته الشهيرة وهو يقول لي:
أنت محظوظ!!
لماذا يا أستاذ؟!
لأنك حضرت أغلى ليلة زواج في مصر!!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.