احتفلت محافظة أسوان بتعامد الشمس على وجه تمثال الملك رمسيس الثاني بمعبد أبو سمبل وسط حضور 2000 سائح ومصري يتقدمهم وزير السياحة هشام زعزوع ومحافظ أسوان اللواء مصطفى يسري . وقد بدأ التعامد الساعة 5.53 دقيقة صباحاً واستمرت لمدة 20 دقيقة وسط احتفالية ضخمة جهزها الشعب المصري للعالم بأسره في رسالة واضحة تطمئن الجميع أن مصر لا تزال بلداً آمنه وكان ضن الحضور بعض سفراء وقناصل الدول العربية والأفريقية ، بجانب فولكهارد فوندفورد رئيس جمعية المراسلين الأجانب ، علاوة علي بعض الفنانين والشخصيات البارزة منهم أحمد بدير ومي كساب وجميلة إسماعيل وأحمد حرارة وأحمد حجاجوفيتش الرحالة والمغامر المصري ، بالإضافة إلي 45 صحفي ومراسل ألماني ، والعديد من القنوات الفضائية والخاصة والأجنبية. وأكد هشام زعزوع على أن احتفال تعامد الشمس يعتبر رسالة واضحة للعالم أجمع علي أن مصر آمنة ، وأن هناك وسائل كثيرة نقوم باستخدامها من أجل عودة الحركة السياحية وتنشيطها مرة أخري ، وقد أثمر ذلك عن رفع 17 دولة الحظر عن زيارة المقاصد السياحية بمصر ، مشيراً إلي أنه في نفس الوقت نسعي إلي لرفع الحظر بدولة ايطاليا .. وقال بأنه في نوفمبر القادم ستقوم العديد من الشركات بالحجز بالأقصر وأسوان وهو الذي يمثل انطلاقة جديدة نحو الترويج السياحي الجيد وعودة السياحة لمصر في القريب العاجل . فيما أكد محافظ أسوان علي أن نجاح تنظيم الاحتفال بهذا الحدث الفريد يرجع إلي التعاون بين محافظة أسوان ووزارات السياحة والإعلام والثقافة والطيران والآثار، بالإضافة إلي الجهود التي بذلت من شباب مدينة أبو سمبل والقوي الثورية لإخراج فعاليات الاحتفال بظاهرة تعامد الشمس والتي امتدت علي مدار 3 أيام بصورة حضارية تتناسب مع المكانة المتميزة لأسوان علي خريطة السياحة الدولية ، لافتاً إلي أن ذلك يعكس المخزون الحضاري للشعب المصري وقدرته علي تخطي الصعاب وتجاوز المحن والاستمرار في طريقه نحو الاستقرار وإقامة دولة مدنية حديثة. ووجه مصطفي يسري الدعوة إلي السائحين في مختلف دول العالم لزيارة أسوان وأبو سمبل لمشاهدة الآثار المصرية الزاخرة بالتراص الإنساني والحضاري للتعرف من قرب علي هذه المعجزات الفلكية والعلمية ومنها ظاهرة تعامد الشمس وذلك وسط مناخ الاستقرار الأمني والسياسي . ومن جانبها وجهت نقابة المرشدين السياحيين بأسوان علي لسان عبد الناصر صابر نقيب المرشدين بأسوان الدعوة أيضاً لزيارة معابد النوبة ، وفي مقدمتها معبدي رمسيس التي تحوي معجزة طبيعية وفلكية فريدة للوقوف علي هذه المعالم الأثرية الخالدة ، مشيراً إلي أن هذه المناطق تعد مهد الحضارة الإنسانية ومتحف التراث الإنساني ليس للمصريين وحسب ولكن لكل البشرية حيث خطى الإنسان أولى خطواته نحو العلم والمعرفة منها . وفي نفس السياق أوضح د.أحمد صالح مدير أثار أبو سمبل والنوبة بأن ظاهرة تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثاني تعد من المعجزات الفلكية التي يبلغ عمرها 33 قرنًا من الزمان والتي جسدت التقدم العلمي الذي بلغه القدماء المصريون خاصة في علوم الفلك والنحت والتحنيط والهندسة والتصوير والدليل على ذلك الآثار والمباني العريقة التي شيدوها والتي كانت شاهدة على الحضارة العريقة التي خلدها المصري القديم في هذه البقعة الخالدة من العالم. وتابع بأن ظاهرة تعامد الشمس تتم مرتين خلال العام إحداهما يوم 22 أكتوبر وهو الذي يمثل بدء موسم الزراعة ، والثانية يوم 22 فبراير وهو يعتبر بداية لموسم الحصاد حيث تحدث الظاهرة بتعامد شعاع الشمس على تمثال الملك رمسيس الثاني وتماثيل الآلهة آمون ورع حور وبيتاح التي قدسها وعبدها المصري القديم حيث تخترق أشعة الشمس صالات معبد رمسيس الثاني التي ترتفع بطول 60 مترًا داخل قدس الأقداس. كما أن تلك الظاهرة والمعجزة الفلكية كانت لفكر واعتقاد لوجود علاقة بين الملك رمسيس الثاني والآلهة رع اله الشمس عند القدماء المصريين ، وقال إن تغيير توقيتات التعامد من 21 إلى 22 في أكتوبر وفبراير يرجع إلى تغير مكان المعبد بعد مشروع إنقاذ آثار النوبة في 1963 حيث انتقل المعبد من مكانه حوالي 180 متر بعيدًا عن النيل وبارتفاع قدره 63 مترًا .