قال المؤتمر الشعبي اللبناني إن ثورة 30 يونيو ستعيد الاعتبار لنهج حرب أكتوبر المجيدة مما سيسهم في بزوغ فجر جديد للأمة في مواجهة كل المخططات الاستعمارية والصهيونية. وأوضح المؤتمر الشعبي في بيان له بأن حرب أكتوبر المجيدة شكلت حلقة مهمة في إطار الصراع العربي ضد قوي الاستعمار والصهيونية وأبرزت حجم القوة الكامنة في الأمة حيث استطاع التنسيق العسكري بين مصر وسوريا والمدعم بتضامن عربي أن يلحق بالجيش الإسرائيلي المدعوم استعماريا هزيمة مدوية ما تزال آثارها ودروسها تتردد داخل كيان العدو حتى اليوم . واعتبر المؤتمر أن اللبنة الأولى لحرب أكتوبر بدأت يومي 9 و 10 يونيو عام 1967 حين خرجت جماهير الشعب العربي تعلن رفضها للنكسة وتؤكد تمسكها بنهج الرئيس القائد الزعيم جمال عبد الناصر المواجه للاستعمار والصهيونية ثم جاءت حرب الاستنزاف لتعلن رفض الأمة للنكسة. وشدد البيان على أن انتصار أكتوبر شكل الحلقة الأولى من حلقات النضال العربي لاسترداد الأرض والحق لكن الرهان على ما سمي الوساطة النزيهة لأمريكا أهدر معظم إنجازات تلك الحرب وفرط بتضحياتها ثم توالت التنازلات فكان مؤتمر مدريد واتفاقيتي أوسلو ووادي عربة وتبعها فتح أبواب التطبيع فكان كل ذلك من نتائج عصر الردة الذي اكتوت الأمة بناره ثلاثة وثلاثين عاما. ونوه بأن الأمة العربية فجرت غضبها وسخطها من أنظمة التبعية والقمع والفساد فكانت الشرارة من تونس وكان التحول الكبير في مصر العربية التي خلال سنتين أسقطت نظامين لم يكونا على مستوى طموحات الشعب الذي يتطلع لأن تلعب بلاده دورها التاريخي وتكون طليعة النضال التحرري العربي ضد كل قوى الاستعمار والصهيونية فجاءت ثورة 30 يونيو لتشكل مرجعاً للثوابت الوطنية والقومية ومرشداً نحو الاتجاه الصحيح. وأوضح أن أول هذه الثوابت تقوم على أن لا انفصام بين حرية الوطن وبين حرية المواطن ولا حرية لوطن عربي إلا إذا تحرر من كل أشكال النفوذ الأجنبي وردع العدوانية الصهيونية واسترد كامل الحقوق عبر بناء قوة ذاتية عربية مؤسسة على تضامن عربي مواجهة لقوى الاستعمار والصهيونية ولمخططاتها بما يحصن وحدة واستقلال وعروبة كل قطر عربي من مشاريع التمزيق والاقتتال الداخلي. وأضاف بيان المؤتمر الشعبي إذا كان الاستعمار قد تعلم من دروس حرب أكتوبر خطر الجيوش العربية على مخططاته وخاصة إذا ما حدث التنسيق فيما بينها فإن مؤامراته تركزت على ضرب هذه الجيوش وتفكيكها تماماً ونزع قوته كما حدث في العراق سابقاً وكما يسعون لحدوثه في سوريا اليوم فضلاً عن التآمر على الجيش المصري لتكون المنطقة عبارة عن شرطة عربية يقابلها جيش نووي إسرائيلي. وخلص البيان إلى أن نهج أكتوبر سيعاد الاعتبار له من خلال نجاح ثورة 30 يونيو المصرية ليبزغ فجر جديد يستعيد فيه النضال العربي التحرري حيويته ويواجه الأخطار على الأمة.