يقال أنه عندما تغار المرأة تبكي، و عندما يغار الرجل يصمت.. تعد الغيرة من أهم الأمور التي يجب فهمها لإدراك كيفية التعامل مع شريك الحياة بشكل يساعد علي تطور العلاقة للأفضل لا للأسوأ. و تختلف أشكال الغيرة، و تختلف أيضا في التصرف من الرجل عن المرأة، فكلاهما له طبيعته المختلفة و التي بالطبع لا يكون رد الفعل لدى كل منهم واحدا. و وصفت المعالج السلوكي "أمل زكي"، الغيرة بأنها شعور خفي و شائك، و الذي هو بين قوة الحب لشخص ما و شدة الخوف من فقدانه. و قالت أمل في حوارها عن الغيرة أنها نوعين، و هما : -غيرة إيجابية تقوي الحب و تنعشه، و التي لا غنى عنها في أي علاقة بين رجل و امرأة. -غيرة تدمر الحب، وهى الغيرة الناتجة عن عدم الشعور بالأمان بالشكل الذي يسبب الشك في كل تصرفات الآخر، مما يقطع كل ما يوجد بين الطرفين. و ذكرت زكي أهم أسباب الغيرة، قائلة "أول أسباب الغيرة هي الحب.. والخوف من فكرة احتمالية فقدان الحبيب أو خسارته في أي وقت..". و أضافت أن الغموض قد يكون من مسببات الغيرة و الذي يجعلها تصل لأشدها، فالغموض و إخفاء بعض الأمور أو التفاصيل يجعل الغيرة تصل لحد زائد عن الطبيعي، و يدفع الشخص للكثير من التساؤلات : - ماذا يفعل الآخر؟ - من يقابل؟ - أين يذهب؟ - لما هو صامت هكذا؟ - فيما يفكر؟ و أوضحت أن الغموض ببعض الأمور في حياة أحد الطرفين، يزيد للطرف الآخر الشعور بالخوف و الغيرة، و الذي قد يصل في بعض الأوقات إلى الشك. و تابعت، مدح الآخرين أيضا من الأسباب المؤدية للغيرة التي تصل للشك، فمدح أشخاص آخرين كثيرا، أو الكلام السلبي للطرف الآخر يشعره بالغيرة، و يجعله يفكر كثيرا ويتساءل مع نفسه : - هل من الممكن أن يحب غيري؟ - هل أنا لا أكفي؟ و العديد من التساؤلات يفكر بها الطرف المتأثر و التي قد تصل لحد الهدم لا البناء. و أكدت المعالج السلوكي، أنه للوصول إلى بر الأمان في حالة الغيرة، و لمعالجتها حتى لا يغضب الطرف الآخر لابد من الثقة بالنفس و الاهتمام بها، و أن يردد كل شخص بينه وبين نفسه دائما : "أنا أستحق حب شريك حياتي..أؤمن بأني شخص مميز و أنه لن يجد مثلي في الحياة"...فكما يرى الشخص نفسه يراه الآخر. و إلى جانب تدعيم الثقة بالنفس، أضافت أمل زكي 3 خطوات يجب تنفيذها لتجنب مشاكل الغيرة، و هي : - في حالة الشعور بمشكلة، أو الشعور بإحساس معين تجاه الطرف الآخر علينا التحدث معه بهدوء، لأن أحيانا يكون الظن بالطرف الآخر خطئا و يختلف عن الواقع و الحقيقة. - التفكير في المستقبل وترك الماضي، حيث تلعب الذكريات العاطفية السلبية دورا كبيرا في الخوف، أو الشك تجاه الطرف الآخر إذا ما احتوى ماضي الشخص على أمور سيئة مثل الخيانة و الكذب. - و على الطرف المعاني من شدة غيرة شريك حياته، أن يضاعف شعور شريكه بالأمان، بأن يمدحه، يهاديه، يدعمه نفسيا، يجعله يتأكد إنه لا و لن يرى شخص غيره مهما كان شأن الآخر.. و أنهت المعالج أمل زكي حديثها عن الغيرة قائلة :"الحب يستحق من الطرفين التفهم والاحتواء ليدوم مدى الحياة".